العالم دوركايم
نهاد محمد إدريس الشريف - آخر تحديث:
٠٥:٤٢ ، ٢٢ يوليو ٢٠١٩

محتويات
نبذة عن العالم دوركايم
ولد العالم إيميل دوركايم في المقاطعة الفرنسية الشرقية إبينال باللورين في عام 1858م، كان والده حاخامًا يهوديًا، فكان يريد لإبنه دوركايم أن يصبح رجل دين، فدرس اللغة العبرية وقرأ كتب العهد القديم والتلمود، إذ تزامن ذلك مع دراسته العلوم العلمانية والتعليم الحكومي، فحاول الالتحاق بمدرسة عليا ولكنه ذلك لم يلتحق مرتين على التوالي، وفي المحاولة الأخيرة قُبل في المدرسة عام 1879، وأثناء دراسته قابل العديد من المفكرين ممن أثروا في الفكر الفرنسي أهمهم الفليسوف هنري برجسون، وعالم النفس بيير جانيت، وقد تأثر بأستاذٍ له في المدرسة يدعى فوستل دي كوانج، وومن أشهر مؤلفاته المدينة القديمة، بقي في المدرسة حتى تخرج عام 1882م، والتحق بالعمل في التدريس الثانوي حتى عام 1887، ليمنح إجازة علمية بالذهاب إلى ألمانيا، فتعرف في رحلته على أفكار الفلاسفة من أشهرهم فاجنر، شمولر وفونت، الأمر الذي أثر على فكره وما يتبنى من مواقف فلسفية، بالإضافة للتغير الذي حصل عنده في فهم الواقع بالرغم من تأثره بفكر فلاسفة العصر المسمى عصر التنوير كجان جاك روسو، أما أكثر علماء الاجتماع تأثيرًا فيه فكان العالم سان سيمون الذي اعتبره العالم دوركايم أستاذه في هذا المجال. [١]
أهم المفاهيم التي جاء بها إميل دوركايم
العالم إميل دوركايم جاء بالعديد من الأفكار والمفاهيم التي كان لها شأنًا في علم الاجتماع، وما زال يتداولها ويحقق فيها علماء الاجتماع حتى اليوم، من أهمها ما يأتي : [٢]
- يقول دوركايم أن استمرارية المجتمع لا يمكن أن تحصل إلا إذا بوجود تجانس عالٍ بين أفراده، واعتبر أن التربية هي من يدعم ويرسخ هذا التجانس، وبالتالي فوظيفة المجتمع هي الوصول إلى التجانس، والأدوات التي تستخدم لذلك هي التربية، ويعتبر أن المجتمع هو الضمير الذي لا بد من وصوله للأطفال.
- يُعدّ دوركايم المجتمع أنه يتكون من ثلاثة عناصر، هي النظم الاجتماعية أي القواعد، والظواهر أي ما يحدث من وقائع، وهي الأنماط المتكررة من مسلكيات جماعية تؤثر على أفراد المجتمع، والعنصر الثالث هو الفكر المتحكم في هذه المسلكيات أو الفعل الجماعي.
- عرف العالم دوركايم علم الاجتماع على أنه علم جلّ اهتمامه هي الظواهر الاجتماعية وما يتبع ذلك من الإلتزام الأخلاقي، ويعتبر أن الظواهر هي ما تجبر الأفراد على سلوك معين داخل الجماعة.
- قسم العالم دوركايم علم الاجتماع إلى موضوعين؛ المورفولوجيا أي الكثافة السكانية والتركيب الجغرافي، والفسيولوجيا أي ما يترتب من أمور تتعلق بالعقيدة والأخلاق والقوانين والاقتصاد.
- أسس العالم دوركايم منهجًا لدراسة الظواهر في علم الاجتماع، سُميت بقواعد المنهج العلمي لدوركايم وهي :
- تحري الباحث في الظاهرة الاجتماعية للأفكار السابقة التي تناولتها، وهي المعروفة اليوم بالدراسات السابقة للظاهرة.
- تخصيص فصل من الدراسة الاجتماعية لتوضيح معاني المصطلحات وأيّ مفاهيم عامة، وهذه المفاهيم استخدمها ويستخدمها الباحث في دراسته، فمن وجهة نظر دوركايم هذه المصطلحات هي تعبيرعن ظاهرة اجتماعية قيد الدراسة.
- يدعو دوركايم الباحثين بضرورة ملاحظة الظواهر الاجتماعية، أي أنه يؤكد على أسلوب الملاحظة كطريقة لجمع المعلومات، مما يتيح الكشف عن خبايا هذه الظواهر، وبالتالي يمكن معرفة القوانين الذي تدور في فلك هذه الظواهر.
