اليوم العالمي لليتيم
عبد الرحمن حمزة - آخر تحديث:
٠٨:٠٠ ، ٤ يونيو ٢٠٢٠


اليتيم
يعرّف اليتيمُ عند بني آدم بأنه من فقَد أباه، فإذا فقَد أيضًا أمَّه أصبح يتيم الأبوين، كنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، والأصل في كلمة اليُتْم: هي الانفراد، فيقال: الصبي اليتيم؛ بمعنى المنفرد من أبيه أي فاقده، وفقدُ الأب على الأولاد أمرٌ شديد؛ لأنه يعيلهم وهو السبب في تحصيلهم لرِزقهم وطعامهم وكسوتهم، وهو المسؤول عن تحمُّل أعباء تربيتهم، فهو يحمل عنهم كل مسؤولية، وقد ذُكِرَ في الحديث الشريف: [والرَّجُلُ في أهْلِهِ رَاعٍ وهو مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ][١]؛ ففقدُ الأب يسبب خللًا في البيت لا يمكن جَبره، في حين يكون التخفيف عن مثل هؤلاء الأيتام بوجود كافل لهم أو وصيّ يحل محل الأب فيما يخص الرعاية لهذا اليتيم، والمحِافظة على ماله إن وجد حتى يبلغ قوته، ويثاب على ذلك خير الثواب؛ ففي الحديث الشريف قال صلى الله عليه وسلم: [كافِلُ اليَتِيمِ له، أوْ لِغَيْرِهِ أنا وهو كَهاتَيْنِ في الجَنَّةِ وأَشارَ مالِكٌ بالسَّبَّابَةِ والْوُسْطَى][٢].[٣]
اليوم العالمي لليتيم
نحتفل باليتيم في يومه، في الجمعة الأولى من شهر أبريل/نيسان من كل عام، ويسارع في هذا اليوم الكثير من رواد الفن والمشاهير إلى زيارة اليتامى في المراكز وتقديم الهدايا إليهم، ولكن يدور سؤال باستمرار في أذهاننا وهو متى انطلقت فكرة تخصيص يوم لليتيم، ومَن المسؤول عن هذه الفكرة.
بدأت فكرة تخصيص يوم عالمي لليتيم في عام 2003م، كان ذلك عندما طُرِحت الفكرة من قِبَل أحد المتطوعين في جمعية الأورمان الخيرية، لتخصيص يوم للاحتفال فيه باليتيم، وعدم إغفاله والسؤال عنه والمساهمة في إدخال السرور والفرحة إلى قلبه، فتُعد جمعية الأورمان الخيرية من أكثر الجمعيات المهتمة بأمور الأيتام، وقد كان الهدف الرئيسي من يوم اليتيم العالمي التركيز على احتياجات الأيتام العاطفية، وتوجيه أنظار العالم له ولكافة احتياجاته.[٤]
اليتيم في الإسلام
يعدّ الإحسان إلى الأيتام أحد الأخلاق الإسلامية الرفيعة، حثنا عليه الإسلام وندبنا إليه، ليس هذا فقط بل وجعله أحد أفضل الأعمال وأعظمها، حينما جاء الإسلام جاء في وقتٍ كان اليتيم فيه لا يملك الحظ في الحياة، فأوجب الإسلام علينا إكرامه والإحسان له، فعندما هاجر المسلمون إلى الحبشة وعمدت قريش للمبادرة في إرجاعهم، وقف سيدنا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه، أمام ملك الحبشة النجاشي شرح له المحاسن التي جاء بها الإسلام وأخلاقياته السامية وذكر من بين تلك الأمور اليتيم وحسن معاملته.[٥]وقد وردت العديد من الآيات القرآنية والأحاديث الدالة على وجوب إكرام اليتيم وإحسان معاملته، وفيما يأتي بعض منها:
- قال تعالى: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمالَ عَلى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقابِ وَأَقامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذا عاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ}[٦].
- قال تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}[٧].
- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ: [اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقاتِ، قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ وما هُنَّ؟ قالَ: الشِّرْكُ باللَّهِ، والسِّحْرُ، وقَتْلُ النَّفْسِ الَّتي حَرَّمَ اللَّهُ إلَّا بالحَقِّ، وأَكْلُ الرِّبا، وأَكْلُ مالِ اليَتِيمِ، والتَّوَلِّي يَومَ الزَّحْفِ، وقَذْفُ المُحْصَناتِ المُؤْمِناتِ الغافِلاتِ][٨].
المراجع
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 2409، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 2983، صحيح.
- ↑ "من هو اليتيم الذي أوصانا الله به؟"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 13-5-2019. بتصرف.
- ↑ "تعرف على يوم اليتيم ولماذا سمى بهذا الإسم"، youm7، اطّلع عليه بتاريخ 13-5-2019. بتصرف.
- ↑ "الإسلام وإكرام اليتيم"، saaid، اطّلع عليه بتاريخ 13-5-2019. بتصرف.
- ↑ سورة البقرة، آية: 177.
- ↑ سورة الأنعام، آية: 152.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 2766، صحيح.