العالم ريختر
نهاد محمد إدريس الشريف - آخر تحديث:
١١:٢٧ ، ٢٠ أغسطس ٢٠١٩

محتويات
العالم ريختر
ولد العالم تشارلز فرانسيس ريختر في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1900م، إذ ولد في مزارع ولاية أهايو، لينتقل لاحقًا مع أمه إلى ولاية كاليفورنيا ليتلقى تعليمه الجامعي فيها، وفي عام 1920م درس الفيزياء بجامعة ستانفورد، وبعد انتهائه من الدراسة الجامعية نال درجة الدكتوراه في الفيزياء النظرية من معهد كاليفورنيا التكنولوجي، وأصبح مساعدًا للبرفسور "روبرت ميليكان" الذي حصل على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1923م في موضوع الشحنات الإلكترونية الكهروضوئية، أما العالم ريختر فقد أكمل عمله في مخبر الزلازل بمعهد كارنكي، وفي عام 1937م أكمل دراسته في معهد كاليفورنيا التقني وبقي فيه حتى عام 1970م، وكانت أكبر انجازاته تطوير نظام لقياس الزلازل، فأصبح يراقب الزلازل ويحدد أماكن الهزات الأرضية، وأسس جدولًا يسجل فيه مراكزها ووقت حدوثها بمساعدة مسؤول برامجها، وذلك في سبع محطات رصد لها، وباستخدام آلة لرسمها تعمل بآلية الفتل الأفقي، لتتغير فيما بعد طريقة القياس وتدخل المسافة المصححة بين مكان رصد الزلازل "المحطة" وقوتها، ولكن المخرجات لم تكن حسب توقعاته، ليبقى في محاولاته إلى أن توصل بإدخال الحسابات اللوغرتمية، أي أن الفروق أصبحت تقاس عدديًا على مقياسه الجديد والذي سُمي نسبة له مقياس ريختر الذي ابتكره، وأخيرًا توفي العالم ريختر في عام 1985 في أحد مزارع هاملتون في ولاية أهايو. [١]
حياة العالم ريختر العلمية ومؤلفاته
أفنى العالم ريختر حياته في العلم، وقد تعلم اللغات العديدة لجلب المعلومات عن زلازل العالم التي حدثت، فقد ابتكر المقياس الذي يعد أكبر انجازاته العلمية في بيته بمدينة لوس انجولس الأمريكية، وكان له دورًا في تأمين سبل السلامة للأبنية في بلدية المدينة، وساعدت تعليماته هذه في إنقاذ عدد كبير من الناس في منطقة سان فرانسيسكو عام 1971م، ليبقى مهتمًا بهذه الظاهرة التي تحدث في قشرة الكرة الأرضية حتى بعد تقاعده، أما أهم مؤلفاته فقد ألف عام 1954م بمساعدة صديقه كوتنبرك الكتاب المُسمى زلزالية الأرض، وهو الكتاب الأكثر أهمية في مجال علم الزلازل، وفي عام 1958م ألف كتابًا آخر يحمل عنوان علم الزلازل الأولي. [٢]
آلية عمل مقياس ريختر للزلازل
ابتكر ريختر مقياسه لرصد الزلازل والهزات الأرضية في عام 1935، وهو لليوم يعد المقياس الأفضل في هذا المجال لا سيما أن ثمة مقاييس أخرى أبتكرت لنفس الغرض؛ وذلك للدقة التي يمتاز بها هذا المقياس، أما آلية عمله كمقياس فهو مبني على فكرة الطاقة الناتجة بسبب حركة القشرة الأرضية وما تحدثه من شدة، فجهاز ريختر يقيس أيّ تغيير ناجم عن أيّ اهتزاز عمودي وأفقي للقشرة الأرضية ووقت حدوثها وكم المدة التي استغرقها هذا الاهتزاز، وبالتالي فالزلازل أو الهزات الأرضية تتباين في شدتها بناءً على التغيرات، فهو يعتمد الأرقام اللوغرتمية، مما يعني أن الدرجة الإضافية في المقياس تتضاعف لـ 10 في السعة و32 ضعفًا في الطاقة، ولذلك فأن زلزالًا بقوة 5.3 درجة على سلم ريختر هو متوسط الفعالية، بينما زلزال آخر بقوة 6.3 درجة يصنف على أنه قوي، وقد يحدث أضرارًا كبيرة، فمثلًا يمكن أن يشعر الإنسان بالهزة الأرضية إذا حصل تفجيرٌ في منطقته ناتج عن 180 كغم من مادة TNT، والدرجة الثالثة حسب المقياس تحدث قوة بكمية متفجرات تبلغ عشرين مليون طن من مادة TNT، فالعالم ريختر استطاع أن يطور هذا النظام بعد دراسته لأكثر من 200 زلازل حدث كل عام، ووضع له مقياسًا يبدأ من الرقم 1 ولكن دون نهاية، وأن كل درجة تزيد بمقدار 10 مرات عن سابقتها، وقد صنف الهزات حسب درجاتها كالآتي : [٣][٤]
- الهزة الأرضية التي درجتها من 1-1.9 لا تحدث أي شعور بشري لها، ولكن مقياس ريختر يمكنه رصدها.
