موقع النمسا

هي أحد الدول التي تتوسط قارة أوروبا بالجهة المحاذية لثمان دول أوروبية أبرزها إيطاليا وتشيك والمجر، وقد نالت حكمها الذاتي والاستقلال في منتصف عام 1955 ميلاديًا، بعد عدد من المواجهات العنيفة أثناء الحرب العالمية الثانية، وتحتل مساحة تقدر بحوالي 83879 كيلومترًا مربعًا، ويتوزع عليها أكثر من 8 مليون نسمة ينطقون باللغة الألمانية التي يتقنها معظم السكان، إلى جانب عدد من اللغات الخاصة بالجاليات والمهاجرين مثل اللغة التركية، ويعتنق سكانها الديانة مسيحية إلى جانب أقليات صغيرة تعتنق الديانة الإسلامية وتوجد نسبة لا تتجاوز الـ 12 بالمئة لا يعتنقون أي ديانة أو معتقد، وبعد انضمام النمسا إلى الاتحاد الأوروبي تغيرت عملة سكانها الرسمية إلى اليورو، والنمسا دولة حبيسة لا تطل على أي بحر أو نهر^[١].

سكان جمهورية النمسا

ينحدر 90% من سكان جمهورية النمسا من قبيلة البايرن الجرمانية، ومع تشكيل الإمبراطورية النمساوية انضم إلى سكان النمسا عناصر جديدة، 98% من سكان النمسا يتحدثون اللغة الألمانية، وتوجد عدة لهجات محلية بجانب اللغة الألمانية، تنحدر من لهجتين هما: البافارية والألمانية، وهنالك مجموعة من الأقليات يتحدثون اللغات التشيكية والرومانية والسلوفاكية والمجرية والكرواتية والسلوفينية، وهذه اللغات معترف فيها فهي لغات رسمية، كما يوجد عدد من المدارس الخاصة التي يدرس فيها أبناء المهاجرون من أصول تركية وصربية وكرواتية^[٢].

اقتصاد ومناخ النمسا

منذ تأسيس النمسا والحكومة تحاول وتبذل قصارى جهدها من أجل أن تصبح النمسا في الصفوف الأولى على مستوى الاقتصاد العالمي، لتنال ذلك في العام 2010 ميلاديًا لتصبح الدولة الثالثة من حيث القوة الاقتصادية والاكتفاء الذاتي والثروة على مستوى العالم بأكمله^[٣]، ومن المؤشرات الاقتصادية المهمة البطالة التي تقل داخل حدودها عن الخمسة بالمئة، ولا تعاني النمسا من أي تراكمات ضخمة للديون الخارجية، إذ يستطيع الناتج المحلي التخلص منها خلال سنوات بسيطة. ويبلغ دخل الفرد خلال السنة قيمة تزيد عن ال42 ألف دولار أمريكي، ويعتمد الاقتصاد النمساوي على مجموعة من الركائز أبرزها متمثلة باستخراج الفحم وتصنيعه، وقص الأشجار وتحويلها إلى أخشاب وأثاث، وإنتاج كميات ضخمة من الطاقة الكهربائية باستخدام الماء، وصناعة المعدات الثقيلة مثل: الآلات والسفن، وصناعة السيارات ذات الجودة العالمية، والزراعة، وأهم منتجاتها الزراعية هي الحبوب بجميع أنواعها المختلفة^[١]، ويسود النمسا المناخ المعتدل خلال فصل الصيف ليبلغ أقصى معدل لدرجة الحرارة حوالي 27 درجة مئوية وتهب نسمات من الرياح الخفيفة التي تلطف الجو خلال ساعات المساء والنهار، وخلال فصل الشتاء تعاني النمسا من الأجواء شديدة البرودة ويكسو الثلج معظم مناطقها وتبدأ الجبال بالتحول إلى مناطق مخصصة للممارسة هواية التزلج الشتوي^[٤].

أبرز الأماكن الأثرية والسياحية في جمهورية النمسا

توجد العديد من الأماكن الأثرية المعروفة والمميزة في جمهورية النمسا ومنها^[٥][٦][٧]:

