العالم شامبليون
نهاد محمد إدريس الشريف - آخر تحديث:
١١:٢٢ ، ٨ يوليو ٢٠١٩

محتويات
العالم شامبليون
هو العالم جان فرانسوا شامبليون الذي وُلد في فرنسا عام 1790، وتحديدًا في مدينة فيجاك، بدأ حياته العلمية دون تمكنه من الالتحاق بالدراسة في سن صغيرة، ولكنه التحق بها في المرحلة الثانوية، إذ يقدر المهتمون أن العالم ظهر عليه الذكاء والنبوغ في عمر التاسعة، فكان بإمكانه آنذاك أن يقرأ أصعب المؤلفات لأكبر الأدباء والباحثين أمثال "هوميروس" و"فرجيلوس"، وعند التحاقه بمدرسته الثانوية بمنطقة جرينول الفرنسية التقى بشخص يدعى " فورييه"؛ فشجعه على دراسة علم المصريات وكشف أسرار اللغة الهيروغليفية، وكان فورييه يحبه كثيرًا ويؤمن بقدرات شامبليون ونبوغه، وقد تزامنت الدراسات التي أجراها شامبليون مع حملة نابيلون بونابرت إلى مصر، ومن المعروف أن الحملة كان فيها عدد كبير من العلماء والفنانين والأدباء لاكتشاف مصر وما فيها من آثار أدهشت العالم على مر الزمان.[١]
وكان ممن ذهب في الحملة العالم فرانسوا شامبليون، وقد استطاع أن يحل لغزًا حاول قبله الكثير من العلماء اكتشافه إلا أنهم فشلوا في ذلك، بالإضافه إلى الأبحاث التي قدمها لأسماء الأماكن المصرية الآتية من الأصل القبطي، إذ تمكن العالم من استكشافها من المؤلفات اليونانية واللاتينية، وخلال 3 سنوات درس شامبليون اللغات الشرقية والقبطية التي ساعدته في إجراء المزيد من الدراسات والأبحاث المتعلقة بعلم المصريات، فقد تعلم اللغة العربية والعبرية والفارسية، بالإضافة لتحدثه اللغة الإنجليزية بطلاقة وكذلك اللغة الإيطالية والألمانية، وركز في دراسته على اللغة القبطية التي كان متأكدًا من أن هذه اللغة تطورت من الكتابات الهيروغليفية، ولاحقًا رجع العالم لباريس ليهتم بالقطع النادرة المصرية الموجودة في متحف اللوفر. [١]
اكتشاف العالم شامبليون الكبير
بعد انتقال شامبليون لباريس تأثر بعلم أكبر المستشرقين الفرنسيين، وهو العالم "دو ساسي" ليبقى 7 سنوات غارقًا في اكتشاف حجر رشيد الذي اكتشفه بمنطقة رشيد التي تقع في شمال مصر، إذ وجده أحد الجنود الفرنسيين التابعين لحملة نابليون في العام 1799م، وكما ذكرنا كانت هناك محاولات لاكتشاف أسرار هذا الحجر من قبل علماء مصريين وغيرهم، إلا أنها لم تنجح في محاولاتها، وبعد أقل من عشرين عامًا كانت هناك محاولة من العالم "توماس يونج" في العام 1819م نشرها بدائرة المعارف البريطانية لكشف لغز الكتابة المصرية القديمة، إلا أنها لم تتوج بالنجاح إلا عندما اكتشف العالم شامبيلون بعد أقل من ثلاث سنوات ختم الملك في معبد أبو سمبل، إذ إن هذا الاكتشاف أوصله لمعرفة أسم الملك "رمسيس" مما أدخل السرور إليه، وبعد فترة قليلة من الزمن لا تتجاوز السنتين وصل العالم لحل اللغز الخاص بالكتابة الهيروغليفية، ونشره تحت عنوان " الوجيز في النظام الهيروغليفي"، مما جعله أكثر اهتماما بالدراسة العلمية تجاه الآثار المصرية، وليس هو فحسب وإنما العديد من علماء الآثار في العالم، ونتيجة هذا الاكتشاف العظيم لشامبليون عُين أمينًا عامًا لمتحف اللوفر في العاصمة الفرنسية باريس، ليعود في العام 1822م إلى مصر ومعه العديد من العلماء، لقراءة الكتابات الموجودة على جدران المعابد التي سبق وزارها في رحلته الأولى لمصر.[١]
