الأفعال في اللغة العربية

تستخدم الأفعال في اللغة العربية للدلالة على زمن حدوث فعل ما، وعليه فإنها تقسم إلى ثلاثة أنواع هي الماضي الذي يدل على حدث قديم صار وانقضى، والمضارع الذي يدل على حدث مستمر في الوقت الحالي ويتوقع استمراريته مستقبلًا، والأمر وهو خاص بالزمن القادم، وحديثنا في هذا المقال حول الفعل المضارع، وكما هو معلوم فإن الإعراب الافتراضي للفعل المضارع هو الرفع بعلامة ضمة ظاهرة أو مقدرة، لكنه يُنصب إذا ما سُبِق بإحدى أداوت النصب، وتجدر الإشارة إلى أن الفعل المضارع يجزَم أيضًا مما يعني أنه الفعل الوحيد بين الأفعال الثلاثة الذي يكون معربًا ومبينًا، وسنتحدث في هذا المقال عن ادوات نصب الفعل المضارع بالتفصيل، مع الأمثلة.^[١]

أمثلة على نصب الفعل المضارع

فيما يأتي أمثلة على الفعل المضارع المنصوب:^[٢][٣]

• أنوي أن أغادرَ.
• لن أدرسَ
• سوف أدرس كي أنجحَ.
• أقرأ لأرتقي.
• وما كان الله ليعذبهم وهو يستغفرون.
• قال تعالى: {وأنزلنا إليك الذكْرَ لِتُبَيِّنَ للناس} [النحل: 144].
• علينا أن نهتمَ بذوي الاحتياجات الخاصة.
• لن أسمحَ لعدونا بالنيل منا ما دمت حيًا.
• لم نكن لنتوانى عن المسير إلى الأقصى.
• المسلم يصلي كي يرضي ربه.
• يجتهد الفلاحون ليحصل على مردود وفير.

أدوات نصب الفعل المضارع

ذكرنا آنفًا أن الفعل المضارع مرفوع ما لم يسبق بإحدى أدوات النصب، وهي تسع أدوات على النحو الآتي، الواحد منها يؤدي مهمته كاملة، ولا يشترط ورود أكثر من حرف للنصب:^[٤][٢]

