العالم هنري بيكريل
Telescope test - آخر تحديث:
١٣:٥٨ ، ٣ يوليو ٢٠١٩

محتويات
العالم هنري بيكريل
يعد عالم الفيزياء الفرنسي أنطوان هنري بيكريل (بالإنجليزية: Henri Becquerel) المولود في تاريخ 15 ديسمبر من عام 1852م في مدينة باريس في فرنسا، مكتشف النشاط الإشعاعي وهي العملية التي تنبعث منها الأشعة من النواة وذلك لعدم استقرارها، وقد حصل في عام 1903م على جائزة نوبل في الفيزياء مع العالمين بيير وماري كوري، وقد سمى وحدة النشاط الإشعاعي باسم وحدة بيكريل، وهي التي تقيس كمية الإشعاعات التي تطلق عندما تتعرض الذرة للتحلل الإشعاعي.[١]
نبذة عن حياة هنري بيكريل
ولد هنري بيكريل في عائلة تميزت بالعلم والعلماء، وكان والده ألكساندر إدموند بيكريل أستاذًا في الفيزياء التطبيقية، وقد كان يعمل في كلية الفنون التطبيقية في باريس، وأجرى العديد من الأبحاث المتعلقة بالإشعاع الشمسي والتفسفر، وقد التحق هنري بيكريل بكلية الفنون التطبيقية في عام 1872م، وأصبح بعد تخرجه استاذًا للفيزياء التطبيقية فيها، وقد تدرب بعد حصوله على شهادته على أن يكون مهندسًا، وعمل كمهندس في قسم الجسور والطرق السريعة، وكان كبير المهندسين في عام 1849م.[٢]
وقد واصل هنري تعليمه بالإضافة إلى عمله كمهندس، وحصل على درجة الدكتوراه، وكان بحثه بالكامل تقريبًا عن علم البصريات،
وبحث في دوران الضوء المستقطب بواسطة المجال المغناطيسي، وعمل تحقيقات موسعة في ذلك المجال، كما بحث في أطياف الأشعة تحت الحمراء، وقام بالعديد من الملاحظات البصرية على الضوء المنطلق من بلورات فوسفورية معرضة للأشعة تحت الحمراء، وبالإضافة إلى ذلك درس امتصاص الضوء في البلورات، ونتيجة لكل تلك الدراسات حصل على درجة الدكتوراة من كلية العلوم في باريس في عام 1888م، عندما كان يبلغ السادسة والثلاثين من العمر، وقد انتُخب عضوًا في أكاديمية العلوم في عام 1889م، وفي عام 1892م عُيِّن أستاذًا للفيزياء التطبيقية في قسم التاريخ الطبيعي في متحف باريس، كما تولى منصب التدريس في كلية الفنون التطبيقية في عمر الثالثة والأربعين.[٢]
عائلة هنري بيكريل
تزوج هنري بيكريل من لوسي زوي ماري جامين في عام 1877م، وهي ابنة فيزيائي فرنسي، إلا أنها توفيت في العام التالي من الزواج عند ولادتها لابنهما جون بيكريل، وبعد ذلك تزوج هنري من لويز ديزيريه لوريو في عام 1890م، وقد ساهمت أسرة هنري كثيرًا في التطور العلمي للمجتمع الفرنسي على مدار أربعة أجيال، إذ اكتشف والده التأثير الكهروضوئي؛ وهي ظاهرة مهمة تستخدم في تشغيل الخلايا الشمسية، عن طريق إنتاج تيار وجهد كهربائيين عند تعرضها للضوء، كما كان جده أنطوان سيزار بيكريل عالمًا قديرًا في مجال الكيمياء الكهربائية، وهو المجال الذي تدرس فيه العلاقة بين الكهرباء والتفاعلات الكيميائية، ويعد من المجالات المهمة لتطوير البطاريات، كما كان ابنه جون بيكريل فيزيائيًا، درس البلورات وخصائصها المغناطيسية والبصرية.[١]
اكتشاف هنري بيكريل للنشاط الإشعاعي
