أين ولد المتنبي
حنين حجاب ت ف - آخر تحديث:
٠٦:٥٢ ، ٢٣ يونيو ٢٠١٩

محتويات
اسم المتنبي
مما لا شك فيه أن المتنبي هو لقب وليس اسم صريح، فاسم الشاعر بالأصل أبو أحمد الحبيب أحمد بن حسين، وقد عرف إبان عصر الدولة العباسية الممتدة منذ سنة 750م حتى 1258م، ويعده الكثير من الدارسين والمهتمين في الشعر أحد أعظم شعراء اللغة على الإطلاق ليس في عصره فحسب، فأشعاره عظيمة، ذات معانٍ وحكم عميقة، ولا نكاد نجد طفلًا صغيرًا أو كبيرًا إلا ويحفظ عن ظهر غيب بعض أشعاره، وقد وصف الشاعر بأنه نادرة زمانه وعليه اكتسب شهرةً تجاوزت مكانه وزمانه، وزاد على فصاحته وبلاغته شخصيته المميزة ذات الحضور الأخاذ، كما وصف بأنه أفضل أفضل من استخدم اللغة وأعرفهم بها، ولازال صيته حاضرًا حتى يومنا الحاضر فبات مصدر إلهام الكثير من الشعراء والأدباء.[١]
أين ولد المتنبي
ولد المتنبي سنة 303 هجري في مدينة الكوفة، ولمن لا يعرف الكوفة فهي مدينة عراقية تتبع محافظة النجف، ويعدّ موقعها إستراتيجيًّا مميزًا على نهر الفرات، وعليه فإنها تشتهر ببساتين النخيل والزروع، كما نالت شهرة واسعة بفضل احتضانها المسجد الجامع أو مسجد الكوفة، وهو أقدم مسجد في المدينة لأنها أول عاصمة إسلامية للدولة الإسلامية خارج المدينة المنورة زمن الخليفة الراشدي علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، وثاني مدينة بناها المسلمون بعد البصرة على يد الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص سنة 17 هجري.[٢][٣]
حياة المتنبي
كان والد شاعرنا محور الحديث يعمل حاملًا لخزانات الماء، وهو ذو أصول عربية نبيلة تعود إلى قبيلة كِندا، ورغم ظروفه العادية ماديًا إلا أنه ساعده ابنه على استكمال مراحله الدراسة لا سيما وأنه برع في الشعر منذ صغره وتحديدًا في التاسعة من عمره، ولكن في سنة 924م طردت القرامطة كل الشيعة من بلاد الكوفة، فعاشت عائلة المتنبي بين البدو، فتعلم مذاهبهم وأتقن اللغة أيما إتقان، وبعد مرور 8 سنوات وتحديدًا عام 932 قاد شاعرنا ثورة قرمطية في سوريا، لكنه قمع وسجن مدة عامين اثنين، وبعد خروجه بات شاعرًا متجولًا، فبدأ في كتابة شعر المديح، وكان يخص الملوك الذي تردد عليهم خلال حياته، وقد أسفر مدحه لسيف الدولة بسبب الانتصارات العشرية شمالي سوريا عن توطيد علاقة خلاصة بين الطرفين، ومنها أن المتنبي هو الشاعر الوحيد الذي كان يلقي قصائده جالسًا بين يدي سيف الدولة، ومما لا شك فيه أن هذه العلاقة تمخّض عنها مؤامرات وغيرة بقية شعراء البلاط نحوه؛ فكادوا له المكائد، وقد بلغت ذروتها فأجبرت المتنبي على ترك البلاد إلى مصر سنة 957، وقد تعرف هناك على أبو الماسك كافور وهو عبد أثيوبي، ولطالما سخر منه المتنبي في شعره لذلك هرب من البلاد بعد 3 سنوات متجهًا إلى بغداد ولم تطل إقامته فيها بسبب خطر حملات القرامطة، وعليه استقر أبو الحبيب في مدينة شيراز الإيرانية تحت حماية أمير الدولة، لكنه قتل قرب بغداد سنة 965 بسبب إحدى قصائده التي تضمنت إهانة لرجل اسمه ضبة الأسدي.[١]
أبيات شعرية للمتنبي
خلّد المتنبي قصائد عديدة نالت شهرة واسعة وصدى كبيرًا حتى يومنا الحاضر، فباتت تدرس في المدارس والجامعات، ومن أبرز الأبيات الشعرية ما يأتي:[٢]
- أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي ~ وأسمعت كلماتي من به صمم.
