السكر في الدم

يعد كل من الإنسولين والجلوكاجون الهرمونات المسؤولة عن تنظيم وضبط مستوى الجلوكوز في الدم؛ حيث يعمل هرمون الإنسولين والجلوكاجون معاً لتحقيق التوازن بين مستويات سكر الدم، إذ أنهما يعملان فيما يدعى دورات التغذية الراجعة السلبية والإيجابية، فمثلاً أثناء عملية الهضم يتم تحويل الكربوهيدرات إلى جلوكوز ينتقل عبر مجرى الدم، مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة الجلوكوز في الدم وتعتبر هذه الزيادة مؤشراً على أن البنكرياس يُنتج الإنسولين، وبعد أربع إلى ست ساعات من تناول الطعام ينخفض مستوى الجلوكوز في الدم مما يُحفز البنكرياس على إنتاج هرمون الجلوكاجون الذي يعمل على موازنة إجراءات الإنسولين فيقوم برفع مستوى الجلوكوز للوصول لدرجة التوازن المطلوبة.^[١]
يعتبر المستوى الطبيعي للسكر في الدم للشخص الصائم ( الذي لم يتناول الطعام لمدة ثماني ساعات) بين 70 و 99 ملغم / ديسيلتر، وعند فحص مستوى السكر في الدم بعد ساعتين من تناول الطعام فإن المستوى الطبيعي له هو أقل من 140 ملغم / ديسيلتر.^[٢]

أعراض انخفاض السكر

لا بد من معرفة الأعراض الدالة على انخفاض السكر في الدم للحفاظ على نسبته ضمن المستوى الطبيعي، وتشمل الأعراض ما يأتي:^[٣]

• الجوع الشديد: عندما تكون قد تناولت الطعام ولكنك لا زلت تشعر بالجوع فهذا يعد دليلاً على حاجة الجسم للجلوكوز الذي يمد الجسم بالطاقة، ولهذا أوصت جمعية السكري الأمريكية بتناول ما بين 15 و 20 جرام من السكر أو الكربوهيدرات مع كل وجبة خفيفة، وبين 40 و65 جرام في كل وجبة.
• الشعور بالقلق: عندما ينخفض مستوى السكر يحفز الجسم الغدة الكظرية على إفراز هرمون الأدرينالين، الذي يحفز الكبد على إنتاج المزيد من السكر، ويسبب زيادة هرمون الأدرينالين في الجسم الشعور بالقلق.
• اضطراب النوم: ويحدث هذا الاضطراب عند انخفاض مستوى السكر في الليل، وتشمل الأعراض:
  • تعرق ليلي.
  • البكاء.
  • استيقاظ مفاجئ.
  • الشعور بالاضطراب والارتباك عند الاستيقاظ.
• عدم الاستقرار العاطفي: تقلب المزاج والنوبات العاطفية المفاجئة أحد الأعراض العصبية الناتجة عن انخفاض السكر في الدم، وكذلك البكاء الهستيري والغضب غير المسيطر عليه علامة على ذلك.
• التعرق: يعد التعرق من الأعراض التي يتحكم فيها الجهاز العصبي اللاإرادي الذي يحكم الجلد، وعادة ما يكون أولى العلامات الدالة على انخفاض السكر في الدم.
• الدوار: في حال شعرت بالدوار كعلامة من علامات انخفاض السكر يجب عليك الجلوس أو الاستلقاء فوراً لتجنب الإصابة بأي أذى، حيث من الممكن أن يتسبب بالإغماء في بعض الحالات.
• الارتباك وعدم القدرة على التركيز: يحدث الارتباك لأن الدماغ حساس بشكل خاص لانخفاض السكر.
• مشاكل في الرؤية: إذا أصبحت الرؤية فجأة ضعيفة أو ضبابية فإن السبب عائد لانخفاض السكر.
• التغير في طريقة النطق: قد لا تلاحظ التغير في طريقة النطق؛ وذلك لأن انخفاض السكر قد أثر على الدماغ فلم يعد قادراً على الانتباه، ولكن من حولك سينتبهون لك.

