نشأة جون دالتون

ولد العالم الكيميائي جون دالتون (بالإنجليزية: John Dalton) في عائلة من التجار، وكان جده جونثان دالتون صانع أحذية، بينما كان والده جوزيف دالتون حائكًا، وقد كان دالتون أصغر الأبناء الثلاثة لكل من جوزيف وزوجته ديبورا جرينوب التي تزوجها في عام 1755م، وكانت من عائلة محلية معروفة، وقد التحق جون بمدرسة جون فليتشر لقواعد الكويكرز في إيغلزفيلد، وعندما بلغ الثانية عشرة من العمر سلّم مالك المدرسة فليتشر المدرسة إلى جوناثان؛ شقيق جون الأكبر، والذي كلّف جون مهمة مساعدته في التدريس، وبعد عامين من ذلك، اشترى الإخوة مدرسة في مدينة كيندال، ودرسوا ستين طالبًا فيها.^[١]

وقد استفاد جون خلال فترة عمله كمدرس من خبرات العالم إليهو روبنسون في إيغلفزفيلد، وعالم الرياضيات جون غوف في كيندال، واكتسب منهم أساسيات الرياضيات، واللغات اليونانية واللاتينية، وكان كل من روبنسون وغوف خبراء للأرصاد الجوية في مقاطعة ليك، وقد اكتسب منهم جون معرفة عملية في مجالات البناء، واستخدام أدوات الأرصاد الجوية، بالإضافة إلى كيفية الاحتفاظ بسجلات الطقس اليومية، وأولى دالتون اهتمامًا شديدًا في مجال الأرصاد الجوية لبقية حياته.^[١]

حياة دالتون العملية

انتقل دالتون في عام 1793م إلى مدينة مانشستر لتدريس الرياضيات في إحدى أكاديمياتها، وقد اصطحب معه مجموعة من المقالات التي كتبها حول الأرصاد الجوية المبنية عن ملاحظاته الخاصة، وملاحظات أصدقائه جون غوف وبيتر كروستهويت، وقد نشرت تلك المقالات تحت عنوان مقالات الأرصاد الجوية في عام 1793م، ولم تحظ بتأثير كبير في البداية، إلا أنها تميزت لاحقًا، بالإضافة إلى مقالاته الأكثر تطورًا، بتحويل الأرصاد الجوية من موضوع تقليدي إلى بحث علمي يتسم بالجدية، وقد كان لنشأته في مقاطعة ليك الجبلية في إنجلترا أهمية في مساعدته بمراقبة مختلف الظواهر الجوية، وأيَد الرأي الذي يقول أن الغلاف الجوي عبارة عن مزيج مادي مكون من حوالي 80 بالمائة من النتروجين، بالإضافة إلى 20 بالمائة من الأكسجين.^[١]

كما قاس دالتون قدرة الهواء على امتصاص بخار الماء، والتغير الذي يحصل في ضغطه الجزئي مع درجات الحرارة، وأعطى تعريفًا للضغط الجزئي من خلال القوانين الفيزيائية والتجارب، ومزج العديد من الغازات وقاس ضغط كل غاز، وتوصل إلى أن الضغط الناتج عن الغازات وهي ممزوجة عبارة عن نفس الضغط الذي ينتج من الغاز في حال كان وحده، وقد أطلق عليه العالم البريطاني جون فريدريك دانييل لقب أبو الأرصاد الجوية، كما أنه انتُخب كعضو في جمعية مانشستر الأدبية والفلسفية بعد فترة قصيرة من وصوله إلى المدينة، وكانت أولى مساهماته إصدار أول ورقة مطبوعة عن عمى الألوان، والتي عُرفت باسم دالتونية.^[١]

إسهامات دالتون العلمية

تميز دالتون في عدة مجالات؛ كالرياضيات، واللغة الإنجليزية، والعلوم المختلفة، ونشر العديد من المقالات المتعلقة بتلك العلوم، وكتب سلسلة من الأوراق المتعلقة بقوانين الغاز، كما وضع قانونًا للضغط الجزئي عُرف باسم قانون دالتون، بالإضافة إلى أنه نشر الجدول الأول للأوزان الذرية النسبية الخاصة بذرات العناصر الكيميائية، والذي احتوى على ستة عناصر فقط، بالإضافة إلى الأوزان النسبية للهيدروجين.^[٢]

