ألم في وسط الرأس مع دوخة

يُعدّ الصداع أحد الشكاوى الطبية الأكثر شيوعًا؛ إذ انّ معظم الناس قد أصيبوا به في مرحلة ما من حياتهم، ويؤثر في الشخص بغض النظر عن عمره، أو عرقه، أو جنسه، فقد يحدث الصداع في أي جزء من الرأس على كلا الجانبين أو على جانب واحد، وينتج الصداع بسبب الإجهاد، أو الضيق العاطفي، وقد يكون نتيجة اضطرابات نفسية، أو مرض؛ كالقلق، والاكتئاب، أو ارتفاع ضغط الدم، أو الصداع النصفي، فالأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي المزمن يجدون صعوبة في ممارسة حيواتهم اليومية بالشكل الطبيعي، كما يُصنّف الصداع إلى صداع أساسي أو صداع ثانوي؛ ذلك حسب السبب، وتكمن العلاقة بين الصداع والدوخة في أنّ الدوخة إحدى أعراض الصداع، خاصةً الصداع النصفي.^[١]

أنواع الصُداع

هناك الكثير من أنواع الصداع المختلفة في أسبابها وأعراضها، فرغم ذلك فإنّ معظمها قصيرة العمر ونادرة الحدوث، وفيما يلي توضيح لبعض منها:

صداع التوتر

يُعدّ صداع التوتر أكثر أنواع الصداع شيوعًا؛ فهو ألم منتشر في الرأس تتراوح شدته من خفيفة إلى معتدلة، ويوصف بأنه يشبه وجود شريط ضيق حول الرأس، إذ لم يُحدّد سبب واضح أو مفهوم لصداع التوتر، الذي ينتج منه الشعور بألم في الرأس مع إحساس بالضيق أو الضغط على الجبهة أو على جانبَي الرأس وخلفه، والألم في عضلات فروة الرأس والكتف والعنق، ويُقسّم هذا النوع من الصُداع قسمين رئيسَين؛ وهما:^[٢]

• صداع التوتر النوبي؛ هذا الصداع يأتي في شكل نوبات قد تستمر من نصف ساعة إلى أسبوع، كما أنه قد يحدث بمعدل أقل من 15 يومًا لكل شهر خلال ثلاثة أشهر، مع العلم أنّ كثرة الصداع العرضي قد تجعله مزمنًا.
• صداع التوتر المزمن؛ هذا الصُداع قد يدوم لساعات طويلة، كما أنّه قد يحدث بمعدل أكثر من 15 يومًا في الشهر أكثر من ثلاثة أشهر.

الصداع العنقودي

هو صداع نادر الحدوث، ويصيب غالبًا الرجال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 20 إلى 40 عامًا، وهو صداع لا يتسبب في الخفقان بل يسبب ألمًا شديدًا على جانب واحد من الرأس أو خلف العين، وقد يسبب احتقان الأنف أو سيلان الأنف وتمزق العينين، ويستمر هذا الصُداع لمدة طويلة من الزمن قد تصل إلى ستة أسابيع، وتدعى هذه المدة مدة الكتلة.^[٣]

الصداع النصفي

يُعرَف بأنه صداع أولي، وهو ألم شديد يتمثل بالخفقان على جانب واحد من الرأس، وغالبًا ما يصيب النساء، رغم تعرّض الأشخاص في سن البلوغ والأطفال لهجوم هذا الصداع، ويتكرر من عدة مرات في الأسبوع إلى مرة واحدة في السنة ليستمر كل هجوم مدة ثلاثة أيام، وقد يعاني بعض المصابين بهذا الصُداع من اضطرابات بصر، وحساسية تجاه الصوت والضوء والرائحة مدة تدوم من 5 إلى 60 دقيقة، ومن أعراض هذه الاضطرابات أيضًا: فقدان جزئي للرؤية، وضعف في العضلات، وصعوبة في التحدث، والدوخة، أما عن أسباب الصداع النصفي فلم يُوضّح سبب ومفهوم رغم أنّه أكثر شيوعًا لدى الذين يعانون مسبقًا من الاكتئاب والصرع، كما يُعدّ التوتر والقلق، أو اضطرابات النوم، أو بعض الأطعمة والأدوية، وربما الأضواء الساطعة، أو التغيرات الهرمونية من مسببات هذا الصداع.^[٤]

الدوخة وأسبابها

تُعدّ الدوخة أحد أعراض الاضطرابات المختلفة ولا تُعدّ مرضًا؛ فهي الشعور بالدوار أو الشعور بخلل في التوازن، مما قد يؤثر في أعضاء الحس، ويؤثر خاصًة في العينين والأذنين، مما قد ينتج منه فقدان للوعي، رغم أنّ الدوخة شائعة إلا أنّ السبب ليس خطيرًا في غالب الحالات ولا يدعو إلى القلق، لكن تجب استشارة الطبيب فورًا إذ تكررت نوبات الدوخة دون سبب واضح أو استمرت لمدة طويلة، ومن الخطوات التي يجب أن يتبعها الأشخاص الذين يُعرّضون لنوبات الدوخة المتكررة ما يلي:^[٥]

• الجلوس أو الاستلقاء فور الشعور بالدوار حتى تختفي الدوخة، مما يساعد في تجنب السقوط والتعرض لإصابة خطيرة.
• الاستعانة بعصى، أو ما يساعد في المشي -إذا لزم-.
• استخدام الدرابزين عند النزول من الدرج والصعود على الدرج.
• تجنب القيادة أو تشغيل الآلات الثقيلة لمن يُعرّض لنوبات الدوخة المفاجئة.
• تجنب الكافيين، والكحول، والتدخين، والمواد كلها التي تؤدي إلى الدوخة.

