العلم: فضله وأقسامه
فرح عنانبه - آخر تحديث:
٠٩:٤٧ ، ٥ يوليو ٢٠٢٠


محتويات
العلم
يُعرف العلم بأنه أي نظام يهتم بالعالم المادي وظواهره، ويعتمد على الملاحظات غير المنحازة والتجارب المنهجية، ويتضمن العلم بصورة عامة السعي وراء المعرفة التي تتعلق بالحقائق العامة أو العمليات المتعلقة بالقوانين الأساسية،[١]فقد يبدو العلم الذي يتلقاه الطلاب في المدارس وكأنه مجموعة من الحقائق المعزولة والثابتة، إلا أن العلم يتيح اكتشاف وربط الحقائق المعزولة بمفاهيم متشابكة وشاملة تتعلق بالعالم الطبيعي، كما أنه وسيلة لاكتشاف الكون وكيفية سير الحياة في الوقت الحاضر والماضي وما ستكون عليه في المستقبل، ويساعد العلم أيضًا على تحفيز العلماء على اكتشاف الأشياء التي لم يكتشفها أحد من قبل، وقد ساهم العلم في التعامل مع العديد من المشاكل في الكون، وفي اكتشاف وتطوير تقنيات جديدة لعلاج الأمراض والتعامل معها، إذ يعد مسعى إنساني عالمي.[٢]
فضل العلم
ساعد العلم والتعليم على تغيير الحياة والعالم المحيط بنا، فقد ساعد الأفراد على تطوير رؤية جيدة حول ذاتهم وحول الآخرين، كما أنه ساهم في تطوير المعرفة النظرية حول التجارب التي تقدمها مختلف جوانب الحياة، فقد مكّن الأفراد من إنعاش عقولهم وإدراك الأشياء بطريقة مختلفة، ويعد الهدف الرئيسي من التعليم خلق شخصية عقلانية خالية من الأفكار المعقدة والخرافات، ويمكن تلخيص فضل العلم وفوائده في مجموعة من النقاط، ومن أبرزها ما يأتي:[٣]
- التنمية الشاملة للذات وللبلاد: يضمن تلقي العلم قاعدة للتطوير والتنمية الشاملة للفرد والبلد الذي يعيش فيه، إذ إن التجارب تعلم الكثير من الأمور التي من شأنها تطوير الفرد، إذ يكون مخوّلًا وقادرًا على خدمة بلده.
- التطور التكنولوجي المستمر: أصبح من الضروري تتبع مسار الابتكارات المستمرة في التكنولوجيا، والتي تلعب دورًا مهمًا في حياتنا، لذلك فإن العلم يمكّن الفرد من مواكبة ذلك التطور، ومساعدته على فهم التكنولوجيا الجديدة التي ظهرت في الوقت الحاضر، كما أن العلم يمكن الأفراد من اكتشاف المزيد من الابتكارات، فهو نقطة انطلاق مهمة إلى التطور.
- مساعدة الفرد على تقبل التنوع في مجتمعه: إذ يساعد العلم على غرس احترام الأديان وقبول التنوع في المجتمع دون عنصرية أو إحداث أعمال شغب، فالحكم على شخص ما على أساس دينه أو لونه أو عرقه أمر غير مقبول.
- المساهمة في النمو الاقتصادي: يساعد العلم الفرد على إنجاز العديد من الأعمال بطرق مختلفة، كما أنه يعزز من التواصل بين الأفراد، ويساهم في خلق فرص عمل للفرد، مما يجعله شخصًا مستقلًا من الناحية المادية، وبالتالي سيساهم في النمو الاقتصادي في البلاد من خلال علمه، مما يخفض من معدل البطالة ويحقق الرخاء الاقتصادي.
- المساهمة في الابتعاد عن نمط الحياة الروتينية: يعد وجود نمط حياة صحي ومتوازن من الأمور بالغة الأهمية؛ لضمان حياة صحية وسعيدة، وبالتالي فإن العلم يغرس في الفرد ضرورة اتباع نظام صحي والعيش في حياة صحية بعيدًا عن نمط الحياة الرتيبة وغير المرغوب بها، إذ يمكن للفرد ممارسة رياضة اليوغا والأنشطة الرياضية المختلفة.
