-
الرئيسية
- /
-
الثقافة الإسلامية
- /
- الفرق بين الزهد والورع
الفرق بين الزهد والورع
سهى حبس - آخر تحديث:
١١:٢٣ ، ٣٠ أبريل ٢٠١٩

محتويات
الدنيا والآخرة
أخبرنا الله تعالى بما جاء في القرآن الكريم وسنة النبي المصطفى عليه الصلاة والسلام، أنّ الدنيا دار فناء وشقاء، وموضع بلاء واختبار، وأنّ الآخرة دار الخلود وموطن النعيم أو الشقاء الأبديين، ولما كانت الدنيا دار بلاء وفناء وجب على المسلم عدم التعلق بها ولا بناء الآمال المخلدة عليها، وإنما يالتعلق بطريق الآخرة الحتمي، والعمل من أجلها واستغلال رحلة الدنيا قبل انتهائها، ومن المفاهيم المرتبطة بالتعلق بالآخرة ونعيم الجنة، مفهومي الزهد والورع اللذين سنفرّق بينهما في هذا المقال.
الفرق بين الزهد والورع
تندرج كلمتا الزهد والورع من مبدأ مخافة الله وطلب رضوانه والفوز بالنعيم المقيم في الآخرة، ولكن يوجد فرق بينهما كما جاء في تعريف أهل العلم؛ فالزهد هو ترك كل ما لا يفيد المرء في آخرته من أمور دنياه، أما الورع فهو ترك ما يخشى به تحقيق الضرر في الآخرة من أمور الدنيا، وكان هذا كما ذُكر في كتاب "مدارج السالكين" عن ابن تيمية.
أي إنّ الزهد بالخلاصة هو توطين القلب في الآخرة بدلًا من منازل الدنيا، وهو أكثر مكانة من الورع، والورع أول الزهد وجزء منه، ويمكن القول بأنّ المرء الزاهد في الدنيا هو الذي لا يفرحه ما فيها من مسرّات مؤقتة، ولا يحزنه ما فيها من أحزان، إنّما يجعل أمره كله ابتغاء الآخرة ووجه الله تعالى، ويقال بأنّ المرء ورِع إذا ترك الأمور والأفعال التي قد تسبب ضررًا لآخرته، أو قد تقلل من منزلته، مثل اجتناب المعاصي والذنوب والآثام، وقيل حسب الإمام أحمد أنّ للزهد ثلاثة أنواع من ضمنها الورع، ونبينها بما يأتي:[١][٢]:
- ترك الحرام من الأفعال، وذلك زهد العوام من الناس، وهو يشبه الورع.
- ترك الفضول من الحلال، وهذا زهد الخواص من الناس، وهم أقل من الزُهّاد العوام.
- ترك ما يشغل عن الله تعالى، وهو زهد العارفين، وهو أعلى درجات الزهد.
أما عن الزُهّاد الأوائل، فكان منهم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، وسيدنا داوود عليه السلام، وسيدنا سليمان عليه السلام، ومن الصحابة: عبد الرحمن بن عوف، والزبير بن العوام، وعثمان بن عفان، والحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، ومن التابعين: عبد الله بن مبارك، والليث بن سعد، وغيرهم.
الزهد لا يعني إهمال الدنيا وتحريم ما فيها
قد يخطئ البعض ويغالي في مفهوم الزهد؛ فليس بمعناه أن يحرم المرء على نفسه ما أحله الله له، أو أن يضيع ماله بما فيه هلاكه، ولا أن يلبس المرء ثيابًا بالية، ويهمل نفسه وبدنه، أو يهمل بيته وأهله؛ بل يعني أن يكون ما للمرء عند الله أوثق مما له في الدنيا، وأن يكون راغبًا في ثواب المصيبة إن أصابته، على أن يكون ساخطًا منها، وهو بالأساس بمعنى قصر الأمل، وأن يعيش المرء يومه بيومه، وكأن كل يوم هو آخر أيامه؛ فلا يدري أحدنا متى يأتيه الأجل وقد خطط لدنياه كما لم يخطط لآخرته، والله تعالى أجل وأعلم[٣].
المراجع
- ↑ "الفرق بين الزهد والورع"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 3-4-2019.
- ↑ "الفرق بين الزهد والورع"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 3-4-2019.
- ↑ "الزهد في الدنيا"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 3-4-2019.
مواضيع ذات صلة بـ : الفرق بين الزهد والورع