نائب الفاعل

تتكون الجملة الفعلية في اللغة العربية من فعل وفاعل ومفعول به إذا كان الفعل متعديًا، والفاعل هو من قام بالفعل وعلامة رفعه الأصلية هي الضمة، ولكن في بعض الأحيان يتعذر ذكره لأسباب عديدة سنتناولها لاحقًا، ففي هذه الحالة يحل محله المفعول به ويُعرب نائبًا للفعل لأنه ناب عنه وحل مكانه، من هنا يمكن القول إن نائب الفاعل هو اسم مرفوع يحل محل الفاعل، ويلي فعلًا مبنيًا للمجهول بالضرورة، على أن يُحذف الفاعل بالضرورة أيضًا.^[١]

أمثلة على نائب الفاعل

يرد نائب الفاعل في الجملة الفعلية المبنية للمجهول بحالات عديدة منها:^[٢]

الاسم الظاهر

سواء كان:

• مؤنثًا مثل: سُرِقت الحقيبة.
• مذكرًا مثل: خُلق الرجل قويًا.
• مفردًا مثل قوله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ} [البقرة: 114].
• مثنى مثل: أُحل لكم الأبيضان.
• جمعًا مثل: صُرفت أبصارهم عن الحق.

الضمير

سواء كان:

• ضميرًا بارزًا منفصلًا، وتشمل:
  • للمتكلِّم: أنا، ونحن.
  • للمخاطَب: أنتَ، وأنتِ، وأنتما، وأنتم، وأنتنَّ.
  • للغائب: هو، وهي، وهما، وهم، وهنَّ.
• ضميرًا بارزًا متصلًا، وتشمل:
  • نون النسوة مثل: النساء يُكلّلن بالذهب.
  • نا الفاعلين مثل: أخرجنا من بيوتنا.
  • تاء الفاعل مثل: أكلتُ يوم أكل الذئب الأبيض.
• ضميرًا من ضمائر الرفع الساكنة، وتشمل:
  • ألف التثنية، مثل: لا تأخذوا طعامًا تعطيانه.
  • ياء المخاطبة المؤنثة، مثل: ستدخلين الجنة إذا اتقيت الله.
  • واو الجماعة، مثل: (وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ) [الروم:57].
• ضميرًا من الضمائر المستترة، وتشمل:
  • هو، مثل: (أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ) [القصص:78].
  • هي، مثل: الشمس خُسِفت.
  • أنا، مثل: أريد أن أُرقى على يد الشيخ.
  • أنتَ، مثل: سوف تُخرَج من بيتك.
  • نحن، مثل، سننصر بإذن الله.

معلومات عامة عن نائب الفاعل

نذكر فيما يأتي بعض المعلومات العامة عن نائب الفاعل:^[٢]

• إذا كان الفعل المبني للمجهول يتعدى إلى مفعول به واحد، فإن المفعول به يُرفع ويُعرب نائب فاعل، أما إذا كان الفعل يتعدي لمفعولين أو أكثر فإن المفعول به الأول يُرفع على أنه نائب فاعل، فيما يبقى الثاني وغيره منصوبين، علمًا أن الأفعال التي تتعدي إلى مفعولين هي أعطى، منح، وظن وأخواتها.
• تطابق الفعل مع نائب الفاعل من حيث التثنية، والإفراد، والجمع.
• جواز فصل نائب الفعل عن الفعل، مثل: زُين للكافرين أعمالهم، فالفعل هو زُين ونائب الفاعل أعمالهم، والفاصل للكافرين جار ومجرور.
• حذف نائب الفاعل يقتضي بالفعل حذف ما يدل عليه، فلا يجوز القول عوقب الكسول من قبل المعلم، أو كُسر الباب من الولد، فالفاعل إنما حذف لغرض ما، فلا ينبغي الإشارة إليه بأي طريقة.
• وجود أفعال في اللغة العربية مبنية للمجهول على الدوام، فلا معلوم منها، مثل حُمَّ؛ يعني: أصيب بالحُمَّى، وأُغمِي عليه بمعنى خَفِي، وغُشِي عليه، وانتُقِع أو امتُقِع لونه بمعنى تغيَّر، وجُنَّ أي ذهَب عقله، وسُلَّ أي أصابه السل، وعُنِي بالأمر أي صَرَف له عنايته واهتم به، وغُم الهلال أي احتجب، وشُدِهَ بمعنى تحيَّر، وزُهِي علينا أي تكبَّر، وغيرها كثير جمعها محمد بن علي بن علان الصديقي في رسالة بعنوان "إتحاف الفاضل بالفعل المبني لغير الفاعل، علمًا أن البعض يُعرب ما بعدها فاعلًا، والبعض يعربه نائب فاعل".
• الفعل المبني للمجهول الذي لم يُسمَ فاعله ينقسم إلى: فعل مجرد أي على وزن فعل، مثل: ضرب أو درس، وفعل مزيد أي كل فعل فيه زيادة عن الأحرف الثلاثة الفاء والعين واللام، مثل: أكرم على وزن أفعل، فالألف زائدة عن فاء وعين ولام الفعل.

