العالم دافنشي

ولد ليوناردو دافنشي عام 1452م في مدينة فينشي في توسكانا، وكان يتمتع بجمال غير مسبوق، كما كان عبقريًا في الرياضيات، والموسيقى، والفن في سن مبكرة، إذ كان له شغف كبير في الرسم، فقد كان ينظر لها كمهنة له في المستقبل في ذلك الوقت، وقد عاش دافنشي مع والده، ثم انتقل إلى فلورنسا لدراسة كل من؛ النحت، والرسم، والهندسة، في عهد الرسام أندريا ديل فيروتشيو العظيم، وقد استمر في الدراسة مع فيروتشيو حتى عام 1476م، إذ تخطاه ليوناردو بسرعة، كما قبل في نقابة الرسامين في فلورنسا في عام 1472م، وقد تميز دافنشي بفضوله العميق وموهبته الفنية الرائعة، بالإضافة إلى عقله العلمي الراجح.^[١]

صقل دافنشي موهبة الرسم لديه، إذ طوّر تقنيات الرسم والنحت، كما تدرب على الفنون الميكانيكية، بالرغم من أنه لم يتلقّى أي تعليم رسمي، إذ لم يتجاوز تعليمه القراءة، والكتابة، والرياضيات الأساسية، إلا أن والده قدَر موهبته الفنية وتعلمه للنحت والرسم في سن الخامسة عشر على يد الرسام الشهير أندريا ديل فيروتشيو في فلورنسا، وفي عام 1472م عندما بلغ دافنشي العشرين من العمر، وعرضت عليه نقابة الرسامين في فلورنسا عضويتها، إلا أنه بقي مع فيروتشيو حتى أصبح رسامًا مستقلًا عام 1478م، وفي عام 1482م بدأ دافنشي برسم أولى أعماله التي تعبر عن فلورنسا.^[٢]

انتقل دافنشي بعد فترة قصيرة للعمل في ميلانو لدى عشيرة سفورزا الحاكمة، ولم يكمل اللوحة الفنية التي بدأ برسمها عن فلورنسا، وقد عمل فيها مهندسًا، ونحاتًا، ورسامًا، ومصممًا لمهرجانات المحكمة، كما طلبت منه العائلة الحاكمة إنشاء تمثال للفروسية بطول 5 أمتار تقريبًا من البرونز، وذلك لتكريم مؤسس السلالة الحاكمة فرانشيسكو سفورزا، وقد عمل دافنشي على هذا التمثال خلال مدة تقدر بـ 12 عاماً، إذ كان نموذج التمثال الطيني جاهزاً للعرض في عام 1493م، إلا أنه ونتيجة للحرب التي كانت تستخدم البرونز المخصص للنحت لوضعه في المدافع توقف العمل على التمثال، كما تدمر خلال الصراع العسكري بعد سقوط دوق سفورزا من السلطة عام 1499م.^[٢]

دراسة دافنشي للعلوم والتشريح

كان ليوناردو دافنشي يؤمن بأن البصر هو العضو الأكثر أهمية في جسم الإنسان، وبأنه أكثر معاني البشرية أهمية، إذ ركز على التنبيه على معرفة كيفية الرؤية، كما اعتقد بأن الرسام الجيد له عنصران رئيسيان هما الرجل، والنية؛ إذ تعد معرفة النية من الصعوبات؛ إذ يجب التعبير عنها من خلال الإيماءات وحركة الأطراف، لذلك ولتوضيح تلك الإيماءات، درس دافنشي علم التشريح للأجسام البشرية والحيوانية خلال الثمانينات من القرن التاسع عشر، كما تعد رسومات الجنين في الرحم، والأوعية الدموية، والقلب، وغيرها من أول الرسومات التي سجّلها الإنسان للهياكل العظمية والعضلية.^[٣]

