العملية التعليمية: عناصرها وأسس نجاحها
هديل الزعبي - آخر تحديث:
١٢:٢٠ ، ٢٦ أكتوبر ٢٠٢٠


محتويات
العملية التعليمية
تعد العملية التعليمية نظامًا تعليميًا مؤلفًا من مجموعة من التدابير التنظيمية والتعليمية التي تهدف إلى أداء متطلبات مستوى تعليمي محدد، إذ إنك ستتدرّج خلال حياتك بالمستويات التعليمية، كالتعليم الأساسي ومن ثم الجامعي والتعليم العالي الذي يتضمن مرحلتي الماجستير والدكتوراه، فسيرك في هذه العملية التعليمية سيلبي احتياجاتك الأساسية من المعرفة وسيجعلك أكثر تخصصًا في مجال معين لتكون إنسانًا منتجًا في المجتمع ولتواكب سوق العمل وتؤمّن احتياجاتك المادية، وتعتمد العملية التعليمية على بعض الأسس والمبادئ التي لا يمكن الاستغناء عن أي منها ولها عناصر محددة يلعب كل عنصر فيها دورًا هامًا في التعليم.[١]
عناصر العملية التعليمية
لا تكتمل العملية التعليمة ولا تنجح إلا بتوفر عناصرها الأساسية التي تكمل بعضها البعض، وإليك فيما يلي العناصر الستة للعملية التعليمية:[٢]
- المعلّم وطرق التدريس: قد يكون المعلم أهم عنصر من عناصر العملية التعليمية لأنه يؤثر على جودة التعليم، فالمعلّم هو القادر على الوصول إلى المواد التعليمية اللازمة لطلابه والمناسبة لهم والتي تلبي متطلبات المنهج الدراسي، ويجب أن تتوافق أساليب تدريسه مع خصائص طلابه المختلفة وأن يعزز المشاركة في الفصل الدراسي.
- المحتوى التربوي: يتضمن المحتوى التربوي المناهج والمواد التعليمية، وليكون المحتوى التربوي ناجحًا يجب أن يكون على صلة بأهدف التعليم، من حيث احتوائه على مهارات القراءة والكتابة والحساب الأساسية أو المعلومات الملائمة لمستوى الطلاب، ويجب أن يسلّط الضوء على مهارات أساسية أخرى كالنظافة والتغذية والمعرفة حول بعض الأمور الصحية والاجتماعية والقضايا الوطنية والدولية الهامة، فهو محتوى يجمع بين التربية والتعليم.
- بيئة التعلّم: البيئة التي يتلقى بها الطلاب تعليمهم واحدة من أهم عناصر العملية التعليمية، إذ يجب أن تكون البيئة نظيفة وآمنة وصحية ومُلهمة وشاملة للأقليات من ذوي الإعاقة أو الطلاب المُختلفين، ولضمان بيئة تعليمية سليمة يجب أن يتعاون المعلمون على ذلك.
- إدارة المدرسة: تؤثر إدارة المدرسة على سير العملية التعليمية وفي الوضع المثالي يجب أن تلتزم الإدارة بالتوجيهات الوطنية وأن تكون عملية إدارتها شفافة فيتمكن الجميع من رؤية كيفية توزيع التمويل والمواد والخطط المُتخذة لتحسين العملية التعليمية، بالإضافة إلى معاملة المعلمين باحترام لضمان تقديم أفضل ما لديهم.
- الطلاب: يجب أن تؤخذ خلفيات الطلاب بعين الاعتبار، فهم جزء لا يتجزأ من العلمية التعليمية، إذ يجب معرفة التحديات التي تعرّض لها الطلاب مثل الكوارث الطبيعية أو سوء العاملة كالعنف أو عمالة الأطفال، بالإضافة إلى حالة الطلاب عند قدومهم للمدارس فيجب معرفة ما إذا كانوا يعانون من أمراض مزمنة وغيرها من التفاصيل التي يجب جمعها عن الطلاب لمعرفة الطرق الأنسب للتعامل معهم.
- التمويل والتنظيم: قد يكون التمويل والتنظيم شرطان أساسيان لضمان نجاح العناصر الخمسة السابقة، فالمؤسسات التعليمية التي لا تحصل على تمويل كافٍ لن تكون قادرة على ضمان سير العملية التعليمية بنجاح ولن تستطيع ضمان جودة التعليم وراحة الطلاب والمعلمين، بالإضافة إلى أهمية التنظيم لإدارة الموارد وتنظيم العمل بشكل صحيح.
أسس العملية التعليمية الناجحة
يعتمد نجاح العملية التعليمية على أسس ومبادئ واضحة تزوّد الطالب بالمعارف اللازمة له وتعدّه للحياة وسوق العمل بعد إكمال المراحل التعليمية، وإليك فيما يلي أسس العملية التعليمة الناجحة:[٣]
- تشجيع الاتصال بين الطلاب وأعضاء الهيئة التدريسية: الاتصال الفعّال بين الطلاب والمعلّم أمر هام وحيوي لنجاح العملية التعليمية، وتقع مسؤولية بناء هذه العلاقة على المعلّم فالطلاب الذي يتركون المدارس هم الذين يشعرون بالعزلة، ويمكن للمعلّم أن يبني علاقة جيدة مع طلابه بإشراكهم في التعليم وجعله عملية تفاعلية يتبادل فيها المعارف مع طلابه ولا يكون ملقنًا للمعلومات فقط.