- مفتاح للعمل الجاد: يساهم العلم في فتح أبواب العمل للفرد وتحقيق النجاح في تلك الأعمال، إذ يؤكد على الابتعاد عن الركود في الأفعال والأفكار، كما يركز على أهمية العمل في الحياة.
- تمكين الفرد في المجتمع: يساعد العلم الفرد على إدراك حقوقه وواجباته ومسؤولياته، كما يوقف من اعتماده على الآخرين، إذ يمكّن الفرد من النواحي المالية والاجتماعية والعاطفية والروحية، كما يمنحه القدرة على اتخاذ القرارات الحياتية المختلفة، دون الاعتماد على أيّ مصدر خارجي.
- خلق بيئة آمنة: يساهم العلم في تطوير الأفكار الإيجابية والتي تمكن الفرد من التمييز بين الخير والشر، بالإضافة إلى أنه يساعده على تفهم قيمة البشر الآخرين واحترام كرامتهم.
- تطوير هوية الفرد: تعد أزمة الهوية الفترة التي يكون فيها لدى الفرد ارتباكًا وعدم يقين بهويته، إلا أن العلم يمكّنه من تطوير الهوية الخاصة به عن طريق جعله جزءًا من المجتمع مع الحفاظ على القواعد المجتمعية المختلفة، كما أنه يحرره من جميع القيود الموجودة في المجتمع، ويمكّنه من العيش وفق الحياة التي يختارها.
- زيادة المعرفة: يساعد العلم على زيادة المعرفة العلمية والعقلانية للفرد حول كيفية عمل الأشياء المحيطة به في العالم، إذ تساعد تلك المعرفة على فهم العالم بأسلوب مختلف وفعّال.
- إطلاق العنان للإبداع: يساعد العلم على تحفيز الإبداع لدى الفرد وبالتالي إنشاء حياة ناجحة خاصة به، كما يجعله على دراية بحقيقة إطلاق العنان لمواهبه والحفاظ على سلامة عقله.
- التنشئة الاجتماعية للأفراد: يعد الإنسان من الكائنات الاجتماعية، إذ يخدم العلم الفرد في هذا المجال عن طريق مساعدته على تبادل الخبرات والتعلم من تجارب الآخرين، فهو يمكّنه من العيش في حياته بطريقة ودية وسليمة، كما أنه يسهل من عملية التنشئة الاجتماعية للفرد.
- الحصول على نمط حياة مريح: يساعد العلم الأفراد على قيادة حياة ناجحة تمكنّهم من توفير نمط مريح لحياتهم عن طريق تطوير قدرتهم على تنفيذ المهارات المختلفة، وتحقيق مواهبهم.
أنواع العلم
تقسم العلوم إلى مجموعة كبيرة من الأقسام؛ كعلوم الحياة، والعلوم الفيزيائية، وعلوم الأرض وغيرها، ونتيجة وجود تداخل كبير بين العلوم، فإن معرفة الفروق فيما بينها من الأمور المهمة، ومن أبرز أنواع العلم ما يأتي:[٤]
- علم الأحياء: كالتشريح، وعلم الخلايا، وعلم الجينات وغيرها.
- علم النبات: والذي يهتم بالدراسة العلمية الموسعة للنباتات وخصائصها.
- علم البيئة: إذ يهتم بكيفية تفاعل الكائنات الحية مع بيئاتها.
- علم الطب: وهو الذي يهتم بالعديد من العلوم المتعلقة بالغدد والأمراض، والمناعة وغيرها.
- علم الحيوان: وهو الذي يهتم بدراسة الحيوانات؛ مثل كيفية تصنيفها، وفسيولوجيا الحيوان وتطوره وسلوكه.
أهمية العلم في الإسلام
الحقيقة الأولى التي ظهرت على الأرض عند نزول سيدنا جبريل عليه السلام لأول مرة على رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أن هذا الدين الجديد الذي هو دين الإسلام، دينٌ يقوم بالدرجة الأولى على العلم ويرفض الضلال، والأوهام جميعها؛ إذ نزل الوحي لأوَّل ما نزل بخمس آيات تتحدَّث حول قضية واحدة مهمة وهي تقريبًا قضية العلم، قفال الله تعالى في كتابه العزيز: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ* خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ* اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ* الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ* عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ}[٥].