أمّا الأسباب الأكثر شيوعًا للدوخة فتشتمل على ما يلي:^[٥]

• الصُداع النصفي.
• تناول بعض الأدوية والكحول.
• مشكلة في الأذن الداخلية؛ كفقدان السمع، أو طنين الأذن، أو تراكم السوائل في الأذن، أو بسبب ورم صوت يصيب العصب الذي يربط الأذن الداخلية بالدماغ.
• اضطرابات نفسية؛ كالقلق أو الاكتئاب.
• فقر الدم، أو انخفاض نسبة الحديد.
• انخفاض مفاجئ في ضغط الدم.
• انخفاض نسبة السكر في الدم.
• مرض عضلة القلب.
• ضربة الشمس.

علاج ألم في وسط الرأس مع دوخة

بما أنّ ألم الرأس أو الصداع مشكلة شائعة يتعامل معها الكثير من الناس يوميًا، فلا بد من اقتراحات علاجية منزلية أو طبية للحد من هذه المشكلة، ومن هذه الاقتراحات ما يلي:^[٦]

• مسكنات الصداع، إذ يجب أخذ أدوية ومسكنات للتخفيف من حدة الصداع.
• شرب الماء، فقد أظهرت نتائج الدراسات أنّ الجفاف سبب شائع للصداع، كما أنه يُضعف التركيز ويسبب التهيج؛ لذا ينبغي شرب كمية كافية من الماء يوميًا وتناول الأطعمة الغنية بالماء.
• تناول المغنيسيوم، هو معدن ضروري لأداء وظائف متعددة في الجسم، ومنها السيطرة على نسبة السكر في الدم، كما أنه علاج فعال للصداع، خاصة الصداع النصفي المتكرر، مع العلم أنّ أخذ كمية كبيرة من المغنيسيوم قد يؤثر سلبًا في جهاز الهضم ويتسبب في الإسهال؛ لذا ينصح البدء بتناول جرعة صغيرة لعلاج ألم الرأس المتكرر.
• النوم الكافي، الحرمان من النوم يكون ضارًا بالصحة بعدة طرق، فقد أثبتت بعض الدراسات أنّ النوم لأقل من ست ساعات في الليلة يتسبب في الشعور بصداع متكرر وشديد مع النوم الكثير ولوقت طويل، لهذا يجب الحصول على القدر المناسب من الراحة، والنوم الكافي والمعتدل؛ للوقاية الطبيعية من الصداع.
• استخدام الزيوت الأساسية، حيث الزيوت الأساسية سوائل عالية التركيز تحتوي مركبات عطرية من مجموعة متنوعة من النباتات؛ مثل: زيت النعناع المفيد لعلاج الصداع، وخاصة صداع التوتر، كما أنّ زيت اللافندر فعّال في الحد من الشعور بألم الرأس الناتج من الصداع النصفي.
• اليوغا، تساعد ممارسة اليوغا في التخفيف من التوتر، وزيادة المرونة، وتقليل الشعور بالألم، كما أنها تساعد في تقليل تكرر الصداع وحدته، فقد أثبتت الدراسات أنّ لليوغا دور في علاج الصداع النصفي المزمن.
• تجنب الروائح القوية، فالروائح القوية؛ كروائح العطور ومنتجات التنظيف تسبب الشعور بالصداع، فقد أظهرت الأبحاث الطبية أنّ الروائح القوية تؤدي إلى الإصابة بالصداع النصفي والتوتر، وهذا ما يدعى فرط الحساسية تجاه الروائح، لذا ينبغي تجنب العطور ودخان السجائر وحتى الأطعمة ذات الروائح القوية للوقاية من ألم الرأس.

أمّا الدوخة فيعتمد علاجها على السبب الكامن وراءها، حيث العلاجان المنزلي والطبي يتحكمان بسبب الدوخة، ومن ضمن العلاج المقترح للتحكم بسبب الدوخة ما يأتي:^[٥]

• حل مشاكل الأذن الداخلية عن طريق التمارين المنزلية، وبعض الأدوية التي تساعد في التحكم بالتوازن.
• معالجة الصداع النصفي بالأدوية اللازمة، وتغيير نمط الحياة بالتعرف إلى مسببات الصداع النصفي وتجنبها.
• تجنب أسباب التوتر، كما تساعد الأدوية في الحد من اضطرابات القلق.
• تناول الكثير من السوائل عند ممارسة التمارين المفرطة، ولتجنب فقدان الوعي بسبب أشعة الشمس والحرارة.

المراجع

1. ↑ James McIntosh(13-11-2017), "What is causing this headache?"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 23-6-2019. Edited.
2. ↑ "Tension headache", www.mayoclinic.org, Retrieved 23-6-2019. Edited.
3. ↑ Saurabh Sethi (2-8-2018), "Everything You Need to Know About Headaches"، www.healthline.com, Retrieved 23-6-2019. Edited.
4. ↑ Stephen Gill (29-6-2018), "What different types of headaches are there?"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 25-6-2019. Edited.
5. ^ ^{أ ب ت} "What Causes Dizziness?", www.healthline.com,12-4-2016، Retrieved 25-6-2019. Edited.
6. ↑ Jillian Kubala (4-2-2018), "18 Remedies to Get Rid of Headaches Naturally"، www.healthline.com, Retrieved 25-6-2019. Edited.