سعى دافنشي بالإضافة إلى دراسة التشريح إلى دراسة علم النبات، والجيولوجيا، وعلم الحيوان، بالإضافة إلى الهيدروليكية، وعلم الطيران والفيزياء، كما سجل ملاحظاته على شكل رسومات واحتفظ بها في دفاتر ملاحظات رُتبت في أربعة مواضيع رئيسية وهي؛ الرسم، والهندسة المعمارية، والتشريح البشري، والميكانيكاـ إذ ملأ العشرات من الدفاتر بالرسوم التوضيحية المرسومة بدقة متناهية، بالإضافة إلى العديد من الملاحظات العلمية، وقد كانت أفكاره تلك عبارة عن تفسيرات نظرية مفصلة بدقة، إلا أنها نادرًا ما كانت تجريبية.^[٣]

أعمال العالم دافنشي

كلّف حاكم فلورنسا لورينزو دي ميديسي في عام 1482م دافنشي بإنتاج قيثارة فضية، وقد كان الهدف منها لتقديمها كبادرة سلام إلى لودوفيكو سفورزا، وقد طلب دافنشي من سفورزا الحصول على وظيفة، إذ أرسل رسالة إلى دوق ميلانو ذكر فيها مهاراته في الهندسة العسكرية، وباستخدام مهاراته المبتكرة، رسم دافنشي آلات للحرب ومن أمثلتها؛ عربة الحرب مع المنجل المثبت على جانبيها، ودبابة مدرعة، وقد نجحت هذه الرسالة بطلب سفورزا لدافنشي للعمل في ميلانو، إذ عمل فيها لمدة استمرت 17 عاماً، وخلال وجوده في ميلانو كلّف للعمل في العديد من المشاريع الفنية، بما فيها لوحة العشاء الأخير.^[٣]

كان دافنشي مستشارًا للهندسة المعمارية والعسكرية، بالإضافة إلى عمله في النحت والرسم، إذ كان لعقليته الشغوفة وفضوله الواسع فضل كبير في إنشائه لمجموعة واسعة من الأعمال الفنية، كما ربط العلم بالرسم واعتبرهما تخصصان متشابكان بدلًا من جعلهما تخصصان منفصلان، إذ اعتقد أن دراسته للعلوم جعلت منه فنانًا أفضل، وخلال الفترة بين عامي 1502م و1503م عمل دافنشي كمهندس عسكري لفترة قصيرة في فلورنسا، كما سافر خارجها لإنشاء العديد من مشاريع البناء العسكري، والمخططات الطبوغرافية، بالإضافة إلى مخططات المدن، كما صمم خطط لتحويل نهر أرنو بعيدًا عن نهر بيزا لمنع العدو من الوصول إلى البحر في الحرب.^[٣]

أبرز لوحات دافنشي

رسم دافنشي العديد من اللوحات ابتداءً من سبعينيات القرن الماضي، إذ كان متدربًا في ورشة عمل لدى الرسام الشهير أندريا ديل فيروتشيو، وانتهاءً بلوحاته التي رسمها في سنواته الأخيرة، إذ توجد العديد من اللوحات التي رسمها بأكملها بنفسه، كما توجد لوحات مشتركة مع فنانين آخرين، ومن أبرز لوحات دافنشي التي عرضها في المتاحف ما يأتي:^[٤]

• لوحة البشارة (بالإنجليزية: The Annunciation).
• لوحة مادونا مع الزهرة (بالإنجليزية: Madonna with a Flower).
• لوحة العشق المجوسي (بالإنجليزية: The Adoration of the Magi).
• لوحة القديس جيروم في البرية (بالإنجليزية: St. Jerome in the Wilderness).
• لوحة العذراء من الصخور (بالإنجليزية: The Virgin of the Rocks).

المراجع

1. ↑ Shelley Esaak (1-9-2018), "Leonardo da Vinci"، www.thoughtco.com, Retrieved 10-6-2019. Edited.
2. ^ ^{أ ب} "Leonardo da Vinci", www.history.com,2-5-2019، Retrieved 10-6-2019. Edited.
3. ^ ^{أ ب ت ث} "Leonardo da Vinci Biography", www.biography.com,14-5-2019، Retrieved 10-6-2019. Edited.
4. ↑ Shelley Esaak (27-1-2019), "Leonardo da Vinci - The Paintings"، www.thoughtco.com, Retrieved 10-6-2019. Edited.