مكث في مصر 17 شهرًا تميزت باكتشافات أسرار وكتابات مصرية قديمة غاية في الأهمية لفهم التاريخ المصري القديم، ومما أثار سخط المصريين بعد هذه الاكتشافات أن هذا العالم لم يقتصر على العلم والاكتشاف ودراسة اللغة المصرية القديمة، بل أوعز وشجع بأن تُنقل بعض هذه الآثار لباريس، فما كان منه في احتفال لذكرى حملة نابليون على مصر، إلا أن تقدم باقتراح نقل آثار فرعونية تخص الملك رمسيس الثاني لباريس، والتي كانت موجودة بساحة معبد الأقصر، فوافقه على ذلك والي مصر آنذاك " محمد علي باشا"، وبالفعل نُقِلَت لساحة الكونكورد بباريس في العام 1836م، وما تزال موجودة حتى يومنا هذا شاهدةً على الحملات الأوروبية على البلاد العربية آنذاك، فهي لم تكن حملات عسكرية الهدف منها استنزاف مقدرات هذه البلاد، بل أيضًا كانت تهدف لمعرفة سر الحضارات العظيمة التي اُقيمت فيها وسرقتها، وفي العام 1832م بدأ العالم شامبليون بإعداد تقرير يتحدث فيه عن رحلته واكتشافاته في مصر، إلا أنه توفي في نفس العام قبل نشره، إذ اُصيب بسكتة دماغية أدت لوفاته في عمر 41، ليدفن في مقبرة بير لاشيه، وقد نشرت الكثير من أعماله بعد وفاته على يد العالم "جاك"، ومن أهمها ما يتعلق بقاموس يخص المصريين القدماء، وفي رواية أخرى أفادت أن سبب موته تعرضه لالتهاب رئوي حاد نتج بعد عودته من مصر؛ إذ كان يقيم في مدينة الإسكندرية التي فيها الجو يختلف كثيرًا عن جو فرنسا خاصة في فصل الشتاء. [٢]
أهمية العالم شامبليون في اكتشاف تاريخ مصر القديم
صرح الدكتور المصري الكبير "زاهي حواس" في الذكرى السادسة والتسعين بعد المئة على فك سر حجر الرشيد، الذي كان على يد العالم فرانسوا شامبليون؛ إذ كان تصريح دكتور حواس يتمحور حول ما أهمية ما قدمه شامبليون لمصر، إذ قال حواس بأنه لولا دراسات شامبليون وأبحاثه واكتشافاته لما كان ما يُسمى بعلم الآثار المصرية، فقد زار الدكتور حواس مكتبة بباريس فانتابه شعور وكأنه جالس على كرسي لملك، فاعتبره ملك اللغة الهيروغليفية، وأن اكتشافة لحجر رشيد بمثابة مولد للحضارة المصرية، وقد دافع عنه الدكتور حواس بوضع حذائه على رأس رمسيس الثاني والذي تمثل في تمثال نُحت للعالم شامبليون، وأفاد حواس أنها في ثقافتهم لا تعد إهانة للمصرين أو الحضارة المصرية. [٣]
المراجع
- ^ أ ب ت "” جان فرانسوا شامبليون ” مكتشف اسرار الفراعنة المصرين"، almrsal، اطّلع عليه بتاريخ 15-6-2019. بتصرّف.
- ↑ د. حسين دقيل (9-10-2018)، "حتى أنت يا شامبليون!"، aljazeera، اطّلع عليه بتاريخ 15-6-2019. بتصرّف.
- ↑ "فى ذكرى فك رموز حجر رشيد.. كيف غير شامبليون تاريخ مصر؟ زاهى حواس يجيب"، youm7، 27-9-2018، اطّلع عليه بتاريخ 15-6-2019. بتصرّف.
مواضيع ذات صلة بـ : العالم شامبليون