-
الرئيسية
- /
-
الثقافة العامة
- /
- الفرق بين رجال زمان ورجال اليوم
الفرق بين رجال زمان ورجال اليوم
حياتُكِ - آخر تحديث:
٢٠:١٢ ، ١٤ يناير ٢٠٢٠


-
ذات صلة - الصفات التي يحبها الزوج في زوجته
- الفرق بين ماء الرجل وماء المرأة
- الصفات التي يحبها الرجل في حبيبته
- الفرق بين دم الدوره ودم فض البكاره
محتويات
صفات الرجال كما أرادها الله سبحانه وتعالى
الحديث عن الرجال والرجولة في زمن أصبح الرجال فيه أشباه رجال، أو كما وصفهم الرسول عليه الصلاة والسلام "غثاء كغثاء السيل"، فأوضاع الأمة الإسلامية اليوم في أمس الحاجة للرجال ممن يخدمون دعوة الله في الأرض كما وصفهم الله تعالى:{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}[١]، أما تفسير الرجولة عند العلماء والناس عمومًا، فبعضهم عدَّها القوة والشجاعة، ومنهم من عدَّها الزعامة والحزم والقيادة، والبعض الآخر يفسرها بالكرم والجود، والكثير يرى الرجولة أمرًا مرتبطًا بالثراء وجمع الأموال، لكن الرجولة كما أرداها الله سبحانه وتعالى هي كما جاء في القرآن الكريم في قوله تعالى: {لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ}[٢].
وصف الله تعالى الأنبياء والرسل بالرجال في قوله: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا}[٣]، وفي وصف آخر للرجولة أنها تحمُّل المسؤولية في الذنب، والنصح والدفاع عن أولياء الله، إذ قل تعالى: {وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ}[٤]، كما أن الرجولة قوة في الدفاع عن الحق والصدع به، وقوله أمام السلطان الجائر، إذ قال الله تعالى: {وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ}[٥]، والرجولة أيضًا الاستعلاء عن مغريات الحياة وملهياتها، فالرجال حذرون من يوم عصيب تتبدل فيه الأرض غير الأرض، إذ قال الله تعالى: {رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ}[٦]، وأخيرًا الرجولة هي الرأي السديد والكلمة الطيبة والمروءة والتعاون والتعاضد[٧].
الفرق بين رجال زمان ورجال اليوم
تاريخ المسلمين مليء بالرجال الذين سطروا سيرتهم في التاريخ، وما هذه السيرة الخالدة لهم إلا بأفعالهم وعطائهم وتحقيقهم لمعنى الرجولة، فبقراءة سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام ومن تبعه من الخلفاء الراشدين ومَن تبعهم من قادة وفاتحين يستطيع المرء أن يُدرك معنى الرجولة بمعناها الحقيقي، فكانوا مخلصين لدعوتهم وثابتين في معقتدهم وملتفين حول هدف واحد ألا وهو نشر دعوة الله في الأرض، وما فيها من عدل ورحمة لعباد الله، وفيما يأتي سنلقي الضوء على ظروف حياتهم ومواقفهم التي بدروها ستبين الفرق بين رجال هذه الفترة ورجال اليوم، ولكننا لا نزكي على الله أحدًا، فالحديث لا يعني أن الرجال فُقدوا من الأمة، لكن الفرق الواضح المتمثل بالآتي[٨]:
- تميزت حياة الرجال في هذه الفترة بالتواضع والسهولة والزهد، فمعيشتهم كانت في أرض واسعة مليئة بالمظاهر الطبيعية بما فيها من هواء وماء نقي، وبيتوهم مصنوعة بأيديهم مما هو متوفر في البئية التي يعيشونها، الأمر الذي أنار عقولهم وتفكيرهم المستنير بخلق الله وبقدرته، أما اليوم فالرجال يعيشون في حياة وبيوت متلاصقة فيها من الأثاث الفخم، إلا أنهم دائمًا يشعرون بالضيق والضجيج والصخب، فيمشون في الشوارع كأنهم آلالات متحركة لا يرى أحدهم الآخر، وتُصيبهم الأمراض إما بسبب التخمة المفرطة وإما من الجوع القاتل، وعليه فإن البيئة والظروف المعيشية للرجال اختلفت واختلف معها مفهوم الرجولة.
- تميزت حياة الرجال في هذه الفترة باستغلال أوقاتهم للعلم وطلبه والجلوس مع العلماء، بالإضافة لفريضة الجهاد في سبيل الله التي كانت معظم أوقاتهم سعيًا لها، أما اليوم فالرجال أوقاتهم في العلم لأجل الشهادة التي ستؤمن لهم الوظيفة الجيدة، وللأسف علمهم مفرغ من محتواه كونه مقترن فقط بالحصول على الشهادة.
