الحب

يمرُّ الشّاب أو الفتاة بِمراحلَ وتطوراتٍ عاطفيّةٍ وجسميّةٍ معيّنةٍ، ويحدث فيها انجذاب لقرينه من الجنس الآخر، ووسط غياب التربيّة الصّحيحة، قد يحدث تطوراتٍ سلبيّةٍ في ذلك، فهذا الانجذاب يأخذ مسميّاتٍ متعدّدة منها الحبُّ، والعشق والهيام، ورغم تشابهها في فكرة الانجذاب العاطفيّ، إلّا أنّه يوجد فروقاتٌ بسيطة بينها.

الحب والعشق والهيام والغرام

الحب: الانجذاب الشّعوري والعاطفيُّ نحوَ شخصٍ معيّن، يُسَبِّب هذا الشعور إفراز الجسم لهرمون الاوكسيتوسين( هرمون المحبين)
الغرام: تعلُّق الشّخص بشيءٍ أو بغيره تعلّقًا لا يقدر الانفكاك والتخلّص منه، وتطلق أيضًا على ديمومة العذاب بسبب هذا التعلّق وقد وصف سبحانه مكث الكافرين في النّار بقوله 🙁 إنّ عذابها كان غرامًا)
العشق: وصول الحب إلى مرحلة قويّة، يلتصق فيها المحبوب بقلب المحبِّ، وسميَّ بالعشق تشبيهًا بنبات لزج من صفاته الالتصاق.
الهيام: مرحلة متطورة في الحب، يصل بصاحبه لحدِّ جنونِ العشق فقد انعكس الحب على كل كيانه نفسيًّا، وعصبيًا فصار بسببه يهيم على وجهه كالمجنون، وسُميَّ بذلك نسبة للإبل شديدة العطش.

مراحل في الحب

تتعدَّدُ مراحل الحب فتصل إلى 32 مرحلةً وتُدرج في قوتها، تبدأ بمرحلة العشق وتنتهي بالسدم، ولعلَّ هذه المراحل قد أخذت أسماؤها من خلال ما ذكره شعراء العصور السّابقة كالعصر الجاهلي، حول علاقات معينة في الحب في أشعارهم فكانت هذه الأسماء إطلاقات منهم قد أطلقوها فدرجت التّسمية واشتهرت، فمن ذلك: الهوى والصّبوة والشّغف والوجد والكلف والعشق والجوى والاستكانة والود والخلة، وغير ذلك
ولكلٍّ منها معنى يميزها وكل منها تعبر عن تطور في حالة الحبِّ.

أصناف في الحب

ولو ذهبنا بعيدًا لوجدنا أنً الحبَّ لا ينحصر في العلاقات العاطفيّة بل يتعدى ذلك ليصل إلى معاني قيميّة وإنسانيّة رفيعة:
فمن ذلك حبُّ المسلم لأخيه المسلم، وحبُّ الأب لأبنائه والعكس، وحبُّ الإنسان لخالقه ودينه وعقيدته،وحبُّ الإنسان لوطنه وأمته، وحبه لعمله وإخلاصه له، فهذه هي المعاني الواجب أن يكون لها مساحة قويّة في الحديث عن الحبّ؛ لانّ الحياةَ بقيمها ومعانيها الجميلة لا يمكن حصرها في العلاقة العاطفية بين الشّاب والفتاة، وهذه العلاقة، يجب أن تكون منضبطة بضوابط القيم والأخلاق الرّفيعة، بعيدًا عن العبث الشعوري والاستغلال

آثار العبث الشعوري والاستغلال العاطفي

إنّ وقوعَ الشاب أو الفتاة فريسةً للهوى والانحراف العاطفي، وإيقاع غيره في شباك الاستغلال العاطفي، كلها تؤدي لتدمير الشّاب والفتاة معًا، وتتعدى هذه الآثار طرفي الحالة، لتصل إلى عائلاتهم وذويهم وبالتالي إلى المجتمع بأسره، فكم من جرائم ونزاعات قد حدثت بسبب عبث الهوى والمشاعر الكاذبة، وقد انتهت بنتائج مأساوية وكل ذلك بسبب استسلام الشاب أو الفتاة لهوى نفسه المنحرفة.

توصيات

إنّ الحبَّ قيمة شعوريّة رفيعة ومتقدمة، وتعدُّ عن صدق مشاعر الشّخص في تفاعلها وتعاطيها العاطفي، ومع ذلك ففلتات هذه المشاعر فيما يتعلق بالجنس الآخر لا ينبغي أن تترك دون توجيه وتهذيب، وينبغي أن لا تكون متحررة من المسؤولية والقيم الدّينية والأخلاقية، وينبغي أن لا تصبحَ عبارات الحب عبارات تكثُرُّ على الألسنة دون وعَيٍّ وإداراكٍ في قولها.