-
الرئيسية
- /
-
معلومات عامة
، -
علم النفس
- /
- المحددات الوراثية والبيئية للذكاء
المحددات الوراثية والبيئية للذكاء
سامح العبيدي - آخر تحديث:
٠٧:٠١ ، ١٥ سبتمبر ٢٠٢٠


-
اقرأ أيضاً - معلومات عن علم النفس
- معاني ألوان الورود في علم النفس
- السيرة الذاتية لحسني مبارك
- قصة نجاح جون ماريوت
محتويات
مفهوم الذكاء
كيف ينظر علمُ النّفس إلى مفهوم الذّكاء؟
الذّكاء مصطلح يشمل ويتضمّن أنواع القدرات العقلية المتعلّقة بالقدرة على التّحليل والتخطيط وحل المشاكل وبناء الاستنتاجات وسرعة التصرف، كما يشمل القدرة على التفكير المجرد وجمع وتنسيق الأفكار والتقاط اللغات وسرعة التعلم، كما يتضمّن أيضًا حسب بعض العلماء: القدرة على الإحساس وإبداء المشاعر، ومع أن المفهوم العام السائد عند الناس للذكاء يشمل جميع هذه الأمور، وربما جعلوها مرتبطة بقوة بكيفية عمل الذاكرة، إلّا أن علم النفس يدرس الذكاء كميزة سلوكية مستقلة عن الإبداع، والشخصية، والحكمة وحتى قوة الحافظة المتعلقة بالذاكرة، وتتوفر العديد من اختبارات قياس مستوى الذكاء.[١]
لكن لا يستطيع أحد تعريف الذكاء بشكل واضح وصريح، وعادة ما يتّهم اختبار الذكاء بعدم القدرة على تحديد ذوي الذكاء العالي والمنخفض؛ لأنّ النظريات المتواجدة الآن تؤكد وجود أنواع متعددة من الذكاء، وأن هذه الاختبارات ليس لديها القدرة على تحديد العبقرية في جميع المجالات، والبشر عمومًا لا يستخدمون كل أجزاء الدماغ للوصول إلى حل مشكلة ما، إنّما يستخدمون الجزء المتخصّص في حلّ المشكلة بذاتها.[١]
المحددات الوراثية والبيئية للذكاء
هل يمكن للبيئة أن تحُدّ من ذكاء الفرد ولو كان موجودًا بالفعل؟
تمّ التحقيق على نطاق واسع في تأثير كلٍّ من المساهمات الوراثية والبيئية على الذكاء من قبل مختلف علماء الاجتماع، وعلماء النفس، واتضح في استنتاجاتهم أن الذكاء هو نتاج الوراثة والبيئة، ويظهر هذا في العديد من التحقيقات التجريبية، وذلك بالنظر إلى الذكاء الوراثي الذي يتجلى في أشكال عديدة، وقد تشمل هذه الأشكال: الذكاء اللغوي اللفظي، والذي يعتبر مهارة من مهارات القراءة والكتابة، والذكاء الحركي الجسدي، وهو مهارات نفسية حركية مثل: الرياضة والرقص، والذكاء المنطقي، وهو استنتاج منطقي وتجريدي واستنباطي واستقرائي، والذكاء الطبيعي، وهو الحساسية للطبيعة ورفاهيتها، والذكاء الشخصي، وهو الكمال.[٢]
معظم الناس الذين لديهم هذا النوع من الذكاء يكونون مفكرين على مستوى رفيع، وكذلك الذاكرة البصرية الجيدة، والذاكرة المكانية، والشكل الأخير الذي يجب إبرازه هو الذكاء الموسيقي والمهارات الموسيقية، وجميع هذه الأنواع من الذكاء يتم تحديدها وتثبيتها أو تغذيتها بتأثير كلٍّ من المساهمات الجينية والبيئية على التوالي.[٢]
وتحدّد الوراثة والبيئة الذكاء أيضًا، عبر التأثير على القدرة على التعلم والتعليم وفهم التفاعل مع بيئة المرء، وتعدّ التأثيرات الجينية وراثية كما يظهر في سمات الذكاء، مثل الأشكال المختلفة، ومستويات الذكاء الموروثة من الآباء، والبيئة هي المحيط المادي والاجتماعي الذي يلتزم فيه الناس، وتتحقق القدرات الوراثية للفرد من خلال التفاعل مع البيئة، لذا فإن التطور الفكري محدود، ولكن لا يتم تحديده بالكامل بواسطة النمط الجيني؛ ذلك لأن الجانب الوراثي للشخص هو الذي يحدد ذكائه، ولكن البيئة توفّر الفرصة، أو الحدّ من فرصة التطور، وبالتالي يلعب كلاهما دورًا مكملًا في المساهمة في الذكاء.[٣]
