الفرق بين العالمية والعولمة
حياتكَ - آخر تحديث:
٠٥:٥٨ ، ٢٨ نوفمبر ٢٠١٩


-
ذات صلة - الفرق بين العلم والتعلم
- الفرق بين الكاتدرائية والكنيسة
- الفرق بين مذكرة التفاهم والاتفاقية
- ما معنى حقوق الانسان
محتويات
التقدم الحضاري
نظرًا للتحول الاقتصادي والزراعي التي خضعت لها مناطق العالم أجمع، ونظرًا للزيادة المفاجئة في تبادل المعرفة والتجارة ورأس المال حول العالم، إضافة إلى التطور التكنولوجي، ظهرت الكثير من المصطلحات، وبالكاد يستطيع المرء مواكبةَ هذه المصطلحات والتي لها معانٍ ودلالات سياسية واقتصادية وتقنيّة واجتماعيّة، ومن أهم هذه المصطلحات هي العولمة، فقد نسمع الكثير من النّاس يتداولون هذا المصطلح باستمرار، لكنَّ القليل منهم من يستطيع معرفة معنى هذه المصطلحات والفرق بينها وبين المصطلحات الأخرى، فموضوع هذا المقال هو الفرق بين العالميَّة والعولمة وتعريفِ كل منهما.[١]
الفرق بين العالمية والعولمة
يستخدم مصطلحي العالمية والعولمة بطرق مختلفة، فتشير العولمة إلى عملية اقتصادية واجتماعية متعددة الأبعاد، وتشمل مجموعة متنوعة من الظواهر الاقتصادية والتواصلية والبيئية والسياسية المترابطة، ولكن العالمية على الرغم من جذورها القديمة كمرادف للأُمية، أصبحت تستخدم كالتزام أيديولوجي واسع لصالح عملية العولمة، أي أن العولمة غالبًا تكون آثارها إيجابية على البشرية، فتتمثل العالمية بالأشخاص الذين يرغبون باستمرارالعولمة وتكثيفها، على الرغم من أنهم قد يرغبون أيضًا بتنظيمها أو التحكم بها سياسياً بطرق مختلفة، وغالبًا ما يكون البعض مقتنعًا بأن العولمة مهما كانت آثارها على رفاهية الإنسان فهي عملية حتمية لا يمكن عكسها.[٢]
ولكن يتناقض هذا الرأي مع فئة أخرى من الأشخاص الذين يسعون إلى الهروب أو التغلب على المشكلات التي تطرحها العولمة واللجوء إلى ما يسمى بالعالمية، وذلك من خلال تضييق عملهم بأشكال صغيرة من التنمية الاقتصادية والثقافية والتنظيم السياسي الذي يقلل من المشاركة في الاقتصاد العالمي، وبصورة أوضح تعني العالمية العلاقة الخارجيَّةَ بين دولة أو أمة أخرى أو أكثر، وتَرعى شوؤنًا مشتركةً بين دولتين أو أكثر من اهتمامات سياسية واقتصادية واجتماعيّة، بينما العولمة تعني الزيادة في عمق التكامل الاقتصادي أو الاعتماد المتبادل في الاقتصاد العالمي ككل.[٣]
العولمة
يُعنى بهذا المصطلح هو الاعتماد المتبادل والمتزايد على اقتصاد العالم وثقافاته، وهذا الاعتماد ناجم عن التجارة عبر الحدود في السلع، والخدمات، والتكنولوجيا، وتدفقات الاستثمار والمعلومات، إذ أقامت البلدان شراكات اقتصادية لتسهيل هذه الحركات منذ القرون العديدة الماضية وما زالت مستمرة إلى وقتنا الحالي، لكن هذا المصطلح اكتسب شعبية بعد الحرب الباردة في أوائل التسعينيات، إذ شكلت هذه الترتيبات التعاونية الحياة اليومية الحديثة، ويستخدم هذا المصطلح بصورة أضيق للإشارة إلى التجارة الدولية وبعض الاستثمارات بين الاقتصادات المتقدمة، وهي صفة تعني اهتمامًا على مستوى الكرة الأرضيّة وليس بين دولتيْن أو إقليميْنِ.[٤]
وتعود العولمة كعملية اقتصادية إلى القرن التاسع عشر، كما تطورت جوانبها السياسية والثقافية والأمنية منذ ذلك الوقت، والبديل الأكثر شمولاً للعولمة هو انسحاب المجتمعات المحلية أو الإقليمية من نظام التجارة أو الإنتاج العالمي إلى شكل من أشكال الاكتفاء الذاتي المحلي وهذا ما يسمى بالمحلية، ولم تكن العولمة عملية ذات وجه واحد، فكما لها إيجابيات عديدة لها سلبيات أيضًا، فيوجد دليل أنه كان هناك تفكك في العولمة في فترات مختلفة من العصور السابقة والقرن السابع عشر وفترة ما بين حربي العشرين، وقد تراجعت العولمة خلال الأزمة الحالية منذ عام 2007.[١]
فوائد العولمة
من أهم الفوائد التي ساعدت بها العولمة وقدمتها للعالم هي التكامل بين دول مختلفة كوحدة واحدة، فعندما تتجه شركة ما إلى تبنّي أسلوب الاقتصاد العالمي فهذا يعني أنّ لديها فروع ومكاتب في عدّة دول وتوزّع منتجَها حول العالم، ويشمَلُ ذلكَ أيضًا أنَّ لديها استثمارات في دول مختلفة، وذلك من خلال تحويل الاقتصاد إلى اقتصادٍ عالميّ مبدأه التبادل التجاري والتقنيّ والتعاون العسكري، والتفاعل الثقافي والإجتماعي وحرية انتقال الأفراد ورأس المال، كما خلقت العولمة عالم أفضل مع دول تسعى إلى التعاون مع بعضها البعض لتعزيز الرخاء والسلام، أي أنها أصبحت آداة لتحقيق الرفاهية والسلام في العالم، إذ ساعدت على منع تصاعد معظم النزاعات الاقتصادية إلى صراعات أكبر.
