الفعل المضارع

يعرف الفعل المضارع بأنه ما دلّ على حدث مستمر، ويجب أن يكون أوّله حرفًا مزيدًا من أربعة أحرف هي: النون والياء والتاء والهمزة، ومن علامات الفعل المضارع أنه يقبل دخول (سوف)، نحو: سوف نذهب، ^[١] ويعد فعلًا معربًا في غالب أحواله ويتغير حسب موقعه والعوامل التي دخلت عليه، وقد ينصب الفعل المضارع إذا دخلت عليه أحرف النصب، ويجزم الفعل المضارع إذا سبق بأداة جزم، ويبنى الفعل المضارع في حالتين^[٢]:

• إذا اتصلت به نون النسوة: ويبنى في هذه الحالة على السكون، مثل: الطالبات يدرسن بجد.
• إذا اتصلت به نون التوكيد: ويبنى في هذه الحالة على الفتح، مثل: لتجتهدنّ أو لترسبنّ.

أحرف النصب

أحرف النصب هي كما يأتي^[٣]:

• أن: وهي أم الباب لأنها أكثرالنواصب استعمالًا وأقدرها على النصب فهي تنصب مذكورة، ومحذوفة، ومقدرة، وجملة الفعل الذي تنصبه لا محل لها من الأعراب لكونها صلة الموصول الحرفي، وتعرب (أن) مع صلتها في تأويل مصدر بحسب موقعه من الجملة فيكون منصوبًا نحو: أود أن تحب عملك؛ فالمصدر المؤول جاء مفعولًا بتقدير أود حبك لعملك، أو مرفوعًا نحو يسرني أن تبلغ المنى؛ فالمصدر المؤول جاء فاعلًا بتقدير يسرني بلوغ المنى، أو مجرورًا نحو سافرت قبل أن تطلع الشمس؛ فالمصدر المؤول جاء مجرورًا بالإضافة بتقدير سافرت قبل طلوع الشمس، وينصب المضارع بأن المضمرة جوازًا في المواضع التالية:
  • بعد لام التعليل: التي تفيد أن ما بعدها سبب وعلة لحصول ما قبلها كقوله تعالى: (لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ) [الحديد:29]. وقد يكون التعليل مجازيًا لا حقيقيًا؛ فتسمى اللام لام العاقبة؛ فيكون ما بعدها نتيجة لما قبلها كقوله تعالى : (فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا) [القصص:8] والمصدر في الحالتين مجرور باللام.
  • بعد حروف العطف: الواو، الفاء، ثم، أو، إذا عطفت الفعل بعدها على اسم صريح قبلها نحو : يأبى الشجاع الفرار ويسلم، وإذا عطفت المصدر المؤول بعدها على المصدر السابق بتقدير: يأبى الفرار ويسلم. وينصب المضارع بأن المضمرة وجوبًا في المواضع التالية:
  • بعد لام الجحود: أي لام الإنكار، وتأتي بعد (كان) منفية كقوله تعالى: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ) [الأنفال:33] بتقدير وما كان الله مريدًا لعذابهم والمصدر المؤول من أن المضمرة والفعل في محل جر بحرف الجر (اللام).
  • بعد حتى الجارة: وتأتي بمعنى الانتهاء؛ أي بمعنى إلى أن، نحو: سأواصل القراءة حتى ينتهي الكتاب، أو بمعنى التعليل؛ أي بمعنى اللام، نحو سافرت حتى أدرس، والمصدر المؤول مجرور بحتى.
  • فاء السببية: وهي التي يكون ما قبلها سببًا لما بعدها، ويشترط في نصب المضارع بعدها أن يأتي قبلها:
    • نفي: كقوله تعالى: (لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا) [فاطر:30].
    • نهي: كقوله تعالى: (وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي) [طه:81].
    • دعاء: نحو: اللهم خذ بيدنا فلا نخذل.
    • استفهام: كقوله تعالى: (فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا) [الأعراف:53].
    • عرض: نحو : ألا تأتينا فتصيب خيرًا.
    • تمني: كقوله تعالى: (يَا لَيْتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا) [النساء:73].
    • ترجي نحو: لعلك ناجح فأهنئك.
  • واو المعية: وهي التي تأتي بمعنى (مع) فتفيد المصاحبة ويشترط في نصب المضارع بأن مضمرة بعدها أن يتقدم نفي أو طلب نحو: لا تهمل أمة تاريخها وتنهض.
• لن: حرف نفي ونصب واستقبال، نحو: (لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ) [آل عمران:92].
• إذن: حرف جواب وجزاء ونصب واستقبال، ويشترط في نصبها للمضارع ثلاثة شروط:
  • التصدر: أي أن تكون في صدر الجملة؛ فلا يتقدم عليها المبتدأ أو الشرط أو القسم.
  • الاستقبال.
  • الاتصال. أي أن لا يفصل بين إذن والفعل فاصل.
• كي: وهي حرف مصدري ونصب واستقبال وهي تفيد التعليل نحو: قرأت كي أستفيد.

علامات نصب الفعل المضارع

ينصب الفعل المضارع إذا سبق بأحد النواصب الأربعة : أن، لن، كي، إذن، والنواصب كلها تجعل معنى الفعل المضارع مستقبلًا بالإضافة لنصبه، وينصب الفعل بفتحة ظاهرة نحو : لن يخيَب من استشار، أو بفتحة مقدرة على الألف نحو: أحب أن تنسى الإساءة، أو بما ينوب عن الفتحة وهو حذف النون في الأفعال الخمسة كقوله تعالى: (لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ) [آل عمران:٩٢]، ويكون في محل نصب إن جاء الفعل المضارع مبنيًا كقوله تعالى : (وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ) [البقرة:228] وتعرب يكتمن: فعل مضارع مبني على السكون الظاهر لاتصاله بنون النسوة في محل نصب بأن.^[٤]

المراجع

1. ↑ "الفعل المضارع"، reefnet.gov، اطّلع عليه بتاريخ 11-8-2019. بتصرّف.
2. ↑ "إعراب الفعل المضارع"، learning.aljazeera، اطّلع عليه بتاريخ 11-8-2019. بتصرّف.
3. ↑ محمود مغالسة (2013)، النحو الشافي الشامل (الطبعة الثالثة)، عمّان: دار المسيرة، صفحة 65-73. بتصرّف.
4. ↑ "نصب الفعل المضارع "، almrsal، اطّلع عليه بتاريخ 11-8-2019. بتصرّف.