- الهزة الأرضية التي درجتها من 2- 2.9 قد يشعر بها عدد قليل من الأشخاص، وليس لها أي أضرار مادية أو بشرية.
- الهزة الأرضية التي درجتها من 3 -3.9 تهز أي شي معلق في البيوت أو الأماكن العامة فقط.
- الهزة الأرضية التي درجتها من 4 - 4.9 يكون شعور الإنسان لها واضح، وقد تسبب وقوع لأي شيء غير ثابت في مكانه.
- الهزة الأرضية التي درجتها من 5 - 5.9 تحدث تشققات في جدران المباني .
- الهزة الأرضية التي درجتها من 6 - 6.9 تحدث تشققات في جدران المباني، وربما تسقط باحتمالية عالية.
- الهزة الأرضية التي درجتها من 7 - 7.9 تحدث تشققًا في الأرض وسقوط للمباني الذي قد يكون جزئيًا.
- الهزة الأرضية التي درجتها من 8 - 8.9 تؤدي لانهيار الجسور إن وجدت، بالاضافة إلى دمار كبير في المباني.
- الهزة الأرضية التي درجتها أكثر من 9 تحدث انهيارًا كبيرًا وشاملًا للمباني عدا عن وضوح الموجة الزلزالية ورؤيتها بالعين.
أكبر الزلازل التي سجلها مقياس ريختر
سجل المقياس منذ اختراعه أعنف هزة أرضية في منطقة تشيلي وما خلفته من دمار كبير وخسائر مادية وبشرية، وتعد تسجيلات المقياس أعلى ما سجل حسب الدرجات المذكورة في الفقرات السابقة، فقد سجل درجة 9.5، وفي عام 1964م سجل الدرجة الأقل وهي 9.2 درجة في منطقة ألاسكا، ويتبعه زلزال سومطرة الذي أحدث دمارًا كبيرًا وخلف أمواج تسونامي هائلة، وبقوة 9.1 درجة على سلم ريختر، فقد اجتاحت الأمواج سواحل العديد من الدول القريبة من منطقة حدوث الزلزال، كشواطئ مناطق جنوب شرق آسيا، ويأتي أخيرًا في القوة ما حدث في اليابان عام 2011 م، والذي أحدث أيضًا أمواجًا عاتية لسواحل اليابان الشرقية، وبلغت قوته 9 درجات، وما ميز هذا الزلزال ما خلفه من دمار في المباني النووية اليابانية.[٥]
المراجع
- ↑ "مخترع مقياس ريختر ” تشارلز فرانسيس ريختر “"، almrsal، اطّلع عليه بتاريخ 3-7-2019. بتصرّف.
- ↑ "تشارلز ريختر"، marefa، اطّلع عليه بتاريخ 3-7-2019. بتصرّف.
- ↑ "من هو ريختر الذي نقيس به الهزات الأرضية والزلازل؟"، alsumaria، 12-1-2018، اطّلع عليه بتاريخ 3-7-2019. بتصرّف.
- ↑ "مقياس ريختر"، aljazeera، اطّلع عليه بتاريخ 3-7-2019. بتصرّف.
- ↑ لخالدي عربي، "مقياس رختر لرصد الزلازل"، mo22، اطّلع عليه بتاريخ 3-7-2019. بتصرّف.