-
الرئيسية
- /
-
دول ومدن عربية
- /
- أين تقع مكة المكرمة
أين تقع مكة المكرمة
عنود عثامنه ت-أ - آخر تحديث:
١٤:٤١ ، ١٠ مايو ٢٠٢٠


محتويات
مكة المكرمة
مكة المكرمة هي أم القرى، وفيها ولد نبي الإسلام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وفي أحد جبال مكة نزل الوحي على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وفي متوسطها المسجد الحرام، وهو أعظم مسجد في الإسلام، كما تتوسطه الكعبة المشرفة وهي قبلة المسلمين جميعًا، وقد بلغ عدد السكان في مكة المكرمة حسب الإحصائيات في 2012 حوالي مليونيّ نسمة، جميعهم من المسلمين، ولكن المدينة المقدسة تشهد توافدًا على مدار العام، وذلك لأداء فريضتي الحج والعمرة، مما يجعل عدد سكانها يتزايد، وقد ظلت مكة المكرمة محطة لجميع القوافل بين الشمال والجنوب في أيام الجاهلية.
كما أنها أمسكت بزمام التجارة بين أجزاء أطراف شبه الجزيرة العربية، وأيضًا بين الطرفين المتنافسين؛ الفرس والروم، كما أنها ازدهرت، وذلك بسبب الأسواق التجارية، وأيضًا المنتديات الأدبية الموسمية، ومن أشهرها في الجاهلية؛ سوق عكاظ، وسوق مجنة، وسوق ذي المجاز، كما أنها تمتعت بظروف اقتصادية جيدة جدًا، وذلك من خلال التجارة الداخلية والخارجية، فتمكن أهلها جميعهم من تحقيق ثروات كبيرة جدًا من التجارة عوضتهم عن فقر البيئة المحيطة بهم، إذ استطاع جميع تجار مكة المكرمة إنشاء علاقات تجارية، مع كل من الأحباش، والمصريين وقد استفادوا من موقعها القريب من البحرالأحمر، وقد استخدموا لذلك سفنًا تجارية عملت لحسابهم.[١]
موقع مكة المكرمة
تقع مكة المكرمة في غرب المملكة العربية السعودية وبالتحديد في وادٍ من أودية تخوم في جبال السراة، إذ إنها تبعد عن المدينة المنورة حوالي 400 كم تقريبًا نحو الاتجاه الجنوبي الغربي، كما أنها تبعد عن مدينة الطائف حوالي 120 كم تقريبًا نحو الاتجاه الشرقي، فتبعد عن الساحل في البحر الأحمر، وعن مدينة جدة حوالي 72 كم تقريبًا، ويعدّ ميناء جدّة الإسلامي من أقرب الموانئ إليها، في حين أن مطار الملك عبد العزيز الدولي يعدّ من أقرب المطارات الدولية إلى مكة المكرمة، ولا بدّ من التذكير بأنها تقع عند تقاطع درجتي العرض 25/21 شمالًا، وعند درجتي الطول 49/39 شرقًا، علمًا بأنّ هذا الموقع هو من أصعب التكوينات الجيولوجية، إذ إنّ أغلب الصخور فيها جراتينية وشديدة الصلابة، كما تبلغ مساحتها حوالي 850 كم مربع تقريبًا، إذ إنّ 88 كم مربع منها مأهولة بالسكان، في حين يبلغ ارتفاعها حوالي 277 م تقريبًا عن مستوى سطح البحر.[٢]
تسمية مكة المكرمة
بلغ عدد أسماء مكة المكرمة أكثر من خمسين اسمًا وكنية عبر العصور المختلفة، وتعددت الفرضيات حول أصل التسمية، فقيل أنها سميت مكة لأنها تمكّن الجبارين؛ أي تذهب نخوتهم، وقيل أنها سميت مكة لازدحام الناس فيها، وقال آخرون أنها سميت بكة لأنه لا يفجر أحد بها أو يعتدي على حرماتها إلا وبكت عنقه، ويقول البعض أنها سُميت مكة لأنها كانت مكانًا مقدسًا يذهب الناس إليه من كل الأنحاء للتعبد فيه، واسم مكة مذكور في القرآن مرة واحدة، في سورة الفتح: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا}،[٣] وسميت بكة في سورة آل عمران في قوله تعالى: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ}،[٤] وسميت أيضًا بالبلد الأمين في سورة التين في قوله تعالى: {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ * وَطُورِ سِينِينَ * وَهَٰذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ}،[٥]وسميت أيضًا بأسماء أخرى كثيرة، مثل معاد وتهامة والبيت العتيق والحاطمة وأم زحم والبلدة.[٦]
