-
الرئيسية
- /
-
الثقافة العامة
- /
- الفرق بين الضوء والنور
الفرق بين الضوء والنور
إخلاص شلالدة ت-ف - آخر تحديث:
٠٧:٠٤ ، ٢٤ أبريل ٢٠١٩


-
ذات صلة - من اين ياتي ضوء القمر
- تفسير آية الله نور السموات والأرض
- وقفات مع سورة الحجرات
- عبارات عن بنتي
الضوء والنور
أشهر ما يوضح حقيقة النور، هو أنّ الله سبحانه وتعالى وصف نفسه بالنور، كما ذُكِرت كلمة النور في العديد من المواضع في القرآن، وذلك 49 مرةً في آيات مختلفة، أما كلمة الضوء فقد ذكرت ست مرات في القرآن على شكل مشتقات لكلمة الضوء، وفي الآيات وصف الله نفسه بالنور، وقد فسر العلماء ذلك بطريقة علمية بأنّ الله تعالى هو الذي يهدي جميع المخلوقات في الأرض والسماء، وتصل هدايته إلى جميع بقاع الكون، فمن هنا جاءت تسمية النور والسبب في استخدام كلمة النور بدلًا من الضوء أنّ النور هو الخط الفاصل والواضح بين الضلال والهدى، أما الضوء فهو الإنارة القوية التي تزيل الظلمات والعتمة من حولها وما إن تزول حتى تختفي الإنارة، ومن هنا فإنّ القرآن الكريم قد سبق علماء الفيزياء وعلماء الكون في تفسير هذا الفرق، وهذا بشأن القرآن، ولكن دعونا نفصل كل هذه الفروقات بطريقة أوضح وبذكر كل منهما على حدة وتوضيح الفروقات خلال هذا المقال.[١]
الضوء
الضوء هو الأشعة التي تخرج من الأجسام التي تكون حرارتها عاليةً، فهي تبثّ الضوء من نفسها مثل الشمس والعديد من النجوم في الكوكب كما تمد ما حولها بالضوء من خلال الاندماجات الهائلة التي تحصل داخلها، وسنذكر هنا بعض الآيات الكريمة التي ذكرت فيها لفظة الضوء وهي[٢]:
- قوله تعالى: {يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ} [النور:35].
- {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا } [يونس:5].
- {مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ} [القصص:71].
- {وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا } [نوح:16].
النور
أما بالنسبة للنور فهو الأشعة التي تنعكس من الأجسام نتيجة امتصاص الجسم نفسه لكمية كبيرة من الأشعة والطاقة من جسم آخر، ومثال عليها القمر الذي يأخذ حرارته والأشعة من الشمس ويمتصها ثم يعكس هذه الأشعة مما يجعله يلمع، وهذا اللمعان ليس من تلقاء نفسه، يقول تعالى [٢]:
- {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا} [يونس:5].
- {وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا } [الفرقان:61].
الفرق بين الضوء والنور
أطلق العرب في القديم على الجسم الذي يخرج حرارةً ويرتبط بالنار ويمكن لمس حرارته والشعور بها عند مسافة قريبة لفظة الضوء، أما النور فهو الجسم الذي لا يكون فيه حرارة، ولكنّه يمتص هذه الحرارة، فالقمر هو جسم منير أي جسم يمتص الأشعة ويشعها فهو يمتصها من الشمس التي تعدّ جسمًا مشعًا للضوء.
