الفرق بين الحياة والعيش
حياتكَ - آخر تحديث:
٢٠:٢٦ ، ٢٥ ديسمبر ٢٠١٩


الفرق بين الحياة والعيش
وجود لُبس بين مفهومِ الحياة والعيش عند البشر والإيقان التام بأنَّه لا فرق بينهما، لكن الحقيقة غير ذلك تمامًا بالرغم من أن كلا الموضوعين متصلان مع بعضهما البعض كثيرًا ومن كل النواحي، فتُعرَّف الحياة بأنها حالة المعيشة والتنفس والأكل وما إلى ذلك، والتي تميز الكائنات الحية عن الأشياء غير الحية، أي الأشياء التي لا تملك حياة، وهي من المسلَّمات التي تقوم عليها البشرية، أما العيش صيغة الجمع للحياة فالأمور التي يتناولها تتشابه مع سياق الحياة، لكنه يُعبِّرعن النمط الذي يُسَيِّر فيه الإنسان حياته، فجميع الكائنات الحيَّة لها حياة لكن العيش هو الذي يميٍّز حياة الكائنات الحية عن بعضها البعض.[١]
مفهوم الحياة
يختلف مفهوم الحياة من شخٍص لآخر، فالبعض يراه بطريقة فلسفية والآخر يراه بمنظوٍر روحاني، تعددت التعريفات ووجهات النظر حول مفهوم الحياة لكن من منطلق شامل فإن الحياة هي الفترة الزمنية بين الولادة والموت للكائنات الحية، والأمر المؤكد أن الحياة ستنتهي لجميع الكائنات الحية، لكنها تتفاوت بين الكائنات مثل حياة الذبابة التي تنتهي في يوم واحد وحياة الصنوبر التي تعيش آلاف السنين، وبذلك فإن العوامل الوراثية والبيئية تعد جزءًا من حياة الكائنات؛ وذلك لوجود علامات ومقاييس تحدد فترة الحياة من نوع لآخر.[٢]
ولكن بالرغم من هذه العوامل إلّا أن الحدّ الأقصى لعمر الحياة هو رقم نظري لا يمكن تحديد قيمته بدقة من المعرفة الموجودة حول الكائن الحيّ، بل غالبًا يقدم كتقدير تقريبي يستند إلى الكائن الحي الأطول من نوعه المعروف حتى الآن وهذا يسمى متوسط العمر الافتراضي، وهو عدد السنوات التي من المتوقع أن يعيشها مجموعة من الأشخاص، وجميعهم مولودون في نفس الوقت، ويستند هذا المعدل على معدل الوفيات المتغير على مدار العديد من السنوات الماضية، فبداية الحياة نشأت بتكوين البويضة المخصبة بالطرق الجنسية أو بالفصل المادي للكائن الحيّ الجديد بالطرق اللاجنسية مثل العديد من الحيوانات اللافقارية والعديد من النباتات والبكتيريا، لكن وإن تشاركت الكائنات ذات الفصيلة الواحدة بطريقة التكاثر فإن وقت الولادة أو بداية الحياة لا يكون دقيقًا، بل يوجد اختلاف في التوقيت حتى لو كان صغيرًا.[٢]
مفهوم العيش
هو مجموع أنشطة الحياة اليومية والمهام التي تُنجز من قِبَل الكائنات بالمعتاد، أو التي تُنجز باستمرار على فترات منتظمة، والتي غالبًا ما تكون استنادًا لبعضها البعض، وتتضمن أنشطة الحياة اليومية الملابس، الأكل، العناية بالنظافة، المرحاض، والمشي أو التنقل الوظيفي، وعلى الرغم من أن هذه الأنشطة تعد روتينية لكنها تختلف من شخص إلى آخر في الكثير من الأمور والطُّرُق؛ مثل اختيار الملابس لإضفاء مظهر معين أو طهي وجبة تُختار فيها المكونات من أجل النكهات المختلفة والألوان التكميلية، لكن إجمالًا أنشطة الحياة اليومية تعد أساسًا في الحفاظ على الصحة الشخصية وتنسيق الحياة الاجتماعية والتواصل مع الآخرين.[٣]
ومن ضمن هذه الأنشطة أيضًا الأنشطة الإنتاجية التي تساهم في التطوير الذي يخدم البشرية؛ مثل العمالة مدفوعة الأجر والعمل التطوعي والتعليم والأنشطة الترفيهية والاجتماعية، وتُقسَم إلى رعاية شخصية أو أنشطة أساسية للحياة اليومية وأنشطة مفيدة في الحياة اليومية للمجتمع، وتشمل الكثير من الأمور مثل الطهي والتدبير المنزلي وإدارة الصحة والمال والتسوُّق والتواصل، قد صممت أدوات لتقييم المؤشرات المختلفة للأنشطة في الحياة اليومية؛ مثل نتائج برامج العلاج والتنبؤ بالحياة الناجحة في المنزل أو المجتمع والنظر في الحالات التي تحتاج إلى المساعدة أو الرعاية التمريضية المنزلية، كما يمكن استخدامها لتقييم تأثير الإعاقات على الحياة اليومية والمجتمع.[٣]