وهذا النزول الأوَّل بهذه الكيفيَة يستوقف المرء؛ وذلك من عِدَّة وجوه؛ الأول أن الله تعالى عز وجل اختار موضوعًا معينًا من مئات المواضيع التي تضمَّنها القرآن الكريم وبدأ بها، مع أن الرسول صلى الله عليه وسلم الذي تنزل عليه القرآن كان أُمِّيًّا أيّ لا يقرأ ولا يكتب، فكان من الواضح أن هذا الموضوع الأول هو مِفتاح فَهْمِ هذا الدِّين الحنيف، ومفتاح فهم هذه الحياة، بل وفهم الآخرة التي سيسأل عنها الناس جميعهم، أما الوجه الآخر أنه نزل يتحدَث عن القضية التي اهتم بها العرب اهتمامًا كبيرًا في تلك الفترة، بل كانت الخرافات، والأباطيل هي التي تتحكم بحياتهم من أوَلها حتى آخرها، فكانوا بحاجة إلى العلم في كل المجالات المختلفة والمتنوعة إلا في مجال البلاغة والشعر، فكان هذا هو الشيء الذي تفوق فيه العرب حتى برعوا فيه، ولذلك نزل القرآن الكريم المعجزة يتحدَّاهم في فصاحتهم، معلنًا لهم أنه يدعو للعلم.[٦]
أهداف العلم في الإسلام
يقوم العلم في الإسلام على العديد من الغايات والأهداف، فأهدافُ العلم في الإسلام تتوافق مع مشيئة الله الخالق عز وجل، فالعلم حريص على إبراز غايات روحية، وأهداف أخلاقية، ومن أهم اهداف العلم ما يأتي:[٧]
- معرفة الله تعالى والإيمان به: فيقوم الإسلام على أهمية العلم، وليس على التسليم الأعمى، فمن خلال العلم وأهميته يَتعرف الإنسان على ربَّه ويؤمن بالله عز وجل؛ قال تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ}[٨].
- التسخير: فخلَق الله الإنسان على هذه الأرض، وسخَّر له المخلوقات جميعها؛ ليرشدها على أحسن وجه كما أمرنا الله سبحانه وتعالى فلن يستطيع الإنسان توجيهها وإرشادها إلا بالعلم الذي يساعده على كشْف أغلب الحقائق، والطاقات التي تساعده على القيام بهذه المهمة الصعبة، فتَظهر هنا أهمية العلم، وكذلك التقدم العلمي الذي يُسخر لنا ما في هذا الكون.
- التربية والتزكية: يقوم العلم على تربية المسلم على الأخلاق الإسلامية الزكية، وعلى ما نصّ عليه من القرآن، والسنة النبوية ولهذا دلالة تربوية صريحة أو ضمنيَّة؛ قال الله تعالي: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}[٩].
المراجع
- ↑ Adam Augustyn (24-7-2019), "Science"، britannica, Retrieved 25-7-2019. Edited.
- ↑ "What is science?", undsci.berkeley, Retrieved 25-7-2019. Edited.
- ↑ Sakshi Jain (27-8-2018), "Education Is Important: Top 17 Reasons Why?"، listbrew, Retrieved 25-7-2019. Edited.
- ↑ Valorie Delp, "Types of Science"، science.lovetoknow, Retrieved 25-7-2019. Edited.
- ↑ سورة العلق، آية: 1-5.
- ↑ "أهمية العلم وقيمته في الإسلام"، islamway، 4-6-2014، اطّلع عليه بتاريخ 7-7-2019. بتصرّف.
- ↑ الدكتور علي بن عبده بن شاكر أبو حميدي (19-11-2012)، "أهداف العلم"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 7-7-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة محمد، آية: 19.
- ↑ سورة الجمعة، آية: 2.
مواضيع ذات صلة بـ : العلم: فضله وأقسامه