تاريخ مكة المكرمة
يعود زمن وجود مكة المكرمة إلى سنة ألفين قبل الميلاد، وقد كانت عبارة عن قرية صغيرة توجد في منطقة اسمها وادي جاف وهو محاط بالجبال من جميع الاتجاهات، وفي عهد النبي إبراهيم عليه السلام وابنه إسماعيل عليه السلام أصبح الناس يأتون إليها من كل مكان ويقطنون فيها، ويعود السبب في ذلك إلى الحادثة التي حصلت مع سيدنا إبراهيم، عندما أبقى زوجته هاجر وابنه إسماعيل لوحدهما في ذلك الوادي الجاف، وانتظراه هناك إلى أن تفجر بئر مياه زمزم في تلك المنطقة، ثم جاءت قبيلة جرهم والتي كانت أول قبيلة تأتي وتسكن في مكة المكرمة، وفي ذلك الوقت بدأ سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل عليها السلام بعملية البناء للكعبة المشرفة، ثم بعد بنائها في العام التاسع للهجرة أمر الله عز وجل بعدم دخول غير المسلمين وتحريم دخول المشركين إليها، أما في العهد النبوي فقد كان عبد المطلب بن هاشم جد الرسول محمد عليه الصلاة والسلام هو سيد مكة، وكان هو من أعاد ترميم بئر ماء زمزم، ثم إن النبي عليه الصلاة والسلام قد بدأ الدعوة للإسلام سرًا في مكة المكرمة لمدة ثلاث سنوات، ثم جهر بالدعوة بعدها، لكن بعد فترة لا تقل عن 13 سنة هاجر إلى المدينة، ثم عاد وفتح مكة في سنة 8هـ 629م.[٧]
بلغ عدد سكان مكة المكرمة 2 مليون نسمة كلهم من المسلمين، وتشهد المدينة توافدًا على مدار العام لأداء فريضتي الحج والعمرة، مما يجعل عدد سكان مكة يتزايد، وظلت مكة المكرمة أيام الجاهلية محطة للقوافل بين الشمال والجنوب، وكانت التجارة بين أطراف شبه الجزيرة العربية، وبين الروم والفرس، ويرجع تأسيس مكة إلى النبي إسماعيل وأبيه النبي إبراهيم عليهما السلام بقيامهما برفع أساسات الكعبة قبل الميلاد، وكانت المدينة بلدة صغيرة إلى أن سكنها النبي اَدم ومن معه، وبعد ذلك دمرت بالطوفان الذي ضرب الأرض في عهد النبي نوح.[٨]
أبرز المعالم في مكة المكرمة
تُعد مكة المكرمة منطقة مقدسة للمسلمين في جميع أنحاء العالم، إضافة للمعالم المقدسة فيها توجد أماكن تستحق الزيارة فيها، من أهمها:[٩]
- غار حراء: يقع غار حراء على رأس جبل اسمه جبل النور من جهة الشرق لمكة المكرمة، ويبعد عن المسجد الحرام بمسافة تقارب الأربعة كيلومترات، وهو عبارة عن فوهة في داخل الجبل يوجد فيها باب من الاتجاه الشمالي، ويقدر طول هذا الباب بحوالي 4 أذرع، والعرض حوالي ذراع وثلاث أرباع، ويستطيع أن يجلس فيه ما يقارب الخمسة أشخاص في نفس الوقت، كما أنه نزل الوحي على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في غار حراء.
- مقبرة المعلاة: تقع هذه المقبرة في شارع الحجون، وهي عبارة عن مقبرة لجميع سكان مكة المكرمة، كما يوجد فيها قبر السيدة خديجة بنت خويلد زوجة النبي صلى الله عليه وسلم.
- أبراج البيت: تتكون من العديد من الأبراج التي تقع في منطقة المسجد الحرام، كما أنها تعد ناطحة سحاب ذات ارتفاع عالٍ، إذ يقدر ارتفاعها حوالي ستمائة متر، كما يوجد فيها العديد من الأبراج المخصصة للسكن، مثل: برج الصفا، والمروة، وزمزم، والفندق، وبرج الساعة.