وكمثال أبسط فإن النار المشتعلة تشع ضوءًا وعندما تخمد النار يبقى الجمر فهو يستطيع أن يطلق حرارة اكتسبها من النار أي من الضوء وبذلك فهو يشع نورًا من مسافة قريبة. [٣]
البعض من علماء اللغة يقولون إن استخدام الله للفظة النور والضوء كان فقط من أجل التنويع في المفردات، وعلماء آخرون يقولون بأن النور لفظة خاصة بمعناها والضوء لفظة أخرى لها معناها الخاص، ولكنّ ومع تطور العلم الذي يشهده عصرنا الحالي بطريقة سريعة، استطاع علماء الفلك التفريق بين القمر والنجوم على هذا الأساس من المصطلحات، وأيضا معرفة الفرق بين الأشعة التي تبعث من كل منها، فهذه الاكتشافات توصل إليها من وقت قريب بالرغم من ذكرها في القرآن الكريم منذ 1400 سنة، فإن دل ذلك على شيء فهو يدل على الإعجاز العلمي الموجود في القرآن.[١]
ضياء الشمس ونور القمر
عند اكتشاف المناظير تمكن علماء الفلك من تحديد الفرق بين الكوكب والنجم، من خلال الدراسات الضوئية والطيفية التي تمت على الكواكب والنجوم، فجُزِم بأنّ النجم هو جسم سماوي يلمع ويشع طاقةً من تلقاء نفسه، على عكس الكوكب الذي يعدّ جسمًا سماويًّا يعكس الإضاءة بعد أن يمتصها من الشمس والنجوم الأخرى فهو بمثابة الإضاءة، وكل هذا ينطبق على جميع الكواكب وعلى جميع النجوم التي تسبح في الكون.
ولقد تطور هذا العلم عند العلماء وأصبحت الجامعات والمراكز العلمية والمعاهد تتبع هذه الطريقة لدراسة الأجرام والأجسام السماوية وتفسير إشعاعها، مع التركيز على النجم العملاق وهو الشمس لفهم أسراره التي لا زال معظمها مجهولًا للعلماء إلى هذا اليوم، فيعتقد بأنّ الحرارة الموجودة في مركز الشمس تصل إلى 15 مليون درجة مطلقة وكلما ابتعدنا عن المركز قلت الحرارة.
في العلم الحديث وبعد الدراسات الحثيثة حول هذا الموضوع من قبل علماء الفلك والكون، تبين أنّ النجوم تنتج طاقةً عاليةً نتيجة التفاعلات التي تحصل في مركزها فيحترق الهيدروجين الموجود فيها وينقسم بفعل الاندماجات النووية ويتحول إلى ذرات هيليوم فيكون ذلك من خلال اندماج أربع ذرات من الهيدروجين وإنتاج ذرة هيليوم واحدة، فتكون الحرارة والكثافة والضغط بنسب عالية جدًّا في مركز هذه النجوم، فالفرق في المواد الداخلة للتفاعل وهي الهيدروجين والمواد الخارجة من التفاعل وهي الهيليوم أنّ الموجات الكهرومغناطيسية والإشعاع مثل أشعة إكس وأشعة غاما تخرج إلى سطح النجم، وفي الشمس التي هي نجم تخرج هذه الأشعة لسطها مع أشعة مرئية فتخرج هذه الأشعة المرئية مثل الأشعة فوق البنفسجية والأشعة تحت الحمراء، وكل هذا تفصيل لما يحدث في جميع النجوم فهذه النجوم تستمد الطاقة من داخلها وتطلقها إلى الخارج عن طريق الاندماجات الهائلة في مركزها مع ارتفاع درجة الحرارة والكثافة والضغط فهي أجسام ذاتية اللمعان وتطلق الضوء على شكل أشعة، أما الكواكب فهي تمتص هذه الأشعة وتطلقها على شكل نور.[٤]
المراجع
- ^ أ ب ريهام عبد الناصر (2017-11-04)، "الفرق بين النور والضوء في القرآن الكريم"، almrsal، اطّلع عليه بتاريخ 13/3/2019.
- ^ أ ب د.لبيب بيضون (12/6/2016)، "ما الفرق بين (الضوء) و (النور) "، almerja، اطّلع عليه بتاريخ 13/3/2019.
- ↑ د.حسام النعيمي، "الفرق بين النور والضوء"، albayanalqurany، اطّلع عليه بتاريخ 13/3/2019.
- ↑ عادل الصعدي (22/1/2013)، "الإعجاز العلمي في قوله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُوراً﴾ [يونس: 5"]، jameataleman، اطّلع عليه بتاريخ 13/3/2019.