على سبيل المثال، قد يرث الشخص جينات العبقرية، لكن مقدار العبقرية الذي سيصبح عليه يعتمد على العوامل البيئية مثل: التغذية، والصحة، ويحدد علم الوراثة الجوانب المتأصلة في الذكاء، بينما تؤثر البيئة على تطوره، وتوفر البيئة الاجتماعية، والاقتصادية العالية التحفيز الفكري الضروري لإطلاق الإمكانات الوراثية، وزيادة احتمالية الأداء الفكري العالي، ومن ناحية أخرى، فإن البيئة الاجتماعية، والاقتصادية المنخفضة الفقيرة قد تفتقر إلى المحفزات اللازمة لإطلاق الإمكانات الوراثية، ومن المرجح أن تُظهر البيئة الاجتماعية والاقتصادية العالية قدرات فكرية عالية مقارنة بتلك الموجودة في بيئة اجتماعية اقتصادية منخفضة، وتحدد البيئة ما إذا كان الشخص سيرتقي إلى مستوى ذكائه الجيني أم العكس.[٣]
المحددات الوراثية للذكاء
لماذا يتفاوت الأفراد في مستوى الذكاء؟
بعض الناس أذكى من غيرهم، لذلك بدأ الكثير من علماء الأحياء بملاحظة هذه النقطة في أبحاثهم، ولأنها طريقة بارزة ومتسقة يختلف فيها الناس عن بعضهم البعض؛ وكذلك لأن القياسات التي يجريها العلماء على مستوى ذكاء الناس تنتج نتائج مرتبطة بنتائج الحياة المهمة، وكذلك اكتشاف الآليات التي تنتج هذه الاختلافات الفردية، إن محاولة فهم هذه الآليات قد تساعد في تحسين تلك الحالات التي تكون فيها حالات الذكاء باعتباره وظيفة معرفية منخفضة، أو متراجعة،[٤]، ومن الممكن تحديد بعض العوامل الوراثية المرتبطة بالذكاء:
الموروثات والعوامل البيولوجية
تشير دراسات التوائم إلى أن معدل ذكاء التوائم المتطابقة أكثر تشابهًا من التوائم الأخوية، كذلك فإن الأشقاء الذين تربوا معًا في نفس المنزل لديهم معدلات ذكاء أكثر تشابهًا مقارنة بالأطفال المتبنين الذين نشأوا معًا في نفس البيئة، بالإضافة إلى الخصائص الموروثة، فإن العوامل البيولوجية الأخرى مثل: عمر الأم، والتعرض للمواد الضارة قبل الولادة، وسوء التغذية قبل الولادة قد تؤثر أيضًا على الذكاء.[٥]
الارتباط الجيني
أجرى الباحثون العديد من الدراسات للبحث عن الجينات التي تؤثر على الذكاء، وركزت العديد من هذه الدراسات على أوجه التشابه والاختلاف في معدل الذكاء داخل العائلات، ولا سيما بالنظر إلى الأطفال والتوائم المتبنّين، وتشير هذه الدراسات إلى أن العوامل الوراثية تكمن وراء حوالي 50 بالمئة من الاختلاف في الذكاء بين الأفراد، ودرست دراسات أخرى الاختلافات عبر الجينوم الكامل لكثير من الناس، وهذا نهج يسمى دراسات الارتباط على نطاق الجينوم أو GWAS، ولتحديد ما إذا كانت أي مناطق معينة من الجينوم مرتبطة بمعدل الذكاء، ولم تحدد هذه الدراسات بشكل قاطع أي جينات لها أدوار رئيسية في الاختلافات في الذكاء، ومن المحتمل أن يكون هناك عدد كبير من الجينات التي قد تسبب مشاكل في الذكاء، أو العكس، وكل منها يسهم مساهمة صغيرة في ذكاء الشخص.[٦]
المحددات العرقية
كانت بعض الآراء متعصبة بشدة تجاه التفسير الجيني، خاصة في علم النفس، في عام 1969 عندما نشر آرثر جنسن ورقة استعرضت الدليل على التأثير الجيني على درجات معدل الذكاء، واقترح أن متوسط فروق معدل الذكاء بين المجموعات العرقية قد يكون جزئيًا بسبب عوامل وراثية، أثارت هذه الابحاث، جنبًا إلى جنب مع الأبحاث التي تشير إلى أن اختلافات معدل الذكاء بين الفئات قد تكون أيضًا وراثية وتطورية، استجابة غاضبة لا مثيل لها في العلوم السلوكية، وسبب رد فعل شديد تجاه علم الوراثة السلوكي البشري، على الرغم من أن عددًا قليلًا جدًا من علماء الوراثة السلوكية درسوا الاختلافات العرقية أو الطبقية.[٧]
المحددات البيئية للذكاء
ما هو موقف علم نفس الإدراك من المحددات البيئية للذكاء؟
إنّ النظام البيئي يؤثّر بفاعلية على أجزاء متعددة من المعلومات المؤقّتة في العقل، لتنفيذ المهام اللفظية وغير اللفظية مثل التفكير، والفهم، وهذا ما يجعلها متاحة لمزيد من معالجة المعلومات، ويتهم علم نفس الإدراك بتأثير البيئة على الذكاء البشري، وهذا هو أحد أهم العوامل في فهم الفروق الجماعية في درجات اختبار الذكاء وغيرها من مقاييس القدرة المعرفية، وتاريخيا، كان هناك اهتمام كبير في مجال أبحاث الذكاء لتحديد التأثيرات البيئية على تطوير الأداء المعرفي.[٨]
