الغرور والثقة بالنفس، هل بينهما فرق؟
أروى العمر - آخر تحديث:
٠٩:٤٢ ، ١١ أغسطس ٢٠٢٠


-
ذات صلة - صفات الشخصية المحبوبة
- عيوب برج الثور المرأة
- تعرف على صفات رجل برج الأسد
- أجمل عبارات جبران خليل جبران
محتويات
الغرور والثقة بالنفس
تعد الثقة بالنفس أمرًا رائعًا وإيجابيًا، فهي تعد إحدى أهم مقومات النجاح في الحياة، وهي صفة مرغوبة،تجعلك قادر على التحكم في قراراتك واختياراتك في الحياة مُتجاوزًا المخاوف والشكوك التي يُمكن أن تُثبطك، فتكون شخصًا مُتفائلًا يٌحب الناس صحبتك، كما يرى الناس الشخص الواثق بنفسه أنه جدير بالإعجاب ويمكنهم الاعتماد عليه في أمور كثيرة، لكن لكل شيء حدود!، فإذا تجاوزت الثقة بالنفس حدودًا مُعينة فإنها ستُصبح نقطة ضعف، وتتحول من الثقة بالنفس المحمودة إلى الغرور المذموم، وهي صفة غير مرغوبة عند جميع الناس، وفي الغالب فأنت بالتأكيد لا تُحب أن تتعامل مع شخص مغرور.[١]
الفرق بين الغرور والثقة بالنفس
إن مُحاولة تعزيز احترام وتقدير الذات أمر مهم وإيجابي، لكن الإفراط في ذلك يمكن أن يشجع على الغرور والنرجسية بدلًا من ذلك، وسنوضح فيما يلي مفهوم كلّ من الغرور والثقة بالنفس لتتمكن من التفريق بينهما:[٢]
- الغرور: هو إحساس مُبالغ فيه فيما يخص أهميتك وقدراتك، وغالبًا ما يظنّ الأشخاص المغرورون بأنهم كاملون وليس لديهم ما يُمكن أن يتعلموه من الآخرين، لذلك فهم يتصرفون وكأنهم يعرفون كل شيء، ويٌحاولون جُهدهم ليظهروا أنهم على حقّ، وأن الآخرين على خطأ، لذلك فهم غالبًا لا يستمعون لآراء الآخرين، كما يُحب المغرورون التفاخر بإنجازاتهم ومهاراتهم والحديث عن أنفسهم كثيرًا، وغالبًا ما يتجاهلون من حولهم، فهم يُحبون تسليط الضوء على أنفسهم فقط، وقد يستخدمون نبرة مُتعاليه في حديثهم أو لغة جسد تُبين عدم احترامهم للآخرين، وفي الواقع يُخفي الغرور في طياته شعور صاحبه بالخوف وانعدام الأمن الداخلي.
- الثقة بالنفس: هي شعور ينبع من تقدير نفسك لقدراتك أو صفاتك، وهو شعور يُكسبك الهدوء الداخلي والأمان، وغالبًا ما يُحب الواثقون من أنفسهم التعلم من الآخرين والاستماع لآرائهم، فهم يُدركون أنهم غير كاملين ويسعدون بالتعلم من الآخرين، كما أنهم يُحبون تسليط الضوء على إنجازات زملائهم، ويمدحونهم، ويُشجعون العمل الجماعي ويلهمون الجميع.