- منى: توجد هذه المنطقة في الجانب الشرقي لمدينة مكة المكرمة على بعد خمسة كيلومترات، ويقع في الوسط ما بين مكة وجبل عرفة، كما تتميز منطقة منى بتوافد الكثير من الحجاج إليها خاصة في فترة أيام التشريق الثلاث، بالإضافة لكونها المكان الذي ترمى فيه الجمرات.
- جسر الجمرات: يقع هذا الجسر في منطقة منى الموجودة في مكة المكرمة، كما يعد هذا الجسر المكان الوحيد الذي يسير فيه الحجاج للذهاب لرمي الجمرات خلال أداء شعائر الحج.
- المسجد الحرام: يشكل المسجد الحرام قلب مكة المكرمة، بل وقلب العالم أجمع؛ إذ يعد قبلة المسلمين أجمعين، ويحتوي المسجد الحرام على طاقة استيعابية مقدارها مليون مصلٍ، وبمساحة تُقدر ب 356,800 متر مربع، يتوسط المسجد الحرام الكعبة المشرفة المغطاة بأجود أنواع القماس المذهب، باللونين الأسود والذهبي، ويطوف المسلمون حولها في كل الأوقات والأزمان، ويعتقد المسلمون أن سيدنا إبراهيم وابنه اسماعيل هم أوائل من بنى الكعبة المشرفة قبل ولادة النبي محمد صلّى الله عليه وسلم بأعوام عديدة، وبعد ذلك في عهد الخليفة عمر بن الخطاب أسس المسجد الحرام، ليستوعب أعداد المصلين المهولة من الحجاج كل عام، ويحتوي الركن الشرقي للكعبة المشرفة على الحجر الأسود والموجود هناك إلى يومنا هذا، كما تمثل المنطقة التي على شكل نصف دائرة حجر إسماعيل.[١٠]
- معرض الحرمين الشريفين: هو متحف في مكة المكرمة صغير بالمساحة، إلّا أنه مليء بالآثار القيمة الخاصة بالحرمين الشريفين؛ المسجد النبوي الشريف، والمسجد الحرام، ويشتمل هذا المتحف على الأعمدة، والشارات الرخامية، والصورة التاريخية، كما تتوفر فيه بعض القطع التي تعود إلى العصر العباسي في القرن الثالث عشر، ومن أبرز ما يميز هذا المتحف الدرج الخشبي المزخرف والمصنوع من خشب الساج، والذي وضع على عجلات؛ إذ استخدمه العثمانيون للوصول إلى الكعبة المشرفة في عشرينيات القرن التاسع عشر.[١١]
- غار ثور: يقع على بعد 3 كيلو مترات إلى الجنوب من المسجد الحرام، ويبلغ ارتفاعه حوالي 761 مترًا، وهذا هو الغار الذي لجأ إليه النبي صلّى الله عليه وسلم مع صديقه أبي بكر الصّديق لمدة ثلاثة أيام على التوالي، وصعود هذا الغار صعب قليلًا، لذلك ينصع بالصعود إليه ببطء مع التزود بالغذاء والماء الكافي.[١٢]
- مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام: وهو الحجر الذي كان يقف عليه سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام، وذلك عند بنائه للكعبة المشرفة ويعرف بمقام إبراهيم، وقد منح الخلفاء المسلمون وأمراؤهم وسلاطينهم مقام إبراهيم عليه السلام جل عنايتهم، واهتمامهم به.[١٣]
- الصفا: وهي عبارة عن أكمة صخرية يبدأ منها السعي، وفي أخبار زمزم أن هاجر عليها السلام كانت تشرف على هذا الصفا بطرف وادي سيدنا إبراهيم من الجنوب، ومن ثم تهبط وهي تسعى إلى المروة فتصعدها.[١٣]
- المروة: وهي عبارة عن أكمة صخرية بيضاء اللون، وينتهي فيها السعي، وهي أيضًا من شعائر الله عز وجل.[١٣]
جغرافية مكة المكرمة ومناخها
تحيط بمكة المكرمة جبال حيران؛ وجبل أجياد، وجبل قويقان، وجبل أبي قيس، كما أنها ترتفع عن مستوى سطح البحر ما يقارب 277 مترًا، ويوجد في هذه المدينة أيضًا جبل حراء في الشمال الشرقي من مكة المكرمة والذي يحتوي على الغار الذي اعتزل فيه سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلم، ليتأمل في ملكوت الله قبل أن يصبح نبيًا؛ إذ تنزلت عليه أولى آيات القرآن الكريم فيه، وتحتوي هذه المدينة أيضًا على جبل ثور الذي يوجد في داخله أيضًا الكهف الذي التجأ إليه سيدنا محمد عليه أفضل الصلوات والتسليم أثناء هجرته إلى المدينة المنورة، وبدأ التقويم الإسلامي من هذه الهجرة الكريمة، وتجدر الإشارة إلى أن للمدينة أربعة مداخل من خلال فجوات في تلك الجبال المحيطة.
