التعلم

يعرّف التعلم في الوقت الحاضر على أنّه الانضباط بأساليب تدريس وتعلم في أماكن أكاديمية رسمية أو بيئات شبيهة بالمدارس، وذلك عكس التنشئة الاجتماعية والتي يكتسب فيها الطفل المعرفة من خلال علاقته بوالديه ومحيطه، ويعدّ التعليم وسيلة لنقل المعرفة المتراكمة بالإضافة إلى تمرير قيم المجتمع، فالأشخاص يولدون دون أي نوع من الثقافة أو الوعي، ولذلك صمم التعليم بتوجهاته المختلفة كوسيلة أكثر فاعلية لإرشاد الفرد أثناء طريقه للبلوغ وتوجيهه لاختبار ومعرفة دوره النهائي في المجتمع بما يتناسب مع قدرته وميوله.^[١]

أنواع استراتيجيات التعلم

اجتهد الباحثون في تطوير أنواع من الاستراتيجيات التي تساعد الطلاب من جميع الأعمار على التعلم الأفضل والأكثر كفاءة، ومنها ما يلي:

استراتيجية التعلم التفاعلي

وتطبق هذه الاستراتيجية عن طريق تفاعل الطلاب مع بعضهم ومشاركتهم الأفكار فيما بينهم مما يساهم في تطوير مهاراتهم؛ إذ إنّ مشاركتهم فيما يعرف بالتفكير الثنائي ينشط المعرفة السابقة لديهم، كما يشجع مشاركة معتقداتهم مع زملائهم، سواء المعلومات المتعلقة بالمنهج الدراسي أو غيرها، وهذا يعطيهم فرصة أفضل لتنظيم محتوى الأفكار قبل مشاركتها، ليستطيع فيما بعد تقديم التوضيحات والأدلة اللازمة عند سؤاله عن أفكاره المطروحة، ومن الأمثلة على تطبيق استراتيجية التعلم التفاعلي أن يطلب من الطالب الرد على الأسئلة المطروحة عن طريق الكتابة وإشراك زملائه الطلاب في تلخيص إجابة والتفكير بموضوع السؤال ومناقشته، وتعد هذه الطريقة وسيلة مريحة للطالب لتبادل الأفكار وتجهيزه لمشاركة أفكاره مع كامل المجموعة، ومن الأمثلة أيضًا تطبيق سياسة التصويت، إذ يصوت الطلاب على أفضل إجابة أو تفسير للسؤال، ويطلب منهم مناقشة أسباب اعتقادهم بأنّ اجابتهم هي الأكثر دقة، كما يمكن وضع اختبارات فردية للطلاب ثم حلها جماعيًا وملاحظة الفرق في النتائج بين الاختبارين للمساعدة على فهم المناهج بشكل أفضل.^[٢]

استراتيجية الاسترجاع

تنشط هذه الاستراتيجية الذاكرة عن طريق استرجاع المعلومات من خلالها دون مساعدة؛ إذ يظن العديد من الطلاب أنّ الدراسة عبارة عن إعادة قراءة الكتب المدرسية أو الملاحظات، ولكن ليس بالضرورة أن تمكّن القراءة المتكررة حفظ المعلومات بالذاكرة واسترجاعها؛ إذ يعمل الحفظ دون أي دعم على التعلم بفاعلية أكبر، وتطبق هذه الاستراتيجية عن طريق إبعاد المناهج عن الطلاب وتحفيزهم لاسترجاع المعلومات المدروسة من خلال الكتابة؛ إذ يكتب الطالب كل ما يعرفه ويتذكره عن موضوع السؤال، أو مشاركة أفكار الإجابات مع زملائه، أو رسم الأفكار المتعلقة بالإجابة، وعند الانتهاء يطلب من الجميع التحقق من صحة إجاباتهم وفهمهم عن طريق النظر في المناهج ومناقشة الفهم الخاطئ، وعند تعلم هذه الطرق أثناء الصفوف الدراسية يمكن للطلاب الاستفادة منها وتطبيقها في الدراسة المنزلية.^[٣]

استراتيجية تعزيز الذاكرة والفهم

تستخدم استراتيجيات عديدة لتعزيز ذاكرة الطلاب الدراسية وفهمهم للمواضيع المختلفة، ومن أهم هذه الاستراتيجيات ما يلي:^[٤]

