الفرق بين الصفة المشبهة واسم الفاعل
ابتهال أبو سلعوم - آخر تحديث:
٠٨:٠٢ ، ١٩ أغسطس ٢٠١٩

-
ذات صلة - الفرق بين النعت والصفة
- تعريف قصيدة النثر
- تركيب الجملة في اللغة العربية
- الفرق بين جملة الحال وجملة النعت
محتويات
الصفة المشبهة واسم الفاعل
إنّ الصفة المشبهة هي اسم مشتق من الفعل الثلاثي اللازم ليدل على صفة يغلب عليها الاستمرار والدوام، مثل (عطشان، أخضر، قصير، أعرج)، وتتميز الصفة المشبهة بامتلاكها لصيغة قياسية واحدة وهي (أفعل) مثل (أبيض) ومؤنثها (فعلاء) مثل (بيضاء)[١][٢].
و اسم الفاعل هو اسم مشتق من الفعل الثلاثي أو غير الثلاثي ليدل على صفة يغلب عليها التغير والتجدد، مثل (مستمع، متفائل، منتصر، مستقيل)، ويصاغ اسم الفاعل من فعل ثلاثي بأن نأتي بالماضي ويضاف بعد الحرف الأول حرف الألف مثل (كتب، كاتب)، في حين يصاغ اسم الفاعل من فعل غير ثلاثي بأن نأتي بالمضارع مع إبدال حروف المضارعة بحرف ميم مضموم مثل (ينتصر، منتصر)[٣].
الفرق بين الصفة المشبهة واسم الفاعل
يختلف اسم الفاعل عن الصفة المشبهة في أمور ست، ألا وهي[٤][٥]:
- الدلالة: تدل الصفة المشبهة على الملازمة والدوام فهي صفة ثابتة، كما هو الحال في: (الفائزُ فرح)، فكلمة (فرح) هاهنا صفة مشبهة، ذلك أن الفائز دائمًا ما يكون فرحًا، فهي صفة للفائز تلازمه على الدوام حتى مع تغير الأزمنة بين ماضٍ وحاضر ومستقبل، إلا في حال وجود قرينة تدل على زمن معين مثل: (كان الفائزُ فرحًا فحزن)، في حين يدل اسم الفاعل على الحدوث والتجدد فهي صفة متغيرة، كما هو الحال في: (كان الخاسرُ غاضبًا)، فكلمة (غاضب) هاهنا اسم فاعل ذلك أن الخاسر لا يشعر بالغضب دومًا، فهي صفة متغيرة ولا تكون إلا لأحد الأزمنة الثلاثة، وفي المثال السابق نجد أن زمن غضب الخاسر كان في الماضي بسبب اقترانه بالفعل الناقص (كان).
- القوة: تستخدم الصفة المشبهة في الجمل التي تتطلب إبراز الخصوصية وقوة المعنى كما هو الحال في: (أحمدٌ غضبان)، فكلمة (غضبان) هاهنا أتت لوصف (أحمد) الذي يتسم بغضب شديد، في حين لا يبرز اسم الفاعل هذا الأمر كما هو الحال في: (أحمدٌ غاضب)، فكلمة (غاضب) هاهنا وضحت حالة (أحمد) الذي يشعر بالغضب، لكنها أتت عامةً، أي أنها كلمة تطلق على كل من يتصف بالغضب سواءً أكان الغضب شديدًا أو على غرار ذلك.
- أصل الاشتقاق: تصاغ الصفة المشبهة من الفعل الثلاثي اللازم مثل: (كريم، شجاع، أصلع، حزن، عطشان)، وفي حال صيغت من فعل ثلاثي متعد عندها تندرج تحت بند الاشتقاق السماعي وليس القياسي مثل: (رحيم، عليم، سميع)، في حين يصاغ اسم الفاعل من الفعل الثلاثي اللازم والفعل المتعدي على حد سواء مثل: (كاتب، نائم، مدير، قاضي).
