-
الرئيسية
- /
-
القرآن الكريم
- /
- الفرق بين الشك والريب
الفرق بين الشك والريب
سهى حبس - آخر تحديث:
١٣:٣٣ ، ٢٩ أبريل ٢٠١٩

الترادف
يعد الترادف أحد مصطلحات اللغة العربية، والذي يعني وجود أكثر من كلمة تقدم المعنى والدلالة ذاتها، وكلمتا "الشك" و"الريب" من الكلمات المترادفة حسب قول بعض أهل العلم، ولكن ورود الكلمتين في القرآن الكريم في مواضع مختلفة، جعل للكلمتين دلالتين مختلفتين، إذ لا يوجد ترادف في القرآن الكريم حسب أقوال العلماء، فما الفرق بين الشك والريب؟ هذا ما سنعرضه في السطور أدناه.
الفرق بين كلمتي الشك والريب
كلمة الشك تعود للفعل الثلاثي " شكَّ" وهي تعني: استواء النقيضين واعتدال طرفين متقابلين، وذلك لوجود دليلين أو أمارتين متساويتين عند النقيضين أو عدم وجودهما وهي أقوى من الريب.
وكلمة الريب تعني دخول الحيرة والتوهم والالتباس في الأمر وعدم التيقن فيه فتختلط حقيقته بعدمها، وهو أدنى من الشك.
ويضيف البعض بأن الريب له معنى الشك نفسه ولكن يخالطه إلقاء التهم وعدم طلب الدليل، وقد كان هذا التفاوت بين الكلمتين واضحًا في مواضع ورودهما في القرآن الكريم[١][٢].
الفرق بين الشك واليقين في القرآن
وردت كلمة الشك في القرآن الكريم ببعض اللحن والإيماء والتعريض دون تصريح، ومخاطبة العقول، وتقديم الأدلة التي تساعدهم في التخلص من الشك ليكون ما بعدها أجود وأنفع وذلك كقوله تعالى[٣]:
- (فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ) [يونس:94]، ففي ذلك مخاطبة من الله تعالى لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، فإن كان في شك من الرسالة فليسأل أصحاب الكتاب من التوراة والإنجيل، فإنهم قبل بعثه رسولًا كانوا يصدقون به كنبي مبشر مكتوب عندهم في كتبهم وينتظرونه.
- (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلَا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) [يونس:104]، ففي ذلك أيضًا مخاطبة لمحمد عليه الصلاة والسلام بأن يخاطب قومه الذين يشكون في صحة دينه، بأنه أصح وأحق مما يعبدون من الأصنام والأوثان، وأنّ شككم هذا في غير محله، مع تقديم دليل الموت الذي هو آتيهم لا محالة.
أما كلمة الريب فقد وردت في مواضع مخاطبة المكذبين لله ولدين رسوله، والذين يلقون التهم دون تصديق الأدلة ودون طلب دليل يرجح أحد الاحتمالات على الآخر، لذلك كانت أغلب الآيات فيها ذمهم وذلك كقول الله تعالى:
- (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ..)[الحج: 5]، وذلك مخاطبة للناس، فإن كنتم في شك واتهام من خلقكم، ومن اليوم الذي ستبعثون فيه، فإنّ الله تعالى خلقكم من تراب، وصرتم إلى ما صرتم إليه، وستكون عودتكم إليه ومنه تبعثون.
- (...وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا فَأْتُوابِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ) [البقرة:23]، وفيها يخاطب الله تعالى المشركين ويقول لهم: إن كنتم في ريب وشك واتهام وعدم تصديق لما نزلنا على محمد، فهاتوا بدليل مثله، وترتبط هذه الآية بالآيات التي تسبقها التي ذكر الله تعالى فيها الدليل على وحدانيته وقدرته، وصدق نبوة نبيه وأنّها ليست افتراء.
المراجع
- ↑ "ما الفرق بين الظن والشك والريب"، معاومة book، اطّلع عليه بتاريخ 1-4-2019.
- ↑ "الفرق بين الريب والشك"، إسلام سؤال وجواب، 13-1-2014، اطّلع عليه بتاريخ 1-4-2019.
- ↑ د. محمد الشخص (7-12-2010)، "استعمال لفظتي الشك والريب في القرآن الكريم"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 1-4-2019.
مواضيع ذات صلة بـ : الفرق بين الشك والريب