المسجد الأقصى

يعد المسجد الأقصى أولى القبلتين في الصلاة قبل الكعبة المشرفة، وثالث الحرمين الشرفين بعد المسجد الحرام في مكة المكرمة والمسجد النبوي في المدينة المنورة، فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه عن رسول الله أنه قال: [لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إلَّا إلى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: المَسْجِدِ الحَرَامِ، ومَسْجِدِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ومَسْجِدِ الأقْصَى]^[١]، وهو أيضًا مسرى رسول الله الذي عرج منه إلى السماء السابعة في رحلة الإسراء والمعراج، ويشمل المسجد الأقصى كل من الصخرة المشرفة ذو القبة الذهبية الصفراء، والجامع القبلي ذو القبة الرصاصية السوداء، وبذلك تبلغ مساحة المسجد الأقصى حول السور 144 دونمًا، أي ما يعادل 144 ألف مترًا، فهو يحتل سدس مساحة البلدة القديمة في القدس، وشكله مضلع أو مستطيل غير منتظم، وكل مَن يؤدي الصلاة داخل المساحة المذكورة سواء تحت شجرة، أو فوق مصطبة، أو داخل الصخرة فقد كُتب له أجر الصلاة كاملًا لا ينقصه مثقال ذرة، فلا فرق بين الصلاة في أي مكان داخل حدود السور لأن الفضل عام.^[٢][٣]

موقع المسجد الأقصى

يقع المسجد الأقصى في عاصمة فلسطين المحتلة القدس أو ما يعرف ببيت المقدس، والتي تقع وسط الدولة، وتبعد 60 كيلومترًا شرقي البحر المتوسط، و35 كيلومترًا غربي البحر الميت، فيما تبعد عن العاصمة الأردنية عمان 88 كيلومترًا، وتعد أكبر مدينة فلسطينية من حيث المساحة والسكان والأهمية الدينية والاقتصادية على حد سواء، فقد بلغ عدد سكانها تبعًا لإحصائية عام 2011 حوالي 839 ألف نسمة، يخوضون حربًا ديموغرافية مع المحتل الإسرائيلي الذي يسعى بشتى الوسائل إلى زيادة عدد اليهود في المدينة ليحلوا محل الفلسطينيين أصحاب الأرض والهوية.^[٤]

معالم المسجد الأقصى

يتكون المسجد الأقصى من عدد من المعالم أبرزها:

