-
الرئيسية
- /
-
الحياة والمجتمع
- /
- آداب التعزية
آداب التعزية
وفاء العابور - آخر تحديث:
٠٧:٥٧ ، ١٤ يوليو ٢٠٢٠


-
ذات صلة - كيفية دفن الميت في الاسلام
حضور العزاء
الموت سنّة الحياة، ولابد أنّك مررت بمثل هذا الموقف في حياتكَ، من فقد عزيز، أو معاناة أحد من أصدقائكَ، أو زملائِكَ في العمل من الفقد، ما يجعلكَ أمام ضرورة مواساتهم، وإظهار الاحترام والتّقدير لما يشعرون به، ومساندتهم والوقوف إلى جانبهم حتّى يتعافوا من هذا الألم، وقد تكون أولى خطوات التّعزية هي الاتصال الهاتفي لتقديم التّعازي، وعرض أي مساعدة تستطيع تقديمها لهم، وبعدها تأتي خطوة الذّهاب شخصيًّا لتقديم التّعازي لأهل الفقيد، والتّرتيب معهم مسبقًا لتحديد موعد الزّيارة، وفقًا لما يناسبهم، لتتمكن من مواساتهم والتعبير عن وقوفك إلى جانبهم في مصابهم، لكن للتعزية آدابًا ينبغي التحلي بها.[١]
آداب التعزية
الذّهاب لأهل المتوفّى لتقديم العزاء لهم يكون محكومًا ببعض الضّوابط والآداب الدّينيّة، والمجتمعيّة، ومن بعض هذه الآداب التي تكون دليلكَ في مثل هذه المناسبات:[٢]
- يجب أن تُظهر حزنكَ لفقدهم، وتعبّر عن ذلك بالدّعاء لهم بالصّبر، والدّعاء للميّت بالرّحمة.
- عندما تذهب لبيت العزاء يفضّل أن تقدّم نفسكَ لأهل الفقيد، وتقديم التّعازي لهم، ولا تكتفي فقط بتعزية قريبه الذي تعرفه.
- إذا كانت تجمعكَ علاقة مع المتوفّى فمن الجيّد أن تذكر بعض المواقف الجيّدة عنه، وذكرياتكَ معه، فأهل الفقيد بأمس الحاجة لسماع قصص عن فقيدهم، وليس شرطًا أن تكون القصص حزينة، بل مواقف سعيدة، تريح قلوبهم.
- استمع لزميلكَ أو صديقكَ الذي تُعزّيه بفقد عزيز، فهو في أمس الحاجة للتحدّث، والتّعبير عمّا في داخله من حزن، ومرارة فقد.
- اسأل صديقكَ أو زميلكَ الذي فقد عزيز، عن أحواله، وشعوره، وكيف يتعامل مع حزن الفقد.
- تجنّب إرسال رسالة نصيّة، أو عبر البريد الإلكتروني لتعزية زميلكَ أو صديقكَ بفقده، إلاّ إذا كنتَ مسافرًا في بلد بعيد.
- ابقَ على اتّصال بأهل الفقيد حتّى بعد انتهاء العزاء، واعرض عليهم أي مساعدة تستطيعها كنوع من تخفيف ألمهم، ومساعدتهم لقضاء حوائجهم.
- إذا استطعت، وسمح لكَ وقتكَ وظروفكَ، حضور مراسم الدّفن، فقد يجدها زميلكَ أو صديقكَ بادرة لتقديره، والاهتمام بمشاعره ومواساته.
كيفية مواساة شخص فقد أحبابه
قد تجد نفسكَ عاجزًا عن مواساة صديقكَ بفقد عزيز عليه، وتشعر أن لا شيء تستطيع عمله لتخفيف حزنه، ومرارة فقده، ولكن هناك بعض النّصائح التي نستطيع أن ننصحكَ إيّاها في كيفيّة تخفيف الحزن عن صديقكَ، وتكون نعم الصّديق له، وإليكَ هيَ:[٣]
- لا تستعجله بالخروج من حالة الحزن، بل اتركه يعبّر عن نفسه، ومشاعره الحزينة، دون أن تتطرّق للوقت الذي سيستغرقه لذلكَ، فقد يجزع عندما تقول له أنّ كل ما يحتاجه هو الوقت لينسى من فقده، ويتثبّث بحزنه أكثر.
- لتكون نعم المواسي له تعرّف على مراحل الحزن، لتعرف كيف تدعمه في كل مرحلة منها، إذ يكون أولها الإنكار بعدم تقبّل الموت، تليها شعوره بالحزن الشديد، ثمّ يدخل في مرحلة من الإحباط والاكتئاب لعدم قدرته على فعل شيء لاستعادة من فقده، وآخرها يبدأ بتقبّل الفقد، ويبذل جهده ليتعايش معه.
- تختلف مدّة وكيفيّة الحزن من شخص لآخر، ومن حالة لأخرى اعتمادًا على التّوقيت، وعمر الشّخص، والطّريقة التي توفّى بها من يحب، وكميّة الدّعم التي يحصل عليها ممّن حوله، وكلّها تتحكّم بطريقة الحزن، وعمقه، وكيفيّة تصرّف الشّخص الذي فقد عزيزًا، وعليكَ أن تعرف كل هذه المتغيّرات لتعرف كيف تتعامل مع صديقكَ، وتدعمه بطريقة إيجابيّة تُخرجه من حالة الحزن إلى بر السّلام الدّاخلي.
