-
الرئيسية
- /
-
الثقافة العامة
- /
- الفرق بين التنجيم وعلم الفلك
الفرق بين التنجيم وعلم الفلك
حياتُكِ - آخر تحديث:
٠٨:٠٢ ، ١٣ نوفمبر ٢٠١٩


-
ذات صلة - بحث حول علم الفلك
- الفرق بين الطب النفسي وعلم النفس
- الحلم بلبس خاتم ذهب
- حكم قراءة صفات الابراج
محتويات
الفرق بين التنجيم وعلم الفلك
علم الفلك له جذور ترجع إلى آلاف السّنين، وهو يُعنى بدراسة الأجسام والظّواهر السّماويّة، من خلال تطبيق قوانين الفيزياء والكيمياء والرّياضيات، وتساعد هذه التّخصّصات في إلقاء الضّوء على أصول هذه الأجرام، وتكوينها، وطريقة تفاعلها، ويعرّف في الأساس بأنه دراسة كلِّ شيء يقع خارج الغلاف الجوّيِّ للأرض، بدءًا من أقمار كوكب المشتري، والمذنّبات، وصولًا إلى أقصى المجرّات والثّقوب السّوداء غير المرئيّة، ونظريّة الانفجار الكبير.
تندرج معظم الدّراسات الحديثة لعلم الفلك ضمن مجال الفيزياء الفلكيّة، وهو مجال علميٌّ لا يُقدَّر بثمن، أدّى إلى اختراع الكثير من الأجهزة التي لم تعمل في مجال الفلك وحسب، بل ساعدت في تطوّر أجهزة الكمبيوتر والتّحاليل، وغيرها الكثير من الاختراعات المفيدة للنّاس على الأرض.[١][٢]
يمكن اعتبار علم التنجيم سابقًا لعلم الفلك، ولكنّه من الأساس يُركّز في تأثير الأجرام السّماويّة على شؤون البشر، ويتنبّأ بالأحداث المستقبليّة، وكان علم التنجيم يُمارس على نطاق واسع عند العديد من الثّقافات القديمة، ومن أبرزها الحضارة المصريّة والحضارة البابليّة القديمة، وقد كان ذا أهمّيّة لا حصر لها في تطوير العقل البشريّ والفلسفة، ولكن من المحتمل جدًّا أن تكون أشكال التنجيم أقدم من ذلك بكثير، وفي وقت من الأوقات كان علم الفلك وعلم التّنجيم شيئًا واحدًا، وكلُّ الفروق ظهرت بينهما خلال عصر المنطق أو عصر العقل، ورُفِضَ علم التنجيم رفضًا جماعيًّا؛ كونه مجرَّد خرافات، ومع أنّه كذلك ولا أحد يعتمد عليه الآن في شيء إلّا أنّه يعكس مرحلة من مراحل التّفكير البشريّ، وهو أحد الرّكائز الأساسيّة التي تُبيِّن تطوّر الذّكاء البشريّ والفلسفة والتّنمية والثّقافة[١].
انفصال علم التنجيم عن علم الفلك
ظلّ علم التنجيم جزءًا من العلم السّائد حتّى أواخر القرن السّادس عشر، وذلك عندما أظهر إسحاق نيوتن بعض العمليّات الفيزيائيّة التي تؤثّر بها الأجرام السّماويّة على بعضها، وأثناء قيامه بذلك أظهَرَ أنّ القوانين الطبيعية الأرضية التي تؤدي لسقوط تفّاحة من شجرة، تنطبق أيضًا على حركات الأجرام السّماويّة، ومنذ ذلك الحين تطوَّر علم الفلك وصار حقلًا منفصلًا تمامًا، وأصبحت التّنبّؤات بالظّواهر السّماويّة تعتمد على الطّريقة العلميّة[٣].
وما يعقِّد الأمور بالنّسبة لكثير من النّاس هو أنَّ علم التنجيم يعتمد بشدَّة على محتوى مماثل لعلم الفلك؛ إذ إنَّ المنجِّم الموهوب يحتاج لفهم حركة الأجرام السّماويّة، وبعض المبادئ الأساسيّة لعلم الفلك؛ من أجل قراءة النّجوم، والإدلاء بتوقّعاته بناءً عليها، وهذا يؤدّي إلى افتراض النّاس أنَّ علم التّنجيم حقيقيّ، أو قائم على أساسات ثابتة، وفي الواقع يعتمد عمل المنجم على استخلاص آراء لا أساس لها، باعتماده على الأحداث الفلكيّة المُثبتة علميًّا، وغالبًا ما يؤدّي النّقاش مع أحد المنجّمين إلى طريق مسدود، بل يؤدّي إلى تعزيز الإيمان بأهمّيّة حركة النّجوم والكواكب في حياتنا على الأرض، ويكفي القول إنَّ من يُريد البحث عن معنًى عميق في نفسه، فعليه النّظر في نفسه، بدل النّظر إلى السّماء والنّجوم.[٣]
شعبية علم التنجيم
يعدُّ علم التنجيم مثالًا رئيسيًّا على العلوم الزّائفة، ولكنّه يُشارك خاصّيّة واحدة مهمّة مع العلوم الحقيقيّة، وهي أنّه غالبًا ما يقدِّم تنبّؤات واضحة يمكن اختبارها تجريبيًّا، وقد اختُبِرَت تلك التّوقّعات بدقّة مرارًا وتكرارًا، وتبيّن أنّه لا يمكن للمنجّمين التّنبّؤ بالأحداث المستقبليّة، ولا التّنبّؤ بملامح الشّخصيّة بناءً على وقت الميلاد ومكانه، ولا إذا كان الأزواج لديهم علامات نجوم متوافقة أم لا، ومع ذلك ما زال آلاف النّاس حول العالم يتمسّكون بنصائح المنجّمين، وتُوجد العديد من العوامل التي ساعدت في الحفاظ على علم التنجيم إلى الآن، ومنها[٤]:
- العوامل النّفسيّة التي تلعب دورًا في تفسير هذا الاعتقاد، ويشمل ذلك الرّغبة في الشّعور بأنّنا مرتبطون بشيء أكبر من أنفسنا، وهذا يُكسِبنا شعورًا بالسّيطرة في عالم لا يمكن التّنبّؤ به.
