أين ولد طارق بن زياد
شذى بريجية ت ف - آخر تحديث:
٠٧:١٣ ، ١٧ يوليو ٢٠١٩

أين ولد طارق بن زياد
طارق بن زياد هو أحد قادة المسلمين، وكان مولى موسى بن نصير أمير إفريقيا في عصر الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك، وقاد أول جيوش المسلمين في شبه جزيرة أيبيريا، وهو الذي فتح إسبانيا، ويوجد جبل في جنوب إسبانيا يحمل اسمه حتى وقتنا هذا وهو جبل طارق، وُلد في القرن الهجري الأول، في قبيلة نفزة، الموجودة في وادي تافنة، في ولاية وهران في الغرب الجزائري، وقد أعلن إسلامه على يد موسى بن نصير، وهو بربري، وكان صاحب قامة طويلة، لون شعره أشقر، وهامته ضخمة، ويعد من أشهر قادة المسلمين العسكريين، وتوفي عام 720 ميلاديًا.[١]
عُيّن طارق بن زياد أميرًا على منطقة برقة، في بداية حياته، ولكنه لم يُمضِ وقتًا طويلاً في ذلك المنصب، ثم اختاروه ليكون قائدًا لجيش موسى بن نصير، فأظهر مهاراته البارعة في القيادة، ثم ما لبث أن أصبح قائدًا لجيوش المغرب العربي، وأخضع جميع المدن تحت سيطرته، إلا مدينة سبتة لقوة تحصنها، وكان يحكمها الكونت جوليان، ويطلق عليه مؤرخو العرب "يليان المسيحي"، وبالرغم من تبعية يليان للدولة البيزنطية، فقد كان يطلب المعونة من مملكة القوط، فتمده بالمؤن عن طريق البحر، ولم يستطع طارق بن زياد التغلب عليه، فرجع إلى طنجة، ثم أغار حول مدينة سبتة، وضيّق عليها الخناق، فلما يئس من دخولها أقام واليًا على طنجة، وبرفقته تسعة عشر جنديًا من البربر مزودين بالأسلحة والعتاد، مع عدد قليل من العرب لتعليم الناس فرائض الإسلام والقرآن الكريم، حتى يستطيع مراقبة سبتة عن قرب، وبعد أن عجز طارق عن دخول سبتة فكر طارق بأن يكسب وُدَ يليان، فأصبح يلاطفه ويراسله، وذلك الوقت حدثت الكثير من المشاكل والصراعات على الحكم في الجانب القوطي؛ إذ خَلَعَ رودريجو الملك غيطشة، واستولى على مكانه، واعتدى على ابنة يليان، مما أغضب يليان كثيرًا، فطلب المساعدة من طارق بن زياد للسيطرة على الأندلس، فأخبر طارق على الفور موسى بن نصير، والذي بدوره استشار الخليفة الوليد بن عبد الملك، فأمرهم أن لا يعتمدوا على ليليان، وأن يرسلوا عددًا من المسلمين لاستكشاف الأمر، فأرسلوا سرية طريف التي رجعت مُحملة بالغنائم والبشائر.[١]
حملة طريف ومعركة وادي لكة
استجابة لأوامر الخليفة جهّز موسى بن نصير حملة مكونة من 500 جندي بقيادة رجل من البربر اسمه طريف بن مالك، لاستكشاف أرض الأندلس، وتبرع ليليان لهذه الحملة بأربعة سفن لِتُقِلّهم إلى هناك، ونزلوا في جزيرة سميت باسم قائد الحملة فيما بعد، فدرسوا أحوال إسبانيا، وغنموا الكثير، ثم رجعوا إلى المغرب، فأمّر موسى بن نصير طارق بن زياد على حملة مكونة من 7 آلاف جندي بربري، و300 جندي عربي، وانطلقت الحملة من طنجة في الخامس من شهر رجب عام 711 ميلاديًا؛ فاستطاع المسلمون اقتحام ساحل الأندلس الجنوبي، ودخلوا الجزيرة الخضراء، وجاءت جيوش لذريق وعسكرت غرب جزيرة طريف، قريبًا من بحيرة خندة، في وادي لكة، وفي المقابل اختار القائد طارق مكانًا مناسبًا في وادي لكة، وحث الجيش على الجهاد، وحاول إثارة حماسهم للقتال، وقال خطبته الشهيرة.[١]
