أين ولد أحمد بن حنبل
خلود سلامة ت ف - آخر تحديث:
٠٩:٢٦ ، ٨ مارس ٢٠٢٠


-
ذات صلة - عدد المذاهب في الاسلام
- شروط العقيقة في الاسلام
- عدد سجدات التلاوة في القرآن الكريم
- بحث عن ابن تيمية
محتويات
أحمد بن حنبل
هو الإمام أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني الذهلي من بني ذهل الشيباني من أعلام التاريخ الإسلامي،[١] ومن حملة العلم والأخلاق الكريمة، ومن جمهور علماء المسلمين، وممن حفظ الله بهم الدين، وهو رجل له سيرة عطرة بمحطات مشرقة ومواقف حق وثبات، تميز بذكائه، وغزارة علمه، وسمو أخلاقة، وحبه للعلم، وورعه وتقواه، وحفظه، وفقهه، وعبادته، وقال فيه كبارعلماء المسلمين كلامًا طيبًا، فقال عنه الإمام الشافعي: "خرجتُ من العراق، فما خلّفتُ بالعراق أفضلَ، ولا أعلم، ولا أتقى من أحمد بن حنبل".[٢]
مكان ولادة أحمد بن حنبل
ولد الإمام أحمد بن حنبل في ربيع الأول من عام 164 هـ في مدينة بغداد، فقد وُلد يتيمًا، وبدأ منذ صغره بالتوجه لطلب الحديث والفقه، وقد اجتمع بالإمام الشافعي في بغداد وأخذ عنه الكثير، وقد وصفه الإمام الشافعي بثماني خصال كانت في مجملها تتعلق بقيمته العلمية، فقال عنه أنه إمام في الحديث والفقه والقرآن والفقر والزهد والورع والسنة، واُطلق عليه من نظرائه من العلماء بأنه حجة الله على خلقه، إذ كان مدافعًا عن العقيدة الإسلامية زمن المحنة كما وُصف آنذاك، وقد رأى البعض أن مقامه كمقام أبي بكر زمن الردة، فقد دافع عن الدين والعقيدة الإسلامية كدفاع الأنبياء والصديقين، كتشبيه منهم بأن المحنة التي مرّ بها الإمام أحمد بن حنبل كالمحنة التي مرّ بها المسلمين فترة حروب الردة، أما عن حياته العلمية في خدمة الدين والعقيدة الإسلامية، فللإمام مؤلفات كثيرة أهمها مسنده الذي يضم أكثر من ثلاثين ألف حديث، فقد كان دائم الوصاية لأولاده ودائم الاهتمام بهذا المسند، إذ كان يرى بأنه سيكون إمامًا للناس، وقد أنجب الإمام العديد من الأبناء، أشهرهم عبد الله وصالح، وقد توفي عام 241 هـ عن عمر ناهز الـ 77 عامًا، ودُفن في بغداد.[٣]
مذهب الإمام أحمد بن حنبل
بخلاف نظرائه من الفقهاء والأئمة لم يدوّن الإمام فقهه، فالإمام أبي حنيفة النعمان عُرف عنه أن تلاميذه كانوا يدونون ما يصدر عنه في حضوره، وكذلك الإمام مالك دون مجهوده العلمي بنفسه، والإمام الشافعي، ولكن الإمام أحمد لم يترك وراءه أي فقه مدوّن، وبحسب ما نُقل عنه أن السبب كان حتى لا ينشغل الناس عن الحديث، ولكن تلاميذه المخلصين هم من دوّنوا ما سمعوا منه، أمثال محمد البخاري صاحب الصحيح ومسلم بن الحجاج صاحب الصحيح أيضًا، وقد دون أبناءه عبد الله وصالح ما سمعوه منه من فتاوى وآراء فقهية.