- مَيلُ كثير من النّاس لملاحظة الأدلّة التي تدعم معتقداتهم، وتجاهُلِ أيِّ دليل عمليٍّ يُعارضها.
- اعتماد المنجّمين على تعميمات غامضة، تتمتّع بفرصة جيّدة لتحقيق حقيقة ما، بطريقة أو بأخرى لدى معظم النّاس، مثل: سوف تتلقّى خبرًا غير متوقَّع من الأخبار الجيّدة، وهذا مثال على ما يسمّيه علماء النّفس تأثير بارنوم، والذي يشير إلى ميل النّاس إلى إيجاد معنًى شخصيّ في البيانات العامّة، وغالبًا ما يَقبَل النّاس التّصريحات الغامضة والعامّة على أنها تنطبق عليهم فرديًّا، برغم أنّها في الواقع تنطبق على معظم السّكّان.
- سبب تصديق علم التنجيم في بعض الأحيان يكون مجرَّد إذنٍ لاغتنام فرصة في اتّجاه أو قرار جديد في الحياة، أو لإنهاء علاقة إشكاليّة، أو مجموعة من الأعمال المُتعبة، وغالبًا ما يُستشار المنجّمون في أوقات عدم اليقين أساسًا، سواء على المستوى الشّخصيّ أو المجتمعيّ.
- المؤمنون بعلمِ التنجيم غالبًا ما يعدّون منجّمهم خبيرًا ينبغي أن تؤخذ تصريحاته على محمل الجدِّ.
- جميعُ البشر عُرضَة لما يُسمّيه علماء النّفس التّحقّق الذّاتيّ، وهذا يعني أنّه إذا كنّا نتوقّع شيئًا، فغالبًا ما نربط أيِّ حدث على أنّه إشارة له، حتّى لو لم تكن كذلك بالفعل، وأي شيء يبدو أنّه يقدِّم لمحة عمّا يُنتظَر وقوعه، قد يَمنَح شخصًا ما إحساسًا أفضل بالسّيطرة، حتّى لو كان شعور التّحكُّم هذا وهميًّا.
- جميع النّساء يحرصن على أن يكُنَّ منسجمات مع حدسهن وعواطفهن أكثر من الرّجال، حتّى في القرن الحادي والعشرين وفي عصر يُتوقَّع فيه أن تكون الشّابّات أكثر استقلاليّة من أيِّ وقت مضى؛ فإنّه ليس من المستغرَب أن يلجأ البعض إلى علم التنجيم في محاولة للتّغلُّب على التّحدّيات.
الإسلام وعلم الفلك
أحد أهداف القرآن الكريم دعوة النّاس للتّفكير، وقد تعمّق القرآن الكريم كثيرًا في ذِكْرِ الطّبيعة، والظّواهر الطّبيعيّة، والجيولوجيا، والحيوانات، والنّباتات، والسّماوات، وفهم علم الفلك أمر ضروريٌّ في الإسلام؛ لأنّ الشهور تعتمد على حركة القمر، وأوقات الصّلوات تعتمد على حركة الشّمس، كما أنَّ كلَّ مسلِم مطالب بالتّفكُّر في هذا الكون الهائل الذي نعيش فيه، وقد وردت الكثير من الآيات التي تتحدّث عن القمر والشّمس والنّجوم واللّيل والنّهار والسّماء والأرض.
اهتمَّ العلماء المسلمون بدراسة الفلك، وكانوا أوّل من فرّق بين علم الفلك والتّنجيم الزّائف، كما ترجموا الكُتُب اليونانيّة الفلكيّة، وغيرها من العلوم، واستفادوا منها في دراسة السّماء، كما دمج المسلمون التّقاليد الفلكيّة للهنود، والفُرس، والشّرق الأدنى القديم، خاصّة الإغريق منذ القرن الثّامن وما بعده، وما يدل على ذلك وجود 140 نجمًا بأسماء عربية في القاموس الفلكيّ الذي يضمُّ حوالي 250 نجمًا[٥].
المراجع
- ^ أ ب Christopher McFadden (2019-5-5), "Astrology vs. Astronomy: What's the Difference?"، interestingengineering, Retrieved 2019-11-7. Edited.
- ↑ John Staughton (2017-8-10), "What’s The Difference Between Astronomy And Astrology?"، scienceabc, Retrieved 2019-11-7. Edited.
- ^ أ ب Maria Temming (2014-7-14), "Astrology vs Astronomy: What’s the Difference?"، skyandtelescope, Retrieved 2019-11-7. Edited.
- ↑ Professor Christopher French (2019-8-27), "Astrology doesn’t work, so why do so many still believe it?"، metro, Retrieved 2019-11-12. Edited.
- ↑ Dr. Shirin Haque-Copilah, "THE ROLE OF ASTRONOMY IN ISLAM"، moonsighting, Retrieved 2019-11-12. Edited.
مواضيع ذات صلة بـ : الفرق بين التنجيم وعلم الفلك