• استخدام الصور الذهنية: يعد استخدام الصور التمثيلية أحد أكثر الطرق فاعلية لتذكر المعلومات، وذلك من خلال تذكر المعلومات الموجودة في الصور عن طريق تخزين صورة ذهنية لهذه الصور في الدماغ، ثم اختبار المعلومات المتعلقة بها.
• استخدام الاستجواب التفسيري: وتستخدم هذه الطريقة لتخزين وتعزيز المعلومات المرتبطة بذاكرة الحقائق، وذلك عن طريق كتابة الحقائق التي يجب تذكرها كمعلومات عن الدول أو الحيوانات أو التاريخ أو غيرها، ثم قراءة المعلومة وبعدها تحويلها إلى صيغة السؤال ثم العمل على إجابة ذلك السؤال.
• استخدام الاختصارات : وهي طريقة جيدة لتذكر المعلومات الدقيقة من خلال تكوين أحرف تختصر الكلمات أو بدايات الجمل وتحضير قائمة تحتوي على الكلمات أو الجمل التي يجب تذكرها، ومقابلها الأحرف الأولى المأخوذة منها، ومحاولة جعلها كلمات مألوفة ومنطقية لتسهيل تذكرها واسترجاعها.
• استخدام التلخيص: وهي من أكثر الطرق الشائعة لتذكر المعلومات، إذ تعتمد على أخذ الطالب للمعلومات المهمة والأفكار الرئيسية في المحتوى المدروس، ثم وضعها في جمل بطريقته الخاصة، إذ يساعد إعادة ترميز الجمل على تذكر المعلومات الرئيسية وفروعها بشكل أفضل وأسهل.

أهمية التعلم

يعدّ التعليم واحدًا من أهم جوانب حياة الإنسان، إذ يساعدنا العلم في تطور الأفراد والمجتمعات وتحسين معرفة الإنسان وتعلمه لمهارات حياتية جديدة تعكس على حياته كشخص بالغ، وهذا يساعد في تنشئة مواطنين أفضل وقادرين على عيش حياة أكثر معرفة وسعادة ونجاحًا، ومن أهم الطرق في تنمية المجتمع هو استخدام الأموال وصنع فرص للتعليم ثم منحها للأطفال المحرومين من الوصول إليه، ويعكس التعليم صورة إيجابية على العديد من جوانب الحياة ومنها:^[٥]

• السعادة: يمكن أن يحسن التعليم من مستويات سعادة الإنسان؛ إذ يساعد على امتلاك ثقة أكبر بالنفس كما يمكّن الشخص في معظم الأحيان من ناحية الحياة العملية، ولا يعني هذا أنّ التعليم يجلب السعادة، لكنه بالتأكيد يساعد في تعزيزها.
• الاكتفاء الذاتي: في الوقت الحاضر يعدّ الأشخاص الحاصلون على تعليم أعلى وأكثر كفاءة في الوظائف من غير المتعلمين، كما أنّهم أكثر اكتفاء ذاتيًا، إذ يتخذون قرارات محسوبة لتقليل الاعتماد على غيرهم قدر الإمكان.
• العزم: يجلب التعليم الجيد قوة الإرادة والتصميم على الوصول للأهداف التي يضعها الشخص، إذ إنّ تحديد الأهداف وحده لا يكفي لتحقيقها، وإنّما يحتاج العزم لبذل أقصى جهد في سبيل ضمان النجاح.
• الصحة: إذ تشير الإحصائيات الحديثة إلى أنّ معدلات الوفيات للأطفال في مختلف البلدان تنخفض بشكل ملاحظ عندما تحصل الأمهات على تعليم أفضل، ليس من ناحية الثقافة الصحية فقط، بل يمكّن التعليم الأمهات من الحصول على فرص عمل جيدة وهذا يوفر نمط حياة أفضل للأطفال في سنواتهم الأولى.
• النمو الاقتصادي: يؤدي مستوى التعليم الجيد إلى النمو الشامل للبلاد ومن ذلك ازدهار النمو الاقتصادي، فنجاح الأمة يأتي من أفرادها.
• الحرية: تساعد المعرفة والتعليم والثقة بالنفس في جعل العالم مكانًا أسهل في التنقل؛ إذ إنّ العمل عبر ثقافات ولغات ودول مختلفة أصبح أبسط للمتعلمين.
• الحكمة والتكيف: يساعد التعليم في تشكيل مفاهيم أوضح عن الحكمة وما ينشأ منها من التسامح وتقبل الاختلاف مع الثقافات الأخرى، كما يطور نظرة أخلاقية شاملة وتفكيرًا عقلانيًا يرحّب بالتغيير الذي يصب في مصلحة الفرد والمجتمع.

المراجع

1. ↑ "Education", britannica, Retrieved 27-8-2019. Edited.
2. ↑ "Active Learning Strategies", teaching.berkeley, Retrieved 5-8-2019. Edited.
3. ↑ "6 Powerful Learning Strategies You MUST Share with Students", cultofpedagogy, Retrieved 5-8-2019. Edited.
4. ↑ " LEARNING STRATEGIES IN THE CLASSROOM", mun, Retrieved 5-8-2019. Edited.
5. ↑ "10 Reasons Why Education is So Important", muslimaid, Retrieved 5-8-2019. Edited.