-
الرئيسية
- /
-
تفسير أحلام
- /
- الفرق بين الرؤيا وأضغاث الأحلام
الفرق بين الرؤيا وأضغاث الأحلام
حياتُكِ - آخر تحديث:
١٩:٣٧ ، ١٦ ديسمبر ٢٠١٩


-
ذات صلة - العلامات التي تدل على الزواج في الحلم
- الثوب في المنام للحامل
- رؤية إزالة الشعر في المنام
- الذهاب إلى السوق في المنام
محتويات
الفرق بين الرؤيا وأضغاث الأحلام
قال العلامة محمد متولي شعراوي رحمه الله تعالى أن الرسول -عليه الصلاة والسلام- عندما سئُل عن معنى البشرى الواردة في قول رب العزة: {لَهُمُ الْبُشْرَىٰ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَ فِي الْآخِرَةِ ۚ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}،[١] كان رده عليه الصلاة والسلام: [هي الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو تـُرى له"، وقال أيضًا: " انقطع حبل النبوة ولم يبق إلا المبشرات، قالوا: وماهي يا رسول الله؟ قال: الرؤيا الصالحة فإنها جزء على ستة وأربعين جزءًا من النبوة]،[٢] وأضاف الشعرواي أن الرسول -عليه الصلاة والسلام- قد أُوحي إليه بالرؤيا مدة ستة أشهر، وفي اليقظة ثلاثة وعشرون عامًا، وفي حسابها من ناحية النسبة، أي نسبة الستة أشهر إلى ثلاثة وعشرون عامًا، فهي تمثل جزءًا من ستة وأربعين جزءًا، وعليه فالرؤيا ليست حلمًا كونها شغلت شيئًا لم يخطر في العقل نهارًا، وبالتالي ليس للشيطان فيها علاقة، فالحلم هو الأمر الذي يراه الإنسان أثناء النوم بأمر شغله في النهار، وفي حال كان شيئًا فيه مخالفة لأمر الله فللشيطان علاقة فيه، أي يكون قذفة من الشيطان، وأخيرًا فإن الفرق الجوهري بين الرؤيا والحلم هو مصدرها، فالحلم غالبًا يكون مصدره الشيطان، أو العقل الباطن للإنسان الذي يفرغ ما به من ضغوطات وأفكار، في حين أن الرويا مصدرها الله عز وجل، فهي تأتي للصالحين من العباد لتزف إليهم بشارة فيها خير لهم، أو تحذرهم من شر أو أمر فيه سوء وحزن لهم، فالحلم لا يتحقق في الحقيقة، بينما الرؤيا محققة[٣][٤].
ذكر الرؤيا في القرآن الكريم
وردت كلمة الرؤيا ومشتقاتها في العديد من المواضع القرآنية، وكذلك في الأحاديث التي شرحت آدابها، وفيما يأتي سنذكر هذه المواضع[٥]:
- تعد سورة يوسف سورة الرؤى؛ إذ ورد في القرآن كله سبع رؤى؛ منها أربعة في سورة يوسف وحدها، والتي بدأت بالآية الكريمة:{إِذْ قَالَ يُوسُفُ لَأَبِيهِ يَا أَبَتِ إني رأيت}[٦]، وفيها ذكر سيدنا يوسف -عليه السلام- رؤياه لوالده، وفي موضوع آخر في سورة يوسف ذُكرت رؤيتان لصاحبيه في السجن، أما الموضع الأخير فكانت رؤيا ملك مصر، وهذه الرؤى الأربعة تحققت جميعها دون استثناء.
- ورد في سورة الأنفال الرؤيا في قوله تعالى: {إذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلاً وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيراً لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ}[٧].
- وردت في سورة الصافات رؤيا سيدنا إبراهيم عليه السلام، وذكرت قصته مع ابنه إسماعيل، إذ قال الله تعالى:{ فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ}[٨].
- وردت في سورة الفتح رؤيا الرسول -عليه الصلاة والسلام- في قوله تعالى:{لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ}[٩].
الرؤى والأحلام في السنة النبوية الشريفة
عد العلماء أن الرؤيا إما رؤيا صالحة يراها الإنسان أثناء نومه، أو رؤيا فيها بشرى من الله، أي فيها بشارة من الله لمن يراها أو لم تُرى له، أو رؤيا فيها حزن وهم وهي من الشيطان، أو الرؤيا التي يحدث فيها المرء نفسه بما يشغله ويلازمه في حياته، وتشغل حيزًا كبيرًا من تفكيره، إذ ورد في السنة النبوية الشريفة العديد من الأحاديث التي تناولت الرؤيا، ونوردها كالآتي[١٠]:
- ورد في الحديث الذي رواه أبو سعيد الخدري عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:[إذا رَأَى أحَدُكُمْ رُؤْيا يُحِبُّها، فإنَّما هي مِنَ اللَّهِ، فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ عليها ولْيُحَدِّثْ بها، وإذا رَأَى غيرَ ذلكَ ممَّا يَكْرَهُ، فإنَّما هي مِنَ الشَّيْطانِ، فَلْيَسْتَعِذْ مِن شَرِّها، ولا يَذْكُرْها لأحَدٍ، فإنَّها لا تَضُرُّهُ][١١].