• قبة الصخرة: ذات القمة المذهبة التي تحتوي على أربع وعشرين كيلوغرام من الذهب المصهور عليها، والأسوار الخارجية الزرقاء المزخرفة بعدد من الآيات القرآنية، وتضم بداخلها كهفًا صغيرًا ينزل إليه المسلمون حتى يشاهدوا الصخرة التي عرج منها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماء التي تظهر معلقة بين الأرض والسماء على الجزء العلوي منه.^[٥]
• المسجد القبلي: يقع المسجد القبلي إلى الجهة الجنوبية من قبة الصخرة، ويدخل إليه الزوار عن طريق أحد عشر بابًا، ويتميز بمداخله المقوسة، وأعمدته السكيمة الأسطوانية البارزة، والزخارف الهندسية الملونة بألوان هادئة ذات الأشكال الهندسية المميزة، ومن الجدير بالذكر أن هذا المسجد الضخم يتسع إلى أكثر من خمسة آلاف مصلٍ، يقع في داخله الزاوية الصغيرة التي تدعى بمحراب زكريا الذي عاشت به سيدتنا مريم بنت عمران وكان يرسل الله إليها الطعام والشراب من السماء.^[٦]
• المصلى المرواني: الذي يقع إلى الجهة الجنوبية للمسجد القبلي، ويتميز ببساطة تشييده، ولا يحتوي على زخارف أوكتابات، وجدرانه صخرية غير مطلية بأي نوع من الدهان، وأعمدته أسطوانية استخدمها الصليبيون أثناء فترة احتلالهم لفلسطين، كمربط للخيول الخاصة بهم، ويتجه الناس للصلاة به صيفًا بسبب برودة أروقته.^[٧]
• حائط البراق: أوضح علماء الدين أن الرسول صلى الله عليه وسلم ربط دابته التي جاء بها ليلة الإسراء والمعراج على حائط البراق، وزعم اليهود على أنه المعلم الوحيد الذي تبقى من آثار الهيكل السليماني، لذا يتجهون إليه دائمًا للتقرب إلى الله، والتوجه إليه بالدعاء.^[٨]
• الحدائق: تبلغ مساحتها مئة وأربعة عشر دونمًا، وتزرع بشجر الزيتون الذي يصل عمر الواحدة منه لأكثر من ألف عام، ويشرع الفلسطينيون في كل موسم لقطافه من أجل الاستفادة من ريعه للجنة الزكاة التابعة للمسجد الأقصى، وتبرز حاجة هذه الحدائق عند تواجد عدد كبير من المصلين داخل المسجد الأقصى في مواسم العبادة، مثل: شهر رمضان، فيجلس تحتها جزء كبير منهم بسبب الازدحام داخل المسجد الأقصى في ذلك الوقت.^[٩]
• مكتبة المسجد الأقصى: التي تضم الكتب من المطبوعات القديمة والحديثة والمخطوطات المكانية لفلسطين عبر التاريخ، وخُصِّصَ جزء منها للأطفال من أجل زيادة ثقافتهم حول المسجد الأقصى وأهميته، وحول الأمور الدينية المتنوعة عن طريق المتطوعين المشرفين على المكتبة.^[١٠]
• المتحف الإسلامي: الذي يضم عددًا من التحف والآثار التي تعبر عن أصالة الحضارة الإسلامية للمدينة المقدسة مثل: المدفع العثماني، الذي استخدم في القدم لإطلاق القذائف من أجل الإعلان عن وقت الإفطار في شهر رمضان، ويمتاز بطراز مميز يشكل لوحة فنية بسبب التداخل بين الأقواس والقناطر(الممرات الضيقة)، والزخارف الإسلامية، والنوافذ الخشبية.^[١١]
• مدارس المسجد الأقصى: تتوزع بين أرجاء السور 15 مدرسة تتنوع بين الثانوية والإعدادية، ورياض الأطفال، ومن الجدير بالذكر أن جزءًا منها في الوقت الحاضر تحول إلى منازل سكنية ودوائر رسمية تابعة للفلسطينيين من أجل متابعة شؤون المسجد الأقصى، والإشراف عليه عن قرب، وأبرز المدارس: المدرسة العثمانية التي افتتحها السلطان أشرف برسباي، والمدرسة الأشرفية التي بناها الأمير العثماني حسن الظاهري، والتي تتميز بألوان حجارتها الناصعة، والمدرسة التنكزية التي افتتحها المماليك بالقرب من حائط البراق وصادرها الاحتلال عام 1996م، وحولها إلى ثكنة عسكرية، خاصة بالجنود الإسرائيليين.^[١٢]
• مسجد المغاربة: شيده صلاح الدين الأيوبي بعد استعادة القدس من أيدي الروم الغزاة، عام 590م، ويمتلك أحد عشر بابًا معظمها مغلقة بالوقت الحالي بسبب الاحتلال الصهيوني، بقي يستخدم آلاف السنوات لأداء الصلاة، لكن في الوقت الحاضر تحول لقاعة عرض تابعة للمتحف الإسلامي.^[١٣]
• جامع النساء: يقع بالقرب من المسجد القبلي، وشيده الأيوبيون، وبقي لعدة سنوات يستخدم كمكان لصلاة النساء، لكن في الوقت الحالي حولته إدارة المسجد الأقصى إلى مكان من أجل تخزين الأغراض المتعلقة بالمسجد، والسبب في ذلك كثرة الحفريات الصهيونية من تحته الأمر التي جعل من أرضيته هشة قابلة للانهيار.^[١٤]