ويوجد خط رفيع إلى حدّ ما بين الغرور والثقة بالنفس، إذ يشعر الشخص المغرور أنه يجب عليه تأكيد غروره دائمًا حتى يشعر بالتفوق، لكن الشخص الواثق بنفسه يعرف قيمته دون الحاجة إلى إثبات ذلك، ويُعبّر الغرور عن تدني احترام الذات؛ لأن المغرور يشعر بالتهديد من قبل الآخرين، فهو يعتقد أنه يجب عليه الدفاع عن نفسه لإثبات ذاته، بينما الشخص الواثق يعرف قدره ويحترم ذاته ولا يُحاول أن يُظهر شيئًا، وسنعرض لك فيما يأتي أهم الاختلافات بين الغرور والثقة بالنفس:[٣]
- يُعاني الأشخاص المغرورون من حالة الخوف وعدم الأمان الداخلي؛ وذلك لأنهم يشعرون بأنهم بحاجة لحماية غرورهم الهشّ، فيشعرون أن الآخرين يُمثلون تهديدًا لهم، ويشعرون أن عليهم الهيمنة على الآخرين لأن لديهم شكوكًا في قدراته، فيضطرون للتعويض عن هذا الشعور بالغرور؛ لأنهم يفتقرون إلى الحكمة والرقابة الداخلية، بينما يشعر الأشخاص الواثقون باطمئنان وسلام داخلي، إذ يمكنهم فعل أي شيء، فلا ينظرون إلى الآخرين على أنهم تهديد، بل يرون الآخرين امتدادًا لأنفسهم، فهم يُفضلون استخدام قدراتهم لإفادة الآخرين.
- يميل المغرورون إلى الشعور بالخزي أكثر من الأشخاص الواثقين من أنفسهم، لذلك فهم يُحاولون التستُر على مشاعرهم بمحاولة السيطرة على الآخرين، بينما يتمتع الأشخاص الواثقون بأنفسهم بمزيد من الصفات الشخصية المحبوبة، لذلك يُحب الآخرون صحبتهم.
- يؤمن الأشخاص الواثقون بأنفسهم بالعمل الجاد، ويَعدّونه عاملًا حاسم في نجاحهم، بينما يتصيّد الأشخاص المغرورن الفرص القريبة السهلة، ويعتقدون بأن النجاح مجرد حظ، لذلك فهم يبحثون عن الطرق السهلة للظهور والبروز في القمة.
- يؤمن الأشخاص الواثقون بأنفسهم والذين يتمتعون بالاطمئنان الذاتي بالعمل الجماعي ويُشجعونه، ويُقدرون جهود فريقهم ويمدحونه، بينما يُفضّل المغرورون عمل كل شيء بأنفسهم، ولا يُحبون مساعدة أحد، ويرغبون بأن يكون الفضل لهم في الإنجاز حتى لو بذل الآخرون معظم الجهد.
- يمتلك الواثقون بأنفسهم قدرًا كافيًا من احترامهم لذاتهم، فهم يعرفون نقاط قوتهم ونقاط ضعفهم، بينما يكون لدى المغرورون قدرًا ضئيلًا من المعرفة الذاتية، فيعتقدون أنهم يعرفون كل شيء، لذلك فهم لا يرغبون بتعلم الجديد، وغير مهتمين بالتعرف على نقاط ضعفهم، ولا يظنون أن لديهم نقاط ضعف حتّى.
- يتعامل الأشخاص الواثقون بأنفسهم مع النقد البناء جيدًا ويَعدّونه فرصة لتحسين أنفسهم وقدراتهم، كما يدعون الآخرين لانتقادهم حتى يعرفوا أخطائهم وليتمكنوا من تعديل سلوكهم وفقًا لذلك، بينما يتصرف الأشخاص المغرورون بصرامة مع النقد البنّاء، فيغضبون أو يبدأون بالدفاع لمجرد سماعهم اقتراحات الآخرين، ولا يأخذونها على محمل الجد.
- لا يشعر الواثقون بأنفسهم بالحاجة إلى إقناع الآخرين، لكن المغرورون يميلون دائمًا إلى إقناع الآخرين برأيهم.
