أنواع الادراك في علم النفس
نهاد محمد إدريس الشريف - آخر تحديث:
٠٩:٤٩ ، ٤ مايو ٢٠٢٠


محتويات
تعريف الإدراك
الإدراك لغةً هو اللحاق والوصول، وأدرك الشيء أي بلغ وقته وانتهى، ويقال أدرك الثمر أي نضج، ويقال أدرك الولد أي أصبح بالغًا، وفي المعنى الاصطلاحي يعني الإدراك حمل أكثر من تعريف ومعنى، وأساس العملية الإداركية هو العقل الذي يأول بها الإنسان ويفهم من خلال المنبهات الحسية، وبالتالي فالإدراك هو "عملية تحدث في العقل بالكامل، يعرف بها الإنسان العالم الخارجي المحيط به من خلال استثارة المنبهات الحسية (الحواس في الإنسان)، أي أنه عملية نفسية هي الأساس في فهم الإنسان للمعاني ودلالات الأشياء من حوله، كالأشخاص والمواقف التي يتعرض لها الإنسان من خلال عملية تنظيمية للحواس المتعلقة بها.
فحياة الأنسان لولا العملية الإداركية لما استطاع بناء النماذج المعرفية التي يتبادلها مع الأفراد وعالمه الخارجي، بالإضافة لمساهمة الإدراك في المعالجات العقلية من تخيل وتذكر وتفكير وتعلم، ولما استطاع الإنسان أيضًا أن يضبط سلوكه ويوجهه ويتنبأ به، أمن من التعرض للخطر وبقي في حالة من التكيف مع بيئته بشكل سليم وطبيعي بإدراكه وفهمه لما يحصل حوله. [١]
أنواع الإدراك في علم النفس
يقسم الإدراك لقسمين، وهما الإدراك الحسي أو الإدراك العقلي، وفيما يأتي تفصيل كلا المفهومين: [٢]
- الإدراك الحسي: نظر علماء النفس للإدراك الحسي بأكثر من وجهة، ولكنهم أجمعوا فيما بينهم على أن الإدراك الحسي هو استخدام المنبهاب الحسية التي نتلقاها من المثيرات الخارجية، وتُنتقل للدماغ عبر الأعصاب الحسية التي هي أحد أعضاء الجسم الرئيسية، إذ تُنبه هذه الأعضاء الحسية وتحول الإحساس الخارجي لمدركات من خلال ما يمتلك الإنسان لمعلومات وخبرات سابقة في ذاكرته، وللتوضيح كيف للإنسان أن يدرك صوت الأذان دون أن يكون قد سمعه سابقًا، فصوت الأذان يدخل للدماغ من خلال حاسة السمع وبوجود المعلومات السابقة المتعلقة بهذا الصوت يدرك الإنسان معناه ويفهمه ويتفاعل معه.
- الإدراك العقلي: يعدّ العلماء أن الإدراك العقلي هو مناط التكليف، أي أنه ما يميز الإنسان عن بقية الكائنات الحية، فالإنسان يفهم ويستوعب الحقائق من خلال إداركه العقلي بما فيها من معانٍ ودلالات وأمور منطقية وطبيعة الحياة، وبالتالي فالإدراك العقلي مصدره العقل الذي هو الأساس في تكوين هذه المفاهيم لديه، فالبعض يصفه بالحس الباطن أو الوجدانية الداخلية، وللتوضيح يتميز الإنسان الذي يتبع ديانه معينة بأنه يحمل مفاهيم وعقائد ومسلمات في الحياة نابعة من الإدراك العقلي الذي تشكل لديه من هذه الديانة وخصائصها، أي أن عقله أصبح يدرك هذه المفاهيم أو ما يُسمى بالإدراك العقلي.
