الزواج

قدَّر الله عز وجل على العالم مجموعةً من السنن والقوانين حتى يسير الكون سيرًا سويًا وتجري الأمور على النحو الذي أراد لها الله أن تسير عليه، ومن أهم سنن وثوابت هذا الكون أن الله عز وجل خلق الإنسان ليكون خليفته في الأرض، وهذا التكاثر والتزايد في أعداد البشر لا يكون إلا من خلال الاتصال الجنسي بين الرجل والمرأة، ولكن عالم البشر ليس كعالم الحيوان تكون بها الأمور مباحةً على كل الأصعدة، ومن أجل هذا شرَّع الله في كل التشريعات والديانات السماوية الزواج، من أجل أن تكون العلاقة شرعيةً ومقبولةً على النحو الديني والمجتمعي، وللحفاظ على الأنساب من الاختلاط ولتُحفظ حقوق كل من الزوجين والأولاد^[١].

الفرق بين الزواج الشرعي والزواج المدني

ورد في الأونة الأخيرة وبعد انفتاح المجتمعات على بعضها البعض، واندماج الشعوب والأديان ما يُسمى بالزواج المدني، وبالتأكيد يوجد فرق واضح بين الزواج الشرعي والزواج المدني ويمكن إيضاحه كما يأتي:

• الزواج الشرعي: الزواج الشرعي هو الزواج الذي يُغلفه الإطار الديني، ففي الدين المسيحي يكون الزواج بحضور أهل الزوج وأهل الزوجة، مع وجود رجل دين مسيحي يُزوِّجهما لبعضهما البعض، مع أداء بعض الطقوس وقراءة بعض الأشياء من الإنجيل ليُصبح الزواج شرعيًا في الديانة المسيحية، ويتم هذا الزواج في الكنيسة، أما الزواج الشرعي في الإسلام فهو الزواج الذي يتم بالإيجاب والقبول من الزوج والزوجة وبمهر يُكتب على الزوج للزوجة، وبحضور شاهدَين عاقلين بالغين، وبوجود ولي أمر الزوجة، ويُوَثَّق على يد كاتب عدل من المحكمة ليكون الزواج شرعيًا وكاملًا.
• الزواج المدني: الزواج المدني هو الزواج الذي يتم في المحكمة بوجود موظف متخصص يكتب عقد زواج بين الزوجين، دون أي مراسم دينية أو وجود أي من أهل الزوجين، وكأنه عقد توظيف أو عقد بيع عادي، ويُسجَّل في سجلات الدولة حتى يُصبح زواجًا رسميًا وقانونيًا ويحفظ لكل من الزوجين حقوقه وواجباته^[٢][٣].

ظهور الزواج المدني

بعد أن تداخلت الشعوب مع بعضها البعض، وظهرت بعض التشريعات الصارمة فيما يخص الزواج لدى بعض الديانات، وبعض البلدان، لجأ الكثيرون للزواج المدني، فالاصل في الزاوج أن يتم بطريقة شرعية، أي أن يتزوج الرجل والمرأة حسب مراسم الديانة التي يتبعون لها، ومن ثم يُوثَّق هذا الزواج في المحكمة، ولكن في حال الزواج المدني يُتغاضى عن هذه الخطوة فيتم الزواج في المحكمة فقط.

قد يلجأ لهذا الزواج أهل الديانة المسيحة في حال كان الزوج والزوجة من مِلَّتين مختلفين مثل الأرثوذوكس أو الكاثوليك، إذ إن الكنيسة ترفض تزويجهما. والشرع الإسلامي يرفض تزويج المسلمة لكتابي، وهنا الزواج محرم وغير جائز طبعًا في الدين الإسلامي، كما أن الملحدين أو اللادينيين يريدون أن يتزوجوا زواجًا رسميًا وموثقًا دون أن يكونوا تابعين لدين معين، وهنا يلجؤون إلى الزواج المدني، وفي الحقيقة أن الزاوج المدني لا يطبق في البلدان العربية إلا في مصر^[٢][٣].

المراجع

1. ↑ "مشروعية الزواج وفوائده"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 19-03-2019.
2. ^ ^{أ ب} "الزواج المدني"، جريدة الغ ، اطّلع عليه بتاريخ 19-03-2019.
3. ^ ^{أ ب} "الزواج المدني كيف يختلف عن الزواج الشرعي"، تسعة، اطّلع عليه بتاريخ 19-03-2019.