أين ولد ابن بطوطة – حياتكَ

أين ولد ابن بطوطة

بواسطة:
خلود سلامة ت ف - آخر تحديث:
٠٧:٥١ ، ٢٦ يونيو ٢٠١٩

محتويات

١ شخصيات إسلامية تاريخية
٢ الرحالة ابن بطوطة مولده ونشأته
٣ أهم رحلات ابن بطوطة
٤ المراجع

شخصيات إسلامية تاريخية

حفظ التاريخ سيّر العديد من الشخصيات البارزة؛ تلك التي ذاع صيتها وانتشر عبر الأزمنة والأمكنة، وعند الحديث عن عهد الإسلام والحضارة الإسلامية، يجد القارئ للتاريخ أسماء ألمع الشخصيات التي كان لها أثر كبير في مواطن مختلفة ومتنوعة، وبالحديث عن حب السفر والترحال والتنقل بين الأمصار يقفز إلى الذهن اسم الرحالة الشهير ابن بطوطة، الذي سافر إلى العديد من الأماكن السياحية في العالم، عاش ابن بطوطة فترة ذهبية في تاريخ الحضارة الإسلامية، التي كانت تشهد انتشارًا وتوسعًا كبيرًا في الشرق والغرب، وانتشار الإسلام ليصل إلى بلدان ومدن خارج حدود منطقة دار الإسلام، وهذا التوسع والامتداد فتح آفاق واسعة أمام الرحالة ابن بطوطة للتنقل والسفر والاطلاع على حضارات وثقافات الشعوب.^[١]

الرحالة ابن بطوطة مولده ونشأته

المستكشف والرحالة المغربي ابن بطوطة؛ هو محمد بن عبدالله بن محمد اللواتي الطنجي المعروف باسم ابن بطوطة، ولد في الخامس والعشرين من شهر فبراير عام 1304، في مدينة طنجة في المغرب، من عائلة يعود نسبها إلى القبائل الإفريقية المعروفة باسم البربر، وكان كثير من أفراد عائلة ابن بطوطة علماء في القانون، وخدموا قضاة في وقتهم، بدأت رحلة ابن بطوطة في استكشاف العالم منذ صغره واستمرت هذه الرحلة طوال حياته، إذ تنقل بين الأمصار التي كانت تحكمها دولة الإسلام في البداية، وتعرّف على أهم عادات تلك الشعوب وتقاليدها من خلال قربه من السكان المحليين في هذه المناطق، وكان ابن بطوطة يكتب مذكرات حول أسفاره وتنقلاته، مذكرات تصف بدقة ووضوح لكل ما رأته عيناه في هذه المناطق التي استطاع السفر والوصول لها، مما أكسب هذه المذكرات أهمية تاريخية كبيرة، فمنها ما يدرس في كتب التاريخ؛ كونها الوحيدة التي تضم وصفًا مفهومًا لتجارب ابن بطوطة، وعرضًا واضحًا لما وجد في أسفاره ورحلاته، كانت هذه المذكرات والكتب حصيلة ثلاثة عقود قضاها ابن بطوطة في السفر والترحال، كل ذلك جعل ابن بطوطة واحدًا من أشهر مؤرخي السفر في التاريخ، إذ إنه قطع ما يقارب 75 ألف ميل خلال رحلاته الكثيرة بين البلدان والأمصار.^[٢]

