مفهوم الألم بعد القذف

يشكو بعض الرجال أحيانًا من معاناتهم من الألم أثناء أو بعد وصولهم إلى النشوة الجنسية أو القذف، وعادةً ما يصف هؤلاء الرجال هذا الألم بالقول بأنه شعورٌ حارقٌ ذو شدة متوسطة أو شديدة للغاية يحدث بالضبط أثناء القذف ويصل في الكثير من الأحيان إلى المنطقة الواقعة بين الشرج وكيس الصفن، وقد يشعر بعض الرجال كذلك بالألم في الإحليل البولي المسؤول أصلًا عن إخراج السائل المنوي إلى خارج العضو الذكري، وكثيرًا ما يُعاني هؤلاء الرجال من الإحباط بسبب هذا الألم إلى درجة امتناعهم عن ممارسة الأنشطة الجنسية التي تعودوا عليها في السابق، وهذا قد يؤدي في النهاية إلى حدوث مشاكل بينهم وبين شركاء حياتهم، كما أن بعضهم قد يُصاب بالاكتئاب أو القلق الشديد بسبب هذه المشكلة أحيانًا^[١]. وعلى أي حال يعترف الخبراء بكون هذه المشكلة من بين المشاكل الجنسية غير المفهومة تمامًا على الصعيد العلمي على الرغم من احتمالية أن تكون منتشرة بنسبة 1-10% عند الرجال العاديين، وبنسبة 30-75% عند الرجال الذين يُعانون أصلًا من التهابات مزمنة في غدة البروستاتا^[٢]، لكن ما هو سبب هذه المشكلة في الأصل؟ وهل هنالك أعراض أخرى لهذه المشكلة؟ وما في الخيارات التشخيصية والعلاجية المتوفرة للتعامل معها؟

أعراض الألم بعد القذف

تختلف نوعية وشدة الأعراض المصاحبة بالألم بعد القذف من رجل إلى آخر، كما أن بعض الرجال يُصابون بهذه المشكلة فقط عند ممارستهم للجماع مع الشريك وليس بعد الاستمناء، وقد يدوم الألم أحيانًا إلى دقائق معدودة أو لأكثر من 24 ساعة بعد القدف أحيانًا، وعمومًا تتضمن أبرز الأعراض المصاحبة لهذا الألم ما يلي^[٣]:

• الشعور بالألم قبل، أو أثناء، أو بعد القذف مباشرة.
• الشعور بالألم حول منطقة العضو الذكري، أو المثانة، أو المستقيم.
• الشعور بألم أثناء التبول بعد القذف.

أسباب الشعور بالألم بعد القذف

يتحدث الخبراء عن أسبابٍ عديدة محتملة وراء معاناة بعض الرجال من الألم بعد القذف، منها^[٤]:

• الإصابة بالتهاب البروستاتا: تنتشر حالات الإصابة بهذا الالتهاب بين الرجال الأعمارهم أكثر من 50 سنة، وكثيرًا ما يشكوا المصابون بهذا الالتهاب من كثرة التبول والألم أثناء التبول، كما أن بعضهم قد يشكون أيضًا من حصول ضعفٍ في الانتصاب.
• الخضوع لعملية جراحية من قبل: يُعاني الرجال الذين خضعوا إلى بعض أنواع عمليات استئصال البروستاتا من ارتفاع خطر إصابتهم بضعف الانتصاب وحدوث الألم أثناء القذف، كما أن هذه المشكلة يُمكنها أن تحدث عند الرجال الذين خضعوا إلى عملية إصلاح الفتق أيضًا.
• تناول الأدوية المضادة للاكتئاب: تشتهر بعض الأدوية المضادة للاكتئاب بقدرتها على التسبب بحدوث ضعفٍ جنسي عند بعض الرجال، وتشتمل أبرز الأمثلة على ذلك كلًا مما يُعرف بمثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية، ومضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، ومثبطات أكسيداز أحادي الأمين.
• الإصابة بسرطان البروستاتا: لا يتسبب سرطان البروستاتا بظهور الكثير من الأعراض عن الكثير من الرجال، لكنه يبقى من بين الأمور التي يُمكنها التسبب بظهور الألم عند القذف بجانب أعراضٍ أخرى، كضعف الانتصاب ونزول الدم مع المني.
• الخضوع للعلاج الإشعاعي: يؤدي الخضوع إلى جلسات العلاج الإشعاعي الخاصة بمنطقة الحوض أحيانًا إلى التسبب بحدوث ضعفٍ في الانتصاب أو ألم أثناء القذف، لكن عادةً ما تكون هذه الأمور مؤقتة وليست دائمة.
• تكون الحصى أو الأكياس: يؤدي وجود الحصى في القناة الدافقة للمني إلى انسداد هذه القناة والتسبب بحدوث ألم بعد القذف أو مشاكل إنجابية عند بعض الرجال.
• الإصابة باعتلال الأعصاب الفرجي: ينجم هذا المرض عن وجود ضررٍ في أعصاب الحوض، وعادةً ما يتسبب بظهور آلامٍ في المناطق التناسلية والشرجية.
• الإصابة بداء المشعرات: ينتمي هذا المرض إلى خانة الأمراض المنقولة جنسيًا، وهو من بين الأسباب المحتملة وراء المعاناة من الحرقة أو الألم أثناء القذف.
• الإصابة بمشاكل نفسية: تظهر هذه المشاكل كثيرًا عند الرجال الذين يشعرون بالألم عند القذف أثناء الجماع فقط وليس أثناء الاستمناء.

تشخيص وعلاج الشعور بالألم بعد القذف

يلجأ الطبيب في البداية إلى سؤال المريض عن تاريخه المرضي، وعن الأدوية التي دأب على تناولها، وعن نوعية الأمراض المنقولة جنسيًا التي عانى منها من قبل، كما قد يضطر الطبيب إلى إجراء فحوصات بدنية ومخبرية للكشف عن مشاكل البروستاتا في حال الشك بتسببها بحدوث المشكلة، وعلى أي حال يتوقف العلاج الأمثل لمواجهة مشكلة الألم بعد القذف على علاج المسبب بالدرجة الأولى، وعليه فإن العلاج قد يتضمن^[٣]:

• وصف مضادات حيوية لعلاج العدوى أو الأمراض المنقولة جنسيًا.
• إخضاع المريض لعمليات جراحية لعلاج مشاكل البروستاتا.
• إجاد حلول نفسية أو عاطفية عبر استشارة أخصائي الطب النفسي.
• وصف أدوية مسكنة للآلام أو مرخية للعضلات.
• تغيير نوعية الأدوية التي يستهلكها المريض.
• حث المريض على ممارسة تمارين خاصة بتقوية عضلات الحوض.

المراجع

1. ↑ "What causes painful orgasm in men, and how can it be treated?", International Society for Sexual Medicine, Retrieved 2-3-2019. Edited.
2. ↑ Arie Parnham & Ege Can Serefoglu (8-2016), "Retrograde ejaculation, painful ejaculation and hematospermia", Translational andrology and urology, Issue 4, Folder 5, Page 592–601. Edited.
3. ^ ^{أ ب} Graham Rogers, MD (29-12-2017), "Why does it hurt when I ejaculate?"، Medical News Today, Retrieved 2-3-2019. Edited.
4. ↑ Graham Rogers, MD (26-6-2017), "9 Possible Causes for Painful Ejaculation"، Healthline, Retrieved 2-3-2019. Edited.