حدثت معركة وادي لكة في عام 92 هجريًا، في أواخر شهر رمضان المبارك، بين جيش طارق بن زياد وبين جيش لذريق، وجاء لذريق إلى المعركة ومعه مئة ألف جندي، وهو محمول على سرير مظلل بالزبرجد والياقوت، وأما طارق فقد أقبل على المعركة هو وجنوده وعلى رؤوسهم عمائم لونها أبيض، وفي أيديهم قسي عربية وسيوف، وانضم للجيش الإسلامي عدد من أعداء لذريق من بينهم ليليان، ودامت المعركة حوالي ثمانية أيام، وقد قاوم جيش القوطيين الجيش الإسلامي مقاومة عنيفة، وقد انسحب لواءان من أصل ثلاثة ألوية من الجيش القوطي مما أدى إلى إرباك الجيش، ويقال أن لذريق اختفى أثره بعد هذه المعركة، وانتصر المسلمون فيها انتصارًا ساحقًا.[١]
وإن علاقة طارق بن زياد مع موسى بن النصير من العلاقات غير المستقرة، فقد اهتم موسى بن النصير في البداية بطارق وعينه في أرقى المناصب، وحقق الانتصارات في منطقة المغرب العربي عن طريقه، ولكنه ما لبث أن حسده، بعد أن رآه يرتقي إلى أعلى بانتصاراته، وهناك بعض الروايات التي تقول أن موسى غضب غضبًا شديدًا من طارق وقرر قتله لولا تدخل وشفاعة مغيث الرومي، وهناك روايات تقول أن طارق بن زياد استولى على مائدة مكونة من الذهب ومرصعة بالحجارة الكريمة، ويقال بأنها ترجع للنبي سليمان بن داود، مما كان سببًا في الخلاف بين الطرفين.[٢]
إنجازات طارق بن زياد
فيما يأتي أهم إنجازات القائد المسلم طارق بن زياد:[٣]
- المشاركة في العديد من الفتوحات الإسلامية، وتمكن من ذلك عندما كان في جيش موسى بن نصير، وقد لفت نظر الجميع من حوله، وبالأخص موسى بن نصير، بما أظهره من شجاعة وقوة كبيرة.
- قاد جيوش الأمير المغربي موسى بن نصير، والذي عيّنه ليكون قائدًا على هذه الجيوش من المغرب الأقصى وحتى المحيط الأطلسي.
- سيطر على مدن المغرب العربي جميعها، ما عدا مدينة سبته، وذلك بعد أن أصبح قائدًا للجيش، إذ ظل يقوم بالعديد من الفتوحات، حتى تمكن من السيطرة عليها.
- انتصر في معركة وادي لكة التي جرت بين المسلمين وبين جيش الملك الغربي القوطي، والذي كان يسمى بذريق؛ إذ نجح القائد المسلم طارق بن زياد في عبور البحر، ووصل مع جيشه إلى إسبانيا، وتحصن مع جيشه عند جبل سُمي بعدها بجبل طارق، وبنى قاعدة عسكرية بجواره، حتى تمكن من الانتصار على أعدائه.
- بعد انتصار طارق بن زياد في معركة وادي لكة، استطاع أن يفتح أريولة، وإلبيرة، ولفة، ومورور، وشذونة، ثم تمكن من الوصول إلى عاصمة جنوب الأندلس إشبيلية، وعقد صلحًا معهم، ومن ثم استكمل فتوحاته حتى استطاع أن يفرض سيطرته على جميع الأندلس.
المراجع
- ^ أ ب ت ث "طارق بن زياد"، المعرفة، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-20. بتصرّف.
- ↑ عماد البليك (2018-2-20)، "تفاصيل غير متوقعة ومأساوية عن فاتح الأندلس طارق بن زياد"، العربية، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-22. بتصرّف.
- ↑ دعاء (2017-9-26)، "انجازات طارق بن زياد"، المرسال، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-20. بتصرّف.
مواضيع ذات صلة بـ : أين ولد طارق بن زياد