- تميزت حياة الرجال في هذه الفترة بحبهم للقرآن الكريم وسنة نبيه الكريم، فهو مصدر دستورهم وشرعهم، إذ قال الفاروق عمر بن الخطاب: "كنا نحفظ القرآن خمسًا ولا نحفظ غيرهن حتى نتم العمل بهن"، أما اليوم فدور تحفيظ القرآن تقتصر على النساء من أجل البركة، والرجال يحفظون ما يلزمهم في الصلاة إلا من رحمه الله تعالى، فلا نزكي على الله أحدًا.
- تميزت حياة الرجال وسلوكهم في هذه الفترة بتقدير المرأة وحفظها من كل مكروه أو سوء، وكانت تنال مكانةً رفيعةً مصانةً، أما اليوم فالمرأة تُهان وتُعاكس أمام القاصي والداني ولا أحد يحرك ساكنًا، ففي عهد أحد الخلفاء المسلمين قامت معركة بسبب صراخ امرأة تستنجد قائلةً "وا إسلاماه".
- تميزت حياة الرجال في هذه الفترة باعمار بيوت الله، فكانت المساجد ملجأهم إلى الله، إذ كانت المساجد أبنيةً بسيطةً متواضعةً، إلا أنه خرج منها رجال ملؤوا الأرض عدلًا وعلمًا، أما اليوم فالمساجد بالرغم من بنائها الفخم وتوفر جميع الإمكانيات من تكييف وراحة إلا أنها تشكو من قلة الرجال فيها، ويقتصر الأمر على كبار السن.
الفرق بين الرجولة والذكورة
عرَّف العلماء الذكر على أنه الشخص له من الصفات الفسيولوجية الذكرية، أي إن له شعرًا وشاربًا ولحيةًا وعضوًا ذكريًا وغير ذلك، أما الرجل فهو الذكر الغيور على أهله، ووجهة نظره في الحياة تحمل الشجاعة والحلم والقوة في الحق، وعليه فإن مَن لا يغار على أهله ذكر وليس رجلًا، ومَن يتشبه في لبسه بالنساء هو ذكر وليس رجلًا، ومن يكون شغله الشاغل هو شكله وتسريحة شعره ذكر وليس رجلًا، ومن يستخدم القوة في الظلم وإيذاء الناس هو ذكر وليس رجلًا، ومن يسافر لآلاف الأميال لقضاء شهوته من النساء في الحرام دونًا عن زوجته هو ذكر وليس برجل، وأخيرًا من يعتقد أن الرجولة بالعضلات والصوت المرتفع هو ذكر وليس رجلًا[٩].
صفات الرجولة الأساسية
إنَّ من صفات الرجولة الأساسية الثبات على المبدأ والحق سواء في المحكمات أو المسلمات، والليونة في المشتبهات التي ليست فيها مخالفة للشرع أو الأعراف، وعليه فليست الرجولة كما يظن الناس من باب الثبات أي عدم التغيير في المواقف على الإطلاق، بل العكس فالرجال بشر يُصيبون ويُخطئون، فلا يمضي في خطئه إذا أخطأ، ولا يُصر على الباطل من باب التعنت، فالرجوع للحق أسلم ويلازم معنى الرجولة بمعناه الحقيقي، كما أن من صفات الرجال الأساسية ألا يكون إمعةً، أي لا يتغير ويتأثر بما يقال له، وهو حليم لا يغضب، فالعلماء يعللون حجب المرأة عن القوامة كونها سريعة الانفعال وتغضب، فالعاطفة للمرأة، والعقل الذي يغلب على العاطفة للمرأة، وهذا لا يعني الانتقاص من قدر المرأة وشأنها، لكنها طبيعة خلق الله لها ولكيانها، فصفات الرجولة التي أوردناها في الفقرات السابقة من المقال قد تنطبق على الكثير من النساء، إذ إن تصرقاتها ومواقفها تتجاوز برجولتها الكثير ممن يُسمون رجالًا[١٠].
المراجع
- ↑ سورة الأحزاب ، آية: 23.
- ↑ سورة فصلت ، آية: 42.
- ↑ سورة يوسف، آية: 109.
- ↑ سورة القصص، آية: 20.
- ↑ سورة غافر، آية: 28.
- ↑ سورة النور، آية: 37.
- ↑ "صفات الرجال في القران والسنة"، islamway، 18-6-2013، اطّلع عليه بتاريخ 20-12-2019. بتصرف.
- ↑ "الفرق بين رجال ورجال !"، akhbaralyom، 28-8-2011، اطّلع عليه بتاريخ 20-12-2019. بتصرف.
- ↑ "الفرق بين الرجل والذكر"، alwatanvoice، اطّلع عليه بتاريخ 20-12-2019. بتصرف.
- ↑ عابدة المؤيد العظم (11-9-2014)، "صفات الرجولة الأساسية وطرق تنميتها"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 20-12-2019. بتصرف.
مواضيع ذات صلة بـ : الفرق بين رجال زمان ورجال اليوم