الفرق بين الروح والنفس
سوسن جمال صلاح الدين - آخر تحديث:
٠٧:١٠ ، ٩ يوليو ٢٠١٩

الفرق بين الروح والنفس
شغلت مواضيع الروح والنفس والفرق بينهما الكثير من المفكرين الإسلاميين والفلاسفة والدعاة والعلماء، ولم يصل أيٍ منهم حتّى الآن إلى إجابة قاطعة عن تلك التساؤلات، تعددت الآراء وبات لكل منهم رأيٌ يدعمه بأدلة عقليّة، لكن مع تعدد كل تلك الآراء لم يصل أيٍّ منها إلى نقطة التقاء واحدة، وعلى وجه التحديد ما زالت هذه القضيّة محور الحديث لدى الكثير من المفكرين والدعاة الإسلاميين، وقد أُلفت الكثير من الكتب الّتي تختص بمناقشة هذا الموضوع.
ورد ذكر نفس أو النفس في القرآن الكريم مرّاتٍ عديدة، ومنها ما جاء عن قبض الأنفس عند النوم، وإرسال من بقي من عمره بقيّة، وإمساك من حان أجلها؛ وذلك يعني أنّ النفس تفارق الجسد يوميًا في حين تتوقف مهام ووظائف العقل، لكن الوظائف الحيويّة للجسد تبقى مستمرة في العمل، فعلى سبيل المثال؛ استمرار نبض القلب أثناء النوم، وخروج النفس من الجسد في هذه الحالة لا يُنهي حياة الإنسان، أمّا الروح فهي أحد الأسرار الكونيّة وفقًا لما اجتمع عليه العلماء وهذا السرّ لم يتوصل إلى ماهيته حتّى الآن، فهي أحد أوامر الله سبحانه وتعالى كما ورد في سورة الاسراء، وقد أورد البعض أنّ الروح هي شيء مادي نفخه الله في آدم ومنها استمد حياته.[١]
موت الروح
اختلف الناس فيما بينهم عن أمر الروح إن كانت تموت أم لا، فأجمعت طائفةٌ على أنّها تموت فهي نفس وكل نفس ذائقةٌ الموت، فإذا كانت الملائكة تموت فالنفس البشرية أولى بالموت، وأجمع آخرون على أنّ الأرواح لا تموت لأنها خُلقت للبقاء، أمّا الأبدان فتموت ودليلهم على ذلك ما جاء عن نعيم الأبدان وعذابها بعد مفارقتها للجسد إلى أن تعود مرّةً أخرى إلى أجسادها، وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوي أنّ الأرواح مخلوقة لا تفنى ولا تعدم، وإنما موتها يكون بمفارقة الأبدان، ولكن عند النفخة الثانيّة تعود هذه الأرواح إلى الأبدان، والله تعالى أعلم.[٢]
أنواع النفس
النفس اللوامة والنفس الأمارة بالسوء والنفس المطمئنة ورد ذكرهم في القرآن الكريم، ولم يصل العامّة إلى تفسير محدد لها، بل احتاروا في تفسيرها، فمنهم من اعتبرها ثلاثة أنفس، ومنهم من قال أنّها ثلاث صفات لنفسٍ واحدة، ولكن أثبتت أُمهات كتب التفسير لكبار علماء وشيوخ الدين أنّها ثلاث صفات لنفسٍ واحدة، وقد تطغى إحدى الصفات على الأُخريات وتلتصق بصاحبها، وفيما يأتي ذكر هذه الصفات:
- النفس اللوامة: اختلف العلماء في كينونة هذه النفس، فمنهم من قال أنّها النفس التي لا تثبت على حال واحدة؛ فقد اعتبروا أن لفظة اللوامة مأخوذة من التلوم أي التردد، فهي كثيرة التقلب والتلون، أما الطائفة الثانية فتقول أن النفس اللوامة هي التي تلوم نفسها؛ كأن يقول ما أردت هذا، لم فعلت هذا؟ وتشير طائفة ثالثة إلى أنّ اللوم يكون على نوعين، فالسعيد يلوم نفسه على فعل المعاصي وترك العبادة، أما الشقي فيلوم نفسه على فوات الحظ والهوى.
- النفس الأمارة بالسوء؛ وهي نفس مذمومة بطبيعتها لأمرها بالسوء، إلا ما وفقها الله وثبّتها على الخير، إذ يستطيع المسلم الخلاص من شرور نفسه بتوفيق من الله عز وجل.
- النفس المطمئنة؛ فهي مطمئنة إلى ربها بمحبته والتوكل عليه والإنابة إليه، فالطمأنينة تعود على المسلم من ربه جلّ وعلا، فتكون في قلبه ولا يمكن الحصول على الطمأنينة إلا بذكر الله عز وجل.[٣]
المراجع
- ↑ Laila Gabriel، "الفرق بين الروح والنفس علميًا وفي الإسلام"، معلومة ثقافية، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-1.
- ↑ الشيخ ندا أبو أحمد (2014-5-12)، "أنواع النفس .. و هل تموت الروح ؟"، الألوكة الشرعيّة، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-1.
- ↑ ريهام عبد الناصر (2017-12-09)، "انواع النفس في القرآن الكريم"، المرسال، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-3.
مواضيع ذات صلة بـ : الفرق بين الروح والنفس