الأسرة
تُشير الدلائل إلى أنّ العوامل البيئية الأسرية لها تأثير على معدل الذكاء في الطفولة، حيث تمثّل ما يصل إلى 25٪ من التباين في معدلات الذكاء، ومع ذلك، في أواخر سن المراهقة يضعف هذا الارتباط، وتشير دراسات التبني إلى أنه بحلول مرحلة البلوغ، لا يكون الأشقاء المتبنون متشابهين في معدل الذكاء أكثر من الغرباء، بينما يظهر التوائم والأشقاء الجينيون ارتباطًا بمعدّل الذكاء، ومن الواضح أن الوصول إلى الموارد والحصول على حياة منزلية تساعد على التعلم، يؤثران على نتائج اختبارات الذكاء، لكن من الصعب فصل العوامل الوراثية المحتملة عن موقف الوالدين.[٩]
الأصدقاء والتعليم
إنّ مجموعة الأقران للفرد تؤثّر بشكل كبير على ذكائه بمرور الوقت، وإنّ خصائص مجموعة الأقران المختلفة قد تكون مسؤولة عن فجوة معدل الذكاء، وتدعم العديد من الدراسات الطوليّة التخمين بأن مجموعات الأقران تؤثر بشكل كبير على التحصيل الدراسي، ولا يمتلك التعليم علاقة بسيطة مع الذكاء كما قد يفترض المرء، ويميل الأشخاص الذين يحققون أداءً أفضل في اختبارات الذكاء في طفولتهم إلى انخفاض معدل التسرب من المدارس، وإكمال المزيد من سنوات الدراسة، مما يجعل الذكاء عاملاً تنبئيًا لمدى نجاح شخص ما في التعليم، ومع ذلك، فقد ثبت أن مقدار تعليم الشخص يحسن أدائه في اختبارات الذكاء، وحتى في سن مبكرة جدًا، وبالتالي فإن كلا من معدل الذكاء المرتفع قد يؤدي إلى أداء اختبار أفضل، وقد يؤدي أداء الاختبار الأفضل إلى زيادة معدل الذكاء.[١٠]
التدريب
في إحدى التجارب، تمّ أولًا تقييم مجموعات من البالغين باستخدام اختبارات قياسية لذكاء، ومن ثم قاموا بتدريب المجموعات على أربعة أعداد مختلفة من الأيام، ولمدة نصف ساعة كل يوم، باستخدام تمرين يعمل على تحسين الذاكرة العاملة للفرد، وبعد هذا التدريب، تم اختبار المجموعات مرة أخرى وأظهر أولئك الذين تم تدريبهم، مقارنة بمجموعات التحكم التي لم تخضع للتدريب، زيادات كبيرة في الأداء في اختبارات الذكاء، وهذه أحد الأدلة التي تثبت أن الذكاء قد يتطور بتغير السلوك الإنساني والعوامل البيئية المحيطة بالفرد في سن الطفولة والمراهقة.[٦]
المراجع[+]
- ^ أ ب "Intelligence. Definition, Theories and Testing", simply psychology, Retrieved 2020-09-03. Edited.
- ^ أ ب Meike Bartels, M. J. H. Rietveld, G. C. M. Van Baal, et al., "Genetic and Environmental Influences on the Development of Intelligence", research gate, Retrieved 2020-09-03. Edited.
- ^ أ ب "Effect of environmental factors on intelligence quotient of children", The National Center for Biotechnology Information , Retrieved 2020-09-03. Edited.
- ↑ "Intelligence", science direct, Retrieved 2020-09-03. Edited.
- ↑ "what-factors-determine-intelligence", verywell mind, Retrieved 2020-09-03. Edited.
- ^ أ ب "Is intelligence determined by genetics?", Genetics Home Reference, Retrieved 2020-09-03. Edited.
- ↑ "Genetics and intelligence", DAVIDSON INSTITUTE, Retrieved 2020-09-03. Edited.
- ↑ "Effect of environmental factors on intelligence quotient of children", National Center for Biotechnology Information, Retrieved 2020-09-03. Edited.
- ↑ "Mainstream Science on Intelligence: An Editorial With 52 Signatories, History, and Bibliography ", American Psychological Association., Retrieved 2020-09-03. Edited.
- ↑ "Mainstream Science on Intelligence: An Editorial With 52 Signatories, History, and Bibliography ", intelligence martin sewell, Retrieved 2020-09-03. Edited.