ومن هنا كان البحث عن حلول تساعد في ممارسة أنشطة الحياة اليومية، فقٌدمت المساعدات اليومية للمعيشة أو معدات الرعاية الذاتية أو التكنولوجيا المساعدة الأساسية والمنتجات والأجهزة والمعدات المستخدمة في الأنشطة الوظيفية اليومية لذوي الاحتياجات الخاصة أو كبار السن ومجموعة واسعة أُخرى من الأجهزة، وتوجد أمثلة لا حصر لها منها إعداد الطعام والوجبات، الاستحمام، ارتداء الملابس، المركبات، كراسي المقعدين والتنقل، مقاعد البانيو، أجهزة الطباعة أو التكلم الكبيرة، فهذه التقنيات تكيّف البيئة بدلًا من الشخص لدعم الاحتياجات المحددة والسيطرة قدر الإمكان على العيوب الوظيفية التي تعيق آداء النشاطات اليومية بطريقة آمنة.[٤] ومن الأمور التي تقترن مباشرة بأنشطة الحياة اليومية هو المستوى المعيشي؛ أي تطلعات الفرد ومجموع السلع والخدمات التي يستطيع الحصول عليها، وهي ليست تحت سيطرة الفرد مباشرة؛ مثل الخدمات المتوفرة عمومًا ونوعية البيئة، وتتأثر بشدة بأنماط استهلاك أقران الفرد من الدخل، فيتغير المستوى المعيشي حسب تغيُّر الدَّخل.[٥]
أسباب الحياة السعيدة
يُصادف البشر في طريق حياتهم الكثير من الحزن والسعادة، وبالرغم من أن الأحداث السيئة أو المحزنة واردة التكرار إلَّا أنَّ الدماغ تكوَّن وتطوَّر من أجل البقاء والحماية والحفاظ على السلامة خاصَّة عندما تسيطر المشاعر السلبية على الشخص بطريقة تُشوِّه الحياة من كل الجوانب، لذلك توجد بعض الأمور أو المفاتيح لعيش الحياة بأكبر قدر ممكن من الراحة والسعادة مثل:[٦]
- التركيز على الإيجابية: يجب إعادة تدريب العقل من عقلية سلبية إلى عقلية إيجابية حتى ينفذ العقل هذه العملية تلقائيًا مثل النظر إلى الأمور المفرحة في الحياة أو الشعور بالامتنان لما يملكه المرء.
- تقدير الإنجازات الصغيرة: يجب إعادة النظر إلى جميع الأمور التي تحدث في الحياة، وهنا ستظهر الكثير من الانجازات والتفاصيل الصغيرة التي لم تُلاحظ والتي بإمكانها جلب الأمل والسعادة.
- التوازن بين العمل والحياة: يجب تنظيم الوقت بين العمل والحياة الشخصية وإعطائها الحق الكافي؛ لأن العمل يستغرق الكثير من الوقت، وهذا يؤثر سلبًا على الإنسان، لذلك عليه الاهتمام أيضًا بأنشطته واهتماماته خارج نطاق العمل.
- تقبُّل الذات: يجب احتواء النقص الذي هو جزء أساسي من الحياة، فالبشر دائمًا ما يسعون إلى تحقيق الكمال ووضع معايير المقارنة بين أنفسهم، وهذا يؤدي إلى الشعور بالخذلان والتعاسة لعدم وجود الكمال في الحياة.
- الثقة بالنفس: يجب أن يغرس الإنسان اليقين بداخله أن باستطاعته أن يكون ناجحًا، وتعزيز هذا الشيء للتقدم بصورة أفضل في الحياة.[٧]
- التعامل بلطف: يجب التعامل بطريقة لطيفة مع الجميع وإظهار العطف والاحترام؛ لأن هذا الشيء يُولَّد الشعور بالراحة.[٧]
المراجع
- ↑ "Difference between Live, Life and Lives", differencebetween, Retrieved 25-12-2019. Edited.
- ^ أ ب "Life span", britannica, Retrieved 25-12-2019. Edited.
- ^ أ ب "Activities of daily living", britannica, Retrieved 25-12-2019. Edited.
- ↑ "Aids for activities of daily living", britannica, Retrieved 25-12-2019. Edited.
- ↑ "Standard of living", britannica, Retrieved 25-12-2019. Edited.
- ↑ "20 Secrets to Living a Happier Life", entrepreneur, Retrieved 25-12-2019. Edited.
- ^ أ ب "How to Be Happy: 23 Ways to Be Happier", psychologytoday, Retrieved 25-12-2019. Edited.
مواضيع ذات صلة بـ : الفرق بين الحياة والعيش