العالم هنري كافنديش

بواسطة:
نهاد محمد إدريس الشريف - آخر تحديث:
٢١:٢٨ ، ١٦ يوليو ٢٠١٩

محتويات

١ العالم هنري كافنديش
٢ أهم انجازاته العلمية
٣ ما بعد وفاة هنري كافنديش
٤ المراجع

العالم هنري كافنديش

هو عالم بريطاني ولد عام 1731م، في منطقة نيس التي كانت تتبع لمملكة سردينيا، وهي اليوم في فرنسا، وقد برع العالم في علوم الكيمياء والفيزياء، ووالده هو اللورد تشارلز كافنديش الذي كان من الأثرياء من نبلاء الإنجليز، ومما ساعده في تمويل أبحاثه هو التركة التي ورثها عن عمه، فقد عُرف عنه أن له صفات غريبة الأطوار، فكان لا يحب الحديث مع الآخرين أو التعامل معهم، وخصوصًا المرأة، بالاضافة لعدم اهتمامه أبدًا بالملبس، فقد رُوي عنه أنه كان يلبس الملابس نفسها، ولم يغير قبعته لمدة عشرات السنوات، إذ كان يقدر البعض بأنه يعاني من متلازمة تسمى أسبرجر، أما بداياته العلمية فقد انطلقت من مدرسة نيوكومب بسن الحادي عشر، وبعد إنهاء الدراسة فيها التحق بجامعة كامبريدج، فقد كان طالبًا مهتمًا بالطبيق وبسبب رفضة للمشاركة في خدمة النشاطات الدينية في الجامعة والتي كانت إلزامية، لم يمنح الشهادة عند انتهائه من الدراسة في الجامعة عام 1735م، وفي رواية أخرى أنه كان على خلاف مع الممتحنين في الجامعة، ليعود إلى باريس بعد ذلك ويوسع دراساته في مجالي الفيزياء والرياضيات، ثم عاد إلى إنجلترا ليتعمق في دارسته العلمية، ويشاهد التجارب التي تجريها الجمعية الملكية في إنجلترا، وبسبب مركز والده المرموق بنت الجمعية مختبرًا خاصًا له، وبعد وفاة والده عاش كافيديش حياة التقش حتى موت عمه.

كما ذكرنا ورث مبلغًا هائلًا عنه قُدّر آنذاك بحوالي مليون جنيه، فأصبح أحد أهم الأثرياء في عصره، ولكن هذا لم يغير من طريقة عيشه، فخصص معظم أمواله للعلم والكتب العلمية، وبحسب المؤرخين فإن مكتبته كبرت لدرجة أنه اضطر لوضعها في بيت مستقل وإفساح المجال لزملائه بزياتها، وقد اكتسب تقديرًا من الباحثين، إذ انتخب عضو في جمعية الآثار ووصيًا للمتحف البريطاني عام 1803م، وأخيرًا توفي العالم هنري كافنديش في العام 1810م في منزله في لندن وعمره 78 عامًا، فقد ترك تركة مالية كبيرة جدًا، وإرثًا علميًا ما زال يتداوله العلماء حتى يومنا هذا. ^[١]

أهم انجازاته العلمية

قام العالم هنري كافنديش بإجراء تجارب نتج عنها اكتشافات خدمت البشرية من بعده حتى يومنا هذا، فكانت تجاربه الأهم هي ما يأتي : ^[٢]

صنع الماء: عزل العالم في أحد تجاربه عام 1766م غاز تسرب بسبب نشاط الأكسجين على المعادن، فسجل وزنه وتبين أن هذا الغاز خفيف بصورة ملفتة، واعتبره أخف من الهواء بكثير، وتبين أيضًا أنه قابل للاشتعال، وهو غاز الهيدروجين، وبالتالي خرج بنتيجة أن الماء ليس مركبًا من عناصر، وإنما من غازي الأكسجين والهيدورجين، فقد نسفت نتائجه هذه الاعتقاد اليوناني بأن أي مادة مكونة من عنصر التراب، الهواء، النار والماء.
اكتشاف حمض النتريك : اكتشف كافنديش واستخلص حمض النتريك بتجربة تمرير إشارات كهربائية في الهواء، وإذابة الأكسيد النتاتج في الماء.
قياسُ وزن الأرض: وهي التجربة الهامة التي أجراها العالم في مجال الفيزياء، وقد أدت تجربته لمعرفة كتلة الأرض المرتبطة بكثافتها، وقد كانت تجربته لاحقة لقانون العالم نيوتن الذي صاغ قانون الجاذبية الأرضية بحوالي المئة عام، فقد استطاع العالم كافنديش إيجاد ثابت التناسب في العلاقة العكسية التي أوجدها نيوتن لحساب قوة الجذب المتبادلة بين جسمين، فقد استخدم في هذه التجربة ميزان سمّاه "اللَّيِّ"، وزوجين من كرات الرصاص، فكان الزوج الأول من الكرات يزن 0.73 كغم، والزوج الآخر يزن 159 كغم، وقضيب من الخشب طوله 1.8م، فربط كل زوج بسلك، فوضع أزواج الكرات بالقرب من بعضهما مما ولّد قوة جذب كافية، وعندما حرك الكرتين الكبيرتين أدى ذلك إلى إلتواء القضيب، واستنتج بهذه التجربة إمكانية قياس كثافة الكرة الأرضية مستخدمًا النسبة الحاصلة بين قوى الجذب بين الكرات نفسها، والقوى التي تتأثر بها الكرات بفعل الجاذبية الأرضية، وبين أن كثافة الأرض أكبر من كثافة الماء بـ 5.45 مرة، ومن الجدير ذكره أن النتائج التي خرج بها العالم كافنديش كانت بمنتهى الدقة، مما دعى العلماء لحساب كتلة القمر والشمس والكواكب. ^[٣]
شرح طريقة تصنيع الماء مخبريًا: في العام 1783م بين العالم هنري كافنديش طريقة لتحضير الماء في الظروف المخبرية، وفي عام 1785م شرح تركيبة الغلاف الجوي، وأنه مكوّن من النيتروجين والأكسجين مشيرًا لوجود غاز آخر لم يعرفه، وأن نسبة هذا الغاز قليلة جدًا، ولكن العلماء من بعده اكتشفوه بعد مئة عام تقريبًا، وهو غاز الأرجون.^[٤]
اكتشف بعض الحقائق الهامة في مجال الكهرباء: فقد بين ما هي القوانين الجاذبة للشحنات الكهربائية، وبالتالي كان اكتشافه هذا بمثابة وضع اليد على مفهوم الطاقة الكهربائية، وقد كان القيام بتجاربة خاصةً في مجال الكهرباء أمرًا صعبًا لا سيما عملية قياس التيار الكهربائي، وعدم وجود الأدوات المناسبة لذلك الأمر الذي دفعه إلى توصيل الأسلاك بجسمه وحساب شدة التيار حسب الألم الذي يشعر به. ^[١]

ما بعد وفاة هنري كافنديش

أحب علماء وأهالي إنجلترا العالم هِنري كافنديش كما كان يحب علمه بالرغم من وصفه بأنه رجل غريب الأطوار، فقد أطلقوا على مختبر الأبحاث بجامعة كامبريدج اسم مختبر هِنري كافنديش، بالرغم من أن العالم لم يتعلم بها لخلاف نشأ بينه وبين الأساتذة الممتحنين، فكان المختبر معدّ لتفسير الاكتشافات التي حدثت في بداية القرن العشرين في مجال الفيزياء النووية، فكانت هذه لفته طيبة من الجامعة وتقديرًا لقيمة العالم كافنديش.^[٢]