أحاديث قدسية صحيحة
وفاء العابور - آخر تحديث:
١٤:٠٣ ، ١ نوفمبر ٢٠٢٠


الحديث القدسي
الحديث القدسي هو كلام منسوب إلى الله سبحانه وتعالى، ولكنّه ليس من جنس القرآن الكريم، أي ليس له حكم أو خصائص القرآن الكريم، وقد اختلف جمهور الفقهاء في الحديث القدسي، فالبعض ذهب إلى أنّ الحديث القدسي معناه ولفظه من الله، وآخرون ذهبوا إلى أنّ معناه من الله سبحانه وتعالى، ولفظه من رسول الله عليه الصّلاة والسّلام، وصفوة القول الأكثر صواب في هذا المقام أنّ الحديث القدسي أوحى الله سبحانه وتعالى بألفاظه لرسوله على المشهور، أمّا القرآن الكريم فأوحى الله سبحانه وتعالى ألفاظه لرسوله اتّفاقًا.[١]
أحاديث قدسية صحيحة
إليك فيما يلي مجموعة من الأحاديث القدسيّة الصحيحة:
- حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم قال: [إن اللهَ تعالى يقولُ : قسمتُ الصلاةَ بيني وبين عبدي نصفينِ ، نصفُها لي ونصفُها لعبدي ولعبدي ما سألَ ، فإذا قالَ : { الحمدُ للهِ ربِّ العالمين } قالَ اللهُ : حمِدني عبدي ، وإذا قالَ : { الرحمنُ الرحيمُ } قالَ اللهُ : أثنى عليَّ عبدي ، وإذا قالَ : { مالكِ يومِ الدينِ } قال اللهُ عز وجل : مجّدني عبدي ، وفي روايةٍ فوَّضَ إليَّ عبدي ، وإذا قالَ : { إياكَ نعبدُ وإياكَ نستعينُ } قال : فهذه الآيةُ بيني وبين عبدي نصفينِ ولعبدي ما سألَ ، فإذا قالَ : { اهدنا الصراطَ المستقيمَ صراطَ الذين أنعمتَ عليهم غيرِ المغضوبِ عليهم ولا الضالينَ } قال : فهؤلاءِ لعبدي ولعبدي ما سألَ][٢].[٣]
- حديث عبدالله بن عباس رضي الله عنه عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم قال: [قالَ اللَّهُ: كَذَّبَنِي ابنُ آدَمَ ولَمْ يَكُنْ له ذلكَ، وشَتَمَنِي، ولَمْ يَكُنْ له ذلكَ، فأمَّا تَكْذِيبُهُ إيَّايَ فَزَعَمَ أنِّي لا أقْدِرُ أنْ أُعِيدَهُ كما كانَ، وأَمَّا شَتْمُهُ إيَّايَ، فَقَوْلُهُ لي ولَدٌ، فَسُبْحانِي أنْ أتَّخِذَ صاحِبَةً أوْ ولَدًا][٤].[٥]
- عن النبي صلى الله عليه وسلم: [سَيِّدُ الِاسْتِغْفارِ أنْ تَقُولَ: اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي لا إلَهَ إلَّا أنْتَ، خَلَقْتَنِي وأنا عَبْدُكَ، وأنا علَى عَهْدِكَ ووَعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما صَنَعْتُ، أبُوءُ لكَ بنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وأَبُوءُ لكَ بذَنْبِي فاغْفِرْ لِي، فإنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ قالَ: ومَن قالَها مِنَ النَّهارِ مُوقِنًا بها، فَماتَ مِن يَومِهِ قَبْلَ أنْ يُمْسِيَ، فَهو مِن أهْلِ الجَنَّةِ، ومَن قالَها مِنَ اللَّيْلِ وهو مُوقِنٌ بها، فَماتَ قَبْلَ أنْ يُصْبِحَ، فَهو مِن أهْلِ الجَنَّةِ][٦].[٧]
- عَنِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فِيما رَوَى عَنِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أنَّهُ قالَ: [يا عِبَادِي إنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ علَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بيْنَكُمْ مُحَرَّمًا، فلا تَظَالَمُوا، يا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إلَّا مَن هَدَيْتُهُ، فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ، يا عِبَادِي كُلُّكُمْ جَائِعٌ، إلَّا مَن أَطْعَمْتُهُ، فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ، يا عِبَادِي كُلُّكُمْ عَارٍ، إلَّا مَن كَسَوْتُهُ، فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ، يا عِبَادِي إنَّكُمْ تُخْطِئُونَ باللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا، فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ، يا عِبَادِي إنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي، فَتَنْفَعُونِي، يا عِبَادِي لو أنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا علَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنكُمْ، ما زَادَ ذلكَ في مُلْكِي شيئًا، يا عِبَادِي لو أنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا علَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، ما نَقَصَ ذلكَ مِن مُلْكِي شيئًا، يا عِبَادِي لو أنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا في صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فأعْطَيْتُ كُلَّ إنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ، ما نَقَصَ ذلكَ ممَّا عِندِي إلَّا كما يَنْقُصُ المِخْيَطُ إذَا أُدْخِلَ البَحْرَ، يا عِبَادِي إنَّما هي أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ، ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إيَّاهَا، فمَن وَجَدَ خَيْرًا، فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ وَمَن وَجَدَ غيرَ ذلكَ، فلا يَلُومَنَّ إلَّا نَفْسَهُ.وفي روايةٍ: إنِّي حَرَّمْتُ علَى نَفْسِي الظُّلْمَ وعلَى عِبَادِي، فلا تَظَالَمُوا][٨].[٧]
قد يُهِمُّكَ
من المهم أن تعرف الفرق بين كل من القرآن الكريم، والحديث القدسي، والحديث النّبوي لتعرف كيفيّة التّصرّف مع كل منهم:[٩]
- القرآن الكريم: كلام الله سبحانه وتعالى أنزله عن طريق الوحي على نبّيه محمّد صلّى الله عليه وسلّم، وهو معجزة، وله حكم المصحف من حيث التّعبّد به، وتلاوته بالصّلاة، واشتراط الطّهارة لقراءته.
- الحديث القدسي: هو كلام الله تعالى أوحاه للنّبي عليه الصّلاة والسّلام، ولكن ليس له حكم القرآن الكريم من حيث الإعجاز، فلا يُقرأ في الصّلاة، ولا يُتعبّد بتلاوته، ويمكن قراءته على غير طهارة مثل الجنابة، والحيض أو النّفاس.
- الحديث النّبوي: هو كلام النّبي صلّى الله عليه وسلّم، وليس كلام الله تبارك وتعالى، ولكنّه حجّة واتّباع ما جاء فيه واجب، فهو يمثّل تفسيرًا، وإكمالًا لتشريع الله سبحانه وتعالى غير المذكور في القرآن.
المراجع
- ↑ "ما هو الحديث القدسي ، وكيف كان يتلقاه النبي صلى الله عليه وسلم ؟"، إسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-23. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن تيمية، في مجموع الفتاوى، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:14، صحيح.
- ↑ "شرح حديث: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-23. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:4482، صحيح.
- ↑ "معنى حديث: كذبني ابن آدم وما ينبغي له أن يكذبني.."، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-23. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن شداد بن أوس، الصفحة أو الرقم:6306، صحيح.
- ^ أ ب "من الأحاديث القدسية التي يخاطب الله فيها عباده"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-29. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن أبو ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم:2577، صحيح.
- ↑ "الفرق بين القرآن والحديث القدسي والحديث النبوي"، ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-23. بتصرّف.
مواضيع ذات صلة بـ : أحاديث قدسية صحيحة