• أو: ورد في بعض المصادر أن حرف أو هو حرف نصب إذا سبق الفعل المضارع، وجاء بمعنى إلى أن، مثل: أظل أبكي أو أنالَ طلبي، أو بمعنى إلّا أنْ، مثل: أعرض عن المكابر أو يقرَّ بالحق.
• أَنْ: بفتح الهمزة وسكون النون، هو حرف مصدري لأنها تؤول وتدمج مع الفعل الذي تدخل عليه بمصدر هذا الفعل، فمثلًا المصدر المؤول من (أنْ تصومَ) هو صيامكم، والمصدر المؤول من (أن تقوموا) قيامكم وهكذا، وتوصف هذه الأداة أيضًا بأنها حرف استقبال لأنها تصيّر معنى الفعل المضارع خالصًا للمستقبل، وتجدر الإشارة إلى أنّ التفريق بين أنْ الناصبة، وإِنْ الجازمة.
• لَنْ: بفتح اللام وسكون النون، وتعرف هذه الأداة بانها حرف نفي واستقبال، وقد يكون النفي فيه محدودًا بمدة معينة أو شرط ما، مثال: لن أدخل البيت حتى يؤذن لي، فامتناع القائل في المقال عن دخول البيت محدد المدة بالإذن، وقد يكون مؤبدًا مثل: لن أدخل بيته ولو أقسم عليّ، وقد ذكرنا هذا التنويه لأن القول الراجح أن لن تفيد التأبيد، لكنها قد تفيد التأبيد وعدمه.
• إذن: هي حرف جواب عندما تقع في جملة جواب لكلام سابق، وحرف جزاء عندما يؤتى بها جزاء الشي، وحرف استقبال لأنها تصير معنى الفعل المضارع خالصًا للمستقبل، وتجدر الإشارة إلى أنّ نصبها للفعل المضارع مشروط بثلاثة أمور، وهي أن يأتي الفعل المضارع بعدها دالًا على الاستقبال أن أن يخلص معناه للمستقبل فلا يدل على الحال، مثال: سأقول لك غدًا خبرًا مفرخًا، إذن أنتظر، ومن الأمثلة على إذن غير الناصبة: أنا أحبك، إذن أطنُك صادقًا، والشرط الثاني أن تكون في صدر جملة الجواب ويستثنى من ذلك أن تسبق بحرفي العطف الواو أو الفاء، وأخيرًا أن تتصل بالفعل المضارع بعدها ويستثنى من ذلك القسم ولا النافية.
• كي: حرف مصدري يمكن دمجه مع الفعل بمصدر مؤول من هذا الفعل، وحرف استقبال لأنها تصير معنى المضارع خاليًا للمستقبل بعد أن كان صالحًا للحال والمسقبل، مثل: رددته إلى أمه كي ينشرحَ صدرها.
• لام التعليل: تعرف بهذا الاسم لأن ما بعدها على لما قبلها وسببًا فيه، غسلت وجهي بالماء لأستيقظَ صباحًا.
• لام الجحود: والحجود اصطلاحًا هو شدة الرفض والإنكار، وهي حرف نفي يفيد توكيد النفسي، وعليه فيسميها بعض النحويين لام النفي ولام الجحود، ويمكن تمييزها بأنها تأتي بعد الفعل كان المنفي بما، مثل: وما كان المعلم ليضرب التلميذ، كما تأتي بعد الفعل المضارع يكون المنفي بلم، مثل: لم يكن الشيطان ليسجد لبشر، وتجدر الإشارة إلى أن وظيفة لام الحجود نفي ما هو منفي أيضًا لتؤكد على نفيه، وهو أسلوب بليغ من النفي.
• حتى: هي حرف نصب يدل على عدة معانٍ، منها ما يحمل معنى كي أي أنها تفيد التعليل، مثل: أطع والدك حتى يرضى عليه، أي كي يرضى عليك، فإن الطاعة لرضا الوالد، وقد تأتي بمعنى إلى أي أنها تفيد الغاية، مثل: لن أغادر البيت حتى أرى وجه أمي، أي إلى أن غايتي رؤية وجه أمي، وقد تأتيت بمعنى إلا الاستثنائية حسب ما زاده ابن مالك في شرح التسهيل، وخرَّج عليه قول الشاعر: ليس العطاءُ من الفضولِ سماحةً *** حتى تجودَ وما لديكَ قليلُ، بمعنى إلّا أن تجود.
• فاء السببية: ويشترط في عملها أن تكون للسببية بمعنى أن تدل على أن ما قبلها سبب لحصول ما بعدها، مثل: كلوا الطعام ولا تتكبروا فيحل عليكم غضبي، فالتكبر سبب حلول الغضب، والشرط الثاني في عملها أن تقع في جواب في أو طلب.
• واو المعية: ويشترط في عملها أن تأتي بمعنى مع فتفيد المصاحبة أي أن ما قبلها وما بعدها يكونان في وقت واحد فلا يسبق أحدهما الآخر، ولا يتأخر عنه مثل: للا تنهَ عن خُلُقٍ وتأتِيَ مثلَهُ، والشرط الثاني مطابق لشرط عمل فاء السببية.

المراجع

1. ↑ Hagar Moharam (11-10-2017)، "نصب الفعل المضارع بالأمثلة"، االمرسال، اطّلع عليه بتاريخ 10-7-2019. بتصرّف.
2. ^ ^{أ ب} "نصب الفعل المضارع"، reefnet، اطّلع عليه بتاريخ 10-7-2019. بتصرّف.
3. ↑ "نصب الفعل المضارع متى يُنصب الفعل المضارع وما علامات نصبه؟"، أبيان بوست، 3-4-2017، اطّلع عليه بتاريخ 10-7-2019. بتصرّف.
4. ↑ أشرف حسن (2-1-2018)، "نصب الفعل المضارع"، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 10-7-2019. بتصرّف.