ومن أشهر من دوّن ما صدر عن الإمام أحمد من فقه وفتاوى وآراء هو العالم "أبو بكر أحمد البغدادي" المُلقب بالأثرم، فمن المعروف أن الإمام أحمد أسس مذهبه على أصول هي كتاب الله ومن ثم سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وفي المرتبة الثانية من أصول مذهبه هي فتاوى الصحابة التي لا خلاف عليها، وتأتي بعدها الفتاوى التي عليها خلاف، ثم يأتي القياس الذي يعد آخر مرتبة عند الإمام، وأخيرًا كان الإمام ممن يأخذ بالإجماع، إذا تحقق بالرغم من استبعاده لتحققه، وكان يعمل بالاستصحاب والمصالح المرسلة التي كان يعمل بها سلف الأمة.[٤]
مسيرة أحمد بن حنبل العلمية والتعليمية
تميزت الفترة التي عاش فيها الإمام أحمد بن حنبل بسماع الأحاديث وطلب العلم الفقهي عامة، فقد كثُر العلماء الذين انتشروا في ربوع العالم الإسلامي آنذاك، وكان من سمات العالم المتميز هو الترحال والسفر بحثًا عن هؤلاء العلماء، فالإمام أحمد بن حنبل طلب العلم فيما يتعلق بالحديث عام 186هـ، وكان في سنّ 22 من العمر، فكانت وجهته الأولى إلى البصرة ومن ثم الكوفة والرقة واليمن والحجاز، إذ التقى بعدد من العلماء والفقهاء ممن اشتهروا بعلمهم آنذاك؛ كالعالم يحيى بن سعيد القطان، والطيالسي، ووكيع بن الجراح، والإمام محمد بن إدريس الشافعي الذي كان يقول عنه: "ما رأيت أحدًا أفقه في كتاب الله من هذا الفتى القرشي".
وقد عُرف عن الإمام أحمد التواضع والزهد والشغف في طلب العلم، فكان يجلس مجلس التلميذ بالرغم من شهادة الجميع له بالحفظ والاتقان، إذ بدأ الإمام بالتدريس والإفتاء في بغداد في العام الذي توفي فيه الإمام محمد بن إدريس الشافعي، وهو عام 204 هـ، فكان الإمام أحمد خير خلف للسلف عظيم الشأن وهو الإمام الشافعي، وكان الإمام يعقد جلساته العلمية إما في بيته أو في المسجد، فكان البيت مخصصًا لفئة محددة من التلاميذ ممن وُصِفوا بالنباهة، فهم من نشروا علمه بعد وفاته، ومن أشهرهم أبو بكر المروزي الذي كان مشهودًا له بنقاء وسلامة النقل عن الإمام، فكان يقول الإمام أحمد عنه:"كل ما قاله على لساني فأنا قلته"، وكذلك من تلاميذه المشهورين البخاري ومسلم، وإسحق بن منصور التميمي، وبقي بن مخلد.[٥]
وقد عبر أحمد بن حنبل بمراحل عدّة في مسيرته العلمية والتعليمية، من أبرزها:[١]
- تعليمه ومشايخه: كان الإمام أحمد بن حنبل شديد التنقل والترحال في طلب العلم، فذهب إلى الحجاز، وتهامة، واليمن، لتعلم وحفظ الحديث الصحيح، فتلقى أحمد بن حنبل تعليمه على يد عدد من كبار شيوخ الإسلام؛ فذكر منهم في مسنده أكثر من 280 شيخًا، من أبرزهم ما يأتي:
- الإمام الشّافعيّ.
- قاضي المدينة المنورة إبراهيم بن سعد أحد العلماء الثّقات.
- هشيم بن بشير بن أبي خازم قاسم بن دينار السّلميّ الواسطيّ، من رواة الحديث الثّقات.
- يحيى بن سعيد بن القطّان.
- الحافظ يزيد بن هارون.
- الإمام والمحدّث سفيان بن عينية.
- دروس الإمام وتلاميذه: ذاع صيت الإمام أحمد بن حنبل في كافة الأمصار، وبدأ الناس يرسلون أبنائهم ليتلقوا تعليمهم على يدي الإمام، فأحبه الناس ورغبوا كثيرًا بأسلوبه ومعرفته الواسعة وحبه الشديد للعلم، فكانت مجالسه تشهد ازدحامًا كبيرًا، وعندما بلغ الإمام الأربعين من عمره برزت شخصيته في مجال الحديث والفتوى، فبدأ الناس يقبلون على دروسه من المناطق والمدن المجاورة لمدينة بغداد في العراق؛ وذلك لتعلم الأحكام الإسلامية والحديث، فخرج من تلاميذه أهم العلماء في عدة مجالات؛ مثل الفقه، والحديث والفتاوى، ومن أبرز تلاميذ الإمام أحمد بن حنبل ما يأتي:
- أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاريّ، وهو أحد أهم علماء الحديث وصاحب كتاب صحيح البخاري.
- مسلم بن الحجّاج المعروف بالإمام مسلم، وهو صاحب كتاب صحيح مسلم.
- أبو داود سليمان بن الأشعث المشهور بأبي داود.
- عبد الله بن أحمد بن حنبل، ابن الإمام أحمد بن حنبل.