- جاء في الحديث الذي رواه أبو قتادة الأنصاري عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:[الرؤيا الحسنة من الله، فإذا رأى أحدكم ما يُحبُّ فلا يُحدِّث به إلَّا مَنْ يُحبُّ، وإذا رأى ما يكره فليتعوَّذ بالله من شرِّها، ومن شرِّ الشيطان، وليتفُل ثلاثًا، ولا يُحدِّث بها أحدًا، فإنها لن تضُرَّه][١٢]، إذ جاء في التوضيح لشرح الجامع الصحيح معنى (الرؤيا الحسنة من الله) أي البشارة فيشكر العبد الله عليها، وجاء معنى (التفل) أي النفخ الخفيف مع الريق القليل جدًا.
- جاء في الحديث الذي رواه جابر بن عبد الله عن الرسول عليه الصلاة والسلام: [جَاءَ رَجُلٌ إلى النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، رَأَيْتُ في المَنَامِ كَأنَّ رَأْسِي قُطِعَ، قالَ: فَضَحِكَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وَقالَ: إذَا لَعِبَ الشَّيْطَانُ بأَحَدِكُمْ في مَنَامِهِ، فلا يُحَدِّثْ به النَّاسَ. وفي رِوَايَةِ أَبِي بَكْرٍ إذَا لُعِبَ بأَحَدِكُمْ وَلَمْ يَذْكُرِ الشَّيْطَانَ][١٣].
آداب الرؤيا الصالحة والأحلام المكروهة
عندما يرى المسلم رؤيا صالحة فإنها من الله كما ذكرنا، وعليه أن يحمد الله رب العالمين ويستبشر، فهي بشرى من الله عز وجل، وبالتالي يحدثها لمن يحب من الناس، أما عندما يرى أحلامًا يكرهها في منامه، فعليه أن يقوم بعدة أمور كي يسلم منها: يستعذ بالله من الشيطان الرجيم ومن الحلم الذي رآه، ثم يتفل؛ أي يبصق عن شماله ثلاث مرات، ثم يتحول عن الجنب الذي كان عليه، ولا يجب عليه أن يتحدث بما رأى للآخرين، فكما جاء في الحديث الشريف الوارد في الفقرة السابقة أن هذا الحلم من الشيطان ولا يضره، وأخيرًا يقوم من الفراش ويتوضأ ويصلي ويدعو الله أن يبعده عما رآه من شر في الحلم[١٠].
رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام
جاء في الحديث الذي رواه أبو هريرة قوله صلى الله عليه وسلم :[مَن رَأَني في المنامِ فسيراني في اليَقَظَةِ، أو لكأنما رآني في اليَقَظَةِ، ولا يَتَمَثْلُ الشيطانُ بي]،[١٤] فرؤيته في الحلم تدل على الخير وتحقيق الرغبات، وقدوم الفرح بعد العسر، وهي خاصة لمن اتبع هديه وسار على نهجه عليه أفضل الصلاة والسلام، فإذا رآه المديون فهذا يعني أن دينه سينتهي، وإذا كان مريضًا سيُشفى، والمهموم ستنفرج أموره بإذن الله، وقد قال ابن سيرين أن رؤية الرسول -عليه الصلاة والسلام- هي حق، وقد تناول ابن سيرين الأوضاع التي قد يرى فيها المسلم الرسول، وتحدث عن كل وضع منها ودلالته[١٥].
المراجع
- ↑ سورة يونس ، آية: 46.
- ↑ رواه المحدث ، في الاستذكار، عن عطاء بن يسار، الصفحة أو الرقم: 7/464، لم يختلف في إرساله ولا أعلمه مسنداً متصلاً، ومعناه مسند صحيح.
- ↑ "ما الفرق بين الرؤيا والحلم؟ الشعراوي يجيبك"، amrkhaled، 11-4-2019، اطّلع عليه بتاريخ 12-12-2019.
- ↑ "تعرف على الفرق بين الرؤيا و الحلم !"، elfagr، 3-6-2017، اطّلع عليه بتاريخ 12-12-2019.
- ↑ ناصر العمر (25-8-2004)، "الرؤى وأضغاث الأحلام"، almoslim، اطّلع عليه بتاريخ 12-12-2019.
- ↑ سورة يوسف، آية: 4.
- ↑ سورة الأنفال ، آية: 43.
- ↑ سورة الصافات ، آية: 102.
- ↑ سورة الفتح ، آية: 27.
- ^ أ ب صلاح نجيب الدق (8-1-2018)، "آداب الرؤى والأحلام"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 12-12-2019.
- ↑ رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن أبو سعيد الخدري ، الصفحة أو الرقم: 6985 ، صحيح.
- ↑ رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن أبو قتادة الحارث بن ربعي، الصفحة أو الرقم: 7044 ، صحيح.
- ↑ رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم: 2268 ، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داود ، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 5023 ، صحيح .
- ↑ "تفسير رؤية سيدنا محمد في المنام للمرأة و للعزباء وللمتزوجة وللحامل وللرجل"، alahlampost، 21-2-2019، اطّلع عليه بتاريخ 13-12-2019.
مواضيع ذات صلة بـ : الفرق بين الرؤيا وأضغاث الأحلام