كما أعاد جون دالتون اكتشاف نظرية خلية هادلي في الغلاف الجوي، واعتقد أن الهواء مكون من الأكسجين والهيدروجين فقط، على عكس أقرانه من العلماء الذين كانوا يعتقدون أن الهواء عبارة عن مركب مكون من مجموعة من العناصر، كما بدأ بوضع نظرية متعلقة بعمى الألوان، وكان يعاني وشقيقه من ذلك المرض، وقد كان يعتقد أن إدراك اللون يختلف من شخص لآخر تبعًا لتغير اللون داخل سائل العين، واعتقد بوجود مكون وراثي مسبب لعمى الألوان الأحمر والأخضر.^[٢]

نظرية دالتون الذرية

أدت دراسة دالتون للغازات إلى دفعه للتساؤل حول ماهية المواد غير المرئية المكونة لها، واقترحت فكرة الذرات لأول مرة قبل أكثر من ألفي عام في اليونان القديمة من قبل العالم ديموقراطيس، الذي اعتقد أن كل شيء مكون من جزيئات صغيرة تدعى ذرات، ولا يمكن تقسيم تلك الذرات إلى جزيئات أصغر، ونظرًا لذلك أجرى دالتون عددًا كبيرًا من التفاعلات الكيميائية للتعرف على تلك الذرات، ونشر في عام 1808م قانون دالتون في كتابه الذي يعرف باسم نظام جديد للفلسفة الكيميائية، وقد نصت نظريته الذرية على مجموعة من البنود أهمها:^[٣]

• تتكون العناصر من الذرات التي تعد جزيئات صغيرة جدًا لا يمكن رؤيتها.
• جميع الذرات المكونة لعنصر واحد متطابقة.
• تختلف ذرات العناصر المختلفة في خواصها؛ كالكتلة، والتفاعلات الكيميائية.
• لا يمكن إنتاج الذرات أو تقسيمها أو إتلافها.
• ترتبط الذرات ببعضها البعض في التفاعلات الكيميائية، أو قد تكون منفصلة عن بعضها البعض.
• تتحد الذرات معًا لتشكيل مركبات كيميائية، ويكون اتحادها في نسب مكونة من أعداد صحيحة بسيطة.

السنوات الأخيرة من حياة دالتون

شغل جون دالتون منصب رئيس جمعية مانشستر الأدبية والفلسفية من عام 1817م وحتى يوم وفاته، وفي عام 1832م حصل على درجة الدكتوراة في العلوم من جامعة أكسفورد، أما في عام 1833م فقد منحته الحكومة معاشاته التقاعدية والتي تضاعفت في عام 1836م، كما حصل دالتون في عام 1834م على درجة الدكتوراة في القانون من جامعة أدنبرة، وقد أقيم له تمثال في لندن في نفس العام، وقد واصل دالتون التدريس والمحاضرة في الجامعات في جميع أنحاء المملكة المتحدة، وعاش حياة متواضعة وغير معقدة ركزت على العلم، وفي عام 1837م أُصيب بسكتة دماغية أثرت على طريقته في الكلام، وقد توفي بعد تعرضه لسكتة دماغية ثانية في يوم 26 يوليو من عام 1844م في مانشستر في إنجلترا.^[٤]

المراجع

1. ^ ^{أ ب ت ث} Sydney Ross (17-5-2019), "John Dalton"، www.britannica.com, Retrieved 10-6-2019. Edited.
2. ^ ^{أ ب} Anne Marie Helmenstine (26-5-2019), "Biography of John Dalton, the 'Father of Chemistry'"، www.thoughtco.com, Retrieved 10-6-2019. Edited.
3. ↑ "John Dalton", www.famousscientists.org, Retrieved 10-6-2019. Edited.
4. ↑ "John Dalton Biography", www.biography.com,14-5-2019، Retrieved 10-6-2019. Edited.