- تجنّب إخبار صديقكَ بمدى قوّته، وأنّه قادر على تحمّل مثل هذه الخسارة، فقد يكون لها تأثير عكسي عليه، ويغضب، أو يقاوم التّعبير عن حزنه، ولكن اسمح له بأن يشعر بضعفه أمام الفقد، فهي طبيعة البشر، وفي بعض الأحيان تكمن القوّة والشّجاعة في التّعبير الصحّي عن مشاعر الحزن.
- عاونه بطريقة ما لتفريغ حزنه بطريقة صحيّة، مثل الانشغال بأعمال البستنة، أو العمل التطوّعي، أو تدوين مشاعره في مذكّرات كطريقة مريحة للتّعبير عن مشاعره.
- اسأل صديقكَ دائمًا عمّا يحتاجه، وما إن كان يحتاج ليد العون، فأهل المتوفّى يفقدون القدرة عن إنجاز بعض مهامهم.
- لا تقتصر في عرض مساعدتكَ، ومواساتكَ لصديقكَ على الفترة القريبة من الوفاة، ولكن كن دائم السّؤال عنهم حتّى بعد مضي فترة من الزّمن على الوفاة، إذ عندها يشعرون أنّ الجميع يمضون قدمًا في حياتهم، وأنّ الجميع نسيهم، وتجاهل حزنهم.
- إذا شعرت أنّ صديقكَ غارق في الحزن دون قدرته على التّعافي من خسارة الفقد، اقترح عليه طلب العلاج من مختصّين لمساعدته على تجاوز هذه الفترة بطريقة صحيّة.
قد يُهِمُّكَ
تناولنا سابقًا كيف يمكنك أن تواسي صديقكَ، أو زميلكَ في العمل بفقد عزيز عليه، ولكن قد تكون أنتَ من تعرّضتَ لمثل هذا الألم، لذلك خصّصنا هذه الفقرة لكَ لتكون لكَ معينًا في كيفيّة تخطّي ألم الفقد، والتّعايش الصحّي معه، فلا فائدة من أن تعيش حياتكَ كلّها وأنت محطّم، إذ لابد أن تمضي قدمًا في حياتكَ، لا سيما أنّ الموت سنّة الحياة، ولا مفر منه، ومن بعض النّصائح في هذا الخصوص:[٤]
- شارك في تحضير مراسم الجنازة، والعزاء، إذ تشعر عندها أنّك كرّمت من فقدته، وتشعر بعدها براحة ولو قليلة.
- أحط نفسكَ بأصدقائكَ المقرّبين، وعائلتكَ، ولا تنزوي على نفسكَ.
- أطلق العنان لمشاعركَ سواء البكاء، أو الشّعور بالحزن، فهي بداية الطّريق لتفريغ ما بداخلكَ من ألم، ثمّ التّعافي.
- لا تتجنّب تذكّر من فقدته، أو ممارسة بعض النّشاطات التي تذكّركَ به حتّى لا تشعر بالألم، نعلم أنّه مؤلم، ولكنّه مع الوقت يصبح أقل ألمًا، ويجعل التّعايش مع ألم الفقد أسهل من لو تجنّبت كل ذلك.
- لا تضغط نفسكَ بالحديث عن خسارتكَ إن لم تشعر برغبتكَ في ذلك، وابحث عن طرق أخرى للتّعبير عمّا يعتمل بداخلكَ مثل كتابة ما تشعر به، وكذلك لا تتجاهل رغبتكَ بالحديث إن كان هذا ما يريحكَ.
- ازرع شجرة أو زهورًا في حديقة منزلكَ، أو في أي مكان ترغبه، تكريمًا لمن فقدته، واعتنِ بها حتّى إذا أينعت تشعر أنّك أحييت ذكراه في قلبكَ بطريقة إيجابيّة.
- في بعض الأحيان تشعر أنّك بحاجة لإخبار من فقدت بأمور لم تستطع إخباره بها في حياته، وتستطيع ذلكَ من خلال أن تكتب رسالة له تفرّغ فيها جميع ما تريد أن تقوله له، من شكر، أو امتنان واحترام، وحتّى عتاب أو لوم.
- احتفظ بذكريات الشّخص الذي فقدته في صندوق خاص، من صور، ورسائل، أو مقتنيات شخصيّة، والجأ لها عندما تشعر أنّك بحاجة لأن تحيا معه ولو في الخيال لبضع دقائق.
- اطلب العلاج من المختصّين، أو من خلال المشاركة في مجموعات يشاركونكَ نفس المصاب، لتجد أنّكَ لست وحدكَ من يشعر بمرارة الفقد، بل غيرك الكثير يعايشون هذا الألم، ما يخفّف عليكَ حزنكَ.
المراجع
- ↑ "Visiting in Person", econdolence, Retrieved 2020-7-10. Edited.
- ↑ "The Etiquette of Sympathy: When a Client or Colleague Suffers a Loss", nimble, Retrieved 2020-7-10. Edited.
- ↑ "8 Tips To Help Console a Grieving Friend", psychcentral, Retrieved 2020-7-10. Edited.
- ↑ "5 Ways to Cope When a Loved One Dies", kidshealth, Retrieved 2020-7-10. Edited.
مواضيع ذات صلة بـ : آداب التعزية