أين ولد ابن رشد – حياتكَ

أين ولد ابن رشد

بواسطة:
نهاد محمد إدريس الشريف - آخر تحديث:
٠٧:٣٦ ، ٢٣ يونيو ٢٠١٩

محتويات

١ ابن رشد
٢ أقوال ابن رشد وآرائه الفلسفية
٣ أثر فلسفة ابن رشد على الغرب
٤ المراجع

ابن رشد

ولد الفلسيوف الإسلامي "محمد بن أحمد بن رشد" في قرطبة عام 1126م، وهو حفيد "ابن رشد" الجد الذي يعدّ من أكبر شيوخ المالكية، وكان إمامًا لجامع قرطبة وقاضيًا للجماعة، ومستشارًا لأمراء دولة المرابطية في الأندلس، الأمر الذي كوّن فكر الحفيد ومنهجه " ابن رشد"، فقد نشأ في أجواء العلم واختلاف الآراء مما جعله أشهر فلاسفة عصره، وسببًا مهمًا في نهضة الدولة الأندلسية آنذاك، فقد حفظ موطأ الإمام مالك في سن صغيرة، وكان من أهم من تأثر ابن رشد فيهم هو الفقيه الحافظ بن مرزوق وفقهاء آخرين كابن طفيل، فابن رشد هو من ارتبط اسمه بالفلسفة، بالرغم من أنه كان واسع الاطلاع على العديد من العلوم الأخرى كالطب والفيزياء والفلك والفقه، وقد كان له دورًا في توضيح بعض النظريات الفلكية التي أطلقلها علماء كبطليموس، والذي خالفة ابن رشد في الكثير من نظرياته، كما أن ابن رشد برز في الطب وألف كتبًا هامة في هذا المجال، كمؤلفه "شرح أرجوزة ابن سيناء"، ولكن الفلسفة هي ما مميز ابن رشد حتى يومنا هذا، فقد صحح الكثير من الآراء الفلسفية لأبن سينا والفارابي، وفسر الآثار التي كتبها أرسطو، فكان معتقدًا بأنه لا مانع من موجود علم الفلسفة في الدين الإسلامي، فقد أثرت شروحاته لأرسطو على الغرب، لا سيما أوروبا اللاتينية التي لم تصلهم هذه الكتابات فترة العصور الوسطى، فقد عُرفت فلسفاته بإسم "الرشدية"، فدرستها في جامعة باريس حتى نهاية القرن السادس عشر، ومن الجدير ذكره أن ابن رشد كان يعتلي منصبًا مهمًا في الأندلس منطقة إشبيلية، وقد تعرض للكثير من الانتقادات التي أفضت لاتهامه بالكفر والإلحاد، مما أدى إلى نفيه من قبل الخليفة "الموحدي" إلى المغرب بمنطقة مراكش، وكذلك أدت هذه الاتهامات إلى أن أمر الخليفة المنصور بحرق مؤلفاته الخاصة بالفلسفة، وأمر أيضًا بوقف البحث في أمور الفلسفة والتركيز على العلوم الخاصة بالطب والفلك وغيرها، لينتهي الأمر بابن رشد في مراكش وتوفي فيها عام 1198م، وبحسب الروايات نُقل جثمانه إلى مسقط رأسة مدينة قرطبة ليُدفن فيها بعد ثلاثة أشهر من وفاته. ^[١]

أقوال ابن رشد وآرائه الفلسفية

كما أسلفنا كان ابن رشد مهتمًا بالفلسفة وطرحها، وأكد أنها لا تتعارض مع الدين، وكان له مقولات يعدها البعض هامة وتنم عن حكمة بالغة خرجت من رجل متعمق في أمور الحياة والفقه، وفيما يأتي بعض ما تعني له هذه المقولات على سبيل المثال لا الحصر: ^[٢]

قال ابن رشد في رسالة موجهة للآباء بأن يعلم الأب ابنه أن يقبل رأس أبيه على رأسه، في إشارة منه لتعليمه الشموخ والعزة لا الخنوع والإذلال، فيقول: "علّم ابنك أن يقبلك على رأسك لا على يدك حتى يتعلم الشموخ والعزة بدلًا من أن يتعلم الانحناء والإذلال"
قال ابن رشد في مقولة خاصة بمجالسة الصالحين وأهميتها في حياة الإنسان، فهي تنقله إلى التحلي بالصفات الحسنة، كاليقين والإخلاص والذكر والرغية في الحياة الآخرة والتواضع...إلخ.
قال ابن رشد أن الحق لا يمكن أن يخالف الحق، وإنما لا بد أن يوافقه ويكون عونًا وشاهدًا له.
قال ابن رشد أن الطب يُصنع بشكل فاعل عندما ينبثق من مبادئ صادقة بهدف الحفاظ على الإنسان وعلاجه من المرض الذي يلحق به.
قال ابن رشد أن الشريعة الإسلامية توجب التبصر بالعقل في الموجودات واعتباراتها.
قال ابن رشد أن ما يصيب الإنسان من داء التكبر أو التسلط على العباد، إلا لمشكلة أو كما سماها " ذلة" وجدها في نفسه.
قال ابن رشد أن كثرة الكلام فيما لا ينبغي سيعرض صاحبه إلى ما لا ينبغي، في إشارة منه إلى أن الإنسان لا بد له من أن يكون كلامه في الموضع الصحيح وفي نفس الوقت أن يتسم بالإيجاز والاختصار.
قال ابن رشد عن تلقّي العلم وعدّه وطنًا في الغربة، وكذلك عدّ الجهل في الوطن غربة.
قال ابن رشد عن أهمية العقل في تقبل الشرائع السماوية، وأشار إلى أن الله لا يتأتى أن يعطي الإنسان عقلًا وفي نفس الوقت يعطيه شرائع مخالفة لهذا العقل.
قال ابن رشد أن أكبر عدو قد يلاقي الدعوة الإسلامية هو الجاهل الذي يُكفر الناس دون علم أو فقه.

أثر فلسفة ابن رشد على الغرب

كان لعلماء وفلاسفة المسلمين دور مهم في تشكل الفكر الأوروبي عبر مئات السنين، وتأثير كبير للحضارة الإسلامية على الحضارة الأوروبية عمومًا، وقد استغلها الغرب في إحداث قفزات مهمة للأمام، ومن أهم من كان لهم التأثير الأكبر هو العالم ابن رشد الذي عرفه الغرب بأسمه الاتيني " أفيرويس"، وكان يُطلق عليه في أوروبا "بالمعلّق"، إذ كان الوحيد من بين الفلاسفة الذي علق على كتابات أرسطو، فقد أحدث ابن رشد تأثيرًا فكريًا هامًا في أوروبا، فكان يطرح بعض الآراء التي لا مجال لذكرها، إلا أن محصلة هذه الأفكار والأطروحات تشير إلى أن ابن رشد كان يعتقد بأن الفلسفة والدين هما وسائل يستخدمها الإنسان لنفس الغاية، فقد اُعتمدت أفكاره في العديد من جامعات أوروبا، كجامعات باريس وبولونيا وبادوا وأكسفورد، مما أثار جدلًا في الكنائس لما لها من تأثير كبير لا سيما فيما يتعلق بقوة حجته ضد فلسفة وأطروحات أرسطو، الأمر الذي أدانه أسقف باريس وأمر بحظر أفكاره، من الجدير ذكره أن أفكاره هذه هي ما سببت في انتقاد كبير لمن تعاقب من خلفاء على منطقة الأندلس، وأمروا بمنع أفكاره وحرق كتبه الفلسفية تحديدًا. ^[٣]