- عرف دوركايم الظاهرة الاجتماعية على أنها الطريق للسلوك وطريقة التفكير، وأنها أيّ شعور يفرض نفسه على الفرد الناتج من تأثير خارجي، فوضع العالم قواعد للظاهرة الاجتماهية تتلخص فيما يأتي :
- الموضوعية في الظاهرة الاجتماعية، أي أن وجودها خاص ليس من صنع الفرد، وإنما هي خارج شعورهم ويتأثرون بها ويلاحظونها.
- الظاهرة الاجتماعية لا تُولد من من تفكير الفرد الذاتي.
- شيئية الظواهر الاجتماعية، أي أنها مثلها مثل الظواهر والحقائق المتعلقة بالعالم الخارجي، وتعتبر هذه الخاصية في فهم دوركايم هي ما اعتمد عليه في تأسيسه لعلم الاجتماع.
- الظاهرة الاجتماعية تُفرض على الفرد، أي أن من خصائصها الإلزام وصفة القهر كما سماها العالم.
- الظاهرة الاجتماعية هي إنسانية، فلا ظواهر اجتماعية دون التدخل الإنساني.
- تتصف الظواهر الاجتماعية بالعمومية، وهذه السمة لها آتية من صفة القهرية.
- تترابط الظواهر الاجتماعية ببعضها، أي أن الظواهر تؤثر وتتأثر ببعضها.
أهم مؤلفات العالم دوركايم
كتب العالم دوركايم مؤلفات عديدة ركّز فيها على علم النفس، هي كالآتي : [٣]
- أصدر العالم دوركايم كتابًا عن تقسيم العمل في المجتمع عام 1893م.
- أصدر العالم دوركايم كتابًا في قواعد المنهج لعلم الاجتماع عام 1895م.
- أصدر العالم دوركايم كتابًا تحت عنوان الانتحار عام 1897م.
- أصدر العالم دوركايم كتابًا بعدما توقف فترة 15 عامًا عن الكتابة، وكان الكتاب بعنوان الأشكال الأولية للحياة الدينية.
- أصدر العالم دوركايم كتابًا بعنوان الاشتراكية عام 1928م.
نظرة العلماء لأفكار العالم دوركايم
العالم إميل دوركايم من أهم العلماء الذين أسهموا في تأسيس علم الاجتماع، إن لم يكن هو المؤسس الأب له، فقد تأثر به الكثير من العلماء وتبنوا أفكاره، لا سيما الأستاذ مارسيل فورنييه أحد الأساتذه المشهورين في جامعة مونتريال في كندا، وقد فند أفكاره في كتاب يحمل عنوان إميل دوركايم سيرة حياة، الذي وضح فيه أفكار هذا العالم أو كما أسماه بأبي السوسيولوجي، بالاضافة إلى تناول الكتاب بعض القضايا الشخصية المتعلقة بالعالم دوركايم، كمزاجه النفسي ووضعه العائلي، وطبيعة علاقته مع الأصدقاء، ففي الفصل الأول من كتابه ركّز على التأثيرات التي تعرض لها العالم منذ طفولته، لا سيما أنه عاش في كنف أسرة يهودية أصبح أفرادها ممن شغلوا مناصب في الحاخامية، والتي كان العالم دوركايم رافضًا التوجه لمناصب كهذه مستقبلًا، أما القسم الثاني من الكتاب فركز على أسس علم الاجتماع والسوسيولوجيا، ووضح فيه مدى مساهمة العالم دوركايم في العملية التربوية، وكيف اعتبر أن الأسرة والزواج والميراث ما هي إلا أشكالًا لميل الأفراد في العيش بالمجتمع، وأخيرًا استنتج مؤلف الكتاب أن دوركايم ممن يتعلقون بالقيم الأسرية لمواجهة الأذى الآتي من المغالاة في الحريات، بالاضافة لعرض الكاتب للقيم الإنسانية التي كان يتمتع بها العالم دوركايم والمتمثلة في رعاية الأطفال اليتامي من عائلته. [٤]
المراجع
- ↑ "إميل دوركايم"، roayapedia، اطّلع عليه بتاريخ 26-6-2019. بتصرّف.
- ↑ "إميل دوركايم"، blogspot، 23-8-2017، اطّلع عليه بتاريخ 26-6-2019. بتصرّف.
- ↑ "نبذة عن عالم الاجتماع إميل دوركايم"، almrsal، اطّلع عليه بتاريخ 26-6-2019. بتصرّف.
- ↑ "إميل دوركايم .. قراءة جديدة في سيرة"، albayan، 15-2-2013، اطّلع عليه بتاريخ 26-6-2019. بتصرّف.