أين ولد طه حسين
اسراء آدم ت ف - آخر تحديث:
١٤:١٤ ، ٢٢ يوليو ٢٠١٩

أين ولد طه حسين
هو عميد الأديب العربي الدكتور طه حسين علي سلامة المولود بتاريخ الرابع عشر من شهر تشرين الثاني لعام 1889 للميلاد في عزبة الكيلو الواقعة على مسافة كيلومتر واحد من مدينة مغاغة في محافظة المنيا التابعة لصعيد مصر، وكان لطه حسين البصمة الكبرى في الثقافة العربيّة كونه استطاع التغلب على مشكلة نظره التي كانت سبب معاناته، وظهر ذلك جليًّا في أعماله وأفكاره، كما استطاع الوصول إلى أهم المراكز، ويعد أدبه من المدارس الحديثة، وأحد الأركان الأساسيّة من حقبة التنوير في الفكر العربي، وفي سطور موضوعنا التالي سنعرفكم على طه حسين بشيءٍ من التفصيل.[١]
نشأ طه حسين في أسرة تنتمي للطبقة المتوسطة، وتعتنق الديانة الإسلاميّة، وكان يحتل الترتيب السابع بين 13 طفلًا، وقد أصيب هذا الأديب في صغره بعدوى في العين، وبسبب إهمال حالته الصحيّة وعدم تلقي العلاج المناسب أصيب بالعمى في عمر الثلاث سنوات، وقد أُلحِق لتعلم القراءة والكتابة في الكُتّاب، وبعدها أرسل إلى جامعة الأزهر لاكتساب المزيد من المعارف بالفقه والأدب العربي، ولكن سرعان ما شعر طه حسين بخيبة الأمل نتيجة طريقة التفكير التي يتبعها أساتذته والتي تكاد تخلو من الإبداع، وبعد ذلك واجهته الكثير من المتاعب، وأرسل بعدها في بعثة لإكمال الدراسة في فرنسا، ولكن استمرت آلامه بسبب إهمال مرافقه لحالته الصحيّة، والتقى في فرسنا بإمرأة تعرف باسم سوزان، وكان الهدف من اللقاء بها قراءة الكتب له كون المراجع اللازمة له لم تكن موجودة في برايل، وتزوج بسوزان فيما بعد لتصبح بذلك المستشارة لطه حسين، والمساعدة، وأم الأطفال، والصديق، هذا إلى جانب كونها الحب الكبير له.[٢]
مسيرة طه حسين المهنيّة
التحق طه حسين بالجامعة المصريّة في عام 1908 للميلاد، ودرس فيها الحضارة المصريّة القديمة، والحضارة الإسلاميّة، كما درس التاريخ والجغرافيا والفلسفة والفلك والأدب، وناقش رسالة الدكتوراة الأولى في تاريخ الخامس عشر من شهر أيار لعام 1014 للميلاد، والتي كانت عن الشاعر الكبير أبي العلاء المعري، ونال بذلك درجة الدكتوراة، وبعدها سافر إلى باريس ودرس في جامعة مونبلييه، وعاد من فرنسا إلى البلاد في عام 1918 للميلاد بعد أن أنهى رسالة الدكتوراة الثانية التي كانت عن ابن خلدون، وبذلك أصبح يعمل أستاذًا للتاريخ اليوناني والروماني، واستمر في ذلك حتى عام 1925 للميلاد، وعُيّن كأستاذ في قسم اللغة العربيّة في الجامعة الأهليّة بعد أن تحولت إلى جامعة حكوميّة، كما أصبح العميد لكليّة الآداب في عام 1930 للميلاد، ولكنه ما لبث حتى طرد من الجامعة بسبب رفضه منح الدكتوراة الفخريّة لكبار السياسيين في البلاد عام 1932 للميلاد، وعاد إليها من جديد بعد سقوط حكومة صدقي باشا، وأصبح المستشار لوزير المعارف في عام 1942 للميلاد، ومديرًا لجامعة الإسكندريّة، واستمر في هذا المنصب حتى تقاعد بتاريخ السادس عشر من أكتوبر لعام 1944 للميلاد.[١]
وفي الثالث عشر من كانون الأول لعام 1950 للميلاد عُيّن وزيرًا للتربية والتعليم لأول مرة، وكانت هذه آخر المناصب التي تولاها طه حسين، وبعدها تفرغ للإنتاجات الفكريّة والنشاطات في المجامع العلميّة التي كان أحد أعضائها، كما كان عضوًا في عدد من الهيئات كالمجمع العلمي المصري، والمجمع العلمي العراقي، والمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعيّة، وعضوًا عاملًا في مجمع اللغة العربيّة منذ العام 1940 للميلاد، وانتخب في عام 1960 للميلاد كنائب لرئيس لمجمع، وهو من أوائل من شغل هذا المنصب، وانتخب رئيسًا للمجمع في عام 1963 للميلاد ليكون خلفًا لأحمد لطفي السيّد، وبقي في هذا المنصب حتى وفاته،[١]، توفي الأديب الكبير طه حسين في تاريخ 28 من شهر تشرين الأول لعام 1973 للميلاد بسبب تعرضه لوعكة صحيّة في منزله، وقد كان يبلغ من العمر حينها 85 عامًا.[٣]
إنجازات طه حسين العلميّة وجوائزه
تتمثل إنجازات الأديب طه حسين بالعديد من الأعمال الفكريّة التي تدعو للنهضة والتنوير، هذا بالإضافة إلى مجموعة من الأعمال الأدبية، والتي من أبرزها على هامش السيرة، والأيام، وحديث الأربعاء، والوعد الحق، ومستقبل الثقافة في مصر، وفي الشعر الجاهلي، ودعاء الكروان، والديمقراطية في الإسلام، وشجرة السعادة، والأديب، ومن حديث الشعر والنثر، وطه حسين والمغرب العربي، وفلسفة ابن خلدون الاجتماعيّة، والمعذبون في الأرض، وصوت أبي العلاء، ومن بعيد، هذا إلى جانب دور طه حسين الاجتماعي والسياسي الكبير الذي ساهم في إنهاض المجتمع المصري وتنوير العقل العربي، وهو الصاحب لشعار التعليم كالماء والهواء حق لكل مواطن، وهذا ما عرّضه للكثير من الانتقادات التي خاض على إثرها معارك فكريّة وصلت إلى حد تكفيره بسبب آرائه ومعتقداته الفكريّة.[١]
حصل الأديب طه حسين على مجموعة كبيرة من الجوائز والأوسمة التي بلغ عددها ما يقارب 36 جائزة مصريّة ودوليّة، والتي من أهمها وسام قلادة النيل الذي حصل عليه في عام 1965 للميلاد، وجائزة الدولة التقديريّة في الآداب، وقدم له ملك المغرب محمد الخامس وسام الكفاءة الفكريّة الذي كان يقدم للعمل والأدباء المتميّزين، كما نال على جائزة الأمم المتحدة بسبب إنجازاته التي حققها في مجال حقوق الإنسان لعام 1973 للميلاد، ومنح وسام اللجيون دونيه من طبقة جراند أوفيسيه الفرنسيّة، بالإضافة إلى ذلك فقد حصل مجموعة كبيرة من شهادات الدكتوراة الفخريّة من عدد من الجامعات العالميّة كجامعة ليون، وروما، وأثينا، ومدريد، وأكسفورد، ومونبلييه.[١]
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج "طه حسين .. عميد الأدب العربي"، mawhopon، اطّلع عليه بتاريخ 18-6-2019. بتصرّف.
- ↑ "من هو طه حسين - Taha Hussein؟"، arageek، اطّلع عليه بتاريخ 18-6-2019. بتصرّف.
- ↑ Shaimaa Lotfy، "10 معلومات عن عميد الأدب العربيّ طه حسين"، edarabia، اطّلع عليه بتاريخ 18-6-2019. بتصرّف.
مواضيع ذات صلة بـ : أين ولد طه حسين