• فيينا: تطل مدينة فيينا على نهر الدانوب، فهي مدينة الجمال وملهمة الأدباء والشعراء والمفكرين، فيوجد فيها العديد من القصور الفخمة كقصر شونبرون، والعديد من المتاحف الراقية، كما يوجد فيها حديقة حيوانات، ومراكز تسوق.
• زيلامسي: تُعد منطقة السحر والجمال، فيها العديد من الأكواخ والشقق المطلة على جبال الألب، وتقع زيلامسي في قلب الغابات، ويوجد فيها منتجع التزلج المعروف في النمسا، الذي يتحول إلى مكان للمغامرة والتخييم والتنزه حول الغابات والبحيرات في فصل الصيف.
• سالزبورغ: وهي مدينة قريبة من الحدود الألمانية، وتتميز بالمتاحف والكنائس والقصور الجميلة، كقلعة هوهن سالزبورغ، وكاتدرائية سالزبورغ، وفي المدينة القديمة تكثر المتاجر الصغيرة والمقاهي التي تخلق أجواء الدفء والحنين لزائريها، ويُمكن التجول في المدينة سيرًا على الأقدام، أو بواسطة ركوب العربات التي تجرها الأحصنة.
• إنسبروك: تمثل مدينة إنسبروك حلقة وصل بين إيطاليا وألمانيا والنمسا، وهي منتجع لممارسة الرياضات وللتزلج، ويستضيف في فصل الصيف الزوار للتمتع بأجوائها المعتدلة وطبيعتها الخلابة، وتمتاز المدينة بوجود العشرات من المحلات والمقاهي العريقة، ويُعد التلفريك من أهم نشاطات المدينة السياحة.
• كابرون: تقع مدينة كابرون بالقرب من مدينة زيلامسي، وهي من أهم المناطق شهرةً في النمسا، ويوجد في المدينة جبل كيتزشتاينهورن، ويُمكن الوصول إلى الجبل بواسطة التلفريك، وقلعة كابرون من المعالم البارزة في جمهورية النمسا.
• غراتس: تُعد مدينة غراتس وجهةً مناسبةً للشباب والعائلات، وهي مدينة شبابية ومزدحمة تقع في جهة الجنوب الشرقي للنمسا، وتشتهر المدينة بوجود قصرإيجي بيرغ، وحديقة شلوسبيرغ، وشارع شبورغاسه.
• لينتس: وهي من المدن الرومانسية وتقع على نهر الدانوب شمال جمهورية النمسا، ويوجد فيها العديد من المتاحف والقصور، والكنائس الأثرية، ويوجد فيها العديد من المسارح ويقام فيها أنشطة فنية وثقافية، بالإضافة إلى حديقة حيوانات كبيرة للأطفال والعائلات.
• بريغنز: تطل هذه المدينة على بحيرة كونستانس التي تربطها مع سويسرا وألمانيا، في الجهة الغربية لجمهورية النمسا، وتعد رحلات الكروز حول المدن والبحيرة المطلة عليها من أهم التجارب الجميلة في مدينة برينغنز، ويمكن الصعود إلى جبل بفيندر بواسطة التلفريك، للتمتع بجمال المناظر الخلابة.
• بادن: مدينة بادن هي منتجع للعلاج بالينابيع الحارة وللنقاهة، وتبعد عن مدينة فيينا حوالي نصف ساعة، وتوجد فيها حديقة كوربارك، وهي من الحدائق التي تمنح الزائرين قدرًا كبيرًا من الهدوء والسكينة والاستجمام، وأجواء المدينة الساحرة دفعت الموسيقار المعروف بيتهوفن بالاستقرار في أحد منازلها.
• كيتسبويل: وهي عبارة عن منتجع ومصيف للمشاهير والأغنياء، تبعد عن مدينة سالزبورغ حوالي ساعة ونصف، تمتاز المدينة بالمنتجعات والفنادق الفخمة، وهي من أجمل المناطق في النمسا.
• فيلاخ: تقع في الناحية الجنوبية للنمسا، وهي من أجمل مدن جبال الألب، تشتهر بوجود الحديقة الطبيعية دوبراتش، وقلعة لاندسكرون، فيها الكثير من المناظر الجميلة والخلابة، وفيها العديد من مراكز التسوق المميزة والفخمة المنتشرة حولها.
• سانكت أنتون آم آرلبيرج: تقع هذه المدينة غرب النمسا، وتُعد وجهةً مميزةً ومثاليةً للتسلق والمغامرة في فصل الصيف، وللتزلج في فصل الشتاء، وتتميز المدينة بوجود وسائل نقل عملية، وبنية تحتية حديثة، ووجود تلفريك لنقل الزائرين للقمم الجبلية المحيطة بالمكان.
• جزيرة الدانوب: جزيرة ضخمة تطل على نهر الدانوب تشرف الحكومة على حماية أروقتها والعناية بنباتاتها، تضم الحديقة مجموعة من الممرات المعدة من أجل ممارسة الرياضات المختلفة، ومجموعة من المقاعد المتواجدة أسفل الأشجار الضخمة، ومناطق مخصصة من أجل استئجار القوارب والسفن لأخذ جولة داخل النهر.
• قصر شونبرون: استخدم بالقرن التاسع عشر كمركز للعائلات الملكية في النمسا، يتميز بجمال تصميمه الخارجي المكون من عدد من المدة البارزة المزخرفة بطريقة فنية إبداعية والمتشابكة مع بعضها لتعطي شكل أشبه بالتاج الملكي، وبجمال نقوش وزخارف جدرانه الداخلية، وبانتشار عدد من الأدوات والمعدات والأثاث الخاصة بالملوك، وإطلالتها على حديقة نباتية ضخمة ذات تصاميم هندسية إبداعية مزروع بها عدد من الأزهار ذات الألوان الجذابة والممرات النباتية الخضراء، كما ويوجد في منطقة محيطة بالقصر حديقة تضم مجموعة من الحيوانات المائية مثل البطريق.