اهتم هنري بيكريل بدراسة الفسفور والمواد التي ينبعث منها الضوء عند تعرضها للإشعاع الكهرومغناطيسي، والذي يستمر بالإضاءة حتى بعد إزالة ذلك الإشعاع، وبعد اكتشاف العالم ويليام رونتجن للأشعة السينية في عام 1895م، أراد بيكريل معرفة إذا كان هناك صلة بين التفسفر وذلك الإشعاع غير المرئي، ومن خلال عمله مع والده عرف أن اليورانيوم يولد الفسفور، وقد قدم في الرابع والعشرين من فبراير في عام 1896م أعماله في مؤتمر علمي، وقد أظهر فيها أن البلورات المصنوعة من اليورانيوم يمكن أن تنبعث منها الإشعاعات عند تعرضها لأشعة الشمس، ووضع تلك البلورات على طبق فوتوغرافي ملفوف بورق أسود سميك؛ وذلك ليكون الإشعاع الوحيد الذي يمكن أن يخترق الورقة مرئيًا على اللوحة أمامهم، وقد رأى بيكريل ظلًا على شكل كريستال على اللوحة، ووضح أن اليورانيوم أحدث إشعاعًا شبيهًا بالأشعة السينية، ويمكنه اختراق جسم الإنسان.[١]
وقد شكلت تجارب هنري على اليورانيوم الأساس لاكتشافه الإشعاع التلقائي الذي حدث عن طريق الصدفة، عندما أراد وضع عيناته لتلقي المزيد من أشعة الشمس، إلا أن الجو كان غائمًا فأوقف تجاربه ووضع عيناته في درج منتظرًا يومًا مشمسًا لإكمال تجاربه، إلا أنه بالرغم من تلقي العينات القليل من أشعة الشمس، وجد أنه ما يزال يرى البلورة القائمة على اليورانيوم على اللوحة، وقد قدم نتائجه في المؤتمر العلمي واستمر بإجراء التجارب على مواد أخرى من الفلورسنت، إلا أنها لم تظهر نتائج مماثلة، إذ كان الإشعاع الصادر خاصًا باليورانيوم وقد أسماه بإشعاع بيكريل، وساعدت اكتشافاته على اكتشاف عناصر مشعة أخرى كالبولونيوم والراديوم، والتي كانت أقوى من اليورانيوم عن طريق العالمين ماري وبيير كوري، وقد فاز بيكريل بنصف جائزة نوبل للفيزياء في عام 1903م عن اكتشافه للنشاط الإشعاعي التلقائي.[١]
مساهمات علمية أخرى لهنري بيكريل
ساهم بيكريل بمساهمات أخرى ذات أهمية أكبر من اكتشاف النشاط الإشعاعي، إذ قاس انحراف جسيمات بيتا التي تعد أحد مكونات النشاط الإشعاعي في المجالين الكهربائي والمغناطيسي، في العامين 1899م و1900م، وأظهر أن جسيم بيتا هو نفس الإلكترون الذي اكتشفه جوزيف جون طومسون، كما اكتشف بيكريل أن المادة الفعالة الموجودة في اليورانيوم فقدت قدراتها الإشعاعية في وقت ما، إلا أن اليورانيوم بالرغم من أنه غير نشط عند تحضيره حديثًا، إلا أنه استعاد نشاطه الإشعاعي الذي فقده، كما كان آخر إنجاز لبيكريل يتعلق بالتأثير الفسيولوجي للإشعاع، إذ قدم تقريرًا في عام 1901م عن الحرق الذي كان نتيجة حمله لعينة نشطة من إشعاع كوريز في جيبه الخاص، وقد أدى هذا الاكتشاف إلى استخدامه في الأغراض الطبية، وقد كُرِّم بيكريل بالعديد من الميداليات على اكتشافاته العلمية.[٣]
المراجع
- ^ أ ب ت ث Alane Lim (3-12-2018), "Henri Becquerel and the Serendipitous Discovery of Radioactivity"، www.thoughtco.com, Retrieved 11-6-2019. Edited.
- ^ أ ب "Henri Becquerel", www.famousscientists.org, Retrieved 11-6-2019. Edited.
- ↑ Lawrence Badash, "Henri Becquerel"، www.britannica.com, Retrieved 11-6-2019. Edited.
مواضيع ذات صلة بـ : العالم هنري بيكريل