تُعد منطقة مكة المكرمة منخفضة نسبيًا، لذلك فهي معرضة للفيضانات الموسمية كل عام رغم قلة الأمطار السنوية هناك؛ إذ إن معدل مستوى الأمطار السنوي في مكة المكرمة لا يتجاوز 130 ملم، كما أنها تعد منطقة حارة نسبيًا على مدار العام؛ إذ تصل درجات الحرارة في الصيف إلى 49 درجة مئوية، لذلك فإن النباتات التي تنمو في تلك المناطق الصحراوية الحارة هي نباتات تتحمل درجات حرارة عالية وتتحمل الجفاف، ومن أشهر تلك النباتات؛ التمر، والسنط، كما تتضمن الحيوانات البرية هناك؛ الضباع، والقطط البريّة، والذئاب، والثعالب، وأسماك النمس.[١٤]
التركيبة السكانية في مكة المكرمة
يبلغ عدد سكان مكة المكرمة ما يقارب 2,004,888 مليون نسمة حسب آخر الإحصائيات، إضافة لزيارة ملايين المسلمين إليها كل عام؛ إذ إنها مدينة عالمية تصل مساحتها إلى 760 كيلو متر مربع؛ إذ تعد مساحة كبيرة نسبيًا، وتشكل الكثافة السكانية لمكة المكرمة حوالي 2,200 نسمة لكل كيلو متر مربع، ولخصوصية المكان وقُدسيته تحظى مكة المكرمة بقوانين صارمة؛ إذ لا يُسمح لغير المسلمين الدخول إليها، ومعظم القوى العاملة هناك تعمل في موسم الحج، ويأتي الناس إلى مكة المكرمة من كل حدب وصوب، إذ تتنوع أصولهم وأعراقهم، فيأتون من جنوب آسيا، وجنوب شرق آسيا الوسطى، وأفريقيا، وأوروبا، كما يوجد في هذه المدينة ما يقارب 250000 نسمة من السكان البورميين.[١٥]
المراجع
- ↑ "مكة المكرمة"، aljazeera، اطّلع عليه بتاريخ 26-8-2019. بتصرّف.
- ↑ "اين تقع مكة"، ml7zat، اطّلع عليه بتاريخ 26-8-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة الفتح، آية: 24.
- ↑ سورة آل عمران، آية: 96.
- ↑ سورة التين، آية: 1-3.
- ↑ "لماذا سميت مكة بهذا الاسم"، almrsal، اطّلع عليه بتاريخ 2-9-2019. بتصرّف.
- ↑ "مكة قديما وحديثا"، almoheet، 2018-8-11، اطّلع عليه بتاريخ 2019-9-8.
- ↑ "مكة المكرمة"، aljazeera، اطّلع عليه بتاريخ 2-9-2019. بتصرّف.
- ↑ "أشهر المعالم في مكة المكرمة بالصور"، almrsal، اطّلع عليه بتاريخ 2019-9-8.
- ↑ "Al Masjid Al Haram", lonelyplanet, Retrieved 3-7-2019. Edited.
- ↑ "Exhibition of the Two Holy Mosques", lonelyplanet, Retrieved 3-7-2019. Edited.
- ↑ "Cave of Thor", lonelyplanet, Retrieved 3-7-2019. Edited.
- ^ أ ب ت "مكة المكرمة: البقاع المقدسة"، aljamaa، اطّلع عليه بتاريخ 26-8-2019. بتصرّف.
- ↑ John Bagot Glubb, Assʿad Sulaiman Abdo, "Mecca SAUDI ARABIA"، britannica, Retrieved 3-7-2019. Edited.
- ↑ "Mecca Population 2019", worldpopulationreview, Retrieved 3-7-2019. Edited.
مواضيع ذات صلة بـ : أين تقع مكة المكرمة