من حياتكِ لكِ

توجد مجموعة من العادات والتقاليد التي تنظم حياة النمساويين، والتي يجب عليكِ معرفتها قبل زيارة النمسا، ومن أبرزها ما يلي^[٨]:

• الأسرة: لا يمكن لأي شخص نمساوي مهما بلغ من العمر أن يستغني عن أسرته أو يقطع التواصل فيما بينهم، ودائمًا ما يسعى النمساويين للتجمع مع أفراد أسرتهم وخاصةً في أيام الإجازات.
• نظافة المنازل: يتباهى النمساويون بنظافة منازلهم وبترتيب ديكوراتها الداخلية وتصاميمها الجذابة التي تضفي في النفس مشاعر الراحة والبهجة والسرور، وينظرون لمن ينتشر في منازله الغبار نظرةً متدنيةً ويفضّلون مقاطعته.
• الاجتماعات المنزلية: يفضل النمساويون الاجتماع بأصدقائهم والمقربين منهم داخل المنزل من أجل الشعور بالارتياح والتقرب والتودد.
• لغة العين: النظر إلى العين أثناء الحديث من أبرز الأشياء التي يتبعها النمساويون، وذلك من أجل تحقيق شروط التواصل الناجح.
• تقبيل يد المرأة: يفضل النمساويون تقبيل يد المرأة عند التصافح بالأيدي، ولكن إذا أقدم شخص من خارج البلاد على ذلك فإنه قد يتعرض إلى مشكلة اجتماعية مع أسرة تلك المرأة.
• الشوكولاتة: وهي الهدايا المفضلة لدى سكان النمسا.
• الأزهار: يجب الحذر من نوع الأزهار المقدّم، لأن بعض أنواعه مرتبطة بأحداث سيئة تُشعر النمساويين بالسوء، ويجب تقديم عدد فردي من الأزهار لأنّ العدد الزوجي يجلب سوء الحظ للأشخاص باعتقادهم.
• غلاف الهدية: يهتمّ سكان النمسا بغلاف الهدية وطريقة تقديمها، وينظرون إلى من يقدم هدية دون غلاف فخم نظرةً سيئةً.
• الالتزام بالمواعيد: لا يمكن أن يتأخر أحد النمساويون عن الموعد، ويمكن أن يغادروا المكان إذا تأخر أحد الأشخاص، أو يباشرون بالأنشطة المختلفة المتعلقة باللقاء دون انتظاره، لأنّ التأخر عن المواعيد هو أحد أشكال عدم التهذيب لديهم.
• خلع الحذاء: عند الذهاب لزيارة منزلية يُفضّل النمساويون خلع أحذيتهم عند المدخل، وذلك لضمان عدم تعرّض الأرضيات إلى الاتساخ.
• انتظار الطعام: عند تناول الطعام بدعوة رسمية، يجب الانتظار إلى دعوة صاحب الوليمة أو المضيف من أجل الجلوس على المائدة والبدء في تناول الطعام.
• إفراغ الطبق: من أشكال تدنّي مستوى الإتيكيت هو ترك بقايا الطعام داخل الطبق بعد الشعور بالشبع.
• الملابس: المجتمع النمساوي محافظ بطبعه يتّجه لارتداء الملابس التي تغطي المناطق المثيرة من الجسد.

المراجع

1. ^ ^{أ ب} "النمسا"، الجزيرة، اطّلع عليه بتاريخ 9-7-2019. بتصرّف.
2. ↑ النمسا، marefa، اطّلع عليه بتاريخ 12-7-2019. بتصرّف.
3. ↑ "النمسا في المرتبة الثالثة على قائمة أغنى دول الاتحاد"، النهار، 16-1-2012، اطّلع عليه بتاريخ 9-7-2019.
4. ↑ "معلومات أساسية عن النمسا"، austria، اطّلع عليه بتاريخ 9-7-2019. بتصرّف.
5. ↑ شاهد أجمل وأشهر 15 منطقة سياحية في النمسا، batuta، اطّلع عليه بتاريخ 12-7-2019. بتصرّف.
6. ↑ السياحة في النمسا، urtrips، اطّلع عليه بتاريخ 12-7-2019. بتصرّف.
7. ↑ "السياحة في فيينا"، رحلاتك، اطّلع عليه بتاريخ 9-7-2019. بتصرّف.
8. ↑ "ما هى عادات وتقاليد النمسا ؟"، خربشة، اطّلع عليه بتاريخ 9-7-2019. بتصرّف.