الفرق بين العقل والإدراك والتفكير
عدّ بعض علماء النفس أن الفكر والإدراك والعقل هي مسميات لمعنى واحد، فعند الحديث عن الفكر، فالمراد هو التفكير أو نتيجة التفكير، وبحسب تعريفهم للتفكير فهو عملية معقدة تحصل من الواقع المحسوس، وإحساس الإنسان به، والمعلومات السابقة لديه، فبدون اجتماع هذه العناصر الأربعة لا يحصل فكر أو إدارك أو عملية عقلية، في حين أن بعض العلماء عدّوا أن التفكير هو أعلى وظيفة للإدارك، إذ رون أنه علميات تحصل عند الإنسان بأساس حسي وعقلي واحد، أما المقصود بأن التفكير هو أعلى الوظائف الإداركية فهي من باب أنه يتصف بتحليل الواقع في هذه العملية الإداركية، بمعنى أكثر دقة، يدرك الإنسان بوجود صوت ما، ولكن بعدم وجود المعلومات السابقة عن هذا الصوت فإنه لا يمكنه معرفة دلالاته ومعانيه، وفي حال حلل مصدر الصوت ومكان سماعه فقد يستطيع التوصل لبعض الحقائق المتعلقة به، وبالتالي فهو وظف إدراكه بأعلى الدرجات من التحليل، أي أنه فكر، وباختصار فإن الفكر أو الإدراك أو العقل هي نقل للواقع من خلال الحواس إلى الدماغ مع المعلومات المسبقة التي تفسر هذا الواقع. [٣]
أهمية الإدراك للإنسان
صحيح أن الإدراك هو الأساس في فهم الإنسان لما يحيط به من مؤثرات داخلية وخارجية على حد سواء، إلا أنه في الوقت نفسه أساس مسؤولية الإنسان اتجاه خالقه، فالله ميز الإنسان بالعقل والعملية الإدراكية التي تحصل عنده كي يكون ذلك حجة عليه في اتباع التعاليم والأحكام وبالتالي الالتزام بها، والنتيجة هي إما الجنة أو النار، فلا حجة للإنسان عند الله إلا في حال لم يدرك الإنسان هذه الحقيقة ولم تصله بالشكل المطلوب، كالإنسان الذي يعيش طوال حياته في غابة مع الحيوانات ولم يتصل بأحد مطلقًا، فإنه غير مكلف أمام الله كونه لم يدرك الحقيقة ولم تصله، ومن ناحية أخرى فالإدراك هو الذي يوجه السلوك، فالإنسان الذي يحمل المفاهيم ويدركها ستكون هي الأساس في سلوكه، فصلة الرحم مثلًا هي أمر مفهوم ومدرك لدى الإنسان المسلم، وعند زيارة الإنسان لأقربائه من رحمه يعد سلوكًا نابعًا من مفهوم. [٤]
قياس بعض جوانب الإدراك في علم النفس
يقيس علماء النفس الإدراك الإنساني من خلال تقييم عصبي نفسي متكامل، وهو الذي يشير إلى مدى قدرة الإنسان في إدراكه للأحداث التي تجري حوله من تعليم أكاديمي ومهني ومعرفي، والهدف من ذلك هو عملية تقييمية لمجالات الحياة المختلفة، ففي المجال الأكاديمي يُقيم الطالب فيما إذا كان بحاجة لمساعدة في إدراكه للمعلومات التي تلقاها في درس أو محاضرة، وفي المجال الطبي يُقيم المريض فيما إذا كان مدركًا لطبيعة مرضه وكيفية التصرف في بيئته، وفي المجال المهني يُقيم العامل فيما إذا كان بحاجة لمساعدة في مشكلة إدراكية يستخدم فيها إداة معينة أو استخدام جهاز بآلية معينة، فهكذا يساهم تقييم الإدراك في تحسين متسويات البشر العلمية والفنية والعملية، وبالتالي يعدّ سببًا هامًا في تقدمهم ورقيهم. [٥]
المراجع
- ↑ "طبيعة إدراك الطالب الجامعي لمفهوم الوعي بذاته "، univ-tebessa، اطّلع عليه بتاريخ 24-7-2019. بتصرّف.
- ↑ "ما هو الإدراك وما هي أنواعه"، 7ekaya، 15-8-2018، اطّلع عليه بتاريخ 24-7-2019. بتصرّف.
- ↑ محمد المقدمي (19-10-2016)، "العقل والعملية الفكريّة"، aljazeera، اطّلع عليه بتاريخ 24-7-2019. بتصرّف.
- ↑ الشيماء يوسف (23-6-2018)، "الإدراك في علم النفس"، soutalomma، اطّلع عليه بتاريخ 24-7-2019. بتصرّف.
- ↑ "الإدراكالمهارة المُفعمة بالمعرفة"، cognifit، اطّلع عليه بتاريخ 24-7-2019. بتصرّف.
مواضيع ذات صلة بـ : أنواع الادراك في علم النفس