مولد الإمام مالك

أنزل الله عز وجل القرآن الكريم على نبيه للمسلمين كافة ليكون نبراسًا ومرجعًا وهدى لطريقة الحياة التي يجب أن نتمثلها ونحياها، ومَنّ علينا بهدي السنة النبوية الشريفة التي جاءت لتشمل كل فعل أو قول أو تقرير عن النبي الصادق الأمين، ومن تلك النقطة بدأ علماء المسلمين طريقهم في البحث والتفقه والدراسة ليساعدوا أتباع هذا الدين من المسلمين للتعرف على عقيدتهم وشريحتهم السمحاء، وكان منهم العلامة المعروف باسم الإمام مالك، وهو أبو عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي الحميري المدني الذي وُلد في السنة 93 للهجرة في المدينة المنورة، وينحدر أصل عائلته من اليمن؛ إذ قدم جده منها واستقر في المدينة، وهناك نشأ وشب وتربى وكبر الإمام مالك، وبدأ بالدراسة وتلقي العلوم على يد أفضل الدعاة والعلامة والفقهاء، فتنبه أساتذته ومن حوله إلى نبوغه وعلمه في سن باكرة، ولقد ساعدته ثروة عائلته في التفرغ الكامل للفقه والمعرفة الدينية ودراسة المبادئ والقيم الإسلامية، وكان أهله من أشد الداعمين لمسيرته في العلم، فبدأ بحفظ القرآن الكريم ومن ثم توجه إلى الحديث الشريف فأجاد وأبدع وفهم وعلم^[١].

عِلم الإمام مالك

عاصر الإمام مالك أكثر من 300 صحابي ورجل من التابعين فنهل من علمهم ومعرفتهم، وكان مفكرًا رشيدًا لا يعطي فتوى ولا يقدم عليها قبل أن يفكر فيها مليًا ومن ثم يتوضأ ومن ثم يستعين بالله، وما كان يخجل قط من قول (لا أعلم) ولا كان يرى فيها نقصانًا لعلمه ومعرفته، وذلك من شدة تقواه وخشيته من التقول على العقيدة ومشرعها عز وجل، ويعد كتاب (الموطا) درة أعمال الإمام مالك وأهم ما كتبه وهو كتاب يتحدث عن الفقة في الدين الإسلامي كتبه في أربعين سنة، وعرضه على سبعين من علماء المدينة ليتأكدوا من صحته ويوافقوه على نشر محتواه بين الناس فلما وافقوا عليه أسماه الموطأ، ولقد أسس الإمام الجليل مدرسة فقهية لقيت اتباعًا من أعداد كبيرة من التلاميذ فأسماها بالمذهب المالكي وهي إحدى أهم 4 مذاهب معروفة في الدين الإسلامي، وزاد الإقبال على هذا المذهب المالكي في مصر وشمال إفريقيا عمومًا والأندلس كذلك، وبعض مدن الشام والسودان وخراسان واليمن والعراق^[٢].

محطات من حياة الإمام مالك

نذكر فيما يلي أهم المعلومات عن حياة الإمام مالك^[٣].:

• طرح العديد من الفقهاء والعلماء كتبًا وشروحات لكتاب الموطأ منها كتاب (التمهيد والاستذكار) و(تنوير الحوالك) وغيرها.
• روى عن الإمام مالك في الموطأ العديد من الرواة مثل ابن غفير ومعن بن عيسى ويحيى بن يحيى ومحمد السيباني وغيرهم.
• عُرف عن الإمام مالك نصحه للعديد من الخلفاء والأئمة في عهد الدولتين الإسلاميتين الأموية والعباسية.
• علم الإمام مالك تلاميذه شجاعة الاعتراف بعدم المعرفة فكانوا يحرصون على التأكد من كل معلومة ينطقون بها.
• ألف الإمام مالك كتاب الموطأ بطلب من الخليفة أبي جعفر المنصور وكان في جزأين اثنين.
• توفي الإمام مالك عن عمر 90 عامًا في المدينة المنورة ودُفن في مقبرة البقيع وكان ذلك في عام 795م.

المراجع

1. ↑ "نبذة عن الامام مالك"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-30. بتصرّف.
2. ↑ "الإمام مالك "، سحنون، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-30. بتصرّف.
3. ↑ "سيرة حياة الإمام مالك "، مرتحل، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-30. بتصرّف.