أسباب وجود نائب الفاعل

يوجد نائب الفاعل عند حذف الفاعل، ويحذف الأخير في حالات عدة يمكن إجمالها في ما يلي:^[٣][٤]

• عدم تخصيص الفاعل: مثل: (زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ) [غافر:37]، فمن قام بفعل التزيين أكثر من جهة قد تكون نفس فرعون الأمارة بالسوء، أو الشيطان الذي أقسم أنه سيغوي البشر ما استطاع منهم سبيلًا، وقد يكون الملأ من قوم فرعون، فكل هذه الاحتمالات واردة، وكلها صحيحة، وقد تكون مجتمعة أيضًا، وعليه لم يصح القول زَيَن فرعون سوء عمله، لأن عموم القائمين بالفعل هو الأصح، فاقتضى بناء الفعل للمجهول.
• مراعاة غرض السامع: ويقصد بذلك عدم وجود ضرورة أو أهمية لذكر الفاعل كونه لا يخص السامع ولا يعنيه في شيء، مثل: رُدت البضاعة إلى أهلها، فالخبر المهم في هذه الجملة هو رجوع البضاعة بعد سرقتها، وقد لا يعني المسروق مَن هم السارق طالما رد البضاعة.
• تحقير الفاعل وقصد إهماله وتهميشه: لأنه نكرة أو لا يستحق.
• الإيجاز واختصار القول: مثال من عاقب بمثل ما عوقب به فالله سينصره، فلو قلنا مثلًا مَن عاقب بما عاقبه به الظالمون ؛ لطالت الجملة وأصبحت ركيكة.
• إفادة العموم: مثل: رُدوا التحية، فهو أمر موجه للجميع ولا يراد به تخصيص هذا الأمر لشخص معين أو طائفة.
• كون الفاعل معروفًا بالبديهة: مثال: وخلق الإنسان عجولًا، فالله جل وعلا هو الخالق والجميع يعرف ذلك.
• كون الفاعل مجهولًا: مثل سُرقت حقيبتي، فالقائل يحكي أن أحدًا ما لا يعرفه سرق حقيبته.
• تعظيم الفاعل والتأدب في الحديث عنه بعدم نسبة الشر إليه: فمثلًا قال تعالى: {وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا} [الجن:10]، فمن غير الأدب أن يقول الجن أشر أراده الله بمن في الأرض، وإن كان الخير والشر كله بيد الله، لكن التأدب يتطلب عدم نسبة الشر إلى الله جل وعلا.
• رغبة القائل في الستر على الفاعل لأسباب مختلفة: قد تكون الشفقة مثل أن تقول الزوجة لزوجها: كُسرت الطاولة، فهي أرادت الستر على ولدها مثلًا إذا تبين أنه الفاعل، وقد يكون الستر بدعوى الخوف مثل: ظُلِم الولد، فلم يرد القائل ذكر اسم الظالم خوفًا من عقابه.
• رغبة الفاعل في صون المفعول به بعدم اقتران اسمه باسم الفاعل: مثل: أوذي رسول الله، وكان يمكن القول آذى أبو جهل رسول الله، لكن التأدب في الحديث عن خاتم المرسلين يقتضي ذلك.
• الحفاظ على وزن البيت الشعري والقافية: وهذا أمر خاص بالشعراء، مثل:

إذا شربت فإننى مستهلك

مالي وعرضي وافر لم يكلم،

• الحفاظ على السجع: وهو أمر خاص بالأدباء كأن يقول فصيح: من طابت سريرته، حمدت سيرته.

المراجع

1. ↑ Hagar Moharam (21-11-2017)، "شرح درس نائب الفاعل بالأمثلة"، المرسال، اطّلع عليه بتاريخ 14-7-2019. بتصرّف.
2. ^ ^{أ ب} أشرف حسن (29-7-2018)، "أقسام نائب الفاعل"، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 14-7-2019. بتصرّف.
3. ↑ عبد الله الأنصاري (22-7-2014)، "المبنيّ للمجهول وأسباب الجهل"، جريدة البيان، اطّلع عليه بتاريخ 14-7-2019. بتصرّف.
4. ↑ علي الشريف (18-6-2016)، "سباب حذف الفاعل وبناء الفعل للمجهول"، البوابة الرسمية للجماعة الإسلامية، اطّلع عليه بتاريخ 14-7-2019. بتصرّف.