- مجاراة المضارع: المقصود بمجاراة المضارع الموافقة على الحركة والسكون وإن اختلفت أعيان الحركات، كما هو الحال في (غَضَب) نجد أنها مفتوحة الحرفين الأول والثاني، في حين أن الفعل المضارع منها هو (يَغضب) نجد أن حرفها الأول مفتوح والثاني ساكن، والصفة المشبهة المصوغة من فعل ثلاثي لازم يغلب عليها عدم مجاراة المضارع في حركاته وسكناته مثل: (حسن الخلق)، وفي حال جارته يكون مثل: (طاهر القلب)، أما في حال كانت الصفة المشبهة مصوغة من فعل غير ثلاثي يلزم مجاراتها له، لكن اسم الفاعل لا يكون إلا مجاريًا للمضارع في حركاته وسكناته في النوعين مثل: (رابط الجأش).
- جواز الإضافة: المقصود إضافة الفاعل إلى مفعوله وهو أمر جائز كما هو الحال في: (الحقَ قاهرُ الباطل)، ففي حالة الصفة المشبهة يفضل إضافتها إلى فاعلها لأنها في الأصل مفعول كما هو الحال في: (أحمدٌ معتدلُ الرأي) والأصل (معتدلٌ رأيه)، أما حالة اسم الفاعل لا يجوز فيه ما سبق وذكر، فلا يصح أن يقال: (الفارس مصيب السهم الهدف) والأصل أن يقال: (مصيبٌ سهمه الهدف).
- السببي والأجنبي: السببي في النحو العربي هو كل ما اتصل بضمير الموصوف أو ما له صلة به، بينما الأجنبي هو الجزء المستقل بنفسه عن تركيب أدخل فيه فلا يصلح أن يكون تتمة لما قبله فأصبح غريبًا عنه لذلك سمي بالأجنبي، وفيما يختص الصفة المشبهة نجد أنها تعمل في السببي لكنها لا تعمل في الأجنبي، فيصح أن يقال: (أحمد شجاع قلبه) فالقلب هنا هو قلب (أحمد)، ولا يصح أن يقال: (أحمد شجاع علي) ذلك أن (علي) هو شخص آخر غريب عن (أحمد) أي أنه أجنبي بالنسبة إلى (أحمد)، لكن اسم الفاعل يعمل في السببي والأجنبي، فيصح أن يقال: (أحمد مكرمٌ ضيفه) فالضيف هنا هو ضيف (أحمد)، كما ويصح أن يقال: (أحمد ضاربٌ علي) على الرغم من أن (علي) أجنبي بالنسبة إلى (أحمد).
التشابه بين الصفة المشبهة واسم الفاعل
تتشابه الصفة المشبهة مع اسم الفاعل في أمرين اثنين، ألا وهما[٥]:
- كلا منهما يدل على الحدث والفاعل الذي قام به.
- كلا منهما يقبل التذكير والتأنيث، بالإضافة إلى الإفراد والتثنية والجمع.
المراجع
- ↑ "بحث عن الصفة المشبهة باسم الفاعل"، أنا البحر، اطّلع عليه بتاريخ 2019/7/31. بتصرّف.
- ↑ عبدة الراجحي، التطبيق الصرفي، صفحة 77-81. بتصرّف.
- ↑ هاجر محرم (2017/11/27)، "شرح درس اسم الفاعل بالأمثلة"، المرسال، اطّلع عليه بتاريخ 2019/7/31. بتصرّف.
- ↑ الشيخ مصطفى الغلاييني، جامع الدروس العربية، صفحة 133-134، جزء 1. بتصرّف.
- ^ أ ب إبراهيم بركات (2007)، النحو العربي (الطبعة الأولى)، القاهرة: دار النشر للجامعات، صفحة 321-341، جزء 3. بتصرّف.
مواضيع ذات صلة بـ : الفرق بين الصفة المشبهة واسم الفاعل