أين ولد ابن تيمية

اسمه تقي الدين أبو العباس بن تيمية الحراني، ويرجح أن لقب تيمية جاء من جده الذي رأى جارية في منطقة قريبة من تبوك في المملكة العربية السعودية تٌسمى تيماء، وعند رجوعه من هذه المنطقة لبلده وجد زوجته قد وضعت فوجدها تشبه الجارية وصار يقول " يا تيمية يا تيمية"، فأصبح يُلقب بها، والإمام ابن تيمية ينتسب لقبيلة عربية في بلاد الحجاز الذي وُلد في العام 661 هـ/ 1263م بمنطقة حران، وهي بلدة في منطقة الجزيرة الواقعة بين نهري الخابور والفرات منطقة بلاد الشام، وبقي الإمام فيها حتى عمر 7 سنوات تزامنًا مع بداية تهديد المغول للهجوم على مناطق العراق وبلاد الشام، مما اضطر البعض للنزوح إلى مناطق آمنة، وقد كان قدر عائلة ابن تيمية الذهاب لدمشق، فتلقى العالم ابن تيمية العلم على يد علماء دمشق، مما صقل شخصيته وأهله للتدريس وإقامة الحجج والفتاوى الشرعية، ولم يكن عمره آنذاك يتجاوز العشرين سنة، وتعمق في حفظ وتفسير القرآن الكريم، وبدأ في التأليف والجمع حتى وفاة والده "عبد الحليم" الذي كان يُعرف بأنه فقيه المذهب الحنبلي، فأصبح الإمام ابن تيمية خليفة لوالده، ويجلس بعد صلاة العصر في الجامع الأموي بدمشق لتفسير القرآن الكريم، الأمر الذي أكسبه المزيد من العلم والتبحر في دراسة العلوم حتى وصل لمرحلة الاجتهاد في سن مبكرة. ^[١]

أهم مؤلفات ابن تيمية

ألف الإمام ابن تيمية الكثير من الكتب، وفيما يأتي أهمها: ^[٢]

• اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم: تناول الإمام في هذا الكتاب المسائل المتعلقة بالعقيدة، فذكر فيها قضايا التشبه بأهل الكتاب من النصارى واليهود.
• الرسالة الأكملية : تحدث الإمام فيها عن صفات الله آخذَا بمفهوم التنزيه الكامل لله عز وجل.
• الرسالة العرشية : شرحت في هذا المؤلف ثلاثة مقامات للعرش مستشهدًا بما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
• العقيدة الواسطية : تناول الإمام في هذا الكتاب العقيدة الإسلامية وأصولها، وما تبناه أهل السنة والجماعة.
• بيان تبليس الجهمية : دافع في هذا المؤلف عن ما أثير في فترة علماء الكلام والفلسفة.
• رفع الملام عن الأئمة والأعلام : ناقش في هذا المؤلف سيرة أئمة المسلمين الذاتية، وتناول أفكارهم فأثنى على بعضها ونقض البعض الآخر، وكذلك نقد بعض فلاسفة المسلمين ممن انساقوا خلف ترجمات فلاسفة اليونان ونظرتهم للطبيعة.
• الجواب الصيحيح لمن بدل دين المسيح : استدل الإمام في هذا المؤلف بالحجج والبراهين فيما يتعلق بتحريف الإنجيل.
• درء تعارض العقل والنقل : ناقش الإمام فيه أهل الكلام والفلاسفة، لا سيما على كتاب القانون الكلي، وتوصل في النهاية إلى أنه لا يوجد تعارض بين العقل والنقل، وإن كان هناك تعارض فهو من صنيعة البشر.
• منهاج السنة النبوية : يعد الكتاب أضخم مؤلفات الإمام ابن تيمية، وكان الكتاب ردًا على بعض فرق الشيعة، كالإثني عشرية، والقدرية، وتُرجم للغة الفارسية.