- الخيل والليل والبيداء تعرفني ~ والسيف والرمح والقرطاس والقلم.
- وأَظلَم أَهل الظُلْمِ مَـن باتَ حاسدًا ~ لِمَن بات في نَعمائِـهِ يَتَقَلبُ.
- إذا رأيت أنياب الليث بارزة ~ فلا تظن أن الليث يبتسم
- إذا أنت أكرمت الكريم ملكته ~ وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا.
عوامل ساهمت في تنمية شعر المتنبي
مما لا شك فيه أن الموهبة هبة من الله جل وعلا يجود بها على عباده فيصطفيهم ويخصهم دون غيرهم، إلا أنها تتطلب صقلًا وعناية ودراية حتى تنمو وتتطور وإلا فإنها حتمًا ستندثر وتفنى كأنها ما كانت موجودًة أصلًا، وشاعرنا المتنبي نمى موهبته الشعرية من خلال ما يأتي:[٢]
- الشغف الدائم نحو العلم والتعلم، فكان يعيش رحلة بحث يومية في بجحور الشعر العربي، ورحلة بحث حقيقية من بلاد إلى أخرى ليعمق معرفته في هذا الجانب، وعليه فلم يستقر في الكوفة، وإنما تنقل بين بلدان كثير والتحق في حلقات الشعر والأدب.
- ممارسة موهبة الشعر في كدرج كبار رجال الدولة في الكوفة وبغداد، فقد تقرب منهم وتودد إليهم بالأبيات الشعرية، ورغم أن هذه النقطة ساعدته نوعًا ما في إعلاء شأنه إلا أن جانبها المظلم كان أشد مرارة، لأن صراحته المعروف بها حركته للتدخل في قضايا سياسية خطيرة وشائكة بين الكوفة والشام، ولما اتبعه عدد كبير من الناس قام ولاة الأمر بزجه في السجن حتى لا ينتشر الأمر.
- من ناحية أخرى يمكن القول إن السجن كان له جانب مضيء، فقد غرس في نفس الشاعر شعورًا بالظلم والفشل نتيجة عدم قدرته على تحقيقه حلمه، فلما أطلق سراحه عاد من جديد في رحلة بحث بين المدن، ثم استقر في أنطاكيا وأعاد حبل الوصال مع سيف الدولة من خلال قصائد مديح وقد انعكس ذلك إيجابًا على حياته من نواحٍ عدة فأصبح من أشهر شعراء عصره وأكثر تميزًا، وهذه النعمة ككل النعم لها جانب مظلم كونها استفزت بقية شعراء العصر فأوقعوا بين الطرفين، ونجحوا بالفعل في إحداث تلك الوقيعة وعليه انفصل المتنبي عن سيف الدولة فتحول شعر المديح إلى شعر عتاب.
- رحيل المتنبي إلى مصر بعد تدهور علاقته مع سيف الدولة في أنطاكيا، ورغب في الوصول إلى الولاية وقدم تنازلات وتضحيات عديدة في سبيل الوصول لكنه معروف بصراحته، فكان يشعر بالوحدة في مصر، الأمر الذي جعله يشتاق إلى سف الدولة ويظهر شوقه في أبياته الشعرية، فاستغل البعض هذا الامر في وقيعة جديدة بين المتنبي ووالي مصر، ففشل المتنبي مرة أخرى في تحقيق حلمه، وعليه هجا وانتقد والي مصر من خلال الشعر، لنجد أن شعر المتنبي إنما هو من وحي حياته الفعلية.
المراجع
- ^ أ ب " الاسم الكامل أبو الطيب المتنبي الوظائف شاعر تاريخ الميلاد 915 الجنسية عراقية مكان الولادة العراق, الكوفة من هو المتنبي - Al Mutanabbi؟"، أراجيك، 20-10-2018، اطّلع عليه بتاريخ 6-6-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب ت "المتنبي؛ حياته وأبرز أعماله"، إذاعة الشمس، 28-7-2017، اطّلع عليه بتاريخ 6-6-2019.
- ↑ "الكوفة"، الجزيرة، 8-2-2005، اطّلع عليه بتاريخ 6-6-2019. بتصرّف.
مواضيع ذات صلة بـ : أين ولد المتنبي