كيف تمنع تحوّل الثقة بالنفس إلى غرور؟
إن ما تعتقده عن نفسك أهم بكثير مما يعتقده الناس عنك، فالثقة لا تأتي مع المال أو الملابس، الثقة الحقيقية ترتبط بقيمة الذات واعتقادك بما يمكنك إنجازه بمفردك، فإذا قابلت مثل هذا الشخص ستعرف أنه يمكنك الاعتماد عليه، وأينما حلّ يلفت الانتباه على الفور دون رفع صوته أو التفاخر بذلك، وهذا هو فن الثقة الهادئة، فيمكنك أن تكون واثقًا بنفسك محبوبًا من الآخرين دون أن تكون مغرورًا، كيف ذلك؟ سنعرض لك فيما بلي بعض النصائح لتعزيز ثقتك بنفسك دون التحوّل إلى الغرور:[٤]
- كن مُخلِصًا: فقط حاول أن تكون صادقًا ولا تحاول قول ما يريد الشخص الآخر أن يسمعه، بل قل ما تشعر أنه صحيح.
- تعرّف على نقاط قوَّتك: من المهم جدًا إدراك نقاط قوتك واستكشافها، فتُكرّس معظم وقتك في تطويرها وتحسينها، وتصبح أكثر ثقة في قدراتك.
- اعرف حدودك: إذ إن معرفة أنك يمكن أن تكون مخطئًا أو إدراكك بأنه توجد أشياء لا تجيدها، يجعلك تركز اهتمامك على تحسين نفسك، فهذه هي الطريقة الوحيدة للتطور، والفرصة الوحيدة لتصبح أفضل وأكثر حكمة.
- كن متواضعًا: إذا أُتيحت لك الفرصة للتحدث عن نفسك فمن الجيد أن تتجنب التباهي، ولكن هذا لا يعني عدم مشاركة نجاحاتك وإنجازاتك مع الآخرين.
- تحدث أقل ، واستمع أكثر: عادة ما تكون كثرة الحديث علامة على الضعف وانعدام الأمن، فقط ابحث عن التوازن بين الوقت الذي يجب أن تتحدث فيه، والوقت الذي عليك فيهالاستماع وعدم الحديث.
- لا تخف من أن تكون مُخطئا: يسمح لك أن تكون مخطئًا، ببساطة لأنك إنسان.
قد يُهِمُّكَ
إذا أردت أن تكون شخصًا واثقًا بنفسه، فاتبع النصائح التالية:[٥]
- تحدث مع نّفسك دائمًا بصورة إيجابيةٍ، فالبعض قد يشعر من الدّاخل أنه غير جديرٍ بأن يكون شخصًا واثقًا، ويظل يُردد عبارت سلبية، الأمر الذي من شأنه أن يبرمج عقله على ذلك.
- تجنّب معاقبة النّفس بقسوة وإجحاف واستمرار لومها على أيّ خطأ صغير، لكن الأفضل هو إعطاء نفسك الفرصة لتقييم الأخطاء والتعلّم منها، والنّظر إلى تلك الأخطاء كفرص تستحق المحاولة من جديد، فالفشل هو الخطوة الأولى للنّجاح.
- حاول تطوير نفسك بالتعلم والقراءة وزيادة الثقافة العامة، فهذا يجعلك قادرًا على إعطاء رأيك بصورة سليمة ويشجعك على محاولةحلّ المشكلات والمشاركة في النقاشات.
- تجنّب مقارنة نفسك بالأشخاص الآخرين المحيطين بك مهما كان وضعهم، واقتنع بأنّه لا يوجد شخص كامل.
المراجع
- ↑ Leisa A. Bailey, Ph.D. (2012-03-09), "The Difference Between Confidence and Arrogance", marietta-psychologist.blogspot.com, Retrieved 2020-08-08. Edited.
- ↑ Bruna Martinuzzi (2019-03-11), "Confident or arrogant? How to tell the difference and why it matters", emeraldworks.com, Retrieved 2020-08-08. Edited.
- ↑ "Psychology Explains the Difference Between Self-Confidence and Arrogance", www.powerofpositivity.com, Retrieved 2020-08-07. Edited.
- ↑ "A secret to success: Confidence without arrogance", medium.com, 2017-04-09, Retrieved 2020-08-07. Edited.
- ↑ Trudi Griffin (2020-08-08), "How to Build Self Confidence", www.wikihow.com, Retrieved 2020-08-09. Edited.
مواضيع ذات صلة بـ : الغرور والثقة بالنفس، هل بينهما فرق؟