زمن المحنة في حياة الإمام أحمد بن حنبل
زمن المحنة في حياة الإمام أحمد بن حنبل هو زمن الخلفاء العباسيين، فقد كانت حياته مليئة بالمحن في وقت خلافتهم، وتحديدًا في عهد الخليفة العباسي المأمون، ومن بعده الخليفة المعتصم بالله والخليفة الواثق، فقد تمكنت جماعة المعتزلة من إقناع هؤلاء الخلفاء باعتقاد محدث وهو أن القرآن مخلوق، وافقه الجميع وعارضه الإمام أحمد بن حنبل وجمع من علماء المسلمين، فتعرض الإمام أحمد ومن معه للحبس والتعذيب نتيجة لمواقفهم الثابتة ورفضهم القول بأن القرآن مخلوق، وبقي الإمام أحمد بن حنبل مصرًّا على خطأ اعتقاد المعتزلة، وثبت أمام الحبس والتعذيب ثبات الجبال، فطالت فترة الحبس لتصل إلى خمسة عشر عامًا، وبعد أن تولى الخليفة هارون الثاني ابن المعتصم بالله الخلافة العباسية، أفرج عن الإمام أحمد بشرط عدم مغادرة بغداد، ولزم الإمام أحمد منزله ولم يغادره، ولكنه بقي يناقش أهم القضايا الفقهية، والسير الذاتية لرواة الحديث حتى وفاته.[٦]
مؤلفات الإمام أحمد بن حنبل
عرف عن الإمام أحمد بن حنبل رفضه كتابة الكتب، ونهى أن يكتب كلامه ومسائله، وإلا لوجدت له الكثير من الكتب والتصنيفات، فقد كانت تصانيفه منقولة؛ أي أنه رحمه الله جمع في مؤلفاته الأحاديث المرفوعة، والموقوفة، وفتاوى التابعين، وتفاسيرهم التي أخذوها عن الصحابة رضي الله عنهم فيما يتعلق بتأويل القرآن وعلومه، إلا أن نهيه لوضع الكتب لم يتنافى مع إذن تأليفه لمجموعة من الكتب والمصنفات والرسائل؛ على ألا يكون فيها رأي شخصي أو ابتداع وتكفل، بل يتبع ما أفتى فيه الصحابة والعلماء من قبله، ومن أبرز مؤلفاته ورسائله ما يأتي:[٧]
- كتاب المسند الذي جمع فيه الأحاديث النبوية المستندة إلى أسماء أهم رواة الحديث من الصحابة، ويضم هذا الكتاب نحو 30 ألف حديث.
- كتاب فضائل الصحابة.
- كتاب المسائل الذي يحتوي على مجموعة من أهم الفتاوى التي أصدرها الإمام أحمد من قضايا وأسئلة تلاميذه وابنه عبد الله، وهذا الكتاب مقسم حسب أسماء المسائل.
- كتاب العلل ومعرفة الرجال.
- كتاب التفسير.
- كتاب الناسخ والمنسوخ.
- كتاب الزهد.
- رسالة السُّنة؛ التي تعرف باسم رسالة الإصطخري.
- رسالة في مسألة خلق القرآن، كتبها إلى المتوكل.
- رسالة الحسن بن إسماعيل الربعي.
المراجع
- ^ أ ب "سيرة حياة احمد بن حنبل"، murtahil، 19-12-2018، اطّلع عليه بتاريخ 31-5-2019. بتصرّف.
- ↑ د. أحمد البراء الأميري (10-1-2013)، "إمام الدنيا: أحمد بن حنبل"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 31-5-2019. بتصرّف.
- ↑ "سيرة الإمام المُجل أحمد بن حنبل "، islamway، 15-1-2017، اطّلع عليه بتاريخ 29-5-2019. بتصرّف.
- ↑ "أحمد بن حنبل"، shamela، اطّلع عليه بتاريخ 29-5-2019. بتصرّف.
- ↑ "أحمد بن حنبل.. إمام أهل السنة (في ذكرى وفاته: 12 من ربيع الآخر 241هـ)"، archive، اطّلع عليه بتاريخ 29-5-2019. بتصرّف.
- ↑ ملاك (2-5-2019)، "اين ولد الامام احمد بن حنبل"، المرسال، اطّلع عليه بتاريخ 31-5-2019. بتصرّف.
- ↑ أبو زارع المدني، "مؤلفات الإمام أحمد بن حنبل والكتب والرسائل التي نُسبت إليه وتعريف بـ "مسنده" والأعمال التي تمت عليه"، saaid، اطّلع عليه بتاريخ 31-5-2019. بتصرّف.
مواضيع ذات صلة بـ : أين ولد أحمد بن حنبل