وشجعت العولمة كل بلد على التخصص في منتجاته باستخدام أقل قدر من الموارد والمعروفة باسم الميزة النسبية، فهذا المفهوم يجعل الإنتاج أكثر كفاءة، ويعزز النمو الاقتصادي، ويخفض أسعار السلع والخدمات، مما يجعلها أكثر كفاءة وبأسعار معقولة وخاصة للأُسر الفقيرة ذات الدخل المنخفض، ومن أهم الأمور التي ساعدت العولمة بها العالم هو أن الأسواق الكبيرة تتيح للشركات الوصول إلى المزيد من العملاء والحصول على عائد أعلى من التكاليف الثابتة لممارسة الأعمال التجارية؛ مثل بناء المصانع أو إجراء البحوث، وقد استفادت شركات التكنولوجيا من ابتكاراتها بهذه الطريقة، إذ تدفع المنافسة من خارج الشركات إلى تحسين منتجاتها.
كما أن التجارة الموسعة تحفز انتشار التكنولوجيا والابتكار وتوصيل أفضل الأفكار، وتنشرها في السوق بسهولة أكبر، كما تدعم العولمة فرص عمل جديدة، وتتيح للشركات الوصول إلى المزيد من العملاء وبالتالي الحصول على عائد أعلى من التكاليف الثابتة لممارسة الأعمال التجارية، وساعدت العولمة في التضييق عدم المساواة بين أفقر وأغنى الناس في العالم، إذ انخفض عدد الذين يعيشون في فقر متقع بمقدار النصف منذ عام 1990، كما تسببت العولمة في إزاحة بعض العمال؛ وذلك لدعمها للوظائف ذات المهارات العالية.[٤]
أنواع العولمة
توجد ثلاثة أنواع رئيسية للعولمة، وهي:[٥]
- العولمة السياسية: وتشير إلى مقدار التعاون السياسي القائم بين مختلف البلدان، ويرتبط هذا بأن المنظمات العالمية الشاملة بوضع أفضل من الدول الفردية لمنع الصراع.
- العولمة الاجتماعية: وتشير إلى تبادل الأفكار والمعلومات بين البلدان المختلفة وعبرها، ومن أشهر الأمثلة على هذا النوع من العولمة هي الأفلام والكتب والمسلسلات التلفزيونية المشهورة عالميًا.
- العولمة الاقتصادية: وتشير إلى الترابط بين الاقتصادات من خلال التجارة وتبادل الموارد، فلا يوجد اقتصاد وطني يعمل فعلاً بمعزل، مما يعني أنها تؤثر على بعضها البعض، وتعني العولمة الاقتصادية أيضًا وجودعلاقات ثنائية الاتجاه للتكنولوجيا والموارد، فعلى سبيل المثال ستبيع دول مثل الولايات المتحدة الأمريكية التكنولوجيا لبلدان تفتقر إليها، وتباع الموارد الطبيعية التي تتوفر في البلدان النامية إلى البلدان المتقدمة التي تحتاج إليها.
أفضل كتب للعولمة
كتب فيليبي فرنانديز أرميستو باثفايندرز كتابًا يُسمى تاريخ عالمي للاستكشاف، وهو أحد الكتب إثارة، إذ يتحدث حول العولمة من خلال سرد رائع للمغامرات والهواجس والإنجازات التي حققها المستكشفون ورسامو الخرائط منذ فجر التاريخ، كما يُظهر البروفيسور فرنانديز أرميستو ببراعة، كيف أن الدافع لاكتشاف ما وراء الأفق والغرائز لإشراك الأجانب دفعت العولمة منذ زمن بعيد جدًا، كما أن للصحفي تايمز توماس فريدمان في نيويورك تأثير هائل في تشكيل النقاش حول العولمة من خلال كتبه، لكزس، شجرة الزيتون، والعالم مسطح، كما يُقدم كبير المعلقين الاقتصاديين فايننشال تايمز كتابه "لماذا تعمل العولمة"، فهو يركز في كتابه على العولمة الاقتصادية، وحصل كتاب جوزيف ستيغليتز على جائزة نوبل المعروفة بجائزة العولمة، إذ انتقدها من خلال كتابه "إنجاح العولمة" الذي يتحدث عن وجهات نظره حول الإصلاحات اللازمة لتقليل تكاليف التكامل الاقتصادي الدولي.[٦]
المراجع
- ^ أ ب "When did globalisation start?", the economist,2013-9-23، Retrieved 2019-11-1. Edited.
- ↑ "Globalism and Globalization", encyclopedia, Retrieved 2019-11-18. Edited.
- ↑ Joseph Nye (2002-4-15), "Globalism Versus Globalization"، theglobalist, Retrieved 2019-11-18. Edited.
- ^ أ ب "What Is Globalization?", piie, Retrieved 2019-11-18. Edited.
- ↑ "Types of globalisation", tutor2u, Retrieved 2019-11-1. Edited.
- ↑ MOISES NAIM (2009-4-10), "The top 10 books on globalization"، foreignpolicy, Retrieved 2019-11-1. Edited.