معركة أجنادين

يزخر التاريخ الإسلامي بالعديد من المعارك والبطولات التي أبدى فيها المسلمون بسالة وشجاعة منقطعة النظير، ولعل ذلك عائد إلى القيم الأخلاقية والروح القتالية والفنون الحربية والوازع الديني التي اكتسبوها على مر عدد من القرون، وذلك منذ انتشار الدعوة الإسلامية في الجزيرة العربية حتى اليوم، وتعد معركة أجنادين واحدة من أهم المعارك المؤرخة في بطون الكتب، وسنتناولها فيما يلي بشيء من التفصيل:

موقع معركة أجنادين

سُميت معركة أجنادين بهذا الاسم لأنها حدثت في منطقة تدعى بأجنادين، وهي تقع بين مدينة الرملة وبيت جبرين في فلسطين، ولقد حدثت في السنة 15 للهجرة، وكانت واحدة من سلسلة من المعارك التي خاضها المسلمون في فتوحات بيت المقدس والشام شأنها شأن بيسان والقدس وقيسارية وغزة، ووقعت بين جيش المسلمين من جهة الذين فاق عددهم 30 ألفًا وكان يقودهم عمرو بن العاص رضي الله عنه الذي عُرف بالذكاء والفطنة بل إنه كان أحد دهاة العرب الأربعة المعروفين، وقد كان الطرف الثاني هم الروم يقودهم أرطبون على رأس جيش يفوق عدد جيش المسلمين بثلاثة أضعاف، وكانت المعركة حامية الوطيس نظرًا للفرق العددي والعدة بين الجيشين، ولكن المسلمين اعتادوا على ذلك في معارك وغزوات وسرايا سابقة، وكانوا يعوضون العدة بالتحضير والاستعداد الجيد^[١].

أحداث معركة أجنادين

تضمنت المعركة العديد من النقاط والمراحل الفاصلة بدءً من الأسباب وصولًا إلى الخاتمة، وسنعرج على أحداث المعركة بالتفصيل في النقاط التالية:

• على عهد خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم تسلم أبو بكر الصديق الحكم الإسلامي، وشرع بمحاربة المرتدين الذين تركوا دين الإسلام فبدأ بإرسال السرايا والمجموعات إلى أنحاء مختلفة من بلاد الشام.
• فرض المسلمون على غيرهم الجزية لقاء الحماية التي يقدمونها لهم في ظل العيش معهم بسلام، ومنهم من دفع مسلمًا أمره ومنهم من أبى وظن أنها نسبة من المال ستتضاعف قيمتها مع الوقت وهم في ذلك مخطئون.
• عندما اتسعت دائرة الدولة الإسلامية بدأت القوى العدوة بالخوف على مصالحها وتجارتها في المنطقة، وكان على رأسهم الروم الذين أرسلوا جيشًا كبيرًا لقتال المسلمين في موقع أجنادين بعد أن رفضوا دفع الجزية.
• التقى الجيشان في الموقعة وكان جند الروم هم البادئون بالشراراة الأولى والإغارة، إلا أن المسلمين تريثوا إلى أن أعطاهم القائد إشارة البدء فبدأوا يزلزلون الأرض بهبتهم وعزيمتهم وروحهم المعنوية المرتفعة.
• كانت المعركة حامية الوطيس وخاصة أن الروم استهانوا بقوة المسلمين وظنوا أنهم يستطيعون القضاء عليهم بسهولة، لكن هذا كان صعبًا للغاية وخاصة في ظل ثبات المسلمين الشديد^[٢].

نتائج معركة أجنادين

وضعت الحرب أوزارها وانقشع ضباب التراب بعد أن هدأت الخيل من الكر والفر، ونجمت المعركة عن قتل الآلاف من جيش الروم بينما استشهد 450 من المسلمين، وهرب قائد جيش الروم الأرطبون إلى بيت المقدس وتحصن فيها، ولقد وسعت المعركة من حدود الدولة الإسلامية ونفوذها، وبثت الرعب والهيبة في نفوس الأعداء والطامعين، وأعلمت المشككين بمدى قوة المسلمين ومنعتهم ومقدرتهم على الدفاع عن أنفسهم واستعادة حقهم مهما كانت الصعوبات والمشاكل^[٣].

1. ↑ "قصة معركة أجنادين"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-18.
2. ↑ "أحداث معركة أجنادين بالتفصيل "، المرسال، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-18.
3. ↑ "معركة أجنادين "، قصة الاسلام ، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-18.