الخبر في اللغة العربية

عُرِف الخبَر بالّلغة العربيّة من الناحية البلاغيّة والناحية النّحوية، فالتعريف البلاغي للخَبَر يتمثل بأنه كلام ذو معنى يحتمل الصدق أو الكذب، أمّا في التعريف النّحوي للخبَر فهو الاسم المُسند للجملة الاسميّة، وهو اسم يفيد ما يتقدّمه، وتكتمل به الفائدة، وقد أطلق عُلماء النّحو البصريّون على الخبر عدة أسماء، ومن تلك الأسماء المُسند، وهو الاسم الذي استخدمه العالم سيبويه والمُبرِّد، والاسم المبني عليه الذي استخدمه سيبويه ليدل على مختلف أنواع الخبر، كما يمكن أن يكون الخبر جملة فعلية أو شبه جملة ظرفية أو شبه جُملة من الجار والمجرور.^[١]

ما هي أنواع الخبر في اللغة العربية؟

للخبر في اللغة العربية عدة أنواع، وهي ما يلي:

المُفرد

يكون الخَبَر المُفرد إمّا جامدًا، ولا يحتوي على أي ضمير مثل: زيد أخوك، وإمّا محتويًا على مشتقات كضمير مستتر وتقديره زيد أخوك هو، وقد قال البصريون بأن معنى جامد أن يكون متضمنًا معنى المشتق، مثل: زيد أسد، وأسد دلالة على الشجاعة،^[٢] ، والخبر المفرد، هو الخبر الذي لا يكون جملة أسمية أو جملة فعلية، مثل: قال الله تعالى: (بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ) {المائدة: 64}^[٣].

الجمع

يأتي الخبر الجمع كمجمع مذكر سالم، أو جمع مؤنث سالم، أو جمع تكسير، وفيما يلي عدة أمثلة عن خبر الجمع:^[٣]

• قال تعالى: (وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ) {آل عمران: 99}، ويأتي الخبر في هذه الجملة جمع تكسير.
• قال تعالى: (فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ) {النساء: 34}، ويأتي الخبر في هذه الجملة جمع مؤنث سالم.
• قال تعالى: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ) {النساء: 34}، ويأتي الخبر في هذه الجملة جمع مذكر سالم.

الجملة

يمكن أن يكون الخبر جملة أسمية، أو جملة فعلية، وفيما يلي عدة أمثلة على خبر كجملة:^[٣]

• الخبر كجملة فعلية، ويكون في حالتين هما:
  • الفعل مع فاعله، مثال: قوله تعالى: (وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) {البقرة: 213}.
  • الفعل مع نائب الفاعل، مثال: أحمدٌ بيعَ بيته.
• الخبر كجملة أسمية، تتكون من المبتدأ مع الخبر، مثال: قوله تعالى: (وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ) {سورة الأعراف: 26}.

شبه الجملة

يمكن أن يكون الخبر شبه جملة من الجار والمجرور، ويظهر ذلك في قوله تعالى: (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ) {الذاريات: 22}، ويمكن أن يكون شبه جملة ظرفية، فقد يكون ظرف زمان أو ظرف مكان، فمثلًا في قوله تعالى: (وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ ) {الأنفال: 42}، فالخبر هنا ظرف مكان، أما في جملة "الرحلة يوم الأربعاء"، فيكون الخبر ظرف زمان^[٣].

إعراب الخبر في اللغة العربية

يعرّف الخبر بأنه الاسم المسند للمبتدأ، وهو مرفوع وعارٍ عن أي من العوامل اللفظية، وذلك لأنه مرفوع باستخدام عامل لفظي وهو المبتدأ، ويرفع الخبر بسبب المبتدأ، لأنه مُتلفظ به، ويعرف حكم الإعراب للمبتدأ بأنه مرفوع بنفسه، أما الخبر فمرفوع بالمبتدأ، ومن الممكن أن تدخل على الجملة المكونة من المبتدأ والخبر عدة عوامل لفظية تسبب تغييرًا في إعرابها، وتعرف تلك العوامل بالنواسخ لدى البصريين، وتتمثل تلك النواسخ بإن وأخواتها، وكان وأخواتها، لا النافية للجنس، وظن وأخواتها، كما تنقسم تلك النواسخ لأحرف، أو أفعال، وتقسم بالنظر لعملها مع كل من المبتدأ والخبر.

وتنقسم هذه النواسخ لأربعة أنواع من حيث عملها مع المبتدأ والخبر، فكان وأخواتها يسمى المبتدأ باسمها ويكون مرفوعًا، في حين يسمى الخبر بخبر كان ويكون منصوبًا، مثال: قال تعالى: (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً) {البقرة: 213}، أما إن وأخواتها فتنصب المبتدأ، وترفع خبره، مثال: لا طالبةَ علمٍ مذمومةٌ، في حين يتلخص عمل ظن وأخواتها بنصب كليهما، فيسمى المبتدأ مفعول به أول، أما الخبر فيكون مفعول به ثاني، مثال: قوله تعالى: (وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً) {الكهف: 36}.

من حياتكِ لكِ

يجب أن يُطابق الخبر المبتدأ في العدد والنوع وفي الإفراد والتثنية والجمع، إليكِ بعض الأمثلة والتطبيقات من القرآن الكريم:^[٣]

• قال تعالى: (ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ) {هود: 103}، يظهر في هذا المثال مطابقة المبتدأ والخبر بالنوع.
• قال تعالى: (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ) {فصلت: 11}، يظهر في هذا المثال مطابقة المبتدأ للخبر في الإفراد.
• قال تعالى: (هَذَانِ خَصْمَانِ) {الحج: 19}، يظهر في هذا المثال مطابقة المبتدأ للخبر بالتثنية.
• قال تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ) {الحجرات: 10}، يظهر في هذا المثال مطابقة المبتدأ للخبر بالجمع.

المراجع

1. ↑ نجود جميل المساعفة (٢٠٠٧)، المبتدأ والخبر بين النظرية والتطبيق ، الأردن: الجامعة الأردنية، صفحة 9. بتصرّف.
2. ↑ الدكتور محمد علي سلطاني (--)، تيسير وتكميل شرح ابن عقيل على ألفيّة ابن مالك - ج ١ (الطبعة الأولى)، --: دار العصماء، صفحة 189-191. بتصرّف.
3. ^ ^{أ ب ت ث ج} أبو أنس أشرف بن يوسف بن حسن (20-2-2018)، "شرح المبتدأ والخبر"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 5-6-2020. بتصرّف.