- تطوير المعاملة بالمثل والتعاون بين الطلاب: يجب أن يشجع المعلّم طلابه على العمل كفريق واحد ليتعلموا أكثر لأن التعلّم مع الجماعة يزيد من معلومات ومهارات الطالب وفهمه ويغيّر من طريقة تفكيره، فخصائص التعلّم الجيد تعاونية واجتماعية وليست تنافسية وانعزالية، فلا يجب تشجيع العمل المنفرد والتنافس السلبي بين الطلاب.
- تشجيع التعلّم النشط: لا يمكن أن تنجح العملية التعليمية إذا بقي الطلاب جالسين في الصف يستمعون للمعلمين ويحفظون مهامهم ويُعدّون إجاباتهم مسبقًا، ولهذا فإن التعليم النشط من أسس العملية التعليمية الناجحة ويقوم هذا الأساس على قدرة الطلاب على التحدّث عما تعلموه والكتابة عنه وربطه بالتجارب السابقة وتطبيقه في حياتهم اليومية، وبغير ذلك لن يكون التعليم مفيدًا.
- إعطاء ملاحظات فورية: يحتاج الطلاب إلى تغذية راجعة حول أدائهم لكي يستفيدوا مما تعلموه، وهنا يأتي دور المعلّم الذي يجب أن يعطي الملاحظات ويساعد الطالب على تقييم معارفه وقدراته.
- التأكيد على الوقت الذي يحتاجه إتمام المهمة: يجب أن يتعلّم الطلاب مهارة إدارة الوقت، ولهذا يجب أن يركز المعلّم على الوقت المحدد لإنجاز كل مهمة، ولكن عليه أن يتيح للطلاب فترات زمنية منطقية تتناسب مع نوع المهمة ودرجة صعوبتها.
- الإبلاغ عن التوقعات العالية: عندما تتوقع المزيد من الطلاب ستتحقق توقعاتك، ولكن يجب أن يعرف الطلاب ذوو القدرات الأقل والذين لا يرغبون ببذل مجهود إضافي ما تتوقّع منهم، وعندما تلتزم أنت كمعلّم بمعايير تعليمية عالية سيتحسّن مستوى الطلاب بلا شك، ولكن الأهم أن يعرف الطلاب توقعاتك منهم.
- احترام المواهب المتنوعة وطرق التعلّم المختلفة: من أسس ومبادئ العملية التعليمية الناجحة تكييف طريقة التعليم مع شخصيات الطلاب وقدراتهم المختلفة، فلا يمكن لطريقة تعليمية واحدة أن تناسب جميع الطلاب، ولهذا يجب أخذ مواهب الطلاب وقدراتهم بعين الاعتبار عند اختيار أسلوب التدريس، كما أن الطلاب بحاجة لفرصة ليظهروا مواهبهم الفريدة وليتعلموا بالطرق التي تناسبهم.
قد يُهِمُّكَ
إن جزءًا كبيرًا من العملية التعليمية يقع على عاتق المعلّم ويلعب المعلّم أدوارًا عديدة فيها، وإليك فيما يلي أهم الأدوار التي يلعبها المعلّم الناجح في العملية التعليمية:[٤]
- توفير مصادر المعلومات: المعلّم هو المسؤول عن توفير مصادر المعلومات والمراجع التعليمية لطلابه، كما أنه مسؤول عن تعليم الطلاب كيفية الوصول إلى المصادر المفيدة التي يبحثون عنها، بالإضافة إلى دوره في تعليمهم كيفية استخدام المعلومات بشكل صحيح.
- توفير الدعم: يحتاج الطلاب للدعم عند تعلّم مهارات ومعلومات جديدة، والداعم في العملية التعليمية هو المعلّم، إذ يمكن أن يوفّر الدعم بكونه مدرّبًا أو قائدًا أو مُستشارًا.
- الإرشاد: هو أحد أهم الأدوار التي يلعبها المعلّم في العملية التعليمية، فالطلاب يقتدون بالمعلمين وقد يغيّرون من سلوكياتهم وأخلاقياتهم لتتناسب مع معلّميهم، كما يمكن للمدرّس الأكبر سنًا أن يلعب دورًا آخر في العملية التعليمية ويكون مُرشدًا لمعلّم آخر أصغر منه من الناحية المهنية.
- تقديم يد المساعدة: يلعب المعلّم أدوارًا أخرى في المؤسسة التعليمية التي يعمل بها غير كونه معلّمًا لطلابه، إذ يمكن أن توكَل مهام إضافية للمعلّم؛ كقيادة اجتماعات رابطة الآباء والمعلمين أو المساعدة في إنشاء صالة رياضية لحدث ما.
- التعلم: مع أن المعلّم يمتلك معارف ومعلومات واسعة إلا أنه يجب أن يكون متعلمًا أيضًا، فدائمًا يوجد شيء جديد يتعلّمه، والمعلّم الناجح هو الذي يهتم بتطوير نفسه وطلابه وسير العملية التعليمية بنجاح وهو المعلّم المستعد دائمًا للتعلّم وليس فقط للتعليم.
المراجع
- ↑ "Features of the Educational Process", nubip.edu.ua, Retrieved 2020-10-18. Edited.
- ↑ "Key elements of quality", norad.no, Retrieved 2020-10-18. Edited.
- ↑ "Seven Principles for Good Teaching", utc.edu, Retrieved 2020-10-18. Edited.
- ↑ "5 Roles for a Teacher Leader", resilienteducator, Retrieved 2020-10-18. Edited.
مواضيع ذات صلة بـ : العملية التعليمية: عناصرها وأسس نجاحها