أسباب انخفاض السكر

يحدث انخفاض السكر في الدم لعدة أسباب، ومنها:^[٤]

• مرض السكري وانخفاض السكر: يؤثر مرض السكري على قدرة الجسم في إنتاج الإنسولين، إذ يحتاجه جسم الإنسان للحصول على الطاقة اللازمة، ولرفع نسبة الإنسولين يستخدم مرضى السكري مجموعة متنوعة من العلاجات من بينها أدوية تؤخذ عن طريق الفم وحُقن الإنسولين، لكن أخذ هذه الأدوية بقدر كبير يؤثر على السكر في الدم حيث يعمل على انخفاضه، قد يؤدي أيضاً تناول الدواء في وقته مع تأخير الوجبات عن المعتاد أو تقليلها إلى انخفاض السكر، كما أن تناول الكحول مع الدواء يؤدي إلى ذلك، وخصوصاً إذا حلت محل الطعام.
  • بعض الأدوية، مثل الكينين.
  • بعض الحالات الطبية، كالتهاب الكبد أو اضطرابات الكلى.
  • ورم يُنتج الإنسولين بشكل زائد.
  • اضطرابات الغدد الصماء، مثل الغدة الكظرية.

علاج انخفاض السكر

يتطلب علاج انخفاض السكر تحديد السبب الرئيسي، ونسبة انخفاضه، وبناءً على ذلك يشمل العلاج:^[٥]

• العلاج الأولي والفوري: يعتمد العلاج الأولي على الأعراض، حيث قد تعالج الأعراض المبكرة باستهلاك 15 إلى 20 غرام من الكربوهيدرات سريعة المفعول، وهي الأطعمة التي يتم تحويلها بسرعة وسهولة إلى سكر، مثل أقراص الجلوكوز وعصير الفواكه، ويجدر الإشارة إلى أن الأغذية التي تحتوي على الدهون أوالبروتين غير مناسبة لانخفاض السكر حيث تؤثر على امتصاصه في الجسم، بعد 15 دقيقة من أخذ الكربوهيدرات لا بد من قياس السكر إذا كان أقل من 70 ملغم/ديسلتر فلا بد من أخذ 15 إلى 20 جرام أخرى من الكربوهيدرات سريعة المفعول، وإعادة الفحص مرة أخرى، وبمجرد عودة نسبة السكر إلى طبيعتها يجب أخذ وجبة خفيفة للحفاظ عليها واستقرارها. في حال كانت الأعراض أكثر حدة فهذا مؤشر على الحاجة إلى حقن الجلوكاجون أو الغلوكوز في الوريد.
• علاج الحالة الأساسية لانخفاض السكر في الدم: يتطلب علاج انخفاض سكر الدم المتكرر من الطبيب تحديد الحالة الأساسية ومعالجتها اعتمادًا على السبب الأساسي ، قد يتضمّن العلاج:
  • الأدوية: إذا كان الدواء هو السبب فمن الممكن أن يقترح الطبيب تغيير الدواء أو تعديل الجرعات.
  • علاج الورم: يعالج الورم في البنكرياس عن طريق الاستئصال الجراحي للورم، وفي بعض الحالات لا بد من الإزالة الجزئية للبنكرياس.

المراجع

1. ↑ Darren Hein, PharmD (2016-11-11), "How Insulin and Glucagon Work"، healthline, Retrieved 2018-12-12. Edited.
2. ↑ "Hypoglycemia", virginiamason, Retrieved 2018-12-12. Edited.
3. ↑ Bhargavi Patham, MD, PhD (2017-8-28), "10 Warning Signs of Low Blood Sugar"، everydayhealth, Retrieved 2018-12-12. Edited.
4. ↑ Peggy Pletcher, MS, RD, LD, CDE (2016-8-29), "Low Blood Sugar (Hypoglycemia)"، healthline, Retrieved 2018-12-12. Edited.
5. ↑ "Hypoglycemia", mayoclinic,2018-9-7، Retrieved 2018-12-12. Edited.