موقفه وفتاواه في معركة شقحب

هي المعركة التي دارت بين المسلمين والتتار زمن السلطان محمد بن قلاوون، فطلب السلطان من الإمام ابن تيمية الوقوف معه في المعركة، فأجاب الإمام السلطان على أنه من الأوجب أن يقف الرجل تحت راية قومه، وكان يحرّض على القتال ضد التتار، وقد حلف بالله أن المسلمين منصورون، فرد عليه البعض قل إن شاء الله، فرد عليهم إن شاء الله تحقيقًا لا تعليقًا، وقد أفتى بجواز الإفطار في القتال لنصر كلمة الله، وكذلك هو أيضًا أفطر وكان يتعمد الأكل أمام الجميع، وقد ذكر ابن كثير أنه كان يقول للأمراء والجند " إنكم مُلاقُوا العدوِّ غدًا، والفطر أقْوى لكم"، وقد انتهت المعركة بنصر حقيقي للمسلمين آنذاك. ^[٣]

منزلة الإمام ابن تيمية في عند علماء المسلمين

للإمام ابن تيمية منزلة هامة في المذهب، فأغلب كتبهم ومصنفاتهم لا سيما المتأخرين منهم تدل على تأثرهم بمذهبه وفتاواه، فنجد فيها الكثير من العبارات التي تنص على "وهو قول الشيخ تقي الدين"، في إشارة للإمام ابن تيمية، مما يدل على اهتمامهم بعلمه وترجيحاته، كما تحدث الكثير من العلماء كالحافظ الذهبي، وابن حجر، والسيوطي، بأن ابن تيمية المُلقب بشيخ الإسلام وصل لرتبة الاجتهاد، إذ يقول الحافظ بن حجر أن علماء الشريعه اتفقوا أن أدوات الاجتهاد قد توفرت في شيخ الإسلام حتى من تعصب عليه قد شهدوا له بذلك أيضًا، ومن الجدير ذكره أن الإمام ابن تيمية كان له أعداء وخصوم، ولكن بالرغم من ذلك غلب عليهم قول ما ينصف الإمام، وذكروا فضله في تقدم العلوم الشرعية، ومن أهمهم "صدر الدين ابن الوكيل" ممن ناظره في الكثير من الحلقات العلمية ونصب له بعض العداء، ولكنه اعترف بفضل الشيخ تقي الدين وأثنى عليه. ^[٤]

وفاة الإمام ابن تيمية وجنازته

توفي الإمام ابن تيمية رحمه الله في السجن بعد مصادرة أدوات الكتابة والكتب الخاصة به، فقد خرجت جنازته لجامع دمشق وصلوا عليه الظهر، وكان من أيام دمشق المشهودة في تاريخها، فقد حضر الجنازة أكثر من 500 ألف رجل، وأشار المؤرخون بأنه لم تُشهد جنازة في التاريخ أعظم من جنازته إلا جنازة الإمام أحمد بن حنبل، فكانت جنازة تليق بأهل السنة وأئمتهم، فقد حزن عليه الناس حزنًا شديدًا، إذ صلى عليه أخاه عبد الرحمن ليُدفن وقت صلاة العصر، ودُفن بجانب أخيه شرف الدين عبد الله المدفون في المقابر التي تخص الصوفية. ^[٣]

المراجع

1. ↑ "تعريف بالشيخ ابن تيميمة"، ebntaymiah.midad، اطّلع عليه بتاريخ 5-6-2019. بتصرّف.
2. ↑ "10 من اشهر كتب ابن تيمية"، almrsal، اطّلع عليه بتاريخ 2-7-2019. بتصرّف.
3. ^ ^{أ ب} صلاح نجيب الدق (20-6-2018)، "من سيرة الإمام ابن تيمية"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 5-6-2019.
4. ↑ "أطروحات ابن تيمية… ودعوى عدم الاستقرار"، salafcenter، اطّلع عليه بتاريخ 2-7-2019. بتصرّف.