أين يقع بئر هداج – حياتكَ

أين يقع بئر هداج

بواسطة:
خلود أبو ستة - آخر تحديث:
١٣:٠٥ ، ٣١ يوليو ٢٠١٩

محتويات

١ بئرهداج
٢ موقع بئر هداج
٣ أهمية بئر هداج
٤ المراجع

بئرهداج

تعد بئر هداج من أكثر الآبار شهرةً في الجزيرة العربية بعد بئر زمزم عبر قرون طويلة؛ إذعرفت بعطائها السخي والمتواصل، حتى أعاد البعض الفضل إليها في جعل محافظة تيماء والمناطق التي تحيط بها أرض بساتين ونخيل وزراعة، وقد أطلق أهل المنطقة على هذه البئر التاريخية العريقة شيخ الجوية، بمعنى شيخ الآبار، نظرًا لقدمه ووفرة وغزارة مائه ، حتى أصبحوا يطلقون على كل كريم فيهم هداج تيماء، وبئر هداج مضرب للأمثال منذ قديم الزمان ويعود ذلك لكثرة الماء فيها؛ فقد ذكرها الشعراء في الكثير من أشعارهم التي أشادت بها وبعراقتها، وقد اعتمد في طريقة تأريخها على مقارنة طريقة بنائها مع المعالم الأثرية المؤرخة مثل: قصور الرضم والحمراء والسور.^[١]

موقع بئر هداج

إن بئر هداج مِن أشهر الآبار التراثية في المملكة العربية السعودية، بل وأضخم الآبار التي عرفها التاريخ القديم؛ إذ يعود تاريخ بنائها إلى سنة ألف قبل الميلاد؛ أي في القرن السادس قبل الميلاد، وتقع البئر وسط المدينة القديمة في مدينة تيماء التي تتبع لمنطقة تبوك، وشكلها دائري غير منتظم، وفوهتها واسعة؛ إذ يصل قطرها إلى ما يقارب 50 قدمًا، وعمقها إلى 40 قدمًا، تحيط بها أشجار النخيل، يعود تاريخ بنائها إلى وقت احتلال البابليين لمدينة تيماء، ويمثل بناءه طابع البناء البابلي، وقد سميت هذه البئر بهذا الاسم نسبة إلى إله الماء عند السّاميين ونسبةً إلى كلمة هدج، التي تعني السير بخطوات سريعة، وذلك كناية عن سرعة تدفق الماء من البئر، وتعرضت هذه البئر لكثير مِن الأحداث مما أدى لاندثارها تمامًا بسبب الطوفان، ثم جاءها آخر وطمرها وظلت على هذه الحال حتى عاد سليمان الغنيم وأعاد الحياة فيها؛ إذ حفرها مرةً أخرى وعادت للعمل وأمدت البلدة بالماء بواسطة السواني وهي عملية قديمة جدًا في استخراج المياه من الآبار بواسطة الخيول والجمال أو غيرها من الحيوانات وهي تعد من تراث المملكة.^[٢]

في عام 1953م زارالملك سعود بن عبدالعزيزمدينة تيماء فأمر بتركيب 4 مضخات حديثة على جميع جهات البئر حتى يسهل على السكان استخراج الماء من جوف البئر، واستخدامه وكانت هذه نقطة تحول في تاريخ البئر وكان نتاج هذه البئر أن جعلت مدينة تيماء مِن المدن الزراعية؛ إذ كانت مياهها سببًا في خصوبة التربة فأصبحت المدينة مليئة بالبساتين، والنخيل، ثم أوشكت مهمة البئر أن تنتهي بسبب عوامل أخرى أدت إلى تهالكها حتى عاد الأمير فهد بن سلطان بن عبد العزيز أمير منطقة تبوك بإعادة الحياة للبئر مرةً أخرى، فأمر بترميمها بواسطة مشروع كان يسمى مشروع الملك سعود لترميم بئر هداج، كان ذلك مشروعًا كبيرًا الهدف منه إعادة هذه البئر الأثرية لوضعها التاريخي القديم؛ إذ أعيد بناء الأماكن المتهدمة بِها، ورُصفت حوافها، ثم وضع عليه سياج حديدي لمنع التعدي عليها أو رمي المخلفات فيها، وعادت البئر معلمًا حضاريًا وتراثيًا تجذب الزوار إليها من كل مكان، وما زال يُضَخُّ الماء من جوفها.^[٢]

أهمية بئر هداج

تستمد بئر هداج أهميتها من الدور التي لعبتها في حياه الأقدمين والمحدثين؛ إذ جعل من مدينة تيماء مدينة زراعية كثيرة النخيل، هائلة البساتين وذلك لاتساعها ووفرة وعذوبة مائها، وتعتمد بئر هداج في مائها على إنتاجية العين الموجودة في زاويته الجنوبية الغربية التي ما يزال ماؤها يتدفق إلى وقتنا الحاضر، وتنتقل المياه منها إلى المزارع بواسطة 31 قناة تبدأ من جوانب البئر وتتفرع إلى البساتين بمختلف مواقعها الذي جعل من تيماء جنة في الصحراء.^[٣]