أهم رحلات ابن بطوطة

بدأ ابن بطوطة رحلاته في عمر الحادي والعشرين عام 1325 ميلادي، وكانت وجهته الأولى هي مكة المكرمة بغرض آداء مناسك الحج، ولكن هذه الرحلة استمرت مدتها قرابة السنة وأربعة شهور، بعد عودته من هذه الرحلة عاد للسفر من جديد، فتغرّب عن بلاده مدة طويلة بلغت 24 عامًا، طاف خلالها قارة إفريقيا بأكملها، من بلاد المغرب العربي الكبير، ومصر والسودان، وأرض الحجاز، وبلاد الشام، والعراق، وبلاد فارس، واليمن، والبحرين، وعمان، وتركستان، والهند، وغيرها الكثير، عدا عن حب ابن بطوطة للسفر والترحال، فقد كان يكتب القصائد لمدح الموك والأمراء في البلاد التي يزورها، بعد مضي هذه السنوات الطويلة عاد ابن بطوطة إلى بلاده، إلى مدينته طنجة، وبدأ بجمع تفاصيل هذه الرحلات في كتاب اسمه "تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار"، ومن أهم رحلاته ما يأتي:^[٣]

رحلة ابن بطوطة إلى العراق وبلاد فارس: بعد رحلة ابن بطوطة للحج، توجه إلى العراق وبلاد فارس مع قوافل الحجاج العائدة للعراق، في رحلة استمرت 14 يوم، وهناك زار ضريح الصحابي علي بن أبي طالب، ووصل إلى منطقة النجف العراقية؛ فاستقبله حاكم الموصل وقاضي ماردين الذي أهدى ابن بطوطة النقود الفضية النادرة، تنقل ابن بطوطة في المدن العراقية كالبصرة، والموصل، وواسط، ومر بنهر دجلة، ثم قطع جبال زاغروس متوجهًا إلى أصفهان في إيران، وزار مدينة شيراز في جنوب إيران، ثم عاد إلى العراق، وسافر مع الحجاج إلى الجزيرة العربية لأداء فريضة الحج.
رحلة ابن بطوطة إلى شبه الجزيرة العربية: عاد ابن بطوطة إلى مكة واستقر فيها لمدة ثلاث سنوات، زار فيها ميناء جدة وركب السفينة متوجهًا إلى بلاد اليمن، ونزل في منطقة زبيد في اليمن، ووصل إلى هضبة تعز المرتفعة، وزار صنعاء وميناء عدن التجاري.
رحلة ابن بطوطة إلى الصومال: سافر ابن بطوطة إلى الصومال بحرًا عن طريق السفن المتجهة إلى الساحل الصومالي، فزار عدة مدن صومالية أقام في كل واحدة منها مدة أسبوع كامل، فزار مدينة زيلع الصومالية، ووصل إلى جنوب الساحل الصومالي في منطقة تسمى كاب جوردفوي، ثم انتقل إلى مقديشو، وبلد البربر أو ما يسمى بالقرن الإفريقي، ثم إلى بلاد الزنج، وإلى جزيرة مومباسا الصغيرة جدًا، ثم إلى مدينة كيلوا الساحلية، وعاد مجددًا إلى أرض الحجاز عبر مضيق هرمز مرورًا بعمان ثم مكة المكرمة؛ إذ أدى فريضة الحج للمرة الثالثة.
رحلة ابن بطوطة إلى آسيا الوسطى والشرق الأدنى: سافر ابن بطوطة إلى بلاد الهند عبر القوافل الحجاج العائدة للهند بعد آداء فريضة الحج، وكان مرافقًا للسلطان دلهي محمد بن توغلوك، ومترجمًا له كذلك، وبعد جولته في بلاد الهند، توجه إلى بلاد الشام، فوصل إلى ميناء اللاذقية، وسافر إلى تركيا وآلانيا الواقعة على السواحل الجنوبية التركية، وتنقل عبر عدة مناطق ساحلية على ساحل البحر الأسود، فزار قونية، وسنوب، ثم انتقل إلى شبه جزيرة القرم إلى المملكة القبيلة الذهبية، ثم إلى المجر، وصلت رحلات ابن بطوطة بلاد القسطنطينية، بعد أن زار بولعار واستراخان، ثم عاد مرة أخرى إلى استراخان، وعبر بحر قزوين وبحر آرال، ثم إلى بخاري ثم تابع السفر إلى سمرقند، إلى أفغانستان، ثم إلى الهند عبر الممرات الجبلية.