أبواب المسجد الأقصى

أبواب المسجد الأقصى جميعها خشبية مزخرفة فيها فتحة لتنظيم المرور، وتقسم هذه الأبواب إلى مفتوحة ومغلقة على النحو التالي:^[١٥]

الأبواب المفتوحة

وفيما يأتي أسماء الأبواب المفتوحة في المسجد الأقصى:

• باب الأسباط: يسمى الباب الأسود نسبة للأسدين المنحوتين على جانبيه، وهما شعارًا للظاهر بيبرس الذي بناه، وقد أخطأ فلندرز بيتري عندما أشار أن الأسدين ليسا إسلاميين معتمدًا على أن الفن الإسلامي يخلو من الحيوانات المنحوتة، كما يعرف باسم باب السيدة مريم، وباب استيفن أو استيفانوس، وباب بنيامين، وباب المدينة، وباب أريحا، وباب الغور، وباب الأردن لأنه يؤدي لهم، والذي يقع شمال المسجد الأقصى، وقد شهد أعمال تجديد في الفقرة الأيوبية والمملوكية.
• باب حطة: يقع في الجهة الشمالية ضمن رواق المسجد الشمالي، وتحديدًا بين المدرسة الكريمية والتربة الأوحدية، وقد شهد أعمال تجديد في الفترة الأيوبية.
• باب العتم: يقع ضمن سلسلة أقواس الرواق الشمالي، يؤدي في جهته الشمالية إلى طريق معتمة، ويعرف بأسماء كثيرة منها باب الدوادارية، وباب الملك فيصل، وباب شرف الأنبياء، وقد شهد أعمال تجديد في الفترة الأيوبية.
• باب الغوانمة: هو الأول في الجدار الغربي ابتداءً من الجهة الشمالية، ويعود إلى فترة الأمويين، وقد عرف باسم باب الوليد نسبة إلى الخليفة الوليد بن عبد الملك، وقد شهد أعمال تجديد سنة 1307م، وهو مستطيل الشكل.
• باب الناظر: يقع في الجدار الغربي لساحة المسجد الأقصى، ومن أسمائه باب الحبس لأنه قريب من الحبس في الحقبة العثمانية، وباب المجلس.
• باب الحديد: يقع في الواجهة الغربية للمسجد الأقصى، وهو باب فرعي عن طريق باب العمود، سمي بهذا الاسم نسبة إلى الأمير أرغون الذي جدده في عهده.
• باب القطانين: يقع غربي ساحة المسجد الأقصى، ويؤدي إلى سوق القطانين وعليه سمي بهذا الاسم، وقد جدده الأمير سيف الدين تنكر بإيعاز من السلطان محمد بن قلاوون.
• باب المطهرة: يقع في الواجهة الغربية من ساحة المسجد الأقصى، يؤدي إلى المتوضأ وعليه سمي بهذا الاسم، جدده الأمير المملوكي آدغيدي المقلب بالركني، وقيل الأمير علاء الدين البصيري.
• باب السلسلة والسكينة: يقع في الواجهة العربية من ساحة المسجد ضمن الرواق العربي، قيل أنهما باب واحد أو بابين على خلاف، وقد شهد أعمال تجديد في عهد السلطان الأيوبي سيف الدين أبو بكر، وقيل في عهد الملك المعظم عيسى على خلاف.
• باب المغاربة: يقع في الزاوية الغربية الجنوبية من ساحة المسجد الأقصى، سمي بهذا الاسم لأنه يؤدي إلى حارة المغاربة، أعيد بناؤه في عهد السلطان المملوكي ناصر محمد بن قلاوون.

الأبواب المغلقة

توجد أربعة أبواب للمسجد الأقصى أغلقت في زمن ماضٍ ولم تفتح حتى يومنا الحاضر، وهي:^[١٦][١٥]

• الباب الذهبي: يعرف بأسماء كثيرة منها باب الجنائز، وباب الرحمة، وباب التوبة، ويقع في الجهة الشرقية الشمالية من السور، وقد تأسس قبل الفتح الإسلامي للمدينة، ولم يبق منه إلا الموقع وبعض لمسات من التصميم العام، وقد أعيد بناؤه بعد جلاء الفرس عن القدس ودخول هرقل، وفي العصر الأموي أغلق زمن صلاح الدين الأيوبي لأسباب أمنية، وقيل بل زمن العثمانيين، وقيل بل زمن عمر بن الخطاب لذات السبب.
• الباب الوحيد: يعرف باسم الواحد أو المفرد، وباب العين؛ لأنه يؤدي إلى عين سلوان، ويقع في الحائط الجنوبي، ويعلوه قوس يؤدي إلى الحرم، ويعود تاريخه إلى زمن الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان.
• الباب المثلث: يقع في الحائط الجنوبي، ويعرف باسم الباب الثلاثي؛ لأنه يتكون من ثلاثة بوابات يعلو كل واحدة قوسًا، بني في زمن الخليفة عبد الملك أيضًا.
• الباب المزدوج: يقع في الحائط الجنوبي كذلك، سمي بهذا الاسم لأنه يتكون من بابين يعلو كل منهما قوسًا يؤدي إلى الحرم، وقد بنيّ زمن الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان.

المراجع

1. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 1189، صحيح.
2. ↑ "الموسوعة الحديثية"، dorar، اطّلع عليه بتاريخ 6-5-2019. بتصرّف.
3. ↑ "ماذا تعرف عن المسجد الأقصى"، aljazeera، 8-11-2014، اطّلع عليه بتاريخ 6-5-2019. بتصرّف.
4. ↑ "القدس"، aljazeera، 6-11-2014، اطّلع عليه بتاريخ 6-5-2019. بتصرّف.
5. ↑ "قبة الصخرة"، islamstory، 17-2-2014، اطّلع عليه بتاريخ 5-5-2019. بتصرّف.
6. ↑ "الجامع القبلي"، qudsinfo، اطّلع عليه بتاريخ 5-5-2019. بتصرّف.
7. ↑ "المصلى المرواني"، enjoyjerusalem، اطّلع عليه بتاريخ 5-5-2019. بتصرّف.
8. ↑ "تعرف على أبواب المسجد الأقصى"، aljazeera، اطّلع عليه بتاريخ 5-5-2019. بتصرّف.
9. ↑ "من يتعهّد زيتون الأقصى في موسم قطاف ثماره؟"، aljazeera، 22-7-2-017، اطّلع عليه بتاريخ 5-5-2019. بتصرّف.
10. ↑ "مكتبة المسجد الاقصى"، aqsalibrary، اطّلع عليه بتاريخ 5-5-2019. بتصرّف.
11. ↑ "المتحف الإسلامي بالقدس.. مرآة المدينة وذاكرتها"، aljazeera، 18-5-2017، اطّلع عليه بتاريخ 5-5-2019. بتصرّف.
12. ↑ "مدارس المسجد الأقصى"، aljazeera، اطّلع عليه بتاريخ 5-5-2019. بتصرّف.
13. ↑ "جامع المغاربة"، aljazeera، اطّلع عليه بتاريخ 5-5-2019. بتصرّف.
14. ↑ "مسجد النساء"، qudsinfo، اطّلع عليه بتاريخ 5-5-2019. بتصرّف.
15. ^ ^{أ ب} "أبواب المسجد الأقصى المبارك"، alqudsgateway، اطّلع عليه بتاريخ 6-5-2019. بتصرّف.
16. ↑ "أبواب مدينة القدس"، wafa، اطّلع عليه بتاريخ 6-5-2019. بتصرّف.