الفرق بين السنة والعام
ياسمين أبو اضميدة - آخر تحديث:
٠٨:٢١ ، ١٨ يونيو ٢٠١٩

السنة والعام
في اللغة العربية توجد الكثير من المترادفات والكلمات التي نستخدمها في ظاهرها للدلالة على معنى معين، والتي تبدو لنا أنها تحمل نفس المعنى، ولكن عندما عندما نتمعّن في معانيها في معاجم اللغة نكتشف أن معاني هذه الكلمات تختلف اختلافًا جوهريًا، والمُتأمّل في مواضع استخدام هذه الكلمات في جمل اللغة العربية يُدرك أن معاني هذه الكلمات مختلفة، واستخدمت في مواضع متنوعة للدلالة على معانٍ مختلفة، والكثير منّا يستعمل مُصطلح السنة أو العام أو كلا المصطلحين، ويكون المقصود من كل مصطلح المعنى ذاته، ولكن قد لا يعرف البعض أو معنى كل كلمة من الكلمتين مختلف، ومدلول كل كلمة مختلف تمامًا عن الأخرى، والدّليل على ذلك أن الله سبحانه وتعالى فرّق في استخدام كل كلمة من الكلمتين؛ إذ ذكر كلمة سنة، وذكر كلمة عام، وجاء ذكر الله لكل كلمة في القراَن الكريم بشكل ومعنى ومدلول مُختلف، ومن الأمثلة على ذلك قول الله سبحانه وتعالى: “ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما”[سورة العنكبوت]، وكان من الممكن أن يقول الله سبحانه وتعالى: تسعمائة وخمسون سنة، ولكنه قال بدلًا من ذلك ألف سنة إلا خمسين عامًا، وسنُوضّح السبب في هذا من خلال توضيح المقصود بكل من السنة والعام.
[١]
المقصود بالسنة
للتفريق بين كل من السنة والعام نبدأ بتوضيح المقصود بكلمة السنة التي نستخدمها في الكثير من المواضع، وقال العلماء أن كلمة السنة لا تأتي إلا في وصف فترات الشدّة والجدب والفقر والمصائب، وورد في قوله تعالى: "ولقد أخذنا أل فرعون بالسنين"، والسنين هنا أيّ الجدب، أي أخذنا اآل فرعون بالجدب سنة تلو الأخرى، إذ حُبس المطر عنهم فنقصت ثمارهم وغلت أسعارهم، والله سبحانه وتعالى ذكر كلمة سنة في جميع مواضع القراَن الكريم عندما كان يريد أن يصف المصائب وسنين العُسرة على الأقوام، ومن الأمثلة القراَنية الأخرى على ذكر كلمة سنة في قوله تعالى: "وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ"، فهنا كلمة سنة دليل على معاناة سيدنا نوح مع قومه ودليل على العذاب الذي ألحقه الله بقومه فيما بعد.
[٢]
المقصود بالعام
على العكس تمامًا من المقصود بالسنة والمواضع التي تأتي بها، فإن العام لا يأتي إلا مع الخير والرزق والرّخاء، وفي كل موضع من مواضع القراَن الكريم التي ذكر فيها الله سبحانه وتعالى كلمة العام، كان ذكرها يأتي مع وصف الأحوال الجيدة والرّخاء على الأقوام، ومن الأدلة القراَنية قوله سبحانه وتعالى: "ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس"[سورة يوسف]، وهنا جاءت كلمة عام مع الإغاثة، دليل على أنه سيأتي على العباد عام فيه عون وإغاثة من الله سبحانه وتعالى، وهنا الموضع هو موضع خير، لذلك نتوصل ممّا سبق أن كلمة السنة تأتي مع الأمور السيئة والخراب والفقر، بينما كلمة العام تأتي مع الأمور الحسنة والرخاء والرزق.
[٣]
المراجع
- ↑ "هل تعلم ما الفرق بين السنة والعام"، السبيل، 3-9-2013، اطّلع عليه بتاريخ 31-5-2019. بتصرّف.
- ↑ وليد العمري، "مالفرق بين السنة والعام"، مجلة رجيم، اطّلع عليه بتاريخ 31-5-2019. بتصرّف.
- ↑ عبد الله الأنصاري (19-7-2014)، "السنة والعام.. تباين العذاب والرخاء"، البيان، اطّلع عليه بتاريخ 31-5-2019. بتصرّف.
مواضيع ذات صلة بـ : الفرق بين السنة والعام