النبي هود عليه السلام

بعث الله الأنبياء والرسل إلى الناس كافة؛ فكان لكل مجموعة من الناس وقبيلة نبي يحمل رسالة الهداية وعبادة الله عز وجل، فيوصلها إلى الناس بالحكمة والموعظة الحسنة ويحاول أن يعرفهم على المخاطر والعواقب التي تنتظرهم إن استمروا بتعنتهم وتجبرهم؛ وهي النار التي أعدها الله للمشركين، بينما يوفى المؤمنون أجر تصديقهم لرسالة الأنبياء بجنات عرضها السموات والأرض أعدها الله للمتقين، ومن هؤلاء الأنبياء كان هود عليه السلام، واسمه هود بن عبد الله بن رباح بن الجلود بن عاد بن عَوص بن إرم بن سام بن نوح، وقد أرسله الله إلى قوم عُرفوا باسم عاد ويخمن أغلب المؤرخين أنه كان في الترتيب خلفًا لنبي الله نوح عليه السلام، وقد ورد ذكر النبي هود في القرآن الكريم سبع مرات في مواضع مختلفة وكان منها قوله تعالى: {وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلا تَعْبُدُوا إِلا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} [الأحقاف: 21]^[١] .

موقع مدينة قوم عاد

يشار إلى المدينة التي عاش فيها قوم عاد في القرآن الكريم بكونها مدينة (إرم) وذلك بقوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادْ إِرَمَ ذَاتِ العِمَادْ} [الفجر:7 ]، والتي يرجح علماء التاريخ والآثار أنها كانت في منطقة الأحقاف في اليمن في شبه الجزيرة العربية، ومنطقة الأحقاف هي عبارة عن مساحة رملية تمتد ما بين حضرموت وعُمان، وتعدها اليمن جزءًا من السياحة الدينية؛ إذ تنظم رحلات لها، وما إن تقع عين السائح عليها حتى يصيبه الانبهار والفضول بسبب البيوت التي تصطف فوق بعضها البعض وتحملها أعمدة تحتوي على نقوش بعضها مذهب والآخر من الفضة، كما أنها مصممة على شكل مستدير يمر به رواق معمد دائري^[٢].

قوم عاد

هم قوم من الأقوام الغابرة التي ورد ذكرها في القرآن الكريم كمثال على من يستمعون القول الحق ويعرضوا عنه، ولقد وصفوا بعدد من المصفات، سنذكر فيما يلي أبرزها:^[٣]

• البسطة والقوة في الأجسام؛ فعرف عنهم الصحة الجيدة والمقدرة على العمل والإنتاج بسبب الأبدان الشديدة.
• كانت أرضهم خصبة وصالحة للزراعة مما جعلهم يزرعون الأشجار ويحصدون ثمارها، ويشيدون القصور الكبيرة للسكن فيها.
• على الرغم من كونهم أول قوم أتوا بعد قوم نوح ووصلهم خبر الطوفان العظيم إلا أنهم كانوا يصنعون الأصنام ويتذللون لها بالتقرب.
• البغي والفساد في الأرض؛ فقد كانوا يستغلون قوتهم للنيل من الضعفاء وسلبهم حقوقهم بالقوة، دون أن يمنعهم مانع او يردعهم رادع.
• يقدر علماء الدين والباحثون أن عدد القبائل المتفرعة من قوم عاد كانوا 13 قبيلة لكل منها أفراد كثر يدافعون عن بعضهم ويعملون ويتكاثرون.
• دعا هود عليه السلام قومه لعبادة الله عز وجل لكنهم أعرضوا واستكبروا وأخبروه أن الأصنام قد غضبت عليه وأصابت عقله بالجنون، ولم يؤمن به إلا القليل.
• أنزل الله على قوم عاد المشركين عذابه بأن منع عنهم المطر حتى أصابهم العطش والقحط ورغم هذا لم يؤمنوا فأرسل عليهم سحابًا أسود محملًا بالعذاب والنقمة.

المراجع

1. ↑ "نبي الله هود "، دار الافتاء، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-19. بتصرّف.
2. ↑ "ما هي مدينة "ارم ذات العماد" التي ورد ذكرها في القرآن الكريم و أين تقع؟"، سرايا ، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-19. بتصرّف.
3. ↑